بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 يناير 2021

تصحر الدماء /للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح  أحمد

شاعر الفردوس يكتب :

( تصحر الدماء )

........   ........  ........


        ( تصحر الدماء )

 يا من تصحرت قلوبهم بالجفاء 

رحماكم مهلا من مداد أو دماء ؟؟

من يجيب عنكم أيها البلهاء

ويفك طلاسم

 حنين الران والخفاء ؟

 يا من صنعتم الداء

 بالإعلام والرثاء

وبعتم الدواء بالأرطال

وتريشتم

( بكورونا ) الشفاء وبالدولار

 وتناسيتم شغف السهام

 وأبجدية المعروف وحروف النظام

أرض الله الواسعة ضاقت عليكم

 بما رحبت ورحب البغاء

يامن تمكرون بليل

 وتعسكرون بالنهار 

 وتعكرون طهور الماء بالنزال

 مكركم أرتال

 تزول منه الجبال والأنداء

( والله خير الماكرين )

 في كل ناد هناك أنواء

 طلال ومائدة وحساء

وطلاء ماخور ورحال

وكأس وشراب ومساء وعراء

و عتمة أكمام منزوعة

 وكمام مفزوعة وربا

 رجال أشبه بالنساء

 وهذا الذئب خداع

 ومكار بالرغاء

فكيف تميد الظلال

 بعد الظلال بالهلال

 وما انكسرت كل هذي الجرار

  للنعام والبغام ؟

 وفي سمق الضحى يتسمر النماء 

 بهذا الخلل وذاك المحال ؟

 هذي النخال الطوال  

 عرجونات بغربان البلاء

 كيف تُهدر أمانينا 

وتتلاشى كالغبار في السماء

وتقتل الغزلان والأيائل بالبكاء ؟

 هل لصياد يقشعر في حلمه العنوان

 ويستتر بمجارير الظلام

وراء تسلل الضباب والغمام ؟

قلوب تصحرت وتسترت

 فملأها الطمع والجشع الهمام

 وبعض الذكريات المرة صلبة 

 لا تلين بأغادير الرياء كالصمام

 لن تستكين بأقاصيص الشقاء

 لهذا الباغي اللعين

 تحزبت كالجراد بالزهاء

 فمن كفأ الحلم الحزين للنجباء  

بالقيل والقال

 وشرود المقال الحزين؟

وجلط الدم في الشرايين

 فصار الضنين عزينا في حطام

 وحزينا للجنين المهان ؟

 موجوع وملفوف بالفرار في المنام

 والعيون تنام ولا تنام

 عاليه سندس العلم 

 أحسبه شهيدا بالعتاد

 في الجنوب والشمال

 وعلى قمة الفيه الرضاب

 بالمال والمآل وحسن المأب

والله أعلم بمن في الكفن

 وبمن في الديار 

 وبمن لاذ بالفرار

 أهذا العطن زواج مسيار ؟؟

 أطياف أشباح وحكماء عقلاء

 وحاكم بأمره ضرير جبار جبان

لا يقاوم سحرة العفن بالعناء 

 تاجر ودود بفيء القناع

  قصاب جلاد بالهناء

 دعاه داع رقيق الملامح وخرساء

 مخيف شقي البعاد والنجاد

 يصبو لراع يرعى خدوش عجماء

 بغضروف المحن

  تناغمه الإحن في الأرجاء

 وما هجره شوك أو شجن

كيف أضحت النعمة لا تدوم 

في أقاصي شوق الوطن ؟

ولا ترتجى بالحمد والمنن

ودفع غلو الثمن بالظن والطنن؟

تلك إذا قسمة ضيزى 

 بالهنات في السجن والمرتهن 

 حدود بكماء عرجاء

سطوع الروح ينادي 

ذلك المسكين عمر 

لم عبدت الطريق لوعثاء السفر

 لمهر قوس قزح

فخارت إلينا النقم 

 وغاب عنا الصلاح

راوي الفرح والترح والصياح

 وجاء السلم والسقم

 والملل والنحل

عربي هذا المسكين

 لا مسكين هذا العربي بالفلاح

من يدري أن الوردة تكون 

بين يديه فيقطفها ؟

من يدري أن الملح يبوح بشفتيه

 ويهون فتعرفه ويبهتها

ذاك المأفون الجمر

يا صحراء القلب ليني

لعطارد وجفي لزحل 

و تعبدي سرا لهبل

 ولا تليني للقبل

 لمحفة الأرض بالدعاء

  اتركي لبنى وعزة 

  دعي ليلى وسلوى

  لا ترجفي عبيلة أو بثينة

 عسى الله يخرجنا 

 بعزة مما فينا من عضال

 حتى تدمع القصيدة

 بالغناء والنضال

أين البدر علينا يرمي بالنصال

وأين غطاء الرداء للأوصال؟

 أين بلال أو صهيب أو عطاء؟

كمنوا جميعا 

لتفتيش مفاجىء بلا أوراق

وجبنت وراءهم صحاري الجبال

أين زوار الفجر يرتلون الغباء 

 وبلا هوية يقيدوننا بالحبال

ويصفدوننا بالأغلال؟

 ويرتبون معارك الانتصار للسجناء

 كيف مات القلب بالسخاء ؟

 كيف تصحرت أوردة النقاء

 بالسحاء والرجاء والفداء؟

............... ........... ......

معروف صلاح أحمد

شاعرالفردوس ،القاهرة ، مصر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق