بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 21 يناير 2021

يا بحر/للشاعر علي سعيد أبو زميطة

 ***** ( يا بحر ! ..) *****


                                 بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة

                                                      ( تونس )

يا ملجأَ الروح ضاقت بها سبلٌ ،

في موجك سفر ،

في كنهك أملٌ ،

شوق واحلام ..

موّال إبحار لعشّاق أسفار ،

وأرواح بك أَنِسَتْ ،

في موجك رحلت ،

في طيِّك سرحت ،

عن سرِّها باحت .

الحلم يحملها

والشوق يلهبها لميعاد وأسمار .


دنيا من الأمل

والحلم والسفر ،

حضنٌ لأفئدة ذابت من السفر ،

تاهت بها سبلٌ ،

يجري بها الأمل

تشكو من السّأَمِ

والبؤس والأَلمِ .


في المدِّ وفي الجَزْرِ

دنيا من السّحر،

لولهان ومكتئب 

ومكدود ومنتحب،

وعُشَّاقٍ

جراح الهجر أضنتهم ،

ونار الوجد أفنتهم ،

فجاؤوا البحر يبكون

جحود الحبّ يشكون ،    

ودمع العين مدرار 

وبين الأضلع نار ،

لعلَّ البحرَ ينسيهم

شفاء الروح يعطيهم

ويهديهم

طريق الوصل بالحبّ .


أماني الوصل يا بحر !

مع الأمواج تأتينا ،

فتسقينا وتشفينا

وتهدي الحائر منّا

إلى دنيا المحبّين ،

ووصْلٍ دائم يشفي

غليلا بات يضنينا .

على أمواجك خذها

وغص في العمق بالروح !

فإنّ الهجر أضناها

وصدُّ الحبّ عنّاها،

وباتت من هوى فيها

لهيبُ الهجر يُفنيها. 


ترفَّقْ ! .. واحضن الشّاكي 

وكفْكِفْ دمعة الباكي !

ومُدَّ موجكَ فُلْكًا

رَكوبَ الشّاكي والباكي !

إلى دنيا من الوجد

وآفاق وأفلاكِ .


حبيبٌ أنتَ يا بحرُ !

أنيس الرّوح في البعدِ ،

إلى أعماقك خذها

بأقسام من الوجد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق