بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 11 يناير 2021

نرجس للروح شراع للقلب /للشاعر سليمان دغش

 نرجسٌ للروح شراعٌ للقلب/  سليمان دغش


للرّوحِ نَرجِسُها البَهِيُّ

وَللفُؤادِ شِراعُهُ

وَالبَحرُ يَرمي للرِّمالِ مَعاطِفَ المَوجِ الندِيِّ لَعَلَّها

تَرمي إِليْهِ ثِيابَها وَسَرابَها...

يا بَحْرُ لا تَخْرُجْ عَليَّ فَأَنتَ فِيَّ

وَلا تُحاوِلْ أَنْ تَمُدَّ يَدَيَّ

أَبعَدَ مِنْ ضَفائِرِ زَوْجَتي فَأَنا لَها

وَلَها مَرايا الرّوحِ إِنْ خَلَعَتْ قَميصَ النَّومِ تَكْسِرها وَتَكْسِرني

إِذا ما بَدَّلتْ أَثوابَها !

للرّوحِ نَرجِسُها البَهيُّ

وَللفُؤادِ شِراعُهُ الوَهمِيُّ

ماذا يُنْشِد الدّوريُّ في تَحْليقِهِ الأَبَدِيِّ مابَيْنَالسَّحابَةِ

وَالسَّحابَةْ ؟


لا وَقْتَ للتَّحْليقِ حَوْلَ الوَقْتِ

فلنُغْلِقْ مِظلَّتنا قَليلاً أَو لِنَهْبِط

مِنْ فَضاءِ نِقاشِنا اللغَوِيِّ

كَيْ نُفْضي إِلى سِرِّ الكِتابَةْ

لا وَقْتَ للتَّحْليقِ فَوْقَ الوَقْتِ

إِنَّ الأَرضَ تُفلِتُ مِنْ أَصابِعِنا

وَتَنأى عَنْ تَساؤلِنا فَنَسأَلُ ،

ثُمَّ تَنْأى ثُمَّ نَسْأَلُ مَرّةً أُخْرى

فَتَنْأى ثُمَّ تَفْضَحُنا الإجابَةْ..


لا وَقْتَ للتَّحْليقِ حَوْلَ الوَقْتِ، فَوْقَ الوَقْتِ،بَعْدَ الوَقْتِ فَلنَهْبِطْ قَليلاً قَبْلَ أَنْ تَمضي البِلادُ إِلى وَصِيَّتِها  وَتَهْدأَ في مَدامِعِنا

وَفي سفر الكآبَةْ..!!

للرّوحِ نَرْجِسُها البَهيُّ

وَلي جَناحا نَوْرَسٍ وَعَلى فَمي

لُغَةُ الحَمام ِ وَفي دَمي يَتَمَرَّدُ البَدَويُّ فاخْرُجْ مِنْ دَمي

يا أَيُّها البَحْرُ الذي لا ماءَ فيهِ

سِوى دَمِي

أُخرُجْ عَليَّ الآنَ فِيَّ فَلِلفُؤادِ شِراعُهُ وَالرّوحُ تَمنَحُ طائِرَ الفينيقِ نَرجِسَها وَتَفتَحُ للعَواصِفِ في دَمي أَبْوابَها..

يا بَحْرُ فاخلَعْ ما لدَيْكَ مِنَ المَعاطِفِ للرِّمالِ لَعَلَّها تَرْمي إِليْكَ ثِيابَها وَلَعَلَّها تَرْمي إِليَّ سَرابَها

وَسَرابَها

وَسَرابَها... 


( من ديوان:زمـــان المكـــان- اصدار بيت الشعر الفلسطيني/رام الله)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق