مرحبًا يا صباحُ .
...العَابِرونَ ..
قدْ آبتِ الطَّيرُ ، يا أطيارُ لملمَة ً
فاللّيلُ يذوي أوانَ الفجرُ يَنتشِرُ ..
ما عدْتُ أحملُ إلّا بعضَ ذاكِرتي
في رُكنِها يَنطوي أو يَختبي العُمُرُ..
ماذا أقولُ، وفي الوَجدانِ أسئلةٌ ؟
تاهتْ بِها لغةُ الأيَّام ِ والفِكَرُ ..
كم ذا جعلْنا خيوطَ الشَّمْس ِ أغنيَةً
طارتْ بها فرحًا في عمرنا الصُّورُ..
وكمْ حمَلْنا نُجومَ اللّيل ِ ننْسُجُها
كونًا ، فحدِّثْ متى الأكوانُ تُبتَكَرُ ..
وكيفَ أنَّا ، بِحارات ٍ على جُدُرٍ ٍ
خطَّتْ أيادٍ حكايا ليسَ تُنتَشَرُ..
هيَ الحكايا أتيْناها منَتَّفَةً،
على السَّواقي ، وذرُّ الماء ِ ينْهمِرُ..
جادَت بها الرُّوحُ عنْ حبٍّ وعنْ ولَهٍ
ما شانَها ،يومَ ذا، إلَّاكَ يا خفَرُ..
فحبُّ جار ٍ لنا قدْ كانَ أمنيَةً،
همٌّ جميلٌ ، وإنْ في حبِّهِ الحذَرُ..
جُلنا وجُلنا على تلًّ وفي سهَلٍ ٍ
ضاجَتْ بِنا هضَباتُ اللَّهْو والضَّجَرُ ..
راعٍ ٍ هُنا ، وهُنا في الحقل ِ حاطبَةٌ
غنَّتْ ،وغنَّى ، وللموَّال ِيُنتَصَرُ ..
فالأوفُ أنغامُ آهاتٍ نُردِّدُها،
على المَفارق ِ ، آنَ الكرمُ يُعتَصَرُ ..
واليومَ بي وجَعٌ ، قبْضٌ بِناصيَتي،
يا عمرُ يكفي حنينُ القلبِ ، والعبَرُ..
لمنْ نُغنِّي ،وقدْ صمَّتْ بَلابِلُنا؟
حتَّى المساكبُ، آهٍ، خانَها الزَّهَرُ ..
أينَ المناعمُ في صوْتٍ ، وفي سمَع ٍ؟
أينَ الحُميَّا ؟ بِها قدْ كنَّا نَفْتخِرُ..
لا شيْءَ بعْدُ ، ولا حتَّى بِنا وطَرٌ،
ضاعَتْ ملامحُهُ ، فالكلُّ يَندَثِرُ..
ي
ا سَلوةَ العُمْر ِ، قدْ لاذتْ بها أمَمٌ
ثمَّ انْحنَتْ ، لهَدير ِ" المَوجِ ِ" تَنتَظِرُ..
عبد الله سكريّة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق