رسائل لم ترسل...
كم هي عديدة تلك الجلسات المغلقة التى عقدتها معك يا قلمي وكم هي الرسائل التي استأمنتك عليها وألححت على تدوينها لكنها لم ترسل، كثيرا ما كنت أهرول إليك يا قلمي لأبثك بعض ما يعتريني فتبثه بدورك أوراقا.. ظلت هذه الكلمات رهينتها،من هذه الرسائل التى ترددت في كتابتها تلك التى نويت إرسالها لأبدي فيها كثيرا من إعجابي وإطرائى واستحساني لأولئك الذين أسدوا لي الكثير من الأفضال دون مقابل ،رسائل أخرى أترجم من خلالها جام غضبي لأولئك الذين أمطروني ألما وظلما بتصرفاتهم البذيئة، فأفرغت بها عتابي ولومي، لأني تمالكت نفسي تعففا أمامهم ،رسائل امتنان وعرفان لأولئك الأساتذة الذين نهلت من علمهم وكانوا نبراسا لي في مسيرتي العلمية،رسائل عرفان إلى من كانوا سببا في وجودي وكدحوا لأرتاح، ووهبوني طعم الحياة والدي العظيمين ،رسائل إلى أولي الأمر وأصحاب النفوذ أترجاهم أن يتقوا الله في رعيتهم ويؤدوا الأمانة ،رسائل إلى وطني العزيز الذي يسكنني قبل أن أسكنه لأطمئنه مخلصة أنني أصون أمانة تضحيات الشهداء الذين أقسموا بالدماء الزاكيات على صيانته، رسائل إلى نفسي أعتذر فيها على مابدر مني تجاهها من إجبارها لتحمل الآخر وتحميلها ما لا تطيق، رسائل إلى الآخر الذي وضعته الأقدار في طريقي وقد أكون أخطأت في حقه، أستميحه عذرا،رسائل إلى السماء طلبا للمغفرة وتيسير أمور الحياة ومنغصاتها، كل هذه الرسائل التي خطت ولم ترسل ظننت أنها مجرد ترهات تسكن مخيلتي وبقيت رهينة الأدراج ،لكنني سرعان ما تداركت أن هذه الرسائل لا تحتاج إلى بريد لتصل إلى أصحابها،إنها رسائل أثيرية تتولاها إرادة السماء ، ولعلي فقط لم أحسن قراءة الردود على هذه الرسائل والتي تمثلت في استجابة الخالق برفع التظلمات والاقتصاص لي ،بدفع البلاء ، بتيسير أموري ، بمباركة أموالي ،بصيانة أسرتي ، إنها الرسائل الربانية ودعوات من الوالدين وكل من أسدينا لهم خيرا ، كم هي جميلة هذه الرسائل التي تتخاطب فيها أرواحنا مع السماء لتتحول إلى أرصدة تحاك على ظهر الغيب ...
.بقلمي أنا أمداح سعاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق