***** ( تَجَلَّ لِذَاتِك ! .. ) *****
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
أبْحِرْ !
فالمدى لك مركب والرياح شراع ،
اغتسل من الوهم !
وتطهّر
من نور تطفح به الأرجاء !
خافق فيك قلب بالخوف والسفر ،
شوق يأخذك بأجنحة من حنين
إلى عوالم للنفس فيها انعتاق ،
وللروح فيها ارتياح .
خائف ، وتدفعك جرأَة ،
متوثّبٌ ، ويشدّك خوف ،
وانت المتردّد بين الخوف والشجاعة ،
بين صنع القرار وتنفيذ الأوامر،
بين التّحفّز والتّخاذل،
وإذا ما خلوت لنفسك
تذوب توْقا وسفرا ،
ووقوفا في أكثر من محطة
وتمعن في الرحيل بحثا وتطلّعا ..
تتجلّْى لك الصباحات شفّآفة مضيئة
فتغمر صدرك هيامات ،
وتطير بك أحلام ..
تحملك اطيار وجدك
نغما ينساب من عيون رانية ،
و تركض بك خيلك جامحة
إلى نجمة متدلّية تنكسر اشعتها
على صفحة البحر المتموّج
تحت لمسات نسائم فجريّة
طهّرها نور في الافْق بادٍ ..
أبحر !
ففي انتظارك مواعيد ولقاءات ،
انتشر في مداك وهجا ودفئا !
وتدفّقْ نبض حبٍّ
وحرارة وجود !
أنت النّبض ،
فكن للهوى عُرسًا !
وانت الوجد ،
فكن للمحبّة دفئا !
وانت الحياة ،
فكن للوجود أُنْسًا !
وانت البدء ،
فكن للربيع صباحا !
تجلَّ لذاتك
تتجلّى المغاليق لك !
وانتصر للانطلاق
يكن البحر لك مطيّة
والأفق رحابا ،
والمدى دربا ومحرابا !
أنْتَ ذَاكَ الذِي فِي النَّفْسِ
فَكُنْ لِلنَّفْسِ مَالَهَا فِيكَ !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق