وما يدريك لعله ....
أعرض وتولى ذو علم او أستاذ أن جاءه طالب علم أو باحث مبتدئ ناشئ يرجو منه فائدة، وما يدريه لعله ذات يوم يصير نجما ساطعا متألقا في مجال البحث العلمي بما قدمت له من التوجيهات النيرة؛ يسترشد بها في مساره البحثي.
كلح وجه معلم صغار في المدرسة أن جاءه متعلم عليل الفهم يستوضحه فيما غاب عنه من المعارف فخلى سبيله؛ وما يدريه لعله يشفى من علته بما قدم له من الإيضاح.
أعرض المدير عن موظف معه قدم له مقترحا لتطوير عمل المؤسسة؛ وما يدريه لعله هو من سيقودها ذات يوم أو يكون في اقتراحه الحل الأمثل للنهوض بعمل المؤسسة.
عبس وتولّى عن آخر لاختلاف بينهما في اللسان أن جاءه بفكرة وتدبير مناسب؛ وما يدريه أن في جعبته من العلم والمعرفة ما ليس عنده، وربما أفيد منه ما ليس عند مؤتلف اللسان.
عبس وتولّى في وجه ذي هندام متواضع؛ وما يدريه لعله يحوي في عقله معاني يفاد منها، أو كان الإقبال عليه وتلبية حاجته سببا لترقية وضعه وتغيير مظهره.
كلح رب المعمل وجهه أمام فكرة أشار بها أحد العمال البسطاء؛ وما يدريه لعله بذلك يحصل النماء والتطور للمعمل.
أعرض وتولّى واعظ عن امرأة بغيّ؛ وما يدريه لعلها تائبة إلى الله بما تسمعه منه من النصح.
كلح وجهه من حال شاب طائش جاء يسأل المخرج من ورطته؛ وما يدريه لعله يكون منجاه مما هو فيه بما يسمعه من كلمات الأمل.
عبس وتولّى في حق تاجر يغش في معاملاته؛ وما يدريه أنه ممتنع عما هو عليه بما وصل إلى عقله وقلبه من جواب شاف.
أعرض عن جماعة جاءت تطلبه يتأمّر عليها، وما يدريه لعله بذلك الائتمار رافع عنها من الحرج والمشقة الشيء الكثير.
كلح وجهه في جوار سوء فابتعد عنه؛ وما يدريه أنه كان ببقائه معه خير هاد له ومعين على استقامته.
بقلم: عبد الحق لمهى . المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق