معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب
من ديوان : ( الخيل )
................................
( خيل الخيول )
خيل الخيول بالدموع
وبالشموع دعاني
وقال : ( يا أميري يامن تمتطيني
كأدهم الزمان وتمسك لجامي ..
ولا تخشى من الظلام
في الليالي العجاف ناري
الأرض البور بازدراء الطغيان
عفاف بداري
يسيطر على صفحات البيان )
واستحلفتني بالتنور وبالضمير
وبالظهر وبالعصر وبالطهر المبين
وبشمس نور القرآن العظيم
وبصحوة الغزلان للفجر المطير
وبصهوة الظهر الوثير الكريم
الرقيق في الأزمات والقفزان
وبصولة قنفذ العرجان والعربان
ونبهتني في الهذيان
وجهتني لضفائر من أعول
في البراري
وخبرتني في المعامع لمن أصول ؟
وعرفتني في المدامع من أكون ؟
ومن تكون الجواري والجرار؟
وترجيتني قبل الأفول والذبول
و قبل منحنيات الظنون والذهول
أن أكتب قصيدة على الأثير
عن هطوع الذكريات للأصول
عن هطول الدفقات للجندول
عن صفوة سطوع خيل الحياة
عن خنوع وسقوط جل العربان
من على ظهر خيول الحياة
من تبة الوجدان بالدمعات كالجرزان
عن تسوس عشوش البوم والغربان
عن الضفادع والعقارب والأقاني
عن الثعابين والأفاعي والأغاني
عن النسور والصقور والعقبان
عن قلوب صدأت من الغليان
عن صبايا ضعن في الأوطان
عمن باعوا أرواحهم وماتوا
في خزي وشنار وعار وخذلان
عن الأيدي الكاذبة
التي نحبها بالخفقان
وتنعم في الشوارع بالسوار والدولار
عن الأيدي الصادقة التي لا نطيقها
ومحقها القيد في الأغلال
فقلت : يا حياتي يا نغم الآهات
ويا ولعي وقد انفردت الطرقات
وانفرطت الخرزات من عقد اللجام
من( نعم ) و ( لا ) سيدتي
و نعم ما جادت به الخيول
في لب الحالتين مولاتي
عيون الخيل دامعة بذاتي
ورأسها مطأطأ وراكعة
تشتهي الثبات ولا تلين
وزائغة تلف في الأركان
وتنخفض مجبورة للنبات
والطعام في أرض العرين
بهزيم وطء الانكسار
وترمق الزراف يأكل الثمار
وما يطيب من عالي أعالي
غالي الأشجار في الأسحار
وتقطف تعالي سمو الأشعار
من الأفنان بانتصار
من كتب عرجون
أوراق وهج الأسرار
من كثب متون العبرات والنظرات
ورفعة رأس اليقين للأغصان
راتعة كالمسك في الخيال
تلك الأيائل برائحة الخيول
وماتعة ورائجة بلمى الجلال
ورائعة بين حروف القصيد والمقال
يشار إليها بالبنان بلا ملال
تنام في سحر الدلال بالدلال
ولا تنام زهرة البلدان
تسافر لها الروح من الأبدان
بلا هدي بلا ضلال
فيسهر سؤدد الجمال الحزين
فأين صحيح الأذان ؟
أين روأئع صوت بلال ؟
هل صمت بصمت الآذان ؟
ما بها تلك الدموع
كافية بالسمت لا تستكين ؟
والسواجي مطبقة هدبها يطول
ممشوقة كالسهام
في الأرحام مسددة تجول
في رحى الأحلام تؤول
مرموقة تلك الجفون بالعرفان
ورامقة لفحوى الكلام والتبيان
ودامغة في شذى الأقوال
صانعة للظلال برؤي الهلال
واضعة الهم في سلال
داعية للامتنان في مهرجان
وضائعة بين التلال والجبال
راسخة في عرا الأوهام
فماذا أقول عن عري الأفهام ؟
عن ذرا الأفون وفحوى الجنون ؟
عن تلك الشواطىء التي لا تخون؟
ملمسها يدوم ومرسمها في الأحوال
ناعمة للسفن والسفين
داعمة وراغمة وذاكرة وناقلة للحنان
والتحنان والغرام والحنين
وداكنة وحافظة للبياض والسواد
والألوان والأنين
لا تتوه عن التهام العنوان
ناغمة تترفع عن النسيان
لا تفقد الاتزان المشين
نتفقدها بالأطر وبالسياج الضغين
تقفز من على حواجز الأحزان
رفقا مولاتي
بالزرع والبتلات والشتلات والهجين
هذا جبل الزيت اللعين
وهذا جبل الحلال الكبير
ينتظر التقدم في إشارة
فلا تتركي الخيول
ترعى باردة في مرارة
والفحم يلتهب في المغارة
فبرفقة الهمس الكسير المنارة
لا ينكسر بالزيف معها الوتين .
.......................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق