معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب :
من ديوان : ( الفرشاة البنية )
.......................................
( فرشاتي )
ملامحك أرسمها بريشتي البنية
ساخنة وقانية ويانعة وفضية
وقاتلة وسافكة وراسخة وساقطة
وراشقة الخنجر في دمي بتحنان
ولم أرسمها أبدا في ثانية واحدة
باردة أو معتمة بين الفيء والظلال
فيسبقني الإلهام إلى العنوان
أخاف أن يجرفها التيار والتيار
فتنساق راشفة رائعة إلى الأحزان
ينهمر الجليد على شقاوتي مهرجان
يتقوقع فينا المحال بعد المحال
يتفلسف بنا المجال وثورة الحال
فتنتظر معاولي باحتضار
لوعة هدم بنيان الألوان
أخاف أن ترتجف لوحاتي
الهلامية والبرجوازية والكستنائية
وتوثق الأحبار والأختام يا مجدلية
من دهاليز عينك التي لا تنام
تخيفها الأنوار وتخفيها الأنظار
عن العيون بانهيار وانهيار
وتلاحقها الظنون والأوهام
أخاف أن أتهاون فتنتشر الأخبار
ترتعد أناملي وتنساب الأوصال
ويكشف سر أمري
ويفضح المنظور في الوصال
ويجهز قولك على قولي
بهالة الأوصاف :
( لا تشف ملامحي الثلجية العتيقة
بخرائط متون بقعة السواد
على قصاصات هطول التبغ
وأمهات فروع الورق بانتظام
فيضم تراكمات الجليد الجديد
صخب النهار دون انصهار
بوتقة برودة الرصاص و برادة الحديد
وتعم سفاسف سحر الكلام
بياض ريشتك بأعطاف
يكسر زاوية السقيع الصقيع
بنزوح الانعطاف
سدود شقوق القلم بالألغام
وترتجف الألوان بين أناملك بالأنغام
على من هلك بسلطان الانفجار )
فتكتسي ريشتي بالأحمرار والاصفرار
من لهيب غاز الأعصاب
أخاف أن يحترق مرات ومرات
أزرق هذا الاغتصاب
وتعترف من أنا بالاخضرار
فتثمر التلال والجبال والهضاب
أنا من وقع على شهادة الميلاد
أرجوانية الأركان
حيثما كان بالقتل
وارتضى لوحتك جدارية النعمان
بالفتق والعزل .
....... ....... ....... .
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق