***** ( يا بحر ! ..) *****
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
يا ملجأَ الروح ضاقت بها سبلٌ ،
في موجك سفر ،
في كنهك أملٌ ،
شوق واحلام ..
موّال إبحار لعشّاق أسفار ،
وأرواح بك أَنِسَتْ ،
في موجك رحلت ،
في طيِّك سرحت ،
عن سرِّها باحت .
الحلم يحملها
والشوق يلهبها لميعاد وأسمار .
دنيا من الأمل
والحلم والسفر ،
حضنٌ لأفئدة ذابت من السفر ،
تاهت بها سبلٌ ،
يجري بها الأمل
تشكو من السّأَمِ
والبؤس والأَلمِ .
في المدِّ وفي الجَزْرِ
دنيا من السّحر،
لولهان ومكتئب
ومكدود ومنتحب،
وعُشَّاقٍ
جراح الهجر أضنتهم ،
ونار الوجد أفنتهم ،
فجاؤوا البحر يبكون
جحود الحبّ يشكون ،
ودمع العين مدرار
وبين الأضلع نار ،
لعلَّ البحرَ ينسيهم
شفاء الروح يعطيهم
ويهديهم
طريق الوصل بالحبّ .
أماني الوصل يا بحر !
مع الأمواج تأتينا ،
فتسقينا وتشفينا
وتهدي الحائر منّا
إلى دنيا المحبّين ،
ووصْلٍ دائم يشفي
غليلا بات يضنينا .
على أمواجك خذها
وغص في العمق بالروح !
فإنّ الهجر أضناها
وصدُّ الحبّ عنّاها،
وباتت من هوى فيها
لهيبُ الهجر يُفنيها.
ترفَّقْ ! .. واحضن الشّاكي
وكفْكِفْ دمعة الباكي !
ومُدَّ موجكَ فُلْكًا
رَكوبَ الشّاكي والباكي !
إلى دنيا من الوجد
وآفاق وأفلاكِ .
حبيبٌ أنتَ يا بحرُ !
أنيس الرّوح في البعدِ ،
إلى أعماقك خذها
بأقسام من الوجد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق