بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 26 يناير 2021

صبراً يا أهل العراق /للشاعر طه صلاح هيكل

 صبرا يا أهل العراق 

صبرا على هذا البلاء 

صبرا على قدر الحزن والشدة  والبكاء 

سلام على الشهداء منذ عهد كربلاء 

سلام على الحسين

سيد شباب أهل الجنة 

عدمنا الرجال عدمنا الأحرار

لم يعد فينا

 من رجل رشيد 

 

لم يعد لنا من دمع

 نكفكفه سوى بأكفان

الشهداء

سلام الله على بغداد 

والنجف 

والموصل العصماء 

ياأهل الخراب ترفقوا 

بأرضنا وسمائنا كفوا أيديكم عنا أيها الأعداء 

واذهبوا عن أرضنا 

كفانا من العناء 

كفانا من الدم  كل يوم يروي زهر بلادنا 

يسقي أرض بلادنا

 التي كانت يوما غناء

كفانا ماحاق بنا من فتن 

أنتم أهلها ومشعلوها وستكونون حصب جهنم 

أنتم  لها  واردون 

وإلى الجحيم فاذهبوا   فلستم  بالطلقاء 

سلام  الله  على العراق 

من أرض مصر إلى يوم 

اللقاء 

طه هيكل


قواعد النحو /للشاعر طه صلاح هيكل

 قواعد النحو 

 تبكي

حظها العاثر

تبكي من فعل

 جروه قسرا

ومفعول للنصب

 قد غادر

وحال مرفوع

 على مشنقة

المواهب 

وقتل الضمير 

مستتر وظاهر

أين الفراهيدي

 الذي

أفنى عمره 

وأضحى

رهين المقابر

بل أين سيبويه 

لو عاش زماننا 

لانتحر وحطم المحابر

لو يسمع يوما 

 أن حروف الجر

رافعات

  يا ويلها أين الضمائر

هذه صرختي

 في عالم الأشعار

 إن الجرح غائر

 ولقب أمير الشعر

 يعطى

لمن لا يعرف

تصريف  المصادر

بئس ما صنعتم

 بالقريض

فليس لكم في

العجن من أشباه

 أو  نظائر

لبستم ثوب 

الشعر زورا 

والإملاء تبكي

 حظها العاثر

أعرب عن شديد 

حزني على لغتي

وهويتي 

ووسيلتي

فليس لها في

 ثرائها من مُناظر 

ورثناها غضة

 سخية 

من كابر عن كابر 

عن كابر 

طه هيكل


وشاء القدر أجنحة الكلمات /للشاعر علي حميد سبع

 🇮🇶 !!!!!!!'

وشاء القدر .. تاهت في خطاها الأماني وغاب القمر ..

ارتحل الشوق مبتهلاً وضاعت دروب السفر  ..

معللتي بالوصل أقصري  ، كل حروفي نبض من وتر ..

اشبعتها اوجاعي وفرت من أسار القدر ..

،،،،،

تناثرت أشلاءً كلومي وشعاع لحظها القدر ..

وصحوت من حلمي ، وجدتني في احداق النذر ..

تتوعدّني المرايا وينذرني الخطر ..

،،،،،

جوىً في حروفها ينبض ..

يسري في دماء السطور و يعبق ..

والشوق نار في لظاها تحرق ..

جسور المودّة تندب حظها ، من شرود لحظها تُسرَقُ ..

وتعود حافية القدمين والضوء في احداقها يَبرُقُ ..

،،،،،،

علي حميد سبع 

أجنحة الكلمات (١٣)

ااا'


صفوة الرأي /للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس يكتب :

( صفوة الرأي )

.............................

        ( رونق قصيدة النثر )

 اللغة العربية هي بذاتها مولودة بموسيقية حقيقية لا تدركها إلا أذن متأنية ، وواعية وصاغية ودارسة لهمس وجهر الحروف من الاستفال والاستعلاء ، والغنة والتنغيم ،  والترقيق والتفخيم ، والإخفاء والإظهار والإدغام ، والمد والعلة واللين ، و السواكن والمتحركات ..  

ومن هنا نشأ علم الترتيل وعلم التجويد ، وعلوم التوشيح والمقامات ، وعلم الأصوات وموسيقا الكلمات والسلم الموسيقي والتلحين والأنغام ، والنفط والتشكيل كما نشأت علوم البلاغة والفصاحة، واللغة والنقد والبيان والتبيين ، وبيان فن إعراب وصرف الكلام ، ومعرفة جيده من رديئه وغيرها ... ومن هنا كانت عظمة القرآن أنه نثر بليغ حكيم معجز ومذهل ذو فواصل أذهلت المستمعين ببلاغة التراكيب وتحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثله ولو بأية واحده منه ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .. 

وسر جماله البلاغي والخطابي  والنصي واللساني طبيعي في كلماته ولغته الخاصة بخصائصها المتعددة والمتنوعة  نستطيع أن نلمس واحدة منه في موسيقاه  العذبة التي تقشعر منها الجلود والأبدان بتنغمه وترتيله وتجويده ...  وفي طريقة رص الكلمات بجانب بعضها البعض ما أطلق عليها عبد القاهر الجرجاني ( نظرية النظم ) والإعجاز في القرآن الكريم وفي الشعر والنثر ، وما نطلق عليه نحن ( طريقة العرض والأداء ) وتحليل وتقطيع الكلمات بموسيقا اللغة العربية المحفورة في بنية ، واشتقاق وصيغ الكلمات المختلفة .. هكذا تعلمنا نحن ودرسنا صيغها ومفرداتها واشتقاقتها واستعمالاتها .. ووصلنا إلى أن ( قصيدة النثر ) إذا فقدت الوزن أو البحر أو التفعيلة أو القافية الخارجية لابد أن تعتمد على الإيقاع والنظم والنغم والفواصل والمجازات المتنوعة والمختلفة ؛ لأنها أسمى وأعم من العروض أو البحور ، وهذه طبيعة موسيقا وسرد الكلام بطريقة منتقاه قبل أن تكون موسيقا الشعر والعروض علما ، وقبل أن تجمع البحور ؛ لأن النثر أسبق في الوجود من الشعر ...

 وهذه معادلة صعبة جدا جدا 

لا تتلمسها الأيدي إلا بمهارة فائقة ..   ومن استطاع كتابة قصيدة النثر بالتنغيم والإيقاع والنبر والمقاطع والظواهر الصوتية والموسيقية في مفرداتها وأناقتها بعناية كلماتها  المجازية والإشعاعية وتداخلاتها، وحقق فيها اللغة الانزياحية وشاعرية الكلمة ، وبنى فيها كوكبا من فوضي الكلمات ، ورسها ورتبها بجانب بعضها بطريقة معينة كحبات العقد المنظومة في سلك بداية من جوهرة التاج الخرزة الكبرى الأم المتمثلة في العنوان ثم بقية الخرزات من الأكبر للأصغر في متوالية معينة منظمة بعلاقات متعددة حتى نصل لأصغر حبة من حبات العقد المنظومة بجواهر الكلمات ، وبها ينعقد السلك على الحبات بنهاية القصيدة .

و نستطيع أن نقول ذلك بطريقة  أبسط بطريقة رص الكلمات بجانب بعضها  بربق ميزان خفي كالطوب داخل بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا ، حتى يتشكل في النهاية قصرا من جماليات المجاز وعمق الكلمات ، وجعل الفضاء بناء محكما بحجرات من النظام المتعدد في سماء القصيدة. 

 ساعتها وساعتها فقط تصل قصيدة النثر وتكتمل إلى الرقي في الشكل والمضمون والمحتوى والمغزى والقلب والقالب ، وعمق التجربة الشعرية ذات البعد الإنساني والكوني وتتخلق بداخلها وتتكون موسيقا داخلية وقواف خفية ، وتقضى على الرتابة البغيضة في القافية الخارجية هنا تكون قصيدة النثر ذات كلية موسيقية متكررة في وحدات معينة بأزمنة متساوية في نظام معين من المقاطع. هنا فقط تنتهي جدلية ميزة قصيدة النثر ؛ لأنها وصلت إلى الرقي والرقي المنشود .

...........................................    

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر


الشوق /للشاعر عبدالله سكرية

 .......الشَّوقُ...

بشوق جئتُ أسألُكم

وأخشاها سؤالاتي

فهلْ في الحبِّ منْ سكَنٍ

ألَا قولوا حَبيباتي

أمَا جُنَّتْ عواطفُكم،

وحُفَّتْ بالجراحاتِ؟

أمَا للبالِ قد شَغلتْ،

صباحًا والمسيَّات ِ

أمَا حنَتْ لهُ مهَجٌ

عطاشًا في العشيَّاتِ؟

وعادتْ نسجَ أخيَلةٍ ،

ومَلأى بالشِّكاياتِ

حُبيباتي أنا مُضنى ،

أنا المشغوفُ بالآتي

دعوني أمتلئْ مُتَعًا،

وأمضي بالتّحيّاتِ

دعوني والمُنى أمَلٌ،

بأنْ ألقى سعاداتي

وحينَ


الحبُّ يَصدُقني ،

فعنّي يا عذاباتي َ

وعُذرًا ،إنَّني بشرٌ،

وأهواها المِلاحاتِ

ولولا أنّي مشتاقٌ،

لَما كانتْ حكاياتي

عبد الله سكريّة.

قلمي محايد /أبو عبدين محمد الحسني

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه

٭-----٭

المحايد 

٭-----٭

قلمي محايد

لا يعرف النصر ولا الهزيمة

لا يعنيه حرب ولا سلم

لا يشغله ربح ولا خسارة

لا يعشق ولا يبغض

لكن من أخذه جعله عاصيا

أو مطيعا، أسود اللون

أو بنفسجيا، قلمي ضعيف

ومن أمسكه جعله سيفا بتارا

أو سيل انهيار بالصخور والأحجار

قلمي بطيء...

في يد محركه يصير نسرا، 

صقرا، نفاثة

يخضر في يد محب

ويصفر بيد مغاضب

ويحمر في يد ظالم

ينام بصحبة غافل

فاتركوا قلمي محايدا.

٭-----٭

ذ. محمد الحسني بطي


النخل الأحمر /للشاعر محمد علي الشعار

 النخلُ الأحمر 


لكلِّ انفجارٍ في الطريقِ شهيدُ 


ودمّي على طولِ المنونِ وَدودُ


أما شَبِعتْ نارُ الظلامِ من الردى 


متى يَنفري يا ليلُ فيكَ وريدُ ؟! 


قتلتُم بأعمارِ الأزاهرِ نسمةً 


ويصمتُ في غُصْنِ الرفيفِ غَريدُ 


فما طار *بالونٌ لطفلٍ وفرْحةٍ


ولم يأتِ من بيضِ المباهِجِ عيدُ 


إلامَ يظلُّ الطفلُ مُنتظِراً أباً


على وقْعِ خطويْهِ الأمانُ بريدُ ؟


ترمَّلَ نخلٌ ما استفاقَ من الونى 


لهُ مريميّاتُ الجذوعِ قصيدُ 


لمن تُبْرِقُ الأثوابُ من بعدِ فُرْقةٍ 

 

وعن جفنيَ الحلْمُ الجميلُ بعيدُ ؟! 


لبِستُ على الأحزانِ حزناً بلا سما 


ليُخْلقَ من رحمِ الهلالِ جديدُ 


تتالتْ على جرحي الكتائبُ كلُّها 


وللعينِ قرْحٌ والسيوفِ مزيدُ 


تَثلَّثْتُ بالأوجاعِ ضلعاً ودمعةً 


ورؤيا على خُضْرِ الوِسادِ تبيدُ  


لكلِّ عراقٍ في الخيالِ شبيهُهُ 


ونبضُكِ يا بغدادُ فيَّ فريدُ 


أنا ابنُكِ يافيحاءُ وابنةَ * وارثٍ 


وتاريخُ أجدادي - فُديتِ - مجيد ُ 


أنا فَرْخُكِ المنذورُ في ريشةِ القطا 


ومازالَ في نبعي جريرُ يُشيدُ . 


محمد علي الشعار 


٢٢-١-٢٠٢١


من عبق الماضي /للشاعر صديق علي

 صديقيَّةُ  :  ❤️  مِنْ عَبَقِ المَاضي  ❤️ . 👍 


               جَدَّدتُ  قُبَيلَ  لِقَائِها  أَنفَاسِي … 

               فَتَوَقَّدَ في الخِتَامِ  نَبْضُ  إحسَاسي … 

               ولَمَّا بلَغَ  التَّوَهُّجُ  ذُروَةً … 

               قَابَلتُها  في حَيَاءٍ … 

               وغَابَتْ عن لساني  حِنْكَةُ  السِّيَاسي … 

                     ****    ❤️    ****

               ولم  تَكُنْ  حُلوتي في الحَيَاءِ أَقَلَّ  حَظَّاً … 

               وبَينما  كلانا  من  حَرَجِ  البَوحِ  يُقَاسي … 

               خَرَجَتْ من لِساني مُلَجلَجَةَ الحُروفِ … 

                        ❤️  أُحِبُّكِ  ❤️

               وتَكَسَّرَ  إيقَاعُها ، في حَلقي  النُّحَاسي … 

               وبالمِثْلِ  رَدَّتْ  خَفِيضَاً  صَوتُها … 

               وأنا  &  أُحِبُّكَ  & . يا زَينَ أَهلي  ونَاسي  ..

                     ****    ❤️    ****

               ثُمَّ  انفَرَجَتْ  على الفَورِ أَسَاريرُنا  مَعَاً … 

               وطَابَ  اللِّقَاءُ  بَعيداً  عن أَعيُنِ  الحُسَّادِ… 

               في  أَحلَى  الأَماسي …  

                     ****    ❤️    ****


            بقلم  :  👍  :  @  الشاعر :  صديق  علي  .


خيل الخيول /للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد 

 شاعر الفردوس يكتب

 من ديوان : ( الخيل )

................................

  ( خيل الخيول )

 خيل الخيول بالدموع 

 وبالشموع دعاني 

وقال : ( يا أميري يامن تمتطيني   

 كأدهم الزمان وتمسك لجامي .. 

ولا تخشى من الظلام 

 في الليالي العجاف ناري

الأرض البور بازدراء الطغيان

 عفاف بداري

 يسيطر على صفحات البيان )

واستحلفتني بالتنور وبالضمير  

وبالظهر وبالعصر وبالطهر المبين 

وبشمس نور القرآن العظيم  

 وبصحوة الغزلان للفجر المطير

  وبصهوة الظهر الوثير الكريم

 الرقيق في الأزمات والقفزان

 وبصولة قنفذ العرجان والعربان

ونبهتني في الهذيان 

 وجهتني لضفائر من أعول 

 في البراري

 وخبرتني في المعامع لمن أصول ؟

 وعرفتني في المدامع من أكون ؟

ومن تكون الجواري والجرار؟ 

وترجيتني قبل الأفول والذبول

 و قبل منحنيات الظنون والذهول

أن أكتب قصيدة على الأثير

عن هطوع الذكريات للأصول

 عن هطول الدفقات للجندول

 عن صفوة سطوع خيل الحياة

 عن خنوع وسقوط جل العربان 

 من على ظهر خيول الحياة 

 من تبة الوجدان بالدمعات كالجرزان

عن تسوس عشوش البوم والغربان

عن الضفادع والعقارب والأقاني

عن الثعابين والأفاعي والأغاني

 عن النسور والصقور والعقبان

عن قلوب صدأت من الغليان

عن صبايا ضعن في الأوطان

عمن باعوا أرواحهم وماتوا

في خزي وشنار وعار وخذلان

عن الأيدي الكاذبة

 التي نحبها بالخفقان

وتنعم في الشوارع بالسوار والدولار

عن الأيدي الصادقة التي لا نطيقها

 ومحقها القيد في الأغلال

 فقلت : يا حياتي يا نغم الآهات

  ويا ولعي وقد انفردت الطرقات 

 وانفرطت الخرزات من عقد اللجام

من( نعم ) و ( لا ) سيدتي

و نعم ما جادت به الخيول

 في لب الحالتين مولاتي

 عيون الخيل دامعة بذاتي

ورأسها مطأطأ وراكعة 

 تشتهي الثبات ولا تلين 

 وزائغة تلف في الأركان

وتنخفض مجبورة للنبات

 والطعام في أرض العرين

 بهزيم وطء الانكسار

 وترمق الزراف يأكل الثمار

 وما يطيب من عالي أعالي

 غالي الأشجار في الأسحار

 وتقطف تعالي سمو الأشعار 

  من الأفنان بانتصار

  من كتب عرجون

  أوراق وهج الأسرار

 من كثب متون العبرات والنظرات

 ورفعة رأس اليقين للأغصان

 راتعة كالمسك في الخيال 

 تلك الأيائل برائحة الخيول

 وماتعة ورائجة بلمى الجلال

 ورائعة بين حروف القصيد والمقال

 يشار إليها بالبنان بلا ملال 

 تنام في سحر الدلال بالدلال

 ولا تنام زهرة البلدان

 تسافر لها الروح من الأبدان

 بلا هدي بلا ضلال

 فيسهر سؤدد الجمال الحزين

فأين صحيح الأذان ؟ 

أين روأئع صوت بلال ؟

 هل صمت بصمت الآذان ؟

 ما بها تلك الدموع

 كافية بالسمت لا تستكين ؟

 والسواجي مطبقة هدبها يطول

 ممشوقة كالسهام

في الأرحام مسددة تجول

في رحى الأحلام تؤول

مرموقة تلك الجفون بالعرفان

ورامقة لفحوى الكلام والتبيان

ودامغة في شذى الأقوال

صانعة للظلال برؤي الهلال 

واضعة الهم في سلال

داعية للامتنان في مهرجان

وضائعة بين التلال والجبال 

راسخة في عرا الأوهام

فماذا أقول عن عري الأفهام ؟

عن ذرا الأفون وفحوى الجنون ؟

 عن تلك الشواطىء التي لا تخون؟

ملمسها يدوم ومرسمها في الأحوال

 ناعمة للسفن والسفين

 داعمة وراغمة وذاكرة وناقلة للحنان   

 والتحنان والغرام والحنين 

 وداكنة وحافظة للبياض والسواد   

 والألوان والأنين

لا تتوه عن التهام العنوان

 ناغمة تترفع عن النسيان

لا تفقد الاتزان المشين

 نتفقدها بالأطر وبالسياج الضغين

 تقفز من على حواجز الأحزان

 رفقا مولاتي

 بالزرع والبتلات والشتلات والهجين 

هذا جبل الزيت اللعين

وهذا جبل الحلال الكبير

ينتظر التقدم في إشارة

 فلا تتركي الخيول  

 ترعى باردة في مرارة

 والفحم يلتهب في المغارة

 فبرفقة الهمس الكسير المنارة

 لا ينكسر بالزيف معها الوتين .

.......................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.


طوفان روح /للشاعر أبو أيهم النابلسي

 🚣‍♂️           أبو أيهم النابلسي

          طوفان روح

          "" "" "" "" "" ""

 سـلامٌ عليـك ..

 ليـس إلاك من تستحق السلام

 لأنـك طـوفان روحٍ لا يتـكرر

 فـي ألـف عـام ..


 سـلامٌ عليـك

 وأنـت هنـاك  بـعد المسافات

 خـلف البحـار  وفـوق الغمـام ..

 سـرَّة الكـائنـات لـهفة الأمنيـات

 غبـطة كـل الـرؤى

 وسـرب حمـام ..

 سـدرة نـورٍ  وحقـل سنـابـل

 تطـل على  الأرض بالحـب

 والـود  والانسجـام  ..

 وتبقيـن أنت الفـريدة بين الـزحام ..


 سـلامٌ عليـك

 وطيفك آخًر مـا تشتهيه عـيوني

 حيـن تنـام ..

 وحيـن يشقشق نـور الصبـاح

 أركـض خلـف عيـونك

 مسيـرة عــام  ..

 وحيـن أراك  أُصـابُ بـدائين

 داءُ التمـدد في دفئ صـوتك شـوقاً

 وداءُ تعـاطـي الأرق  !!

 وأُشـطر نصفيـن

 نصـفٌ يـراك

 ونصـف يـذوب علـى

 صفحـات الـورق   ..


             أبو أيهم النابلسي


أطفال الحياة /للشاعر جرجس لفلوف

 ‏أطفال الحياة    .

 أيها الأطفال الأبرياء الطاهرون  

هل انتم من دمشق  ام من بغداد  ام من صنعاء.. ام من........? 

من مات  من بقي أيها الغلمان .?

لا تجيبوا لأنكم لم تتعلموا كلام الأوغاد وشياطين الظلام 

تتعلمون كلمات الحب والعيش بسلام وأمان 

يا اطفال سورية والعراق واليمن ووو.......

يا أطفال الجراح والانات والاهات ووو...

يا أبناء جيل الهزائم والننكبات والقتل والسبي والإغتصاب ووو....

يا أطفال زمن التجارة بالدين والدنيا وزمن الفساد والإرهاب 

اوطانكم معلقة في أعناقكم 

 انتم أمل الخلاص والمستقبل 

 ................

نحن جيل الخيبة والعار والانهيارات

نحن جيل الغرائز والتطرف والانانيات

جيل تجار الدين والدنيا وعشاق الحوريات

جيل المؤتمرات والشعارات والخطابات 

جيل العمالة وبيع الاوطان والخيانات

..................

 يا أطفال الحياة انتم جيل صنع  الحياة   

كونوا واحدا ولا تتفرقوا أو تفرقوا 

 إن انتم توحدتم وناضلتم موحدين 

ستكتبون التاريخ بعقولكم ومداد أقلامكم

ستبنون مستقبلكم بالحب والعيش المشترك القائم على الحرية والعدالة والمساواة

ازرعوا في عقولكم القبلات والهمسات واللقاءات والتفاعل في الحوارات 

 ازرعوا بذورا تبرعم وتزهر وتثمر حبا وحياة   

جرجس لفلوف سورية


كن منصفاََ/للشاعر محمد عزو حرفوش

 .. كنْ مُنصفاً..

ربّ سوءٍ بسوئهِ 

أحسن من حُسنٍ فاضَ حسنُهُ. 

والضدُّ يظهرهُ ضدُّهُ. 

فكم غيثٍ زادَنا جفافاً 

وقد أبهرنا رعدُهُ. 

ربيعُنا باتَ خريفاً ممزَقَ العطرِ 

ذابلاً وردُهُ.

الشِعرُ هجرَ قوافيهِ على رصيفٍ 

يترنّحُ؛ تائهٌ نبضُهُ.

اليراعُ يغدقُ مداداً دامعَ المُقلِ 

مُباحاً وِردُهُ.

والإطراءُ 

ينالُ الكاتبَ لا المكتوب 

لو كان حديثاً عهدُهُ.

النقدُ للأحبّةِ نائمٌ في مخدعِ غمدهِ 

وللغرباءِ مرهفٌ حدُّهُ.

لستُ شاعراً ذائعَ الصيتِ 

أو أديباً ساطعاً مجدُهُ.

غير أنّي منصفٌ لو تملّكتُ حُكماً 

يحكمني البيانُ و قدُّهُ.

الأدبُ ليس أشخاصاً 

بل حروف نيّرة

يخطُّها يراعٌ صادقٌ وعدُهُ.

.. محمد عزو حرفوش..


البساطة والعفوية /للشاعر ميلمي إدريس

 السلام عليكم 

بقلم الكاتب الأديب الشاعر الزجال المغربي 

إدربس ميلمي المغرب / فاس/22/01/2021 

الموضوع تحت عنوان 

البساطة والعفوية 

البساطة هبة الله لعباده الصالحين في هذه الباسطة ألا وهي الأرض لذا علينا أن نتسم بها مادمنا بسطاء بطبعنا وبإيماننا الذي يلهمنا معنى البساطة التي بدورها تحيي فينا حب الله ببساطة الأشياء في هذه الحياة التي رزقنا إياها ونحن نصول ونجول فوق الأرض التي أمر وأمره الحق بهبوط أبونا آدم وأمنا حواء إليها بسبب بساطة فكرهما لهذا على كل عبد بسيط أن يكون بسيطا قبل أن يتفهم بساطة الآخرين لأن التفهم هو العيش في ما يُحِسُّ به البسطاء الذين يشملونه ببساطتهم وهو لا يدري بساطة الكثير من حوله 

أما العفوية فهي روح مرحة تسكن كل عبد يتسم بعفوية أكوانه قبل عفوية مظاهره وهذا لا يُعَدُّ نُقْصانًا كما يظن بعض من تسكنهم سوء النية وكبرياء النفس الأمارة بالسوء بل روحُ عِطرِ مِسْكٍ خارجٍ من جسد طاهر لا يعرف إلا مصداقية القول والفعل دون تردد منه ليفتح المجال لكل متعطش لحلاوة هذه الحياة بأن يفهم ويَعيَ ما لا يكن بالحسبان مادام هذ ا العبد البسيط أوالمسكين أو الفقير ببساطة فكرته وعفوية نظريته يُخرجُ له ما خَبَّأتْهُ له بَداهَتُه والعكس بالعكس صحيح فالمعرفة مشترك بينهما وهما في نفس الوقت لا يَعِيانِ مَنِ البسيط .. من المسكين .. من الفقير ... مادامت حياة الماض والحاضر تجمعهما بكل حَيثِياتِ حِقبِ الأزمنة الغابرة والظاهرة لأن الزمان والمكان حياتهما ومستقرهما . هنا المعادلة البسيطة والعفوية دون تردد

ألا وهي كل عبد بسيط . عفوي .. لأن البساطة تعلمنا حسن الخلق وإخلاص النية بطبعنا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى وكما قال لنبيه ورسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام مخاطبا إياه وقوله الحق في سورة هود الآية 112 : فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) 

لذا علينا أن نتعايش بروح الإخلاص وحسن النية التي يعاملوننا البسطاء والعفويين أو بأصح القول ... يُهْدُونَنَا .. أي هدية بساطتهم وعفويتهم . وذلك باستقامة فكرنا وخلق وعينا لنكون حقا بسطاء وعفويين بطبعنا البسيط والعفوي لكن في ما يرضي الله سبحانه وتعالى ونبيه محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم . وكما جاء في قوله تعالى وقوله الحق

في سورة آل عمران الآية 159 

( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (159)

هنا الرحمة واجبة ومؤكدة كما في قوله تعالى

( ورحمته وسعت كل شئ) لأن الرحمة مقرونة بأسماء الله جل جلاله ( الرحمان . الرحيم ) لذا علينا أن نتراحم في ما بيننا بالرحمة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى وأن نجعل المحبة خالصة لوجهه الكريم في كل شئ . في فكرنا وعقلنا وقولنا وعملنا مع الآخرين فالمنطلق هاهنا ما دامت محبة إيخاء البساطة والعفوية المحمودة الخالصة لوجه الله تجمعنا والملتقى الجنان يوم لا ظل إلا ظله 

فاللهم اجعلنا أناسا بسطاء وعفويين نتراحم فيما بيننا ببساطتنا وعفويتنا كما أمرتنا في كتابك المبين وكما بلغنا نبيك محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم 

اللهم إنا نعتز ببساطتنا التي وهبتنا . نِعْمَ المُعطِي وِنِعمَ المُرَبِّي فأنت الخير ولا تأتي إلا بالخير 

اللهم إنا نعتز بعفويتنا اتجاهك وذلك للإقرار بذنوبنا لعدم استحيائنا لأنك أنت الله الذي لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء والعَالِمُ بما يروج في أكواننا 

نعم نحن بسطاء والبساطة رحمة من الله لعباده البسطاء 

نعم عفويين والعفوية لُجُوءُ العباد الذين يُعْلِنُونَ وَيُقِرُّونَ بذنوبهم إلى الواحد . الأحد . الفرد . الصمد . الذي لم يلد ولم يولد بالإستغفار والتوبة النصوحة لنيل رضاه

فاللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك 

اللهم اجعلنا من من رضي الله عنهم ورضوا عنه 

اللهم اهدنا في من هديت وعافنا في من عافيت 

اللهم اهدنا واهد بنا 

وصل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

الموضوع تحت نص البساطة والعفوية 

بقلم الكاتب الأديب الشاعر الزجال المغربي 

إدريس ميلمي/ المغرب / فاس/22/01/2021


تذكرة الشباب 17/للشاعر يحيا التبالي

 تذكرة الشباب (17)


*****

ويْـــــلَ  قَـــــومٍ  أشْــــــــقِــــــــــيَــــــــــاءْ *


* نـــاصَــــبُــــوا الــــمـــاحِــي  الــــعَــــدَاءْ

***


إذْ  رأوْهُ  فــــي  سُــــــــــــــــجــــــــــــــودٍ *


* أجْــــــمَـــــــعــــــوا  أمْــــراً  غَــــــبـــــاءْ

***


نـــــاقَــــــةً  ألْـــــــقَـــــــوْا  سَــــــلاهـــــــا *


* فَـــــوْقَ  رمْـــــــزٍ  لِـلـــــــنّـــــــــقــــــــاءْ

***


خَــــــــنَــــــــقــــــــوهُ إذْ دَعــــــــاهــــــــمْ * 


* جــــــابـَــــــهــــــوهُ بــــــاعـــــــتِـــــــداءْ

***


قــــــوْمُـــــــهُ اشـــــــتـــــــدّوا عـــلـــيْـــهِ *


* بـــــــــــــــــــــــا لأ ذَ ى   و ا لإ ز دِ ر ا ءْ

***


رأسُــــــــه  يُــــــــدمَــى  بــــــــغَــــــــــزْوٍ *


* سِــــــنُّــــــــهُ انــــــدَقّـــــــتْ عَــــــــداءْ

***


مـــــا دعــــــا الـلــــهَ عَــــــلـــــيْـــــهـــــمْ *


* بـــــــالـــــــرّزايـــــــا  والـــــــــبَـــــــلاءْ

***


بـــلْ عـــلـى الـــــهــــادي  تَـــــمَـــــنّــــى  *


* لِـلْـــــبَــــــنِــــــيـــــنَ الإهْــــــتـــــــداءْ

***


رافِـــــعــــاً  كِــــلْـــــتـــــا  يَـــــــديْـــــــهِ *


* أجْـــــهَـــــشَ الـــــدّاعـــي  بُـــــكـــــاءْ

***


أمّــــــــتــــــي  نَــــادى  مُــــــلِــــــحّـــــاً *


* أمّــــــتـــــي  رَبَّ  الـــــــسّـــــــمــــــاءْ

***


كـــان  كـــالــــقـــــرآن  يَــــــمْـــــــشــي *


* فــــــوْق  أرضٍ  بــــــانْــــــــجِـــــــلاءْ

***


هُـــــوَ  نَــــــهــــــرٌ  مِــــنْ  عُــــــلــــــومٍ *


* أنْ هــــــلُـــــــمّـــــــوا  بـــــالــــــدِّلاءْ

***


فــــــيــــــه   وِرْدٌ   لِــلــــعَـــــطــــاشــى *


*  رَوْحُ  رَحــــــــمـــــــــانٍ  رَجــــــــــاءْ

***


فـــــيـــــهِ  نُـــــورٌ  لِــلـــــحَــــــيــــــارَى*


* فــــــارتـــــــوُوا  بـــالإقـــــــتِـــــــداءْ


                        شعر  "يحيا التبالي "


دراسة نقدية/للشاعر الناقد معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس يكتب :

 دراسة نقدية عن نص :

 الشاعرة السورية / 

نرجس حيدر عثمان     ..  

( فوضى الحبر ) .

......................................

نص الاشتغال :

     (فوضى الحبر)

حالة عشق مشلولة 

يعاني منها حر طليق 

يرف بكلا خافقيه  

في فضاءات الهوى 

فيتعثر بغيمة خيبة 

أو سحابة خذلان 

أو نسيم تسالي 

ليعود أدراج الوجع 

حتى الدرك الأسفل من الأسى

ويستقر في عاصمة ألم 

بنتها الأيام 

وشيدتها مناسبات الأحزان 

في رقعة جعرافية 

تمتد على أبعاد جسدي .

حتى أصبحت بلادا 

من وداع 

حدودها  الوحدة 

سكانها  أطياف  

وأمنها ذاك المسمى  

أمل 


أحاول جاهدة

فتح الحدود بينها وبين 

بلدان الفرح في جوار الحدث 

 أو مهجر الروح

أود أن أمد صلة وصل  

بينها وبين  عوالم السكينة 

حتى لو كان مفتاحي قصيدة ..

أرفع في سماءاتها رايات الاستسلام  

حقيقة ماعدت أضاهي الأحزان

رفعة 

وما عادت قدما صبري

 قادرة على العدو 

في ممرات  الأقدار الضيقة  

يسبقني نبضي

 هاربا مني 

قاصدا منبره في كفي 

حيث يصدح  بما يخالجه 

في دفاتر .. 

فسرعان ما أجده قد عاد فتيا 

يمشي يعدو يركض يرقص 

ينزف ضيقي 

مقاوما هيبة الحياء 

ووسامة الخجل بضراوة  

فيرتدي وجه دفاتري الأبيض 

قناعا من فوضى الحبر 

أجل ... فوضى الحبر 

لقد كان مقيدا في غال غير المسموح 

 غال قد من الكتمان الصلب 

والأن آن الأوان له 

ليصبح خارج مفاهيم  الصمت

فيتصرف بكل أهلية 

بغض النظر عن عيون القراء 

وإشعارات  الحظر  

 ينسكب سعيدا من جوقة الصدق 

 يتدفق وكأني نبع بوح 

أجري خلفة بكلي .. 

حتى أتماهى خرابيشا على الورق 

ومسودات من وجد معتق .. 

وأمان ذبيحة 

وآمال عرجاء 

ومايبقى مني ..

مجرد مزق من لحم ودم

بهيئة أنثى 

زارها وحي الإعتراف 

فحنثت  بسر الشوق 

وفضحت الحنين 

في صدق  القوافي 

ثم تدرأت 

فيء خلوة عابرة

تصطاد  حلما

يقتات عليه 

العمر.....

نرجس عمران 

سورية

.................................

الدراسة النقدية :

 * عنوان القصيدة ودلالته  :

         ( فوضى الحبر )

يطالعنا منذ الوهلة الأولى هذا العنوان ويحق لنا أن نسأل ونتساءل عن دلالة هذا العنوان هل هو حالة نفسية وضيق ؟ أم ملل وسأم ؟ أم سعادة بلا حدود  متناهية تؤدي للفوضى العارمة الرتيبة التي هي ضد النظام والاستقامة ؟ أم من هذه الفوضى سيتخلق عالم مثالي آخر جميل أى هدم أولا ثم بناء ؟ هل هو مصطلح سياسي ( كالفوضى الخلاقة ) أم مصطلح نقدي تتحول فيه الفوضي بعد إعادة تنظيم وتشكيل الكلمات في فضاء رحب وأوسع وعالم مثالي أفضل يسمى سلك القصيدة وجودة سبكها؟ هذا ما تجيب عنه كلمات القصيدة  ويجيب عنه لسان حال الشاعرة وكأنها تقول لنا : ( فوضى الحبر هي حالة الضيق النفسي الشديد والمتأزم التى انفرجت بفوضوية الحبر ) وهذا ما تطالعنا به أولى كلمات القصيدة ( فوضى الحبر حالة عشق مشلولة يعاني منها حر طليق يرف بكلا خافقيه في فضاءات الهوى فيتعثر بغيمة خيبة أو سحابة خذلان ... ) ، وإذا تساءلنا هل الشاعرة فعلا تقصد المعنى الحرفي للفوضى أم فضاء الكلمات قبل ترتيبها في نظم سلك القصيدة ؟ لكانت الإجابة نعم تقصد المعنى الحرفي للفوضى التى هي بمثابة الضيق الذي ينفجر ويتفجر ويتفطر ويتشقق وينفرج بفوضوية الحبر بعد تأزم حالة عشق مشلولة ؛ لأنه  عنوان مؤكد عليه ومكرر ومقرر ومأخوذ من داخل القصيدة في قول الشاعرة في منتصف القصيدة : ( قناعا من فوضى الحبر .. أجل فوضى الحبر ) 

إذا هو عنوان مؤثر جدا في القصيدة والشاعرة موفقة فيه، وتقصده قصدا. 

** نوع العمل الأدبي :

قصيدة نثر فيها سرد ووصف لحالة عشق مشلولة ذات إيقاع موسيقي فعال ومؤثر ، والإيقاع الموسيقي أعم وأشمل من العروض دائما إذا استخدم بحسن ومهارة ؛ لأنه يعتمد على نغمات وانسجام وهارموني وتناغم وتلاحم بين الكلمات ، وقصييدتنا (شعر حر من الوزن ، وحر من التفعيلة ، وحر من القافية الموحدة الرتيبة قصيدة نثر سردية ). 

غرض النص  :

شعر ذاتي عن وصف حالة من تلابيب ( العشق ) الممنوع المفرغ على الورق  في فضاءات وفوضى الحبر ، وهو من الأغراض القديمة ، والمستمرة والدائمة في كل عصور الشعر العربي ، استطاعت فيه الشاعرة أن تحول تجربتها الذاتية الخاصة إلى تجربة  ذات نزعة إنسانية عامة .

*** مناسبة كتابة القصيدة :

وإذا تساءلنا عن الدافع وراء كتابة القصيدة ؟ أو ما المؤثر الذي وقعت تحته الشاعرة فأثر فيها وجعلها تمسك القلم وتعبر عما يجيش بخاطرها لتنقل لنا تجربتها  الشعرية الذاتية ؟ إنه القلب الرهيف الذي يحلق كطائر الشوق الرغيد حين يبحث عن السعادة ، وهو ذبيح يطير ويطير ويتجاوز الآفاق حتى يجد مبتغاه ، ويجد الأنيس المرتجى الوحيد الذي عنده  وحده سعادة الكون ؛  ليستريح عنده القلب من وعثاء السفر ، ونبض الوجع والألم ، وربما تحول الإنسان إلى صورة لحم ودم وأنفاس تتقطع، وتتهدج فقط إذا فقد الحبيب المؤانس، وفقد صدق نبض القلب الرشيد ، والصديق المجالس، وكأن لسان حال الشاعرة يقول : ( إن الإنسان بوسعه وجود الراحة .. بأقرب طريق ، وأسهل وأبسط طريقة ألا وهي التعبير عن النفس بمعني الكتابة في كثير من الأوقات والأزمات تكون راحة نفسية ، وربما علاج شافي للروح في حالات يصعب فيها وهج العلاج بالتداوي أو لهج العلاج بالتشافي أو مهج تنفس الصدق في الحديث ، ورفض الموج اللجي إذا كذب الآخرون .. إنه القلب يبحث عن الحب يلتمس السعادة .. إنها رحلة البحث عن الصدق  والسعادة الدائمة ، تجربة ذاتية حولتها الشاعرة إلى تجربة عامة ).

** شرح القصيدة **

يمكن تقسيم هذا النص إلى أربعة أقسام ( لوحات ) رئيسة تنتقل منها الشاعرة من نقطة إلى أخرى لسرد عاطفتها ووصف مشاعرها ، ويعد هذا النص بحق من النصوص ذات النزعة الإنسانية الخالصة خاصة حينما  تتحدث الشاعرة عن القلب الأصيل الحر الطليق المحب الودود والعاشق الذي يكون بدائرة الكون والمجرة ويلف بكل الدنا حبا وبهجة فنسمع الشاعرة تقول في لوحتها الرائعة :

 - اللوحة الأولى :

( حالة عشق مشلولة 

يعاني منها حر طليق 

يرف بكلا خافقيه

 في فضاءات الهوى .. )

فيصطدم بالخذلان والخيبة وبيسقط بلا هيبة في مستقر مكانه في عاصمة  الحزن الأبدية - (( هذه العاصمة هي قلب الشاعرة الوئيد )) - في بلاد الوجد ، والهم والأسى - ((  هذه البلاد التي حدودها الوحدة وسكانها أطياف هي كامل جسد وروح ووجدان الشاعرة ))- فنسمع همس الحزن ونبرة الوجع حيث تقول : ( فيتعثر بغيمة خيبة أو سحابة خذلان أو نسيم تسالي ليعود أدراج الوجع حتى الدرك الأسفل من الأسى، ويستقر في عاصمة ألم بنتها الأيام ، وشيدتها في رقعة جغرافية تمتد على أبعاد جسدي حتى أصبحت بلادا من وداع .. حدودها الوحدة .. سكانها أطياف  .. وأمنها ذاك المسمى أمل )) ...

 وهكذا  تتشكل اللوحة الأولى في نص الشاعرة بنجاح منقطع النظير يحسب للشاعرة .

- اللوحة الثانية من القصيدة : 

والتي تلجأ فيها الشاعرة للتعبير عن خلجات الوجدان ،ومكنونات النفس ، و تلابيب الروح ، فلا تجد إلا أصابعها تسبقها إلى الدفاتر والأوراق فتكتب السطور مرشوشة كالعطور ، وتعبر بكل الطرق والأساليب وتطرح الأسئلة ، وتفرج عن أحاسيسها ومشاعرها الداكنة بالقصيدة والمنمنات والأيقونات ، وزاهي ألوان الخربشة ، وكل ما تستطيع من فنون القول والمقال وغيرها ،فتتساقط عليها الحروف كالرطب و الكلمات كالعنب ، وتستقي وحي أفكارها من نبع الآل ، ويتناثر الحبر على الورق ،

 وينساب بحريته .. كيفما شاء فيتغير وجه الحياة ؛ لتصبح الشاعرة بكامل هيئتتها مصبوبة ومسلوبة ومصلوبة على الورق ، ومطوقة بطائر قلبها الجميل ، وهكذا اصبح الحبر هو مفتاحها الوحيد للخروج بقلبها من بوتقة الانصهار ، ومن ربقة قيد الحزن والهم والغم والألم والأغلال إلى عالم السكينة والراحة والدعة الذي وجدته بعد أن عبرت عن نفسها كملكة وأميرة ، وبحثت عن مبتغاها ، وهامت بلمى العشق ولظى الشوق، وشكت بهمها إلى قصاصات الورق ، وسكبت الحبر على حروف دفاترها بدل البكاء على اللبن المسكوب.

فنسمع الشاعرة تصرخ وتقول وتنهي لوحتها الثانية : ( أحاول جاهدة فتح الحدود بينها وبين بلدان الفرح في جوار الحدث أو مهجر الروح 

 أود أن أمد صلة وصل بينها وبين عوالم السكينة ، حتى ولو مفتاحي قصيدة أرفع في سماءاتها رايات الاستسلام ) ....

 - اللوحة الثالثة من القصيدة :

تبدأ بقول الشاعرة : ( حقيقة ما عدت أضاهي الأحزان رفعة .. وما عادت قدما صبري قادرة على العدو في ممرات الأقدار الضيقة .. يسبقني نبضي هاربا مني .. قاصدا منبره في كفي حيث يخالطه في دفاتر ....) .. هنا تقرر الشاعرة كحقيقة مؤكدة لا لبس فيها إنها فعلا استوطنت مدن الأحزان ، ولم تعد قادرة على العدو أو الجري أو حتى الزحف ضد أو مع القدر ، وأن النبض يهرب منها ، ويسبقها للكتابة على الدفاتر وإخراج شحنة الضيق النفسي للعلن ، حيث الكتابة هي المتنفس الوحيد للشاعرة، فنسمعها تقول : ( فسرعان ما أجده قد عاد فتيا يمشي يعدو يركض يرقص ينزف ضيقي مقاومة هيبة الرجاء ووسامة الخجل بضراوة ،  فيرتدي وجه دفاتري الأبيض قناعا من فوضى الحبر أجل فوضى الحبر) ، وهنا تقرر الشاعرة أنها وجدت النبض الذي كان هاربا منها ، والتي كانت تبحث عنه ، عثرت عليه ، ولم تجده تعيسا بل على العكس تماما وجدته يمشي يعدو يركض يرقص وكلها حالات نفسية متعددة تعلن عن الضيق النفسي تخص مشاعر الشاعرة وحدها وتجعله ينزف ويقاوم هيبة وجلال وعظمة الرجاء بزيادة وسامة وجمال الخجل ، تقاوم بضراوة وشراسة، وما أتيت من قوة ، وتكتب وتصور كل هذا الحزن والكبت والغم والوجع والألم وكافة أنواع الهموم والصدود على الورق في فضاء فوضى الحبر ، وتؤكد الشاعرة على ذلك بقولها : 

( أجل إنها فوضى الحبر ) .

4-  اللوحة الرابعة :

 تأتي شارحة موقف الشاعرة نفسها مبينة حالة ذاتها حين يكون هذا القناع وهذا الوجه المصطنع من الأغلال والأصفاد والربق والقيود ، هوالممنوع ذاته في بيئاتنا الثقافية ، ومجتماعتنا العربية المتنوعة ( بشرعنة العادات والتقاليد التي قد تكون بالية ، وأكل عليها الزمن أوشرب تحت مسمى غير المسموح به بالرفض والقهر والعسف ) هذا القناع هو ( الكتمان الصلب ) ، والكبت والصمت وعدم البوح بما في النفس من رفض وعنجهية وصلف ، وغير المسموح به من قول أو فعل أو صفة ووصف مهما كان صغيرا أو كبيرا من مفاهيم الصمت ، وتقارير السكوت اللعينة بغض النظر عن عيون الرقباء تحت مسمى ( عيب لا يصح ) ، ( هذا خطأ ) ، ( هذا غلط ) ، ( مجموعة من الأوامر والنواهي الذكورية في مجتمع ذكوري يتحكم في الأنثى حتى لو كانت الأنثى قرارتها هي الصحيحة ويحالفها الصواب ، والذكر  هو الذي مفهومه وقراره ورأيه هو الخطأ ) ، ساعتها تتحول الشاعرة إلى قلمها تبثه كتابات ومسودات وقواف وأشعار ، وفصاحة صدق ، وذكريات حنين مفضوحة ، وخطوط خضراء وحمراء وبيضاء على الورق من كل أنواع الأمنيات الذبيحة ، و من كل صنوف الآمال العرجاء الكسيحة ؛ حتى لا يتبقى من الشاعرة إلا هيكل الأنثى النطيحة الفطيسة ، وتمزيقات من لحم ودم وآهات تجعلها تعتكف بعيدا عن الناس في خلوة دون مؤائسة أو مسامرة ، بوحدة عابرة ليس فيها إلا ( شاعرة ساهرة ) تعيش على أحلام العمر الواهية ..فنسمعها تسرد لنا ذلك الموقف المتأزم فتقول : ( لقد كان مقيدا في غال غير المسموح .. غال قد من الكتمان الصلب ..  والآن آن الأوان له ليصبح خارج مفاهيم الصمت فيتصرف بكل أهلية بغض النظر عن عيون القراء وإشعارات الحظر ..ينسكب سعيدا من جوقة الصدق .. يتدفق وكأني نبع بوح أجري خلفة بكلي حتى أتماهى خرابيشا على الورق ومسودات من وجد معتق وأمان ذبيحة وآمال عرجاء وما يتبقى مني مجرد مزق من لحم ودم بهيئة أنثى زارها وحي الاعتراف فحنثت بسر الشوق ، وفضحت الحنين في صدق القوافي ثم تدرأت فيء خلوة عابرة تصطاد حلما يقتات عليه العمر ..) ، وهكذا تعيش الشاعرة رحلة الخلود الغادرة الغامرة تتفيأ الظلال والثمار في خلوة عابرة مع ذكرياتها على الورق تصطاد حلمها المنتظر حتى يتهالك عليها وبها أرذل العمر.

* الوحدة العضوية ( الفنية ) في القصيدة *

وحدة الفكر والوجدان  :

وحدة الخيال والعاطفة وحدة الإدراك والجو النفسي ، كلها مسميات ودلالات تدل على أن الشعر الجيد هو ما تماسكت أجزاؤه ونظمت في سلك واحد بداية من الخرزة الكبرى جوهرة التاج ( عنوان القصيدة فوضى الحبر) إلى ما يليها من خرزات في نسق ورق متراص جميل من المفردات والكلمات والجمل ، والعبارات والخيال ، والموسيقا ، والأفكار ، الجميع يتحد ويتحدث ويتكوكب في شكل ورونق ( قصيدة نثر وسرد ) ومضمون وفكر ( روح وجسد الشاعرة مدينة عشق كاملة سكانها أطياف وأشباح ) ، ووجدان وعاطفة جياشة ( حالة عشق مشلولة خالية من الأمل ملوءة بالحزن والوجع ) ، وينتج عنه في النهاية محتوى شكل أدبي ( قصيدة ) لائق وأنيق بمن كتبه ، وصاغه في صورته الوسيمة ، ويضع اسمه وبصمته عليه وينسب له ، ويوقع تحته باسمه وصفته بصدق المشاعر ، فالشاعر الجيد ( ذكر أو أنثى ) هو من يفكر بقلبه ، ويشعر ويحس وينبض بعقله ، وليس العكس ؛ حتى يمتزج الفكر بالوحدات وبالوجدان ، وتمتزج شحنات العاطفة بالخيال ، والموسيقا بالكلمات ، وينصهر الجميع في بوتقة تجربة الشاعر ( ذكرا كان أو أنثى ) وينتج عنه القصيدة ، والقصيدة التي معنا متماسكة ومترابطة في كثير من أجزائها ، ومتحدة في كينونتها كأجزاء الجسد الواحد كل عضو في مكانه الصحيح ، كل شلو يؤدي وظيفته المكلف بها والمنوطة به على أجمل وأكمل وجه ممكن ، وهو ماتحقق في أجزاء كثيرة جدا من قصيدتنا كما سنبينه فيما سيأتي ..

** الخيال الكلي **

 في لوحات القصيدة الأربعة :

الخيال الكلي :  هو تحويل الكلمات إلى لوحات فنية زيتية جدارية تعلق على الحائط والجدار ، بحيث يتحول الشاعر من عازف بالكلمات إلى فنان تشكيلي وفنان نحات يجسم صخور الكلمات منمنمات وتعشيقات ، ورسام يلعب بالألوان وينقش الحروف خربشات وينحت الكلمات ويحولها لكائنات ورسومات وموجودات ولوحات زيتية ، وذلك عن طريق تشابك وتتابع الأجزاء ( الشخوص وغيرها من الموجودات ) والخيوط ( صوت ولون وحركة ) فتنبعث فيها الحياة بديمومة وصيرورة .

1- اللوحة الأولى :

 ( حالة عشق مشلولة )

اجزاء اللوحة : شاعرة لها جسد ممتد له أبعاد في رقعة جغرافية هو عاصمة مدينة أحزان بها وداع ، يطير بفضاءاتها طائر الهوى ، وتشيدها مناسبات الأيام وفيها غيمة وسحابة ونسيم تسالي ودرك أسفل به أسى.

خيوط اللوحة : تشابك فيها الصوت واللون والحركة كالتالي :

 1- الصوت : ومن الكلمات الدالة عليه ( يعاني - تسالي - ألم - أسى - حزن )

2-  اللون : ومن الكلمات الدالة على اللون ( فضاءات - غيمة - سحابة - رقعة - عاصمة - جسد - أطياف - سكان - طائر ... ).

3- الحركة : ومن الكلمات الدالة على الحركة ( حر - طليق - يرف - نسيم - يعود - يستقر - بنتها - شيدتها - تمتد - أبعاد - سكان - خافقيه ..... ) .

- اللوحة الثانية : ( أحاول جاهدة )

أجزاؤها : الشاعرة مهاجرة في حال يرثى لها ، وحدود وبلدان فرح ومهجر روح ، وعوالم سكينة وسماوات  ، وريات استسلام ، ومفتاح قصيدة .

خيوطها :

1- الصوت : والكلمات التي تدل عليه هي : (  فتح - الحدث - الفرح - جوار - صلة - عوالم ) .

2- الحركة : ومن الكلمات الدالة عليها ( أحاول جاهدة - فتح الحدود - أمد - أرفع - رايات ).

3- اللون :  ومن الكلمات الدالة عليه ( مفتاح - عوالم - سماءات - رايات).

اللوحة الثالثة : ( حقيقة )

 أجزاؤها :  الشاعرة وقدما صبرها - ممرات الأقدار الضيقة - نبضها الهارب - المنبر - الكف - قناع الفوضى - الدفاتر  .... ).

نسيج خيوطها :

1- الصوت (يصدح - منبره - أجل - فوضى  - العدو - يرقص - يركض -  يخالطه - ينزف - نبضي - يرتدي - ضيقي - مقاوما  - ضراوة ) .

2- الحركة : ( فوضى - سرعان - أماهي - عاد - عادت - العدو - يسبقني -  يعدو - يرقص - ينزف - هاربا  - يرتدي - أجده  - مقاوما - ضراوة ).

3- اللون : ( الحبر - ممرات - منبره : كفي - دفاتر - قناعا - الأبيض ) .

اللوحة الرابعة : ( لقدكان مقيدا )

وتتجلى أجزاؤها وأطرافها في : ( الشاعرة مجرد أنثى من مزق لحم ودم ، ونبض حب مقيد في أغلال وقيود - كتمان صلب - مفاهيم  صمت - عيون قراء - إشعارات حظر - جوقة صدق - خرابيش على ورق ومسودات - نبع بوح - أمان ذبيحة - آمال عرجاء - وحي اعتراف - سر الشوق - حنين مفضوحة - صدق قواف - خلوة عابرة - اصطياد حلم )

وتتجلى فروع خيوطها في :

 1- الصوت : ( جوقة - صدق - فضحت - القوافي - وحي - الاعتراف - حنثت - حنين - نبع - سر - صمت - بوح  - تقتات - إشعارات- يتدفق) .

2- الحركة : ( أجري - خارج - الحركة - يتصرف - تصطاد - تقتات - مزق - أتماهى - خرابيش - يتدفق ... ).

3- اللون : ( لحم - دم - أنثى  - مسودات - نبع - عيون .. ).

** الخيال الجزئي في القصيدة **

- الصور والأساليب :

تنقسم الأساليب إلى قسمين أساليب خبرية وأساليب إنشائية :

وفي حقيقة الأمر لم نجد أسلوبا واحدا إنشائيا في القصيدة لم نجد ( استفهاما ولا نداء ولا ترجيا ولا تمنيا ولا دعاء ) ، وكذلك لم نجد من الأساليب الخبرية ( أي أسلوب قسم أو اختصاص أو حتى أسلوب قصر...) كل ما وجدناه أسلوبين  للنفي هما :  ( حقيقة ما عدت أضاهي الأحزان ) و ( وما عادت قدما صبري قادرة على العدو ) باستخدام ( ما ) لغير العاقل

حتى على مستوى التشبيهات التمثيلية في الخيال الجزئي لم نجد في القصيدة من أولها لآخرها إلا تشبيها تمثيليا واحدا هو ( يتدفق وكأني نبع بوح أجري خلفه بكلي ) فقد شبهت الشاعرة قناع فوضي الحبر والفكر المتدفق بنفسها وكأنها ينبوع من البوح والكتابة والاعتراف تلهث وتجري وراء هذا القناع بكامل حالتها الكلية حين ترتسم خرابيشا على الورق (أجري خلفه بكلي) ..

أما بقية القصيدة كلها فهي استعارات بنوعيها (مكنية وتصريحية ) وكنايات وبعض التشبيهات البليغة .. وإن دل هذا حتما سيدل على أن الشاعرة كما ذكرت في القصيدة كلمة ( حقيقة ) أنها ترسخ مفاهيما حقيقية في ربق مجتمعنا تتخلص من الموروث القديم البائد من عادات ، وتحكمات وغيرها.. وتبني مفاهيم جديدة هي أطلقت عليها ( خارج مفاهيم الصمت - يتصرف بكل أهلية بغض النظر عن عيون القراء وإشعارات الحظر - جوقة الصدق - وكل هذا يطلق عليه بدقة مصطلح (الرقباء) ، وخير دليل على ذلك كلمة ( القد ) في قولها : ( غال قد من الكتمان الصلب ) ، ويظهر هنا التأثر بالقرآن الكريم في قول الله عز وجل حكاية عن القاضي الشاهد من أهلها الذي حكم في قضية يوسف عليه السلام وزليخاء حين قال : ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصة قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) (سورة يوسف آية رقم 26 ،27 ) ، وهذا يدل على سعة علم الشاعرة وتأثيرها بالقرآن الكريم ...

فالشاعرة تؤرخ لمفاهيمها وتتماهى خرابيشا على الورق لمسودات من وجد معتق ، وتستمر على هذه الحالة وتواصل وتجود بنفسها حتى ما يتبقى منها غير مزق من لحم ودم بهيئة أنثى ..

 (( ونرفع لها القبعة على هذا المجهود المضني ))

- ومن أمثلة الأساليب الخبرية :

مثالين فقط للاستشهاد وليس الحصر

1-(يعاني منها حر طليق) : استعارة مكنية وكناية عن القلب حيث صورت الشاعرة قلبها بالطائر الذي يرفرف كالذبيح أو بالإنسان الحر الطليق الذي  يرفرف بخافقيه في فضاءات الهوي ويتعثر ، ويعيش حالة من العشق المشلولة . 

2- ( عاصمة ألم بنتها الأيام )  : 

فيه تشبيه بليغ واستعارة حيث شبهت الشاعرة العاصمة بالألم ، وجعلت من الأيام بناء يشيدها ويبنيها من مناسبات الأحزان التي شبهتها الشاعرة بالأحجار والطوب ومواد البناء المختلفة ) تمتد هذه المدينة على جسدها ( تمتد على أبعاد جسدي ) والشاعرة موفقة جدا في كلمة ( أبعاد ) فهي أفضل من ( مساحات ) بمراحل لأنها أشمل وأعم وتحتوي على ( الطول والعرض والسمك والارتفاع ) بغير المساحات طول وعرض فقط ... وهكذا تسير بقية تصاوير القصيدة في خيالها الجزئي وفي تعبيراتها الكبرى العملاقة حتى نهايته ، والشاعرة موفقة في  اختياراتها جدا .

* من التعبيرات العملاقة في القصيدة  ما يلي : ( مهجر الروح - عوالم السكينة - مفتاحي قصيدة - أضاهي الأحزان - قدما صبري - يسبقني نبضي هاربا مني -  قاصدا منبره في كفي - ينزف ضيقي - يخالطه في دفاتر - هيبة الحياء - وسامة الخجل-

( فسرعان  الفاء للتعقيب والسرعة) - تصطاد حلما - فوضى الحبر - ( أجل فوضى الحبر ) ومعناها نعم وهي : إجابة على سؤال أداته هل أو الهمزة ) ( يجري - يركض - يرقص - ينزف ..  وكلها حالات متفاوتة تصور حالة نبض الشاعرة ، وفيها ترتيب عقلي محمد يا وتسلسل منطقي )  - زارها وحي الاعتراف - وجه دفاتري الأبيض ) لاشك أن الشاعرة موفقة في مثل هذه التعبيرات المجازية التي هي بمثابة صور وتشبيهات واستعارات وخيال جزئي والشاعرة موفقة فيها كلها بدليل أنها تصح أن تكون عناوينا للدواوين ... 

** خصائص أسلوب الشاعرة ** : (العاطفة والخيال الخصب البراق )

الشاعرة مطبوعة ، وتكتب على السليقة والفطرة ، ولا تتكلف الصنعة اللفظية ، ولا تتكلف المحسنات البديعية ، وتكتب السهل الممتنع على السجية بأريحية بعاطفة حارة صادقة ، تحسب أن أسلوبها سهلا وبسيطا ، فإذا جئت تكتبه أو تقلده أو تحاكيه وجدته صعب المراس يصعب على الآخرين كتابته بهذه الجودة العالية وهذا السبك في الصياغة ، تكتب الشاعرة إحساسها العالي فتجدها تكتب بالكلمات التي تحمل مشعلا وتوهجا ونورا ، تكتب بشراهة مشاعرها بكلمات تحمل إطارا لافتا للنظر ، ونظما خاصا دون تزويق وتنميق إلا بعد مراجعة فاحصة وتدقيق لما كتبته ولما تسرده ، تكتب بعاطفة جياشة بها شراسة ، وما تكتبه تحسه وتحس ما تكتبه ، وتعرف ما تكتب ، وتكتب ما تعرف ، فنبض العاطفة لديها صادق صدقها الفني وصدقها العاطفي الحقيقي... ،

 ولقد استطعنا أن نرصد من أسلوبها ( 8 )  ثماني ظواهر هي : ( التضاد -  الترادف - التكرار  - الاعتماد على الوصف - الاعتماد على الحال - وفي الموسيقا الاعتماد على التجانس - والاعتماد على الإضافة ، والاعتماد على دلالة وعلاقة اللزوم ).

1- ومن أمثلة التضاد  ما يلي: ( أحزان # سعيدا ) ، ( وجدته # وداع ) ، (  ماعدت # قد عاد ) ،( مسودات # الأبيض ) ،

( عيون القراء # إشعارات الحظر ) ،( يبقى # هاربا ) ، ( يمشي # يركض ) ، ( يمشي # يجري ) ، ( يمشي # يعدو )، ( هاربا # خلوة ) .

هذه بعض الأمثلة على التضاد  الذي يؤكد المعنى ويبرزه في صورة حسية ملموسة ويرسخه ويثبته في الذهن .

2- ظاهرة الترادف :

(بلاد = بلدان ) - ( بنيتها = شيدتها ) ، ( غيمة = سحابة )  ، (  يركض =  يجري) ، ( الوجع = الألم ) ، ( يعدو = يركض ) ، ( حر = طليق ).

 وظاهرة الترادف فيها توضيح وتوكيد للمعنى بأكثر من صورة .

3- ظاهرة التكرار :

( بين ) تكررت مرتين ،( الأحزان ) تكررت مرتين ، ( غال ) تكررت مرتين ، ( مني ) مرتين  ، ( الورق ) مرتين ، ( تعدو ) مرتين ، ( الروح ) مرتين ، ( تجري ) مرتين ،( فوضى الحبر ) مرتين ، ( دفاتر ) مرتين ، ( الوجد ) مرتين ، ( الصدق ) مرتين ، ( كان ) مرتين ، ( الفاء ) مرتين ، ( أو ) مرتين ، ( ليصبح ) مرتين ، ( حتى ) ثلاث مرات ،

 وظاهرة التكرار مما لاشك فيه تعمل على توكيد المعنى فالتكرار دائما للشىء المهم ويدل على الاهتمام به ،

فالشاعرة تحتاج لصدق العالم من حولها فهي صادقة في مشاعرها ، وكتاباتها على الورق وفي مسودتها ، وفي محاورتها الجادة على الملأ ، وتتمنى صدق العالم و صدق من حولها ( جوقة صدق )  ( صدق القوافي ) ( نبع بوح ) رسالة الصدق قدمتها الشاعرة ، ولذلك احتاجت لتوكيد كلامها بالظواهر الثلاث ( الترادف والتوكيد والتكرار ) .

* * ( الموسيقا في القصيدة ) : 

4- ظاهرة  التجانس الموسيقية :

ولقد احتاجت لها الشاعرة تعويضا عن فقدان الوزن وموسيقا البحر والقافية الخارجية والتصريع ، و لذلك لجأت الشاعرة إلى القوافي الداخلية  تبثها بقا مباشرا بتناغم الأصوات بين الحروف ، وبهارمونية الكلمات وتتابع وانسجام الحروف من مثل حرف السين  في : ( نسيم تسالي ) ، والألف في ( الآن آن الآوان- أدراج الأيام - أبعاد - أطياف - أحاول - كان - الأقدار - أسى - فوضى - أنثى .... الخ ) والياء في ( كلي - نبضي - يعاني - جسدي - مني - ضيقي - يرتدي -  كأني - أجري -. الخ.... )

وتتجلى ظاهرة التجانس في : ( أمد  ، ألم ) ، ( أود ، أمد ) ، ( تعدو ، العدو ) ، ( صلة ، وصل ) ،( الأوان ، الكتمان ) ، ( سماءات ، فضاءات ، مسودات ) ، ( خيمة ، غيمة ) ، ( نبع ، بوح ) وغيرها الكثير .. ولا شك أن الجناس في الشعر يقابله السجع في النثر . ومن هنا ظهرت الموسيقا في القصيدة  من حسن الإيقاع ومن تشابه الحروف ، وتناسق الكلمات مما أعطى القصيدة جرسا موسيقية تستريح له الأذن ، ويشد الذهن ، ويجذب الانتباه . وهذا  قطعا وبكل تأكيد يحسب للشاعرة ...

5- ظاهرة الحال في القصيدة : 

اعتمدت الشاعرة على الحال لبيان هيئتها ومقامها ومنزلتها ، وبيان ما يدور حولها وما تفرضه مواقع الحبر على الورق .. ومن أمثلة استخدام الشاعرة  الحال ما يلي :

 - ( يتدفق وكأني نبع بوح ) وصاحب الحال الضمير المستتر هو يعود على الممنوع وغير المسموح ...

-  ( أحاول جاهدة ) ، ( هاربا في خلوة ) ، ( هاربا ) ، ( سعيدا )  ،( فتيا ) ، ( مقاوما ) ، ( قادرة ) ،( قاصدا )... الخ

6- ظاهرة النعت  :

وكما اعتمدت الشاعرة على الحال لبيان هيئتها كذلك اعتمدت على النعت لبيان صفات معينة في أشياء  تخص الشاعرة فعلى سبيل المثال : ( حر ... طليق ) ( خلوة ... عابرة ) ( وجه دفاتري ... الأبيض ) ، ( حلما .. يقتات عليه العمر )، ( وجد ..معتق ) ، ( آمال ... عرجاء )، ( أمان ..ذبيحة ) ،( الدرك ..الأسفل )، ( رقعة ... جغرافية ) ، ( الكتمان .. الصلب ) ، ( الأقدار .. الضيقة ) ... الخ

7- ظاهرة الإضافة :

الإضافة دائما وأبدا تفيد المعنى ولكل مضاف له مضاف إليه يحوله من نكرة إلى معرفة فيحدده ، والإضافة من شروطها أنها  تحل مكان الجر والمجرور .. ومن أمثلة الإضافة التى اعتمدت عليها الشاعرة ما يلي : (هيئة أنثى - بلدان الفرح - مجرد مزق - سر الشوق - صدق القوافي - فوضى الحبر -  ممرات الأقدار - وسامة الخجل -  غير المسموح - عاصمة ألم -  نبع بوح - نسيم تسالي -  مفاهيم الصمت - عيون القراء - إشعارات الحظر - كلي - جوقة الصدق -  كل أهلية - جوار الحدث -  وحي الاعتراف -  أدراج الوجع - أبعاد جسدي - رايات الاستسلام - مهجر الروح ) ....الخ

8- ** علاقات اللزوم ومكوناتها

 في القصيدة : **

نجد منها على سبيل المثال لا الحصر : ( الذبيحة : مزق من لحم ودم ) ، ( بهيئة : أنثى ) ' (الحنث :  بسر الشوق ( حنثت بسر الشوق )   ،( الفضح : الحنين ) ( فضحت الحنين ) ، ( الصدق صدق  : القوافي ، جوقة الصدق  ) ، ( مسودات : الورق والدفاتر وخرابيش: على الورق ) بمراعاة النظير ، ( هاربا : في خلوة ).

مما يدل دلالة قاطعة على أن الشاعرة تكتب بعمق وتمعن ، وتراجع ما تكتبه.

*** الزمن في القصيدة : ***

ينقسم الزمن في القصيدة  نوعين : ( مضارع - ماضي )

 إجمالي المضارع  ( 21 ) واحد وعشرون فعلا مضارعا اعتمدت عليهم الشاعرة للتجدد والتتابع والاستمرار واستحضار الصورة في الذهن ...

وكذلك كان إجمالي الفعل الماضي في القصيدة ( 14 )  أربعة عشر فعلا ، واعتمدت الشاعرة على الأفعال الماضية لإفادة الثبوت والتوكيد والاستقرار ، وبذلك تغلبت الأفعال المضارعة على الأفعال الماضية (21 : 14 ) وتغلبت إرادة الشاعرة بالحاضر على الماضي ، وبذلك استطاعت أن تخلص من  موروث الماضي البائد ماتسميه الشاعرة ( غير المسموح والممنوع ، وما يشيع في المجتمع الذكوري من كلمات مثل ( لا ) و ( عيب ) و ( كبت ) و( لا يصح ) ، ( ولا يجوز ) وهلم جرا ...

أما الفعل الأمر في القصيدة لم يوجد بتاتا .. ودل ذلك على أن الشاعرة غير متسلطة ، وغير دكتاتورية ولا متأمرة،

وبيان ذلك كالتالي :

اللوحة الأولى :

- المضارع : ( يعاني - يرف - يتعثر -  يعود - يستقر - تمتد ) المضارع ستة ( 6 ) أفعال 

 -الماضي : ( بنتها - شيدتها - أصبحت ) ثلاثة ( 3 ) أفعال

اللوحة الثانية :

 - المضارع :  ( أحاول - أود - أمد - أرفع )  أربعة ( 4 ) أفعال

- الماضي : (  كان ) فعل واحد

اللوحة الثالثة :

 - المضارع : (  أضاهي - يسبقني - يصدح - يخالجه -  أجده - يمشي -  يعدو  - يركض - يرفض - ينزف - يرتدي ) أحد عشر ( 11) فعلا

- الماضي : ( عدت - عاد - عادت )

 ثلاثة ( 3 ) أفعال .

اللوحة الرابعة :

- المضارع : ( يصبح - يتصرف - ينسكب - يتدفق - أجري - أتماهى - يبقى تصطاد - يقتات )

 تسعة ( 9 ) أفعال

- الماضي  : ( كان  - آن - زارها - قد - تدرأت - حنثت - فضحت ) 

سبعة ( 7 ) أفعال .

* **( علاقات الغياب والحضور في القصيدة ) **

تدل على تمكن الشاعرة من اختيار مفرداتها بعناية فهي تذكر مثلا لفظة معينة منتقاه بعناية في القصيدة ينتج عنها علاقة حضور ، ولا يخفي علينا كلمات أخرى بديلة اسمها علاقة غياب وبالمقارنة بين الكلمة الحاضرة والكلمة الغائبة تتضح قوة الشاعرة في اختيار ألفاظ القصيدة ومفرداتها .

-اللوحة الأولى : حالة عشق مشلولة

 على سبيل المثال ذكرت الشاعرة قولها : ( حر طليق ) علاقة حضور ولم تذكر ( حر أنيق ) ، ذكرت ( أدراج الوجع ) ولم تذكر ( أدراج الفزع ) ، ذكرت ( بلادا من وداع ) ولم تذكر بلادا من ضياع ) أو ( بلادا من جياع ) ، ذكرت الشاعرة قولها : ( عاصمة ألم ) ولم تذكر ( عاصمة عدم ) أو ( عاصمة قزح ) وذكرت كلمة ( الدرك الأسفل ) ولم تذكر ( الدرك الأسهل ) ،  ولم تذكر كلمة (الدرك الأشهل) ، وذكرت ( سكانها أطياف ) ولم تذكر ( سكانها أضياف ).

-اللوحة الثانية ( أحاول جاهدة ) :

ذكرت الشاعرة ( أحاول جاهدة فتح الحدود ) ولم تذكر ( فتح الحقول ) ، ذكرت الشاعرة ( مهجر الروح ) ولم تذكر ( مدفن الروح ) أو (مهجر النوح ) أو ( مهجر الروح ) أو ( مهجر السفوح ) ، ذكرت الشاعرة ( جوار الحدث ) ولم تذكر ( حوار الحدث ),  وذكرت ( عوالم السكينة ) ، ولكنها لم تذكر ( عوالم الفضيلة ) ، ذكرت ( ارفع في سماءاتها رايات الاستسلام ) ولم تذكر ( أدفع في سماءتها ) أو لم تذكر ( أربع أو  ارجع في سماواتها رايات الاستسلام).

- اللوحة الثالثة : ( حقيقة ما عدت أضاهي الأحزان ) ولم تذكر ( أباهي الأحزان ) ، ذكرت الشاعرة ( بما يخالجه في دفاتر ) ، ولم تذكر ( يخالطه ) أو ( يخاطره ) أو ( يقامره ) أو ( تماطله في دفاتر) ، ذكرت الشاعرة (  ينزف ضيقي ) ولم تذكر  ( ينزف ريقي ) ،  ذكرت الشاعرة ( فوضى الحبر ) ولم تذكر ( فوضى الفكر )  ولم  تذكر : ( فوضى الحبر الأسمر ).

-اللوحة الرابعة  ( لقد كان مقيدا ) :

 ذكرت ( قد من الكتمان الصلب ) ولم تذكر ( من الكتمان الصعب ) ، ( ذكرت خارج مفاهيم الصمت ) ولم تذكر ( مفاهيم السمت ) ،  ذكرت ( أتماهى) ولم تذكر ( أتباهى )، ذكرت (خرابيشا) ولم تذكر ( حرافيشا ) ولم تذكر ( خرميشا ) ، ذكرت ( ومسودات من وجد معتق ) ، ولم تذكر (  ذكريات من وجد مفتق ) ، ذكرت ( أمان ذبيحة ) ، ولم تذكر ( أمان فطيسة ) ، ذكرت ( آمال عرجاء ) ولم تذكر ( أمال خرقاء ) ، ذكرت ( بهيئتة أنثى) ولم تذكر ( بهيكل أنثى) ، ذكرت ( تدرأت ) ولم تذكر ( تجرأت ) أو ( تجشأت ) ، ذكرت ( في خلوة عابرة ) ولم تذكر في ( وحدة غابرة ) ذكرت ( تصطاد حلما ) ولم تذكر ( تعتاد فيلما ) ، وأخيرا  ذكرت ( يقتات عليه الدهر ) ولم تذكر ( يقتات عليه الزهر ).

*** النقد الموجه للقصيدة : ***

1- أخطاء في الشكل الطباعي :

وجدت كلمة ( الأن ) مكتوبة خطأ والصواب ( الآن ) وكذلك وجدت كلمة ( الإعتراف ) بالهمزة خطأ والصواب ( الاعتراف ) ؛ لأنها ليست همزة قطع بل ألف وصل ومصدر للفعل الخماسي ( اعترف ... اعترافا ) ، ومثل هذه الأخطاء ناتجة عن استخدم الهاتف المحمول أو النقال أو الجوال .   2- لمحات في المضمون :

 1- في قول الشاعرة ( فوضى الحبر )  ليتها قالت : ( أجل فوضى الحبر الأسمر ) وعملت تضادا مع جملة ( وجه دفاتري الأبيض ) أو قالت : ( فوضى الحبر الأحمر ) لون الدم وأشارت بذلك للممنوع وغير المسموح به مثل الخط الأحمر .

2-  كلمة (  مني ) في قول الشاعرة : ( نبضي هاربا مني ) مجلوبة القافية الداخلية ، ويمكن الاستغناء عنها لأنها لم تزد جديدا في المعنى ويجوز حذفها ويمكن الدفاع عن الشاعرة أنها استجلبتها للتوافق الموسيقي ....

 3 -  في قول الشاعرة : (  عاصمة ألم بنتها الأيام وشيدتها مناسبات الأحزان ) كان من الأفضل أن تقول الشاعرة : ( شيدتها مدن الأحزان ) ؛  لأن المناسبات متقطعة وغير دائمة ..  أما كلمة مدن تليق مع كلمة ( عاصمة )  الأحزان وبناء الأيام ، فالمدن ثابتة وراسخة بقيمها ، ومبادئها ولا تزال إلا بالحروب النووية .

4-  كلمة ( سماءاتها ) كان الأفضل منها ( سماواتها ) مع إنها همزة منقلبة  عن أصل يجوز قلبها (واوا )  أو إبقاءها ( همزة ) ، ولكنها وردت في القرآن (سموات) ، ولم ترد (سماءات)  

5-  وردت كلمة ( غال ) مرتين في المقطع الرابع ( اللوحة الرابعة ) في قول الشاعرة : ( لقد كان مقيدا في غال غير المسموح ) ، (  غال قد من الكتمان الصلب ) ، وواضح جدا أن الشاعرة استخدمت كلمة ( غال ) بمعنى القيد وهذا خطأ شائع ، والصواب ( غل ) الذي جمعها ( أغلال )... أما ( غال ) فاسم منقوص محذوفة منه الياء ؛ لأنه نكرة ، وإذا عرفت ردت الياء المحذوفة منه إليه وتصبح ( الغالي )  ومعناها الثمين من الغلو والغلاء وضدها الرخيص...

مع أن المعنى في القصيدة تليق عليه أن الغالي مقيد في غير المسموح به ،  وأن الغالي قد واقتطع وجذ من الكتمان الصلب . 

6 - كان من الممكن أن تنتهي القصيدة  عند قول الشاعرة : ( أجل فوضى الحبر ) وتكون القصيدة محكمة وليست طويلة ... ، ولكن الشاعرة أرادت أن تتحدث عن غير المسموح به في مجتمعاتنا وأرادت أن تكشف لنا وتستغرق في حالتها حتى أصبحت الشاعرة مجرد مزق من لحم ودم تصطاد حلمها مما جعل القصيدة  كأنها كتبت على مرحلتين زمنيتين مختلفتين على مسودات فوضى الحبر .. وكان يمكن للشاعرة جعل المقطع الأخير قصيدة منقطعة ومنفردة بذاتها بطولها وعرضها ..

ولكن الشاعرة أصرت أن تخدم قصيدتها  حتى النهاية... وهكذا دأب كل الشعراء  عندهم  (خلع ضرس أسهل من حذف بيت ) .

................................................

معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس  ، القاهرة ، مصر.


سيقان الورد لا تنحني /للشاعر حسن المزوني

 سيقان الورد لا تنحني


ذاتَ زَفيرٍ

كانتْ تَطْلَعُ مِنْ صَدْرِهِ

قصائدُ كالرّيحِ

فتنتشر بذورُ الْوَرْدِ

في الأرْضٍ الجَرْداءْ


وقصائدُ أخرى 

بتقاسيم الناي والعود

فتحيا قلوبٌ ميتة

ظلّت في بَياتٍ منذ زمن

خوْفا مِنْ مَكْرِ الْأَعْداءْ


حين خرجت خفافيش

صَدَمَتْها رائحة العطْرِ

وارْتَجَفَتْ لَمّا رَأَتِ الشَّمْسَ

تُشرِقُ في الْأَسْفَلِ

وَ الْأرْضُ غَدَتْ خَضْراءْ


فاجتمعت في غرف مظلمة

وأعلنت عن خطر الورد عليها

حضر كُلُ من أكل الوطن من كتف

عرضوا الوضع على مكاتب

فيها إبليس وبعض الخبراء


بمرحلة الضغط عل الزِّرِّ  شَرَعوا

خَرَجَتْ من تحت الأرض رعود 

لكن، ما انحنَتْ سيقانُ الْوَرْدِ

وَما  انتشرَ في الأرض ظلامٌ

بل ظَلَّتْ ساطِعَةً بِمَوْجٍ  ضِياءْ


ما عاد أمامهم غير خنق زفير

جرّبوا كلّ طُرُق التَّضْييقِ

صنعوا زفيرا كَطَنينِ ذبابً

جَنَّدوا أقلاما تُعاني من العقم

لكن ما أَصاب الشّاعر مِنْها وَباءْ


 


وَ


المزاد /للشاعر/ محمد عزو حرفوش

 .. المزاد..

إليكم ما آلَ إليه الحال.. ودوام الحال من المحال. انقسم الناس في ترتيب جديد.. وفي كلّ محنة ولادة.. قلّة أصبحوا كالحديد.. والباقي أمسى بُرادة. ملأت الأسواقَ بضاعةٌ.. ليست بالجديدة.. غير أنّها كانت نادرة وفريدة. للبيع والشراء.. اطلب ما تشاء.. كرامة.. شرف.. أوطان.. في كلّ زاوية ومكان بأرخص الأثمان.. 

وفي ركن خاص قسم الكلام  والأحلام.. تُوزّع هدايا كلّ مساء للمحتاجين والفقراء.. يتيمّمون بالأمل.. يفترشون تراب البقاء.. يودعون أحلامهم لدى ربّ السماء.. كي لا تُسرق ذات فناء.

.. محمد عزو حرفوش..


نسيم الروح /للشاعر دياب سوسق

 أما في نسيم الروح نبض فيسعف

جريحا به اﻵﻻم صماء تشرف


يئن نهاري والظلام نوائب

يتوه كلامي والمعاني تطفف


بهاء  صباحي أين نورك غائب

أ في غيهب  أقمارك اليوم تخسف


أيا من هواه في فؤادي ولفظه

كفاك غروبا فالرياحين ترأف


ضياء فؤادي في رباك منارة

فما طعمها اﻷيام إن أنت تكسف


عيوني تتوه في دروب ظلالها

نسائم عمري أين نبضك يسعف


أيا قمرا في اﻷفق أنواره الربى

لك القلب يبقى نبضه يتلهف


لماذا التجافي والفؤاد رياضه

تفوح بمسك العمر والعمر يزحف


فكن بلسما واشف الجروح تكرما

كفاه الهوى حزنا يئن  ويقصف


فديتك واﻷيام تشهد أنني

لقلبك أبقى المجد والنبض ينصف


أزاهير أفناني تفوح عطورها

وتروي ثرى اﻷحباب لا تتخلف


وموج بحاري هائج النبض يافع

فكم ترفع اﻷمواج خلا وتعطف


دياب سوسق


هبت نسائم الهوا/للشاعر عز الدين حسين أبو صفية

 هبت نسائم الهوا   :::


هبت نسائم الهوا

فصحت من غفوتها الغيوم

وتجمعت وتعانقت

هاجت وزمجرت

فإلى حضني لجأت

واحتمت

من برقها ورعدها

وتمرد غيمها

و مغازلة الرياح الباردة

الآتية من بلاد الشام

فأمطرت ونثرت

قطرات ماءٍ وبرد

تُلامس شفاه عاشقة

ووجنتاها 

وخُصل من شعرها 

تبللت

ارتعش حضنها

وغاب دفؤه

و لحضن عاشقها

لجأت

تبحث عن همسٍ

ودفءٍ غافٍ

حضنها

بذراعيه طوقها

ولصدره ضمها

تلاقت القلوب

ومن خلف الضلوع

تهامست وتذكرت

لقاء الشتاء الماضي

فتبسمت 

ونشوة دفء الحب

في جسمها سرت

فدفئت

وقطرات المطر 

وحبات البرد انتبهت

تجمعت 

وعلى معطفها تساقطت

ورسمت  

أول حرف من أسمها 

وأسمه كتبت


د. عز الدين حسين أبو صفية،،،


جواب القدس /للشاعر ميلمي إدريس

 السلام عليكم

بقلم وصوت الأديب الشاعر

ميلمي إدربس

المغرب/ فاس/ 24/11/2020

قصيدة شعرية جَوابٌ القُدْسِ

سَأَلُونِي والسُّؤالُ بِرُمَّتِهِ صَعْبُ

سَأَلُونِي وَأَنَا فَاقِدَةٌ الجَوَابُ

سَأَلُونِي وَالجَوابُ يُعْطِبهِ المُجِيبُ

سَأَلُونِي والسُّؤالُ لاَ يَتَحَمَّلُهُ القَلْبُ

تَسَاءَلْتُ مَعَ نَفْسِي لِمَ الهَرَبُ

تَسَاءَلْتُ مَعَ ضَمِيرِي لِمَ النَّحْبُ

تَرَيَّثي نَفْسِي فَالصَّمْتُ طَبِيبُ

تَرَيَّثْ ضَمِيرِي فَالعَقْلُ ذَهَبُ

صِحْتُ .. اسْأََلُوا فَأَنَا لَسْتُ المُعِيبُ

قُلْتُ .. اطْرَحُوا سُؤَالَكُمُ الغَرِيبُ

فَصَاحُوا صَيْحَةً وَاحِدَةً والسُّؤالُ غَضَبُ

أَجِيبِي يَا قُدْسُ مَاذا يَنْقُصُكِ .. نَحْنُ العَرَبُ

صِحْتُ أَنَا أَيْضًا . لاَ يَهُمُّنِي الرُّعْبُ

قَائِلةً مَصْرِخَةً والفَمُ لاَ يَهَبُ


يَنقصُنِي


يَنْقُصُنِي وَجْهٌ مُسْلِمٌ مُوَحَّدٌ


يَْنْقُصُنِي وَجْهٌ عَرَبِيٌّ مُمَجَّدْ


يَنْقُصُنِي وَجْهٌ صَلْبٌ لا يُصَدْ


يَنْقُصُنِي وُجُوهٌ جامِعَةٌ لا تُعَدْ


يَنْقُصُنِي آباءُ دُوَلٍ تُمَجَّدْ


يَنْقُصُنِي أُمَّهاتُ دُوَلٍ تُخَلَّدْ


يَنْقُصُنِي وَجْهٌ مُسْلِمٌ مُوَحَّدٌ


يَْنْقُصُنِي وَجْهٌ عَرَبِيٌّ مُمَجَّدْ


يَنْقُصُنِي وَجْهٌ صَلْبٌ لا يُصَدْ


يَنْقُصُنِي وُجُوهٌ جامِعَةٌ لا تُعَدْ


يَنْقُصُنِي آباءُ دُوَلٍ تُمَجَّدْ


يَنْقُصُنِي أُمَّهاتُ دُوَلٍ تُخَلَّدْ


يَنْقُصُنِي ذِكْرُ اللهِ 

والصَّلاةِ على نَبِيِّهِ مُحَمَّدْ


يَنْقُصُنِي ذِكْرُ اللهِ 

والصَّلاةِ على نَبِيِّهِ مُحَمَّد


يَنْقُصُنِي ذِكْرُ اللهِ 

والصَّلاةِ على نَبِيِّهِ مُحَمَّد


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

قصيدة شعرية جَوَابُ القُدْسِ

بقلم وصوت الأديب الشاعر

ميلمي إدربس

المغرب / فاس/ 24/11/2020

https://youtu.be/XybGhOmNfes


من أقوال ابن النفيس /للشاعر جميل فارس

 قال ابن النفيس رحمه الله :

كلامك مكتوب وقولك محسوب وأنت يا هذا مطلوب ولك ذنوب وما تتوب وشمس الحياة أخذت في الغروب فما أقسى قلبك بين القلوب .


حكم الإله /للشاعر كمال الدين حسين

 حكْمُ الإلهِ على الخلائقِ سارِ

واللهُ يمْلك كلَّ فعلِ قرارِ


علَّامُ غيبٍ بالوحودِ ونبتهِ

فاللهُ يعلمُ سائرَ الأسرارِ


ملكَ البسيطةَ دونَ أيِّ منازعٍ

ربُّ البريِّة مالكُ الأعمارِ


قدْراتهُ منْ غير أيِّ نهايةٍ

عنْ كلِّ أمرٍ  في دُنى الأمصارِ


هذا إلهي بالكمالِ جلالهُ

وحكيمُ عدلٍ بينَ كلِّ ديارِ


خَلَقَ العبادَ لطاعةٍ ومحبةٍ

للهِ عبرَ مراحلِ الأطوارِ


والناسُ مابينَ الحياةِ فوارقٌ

فالبعضُ يحيا عيشةَ الاكدارِ


هذا البلاءُ لفحصِ كلِّ مثابرٍ

والبعضُ بينَ حدائقٍ وثمارِ


وفقيرُ حالٍ للمعيشةِ شاكرٌ

رغمَ الحياة  شديدة الأقفارِ


وسعيدُ حالٍ للمغانمِ ناكرٌ

كلَّ الثراءِ وعزَّةٍ ووقارِ


 فالجهلُ في بعضِ الأنامِ مصيبةٌ

مابينَ جحْدٍ كامل الأنكارِ


عاشَ الحياةَ على الدوامِ تكبُّراً

ظلَّامُ خلْقٍ  بالدجى ونهارِ


منْ رامَ منْ دنيا الحياةِ كمالها

رامَ المحالَ بمنطقِ الأفكارِ


سخَّاطُ عيشٍ عنْدَ حالِ صعوبةٍ

ما نالَ غير حقائبِ الأوزارِ


حمَّادُ ربٍّ والحياةُ مريرةٌ

قدْ فازَ بالرضوانِ والإطهارِ


بقلم كمال الدين حسين القاضي 

البلد مصر


ماذا بعد /للشاعر محمد عزو حرفوش

 ماذا بعد؟

أنتِ منّي القلبُ ونبضُهُ 

وحلم قد  أضناه قيدُهُ

نثرتُ  أوردتي سياجاً

كالعطر يحميه رندُهُ

فكنتِ لحروفي كتاباً

كم يطيبُ لعيني وردُهُ

مشتاقٌ لهمس شفتيك 

والشوق غلّابٌ عهدُهُ

حالك قد أدمى يراعي

فبكى عليلاً مدادُهُ

سهام عينيك كليلة

كالسيف يزجره غمدُهُ

سألتُ نبضك الرؤوف

قد جاءني مريباً ردُّهُ

أنا هو حلمك الباقي 

أنا السراب في الآفاق 

أهواكَ والحبُّ رحيمٌ

وأنتَ من شدّ وثاقي 

عشقُك يروي لي ظمئي

فيك السقيا والساقي 

جعلتني خريفاً كئيباً

أهملتَ نسغي وأوراقي

رسمتني حلماً تراوده 

رمقتني بنظرة إشفاق 

قدرك محكوم بحريتي 

وحلمكُ يزدهرُ بعناقي.

.. محمد عزو حرفوش..


قصص لا تثبت /للشاعر محمد أسعد التميمي

 قصص لا تثبت (1):


من القصص التي تروى كثيرا

ولكن لم تصح لدى اختبار


على الثوبين من سلمان سؤل

لدى عمر الرضى أهل اصطبار


لماذا أنت دون الناس تحظى

بضعف القسم قل لي باختصار


فكيف تريد بعد الظلم نسعى

لنسمع أو نطيع لدى ائتمار


فقال للابن قم وأجب سؤالا

جوابا شافيا من كل عار


فقام وقال ليس كما ذكرتم

ولكن قد وهبت له إزاري


فقال الآن طاعتنا لأمر

تكون بكل عز وافتخار


محمد أسعد التميمي

القدس فلسطين


الصباح لمن؟! /للشاعر عبد الحليم التميمي

 الصباح لمن...!؟


تبسّم الصبح لم أعرف دوافعه

حتى أتاني يقين يمحق القلقا


فلاح فوق سنى الأحباب بارقه

فاهتزّ كالغصن ميّالا وقد برقا


وراح يسبح فوق الخد مبتسما

يدغدغ الرمش إن دلّى وإن سمقا


فوجهها من ضياء الكون شعلته

بكل زهو يضيء الليل أن غمقا


في كل صبح صباح الخير أبعثه

وفي المساء أبوح الشوق والومقا


أدعو لها في صلاتى الله يسعدها

فمثلها لم أجد من يسكن الحدقا


كانت حياتي كأزهار بلا عبق

حتى عرفت الذي قد جدد العبقا


فهي التي ترفع الاحزان عن كبدي

وهي الشعاع الذي قد نوّر الغسقاالصباح لمن...!؟


تبسّم الصبح لم أعرف دوافعه

حتى أتاني يقين يمحق القلقا


فلاح فوق سنى الأحباب بارقه

فاهتزّ كالغصن ميّالا وقد برقا


وراح يسبح فوق الخد مبتسما

يدغدغ الرمش إن دلّى وإن سمقا


فوجهها من ضياء الكون شعلته

بكل زهو يضيء الليل أن غمقا


في كل صبح صباح الخير أبعثه

وفي المساء أبوح الشوق والومقا


أدعو لها في صلاتى الله يسعدها

فمثلها لم أجد من يسكن الحدقا


كانت حياتي كأزهار بلا عبق 


حتى عرفت الذي قد جدد العبقا


فهي التي ترفع الاحزان عن كبدي

وهي الشعاع الذي قد نوّر الغسقا

في جوف خندق/للشاعر أبو ناصر الصباغ

 في جوف خندق  نسكن سوية. خوذنا تعتلي الرؤوس وايدينا على الزناد تتأهب. ثمة قلب يخفق بشدة واخر يسبح في خيال الاحلام يضيع هناك. هناك اضواء تتشاجر في السماء واصوات طلقات المدافع تشعل الجو صخبا....... مازال صديقي يلاحق الاحلام ويده الى الزناد تعزف كربابة وقيثارة. ومسير قنبرة تسقط قرب الخندق...... لا اثر لنا سوى اصابع مازالت تدندن


ومضات /للشاعر إدريس ميلمي

 السلام عليكم 

بقلم الكاتب الأديب

الشاعر الزجال

إدريس ميلمي 

المغرب/ فاس24/01/2021

🌹ومضات 🌹


🌹 وَدَاعْ..


وَدَّعتُكِ وَدَاعَ المُوَدِّعِ ؛ طَفَحَ كَيْلِي.


🌹فِرَاقْ..


ذَهَبْتُ بِدُونِ رِجْعَة ؛ نَسِيتُ أَطلالِي.


🌹هُجْرانْ..


هَجَرتُ حُبِّي الوَحِيد ؛ اسْتَيْقَظَ شَوقِي.


🌹ذَهَابْ..


ذَهَبَ ولَمْ يَعُد ؛ رَدَّهُ الحَنِينْ. 


بقلم الكاتب الأديب 

الشاعر الزجال 

إدريس ميلمي 

المغرب/فاس/24/01/2021


قولي الحقيقة /للشاعر رزق جادو

 كلمات الشاعر رزق جادو

مصر .. دمياط

    .. قولي الحقيقة ..

قولي الحقيقة بكل وضوح

راح فين كلامك الأولاني

ولا الكلام عندك مسموح

تغيريه وفي بحر ثواني

نفسي تكوني كتاب مفتوح

أشوفه زي إنتي ما شايفاني

وزى أنا مابقول وأبوح

باللي في قلبي وعلى لساني

ينطق لسانك بقى ويبوح

إذا كنت من قلبك عاشقاني

بكلمة واحدة ترد الروح

عايزاني ولا مش عايزاني

قولي الحقيقة بكل وضوح

راح فين كلامك الأولاني

أنا قلبي في هواك مجروح

ياملكة قلبي وكل كياني

كلمات الشاعر رزق جادو

مصر .. دمياط


مساحات الحروف /للشاعرة غادة أحمد

 مساحات الحروف

🥀🥀

للبقاء الحقيقي والصادق قوانين

لايعرفها البشر تمر كالسَّحاب

تنثر الغيث في كل مكان

دون شروط..

دون تمييز..

دون اكتفاء.

ولا تصل حدود التَّفكير لمعنى الرَّجاء

يكفي لذة العطاء ..

تتمرد فيها على الأنا..

ترى الكون بصورة من لم تره

تزرع الابتسامة في وجوه مقفره ..

وكأنهم وجه الأحبه الذين نعيشهم

الرجاء يعني: خلق الحدود .

والحدود ممنوعة في عالم الأرواح..!!

لأنها ارتقت فوق متطلبات الجسد ..

فكيف نعيدها لنخضعها لقانون الحبس في قفص الغايات من جديد ..؟؟

لا

هذا حكم قاتل

من يحب الانسانية

يعيشها حيث فطرتها وطبيعتها

وإلا كان كمن شوهها ،وأشعل فيها الحرائق ..!!


غادة الأحةد*🌹


ممنوع /للشاعرة غادة أحمد

 ممنوع

ممنوع للحب أن يسكن الضلوع

ممنوع أيضا لليل أن يشعل الشموع

ممنوع للبسمة أن ترد الينبوع

ممنوع لجنوني أن يظهر، خِشية الوقوع ..

ممنوع للعين أن تذرف الدموع

ممنوع للقلب أن ينكر المسموع

وممنوع للروح أن تغادر الضلوع

كل الحياة أصبحت ممنوع

حتى الشمس حُرمت من جمال

السُّطوع ..!!


من ياتُرى ألبسكم تاجا اسمه ممنوع

لا ..لا..

آن أن نقول توقفوا

من أيامنا انصرفوا

قتلتم أحلامنا ولم تكتفوا

دمرتم آمالنا ولم تنصفوا

طعنتم احساسنا دون أن ترتجفوا ..!!


لا لا لا لا لا لا لا ..

لنا الحياة

لنا الوجود

لنا النبضات

لنا أحلامنا، لنا الإبداعات

لناكل المعاني المترقرقة بأعذب

النغمات

سنسمو ونرتقي فوق كل المساحات

سندفن آلامنا في حاوية الحياة


نعم، نعم ..

جديد ..جديد..

كطفل وليد بذاكرة بيضاء، لاهم ولاتسهيد..

أثقلتم روحي زمنا بنظرات الوعيد

افعلوا ماشئتم .. فمن قلب ظلمكم

سيخلق التجديد

وإن طال الأسر بنا سنكون الأسمى ولسنا عبيد ..

بحبنا نسمو ولن نطفو كالصَّديد

بالعمل ارتقى غيري وصَّهر الحديد ..!!

كيف لبركان روحي أن يخمده التًّنديد..؟؟

كيف لمن جددتهم أن يمنعوا التَّجديد

اغضبوا مني وارحلوا ولاتعودوا

اسقيتموني آلامكم زمنا، وبالظلم تجودون ..!!

منحناكم الطاعة فظننتم أنَّاعبيد

أنا لست مغرمة بقلب كالحديد

ولست هائمة بعقل أُقفل منذ زمنٍ بعيد ..

ولا أرنو لروح تحيا بالتَّنديد ..

لقاكم صار عندي كيوم الوعيد

أحيا بروح دافئة عن زيفكم تحيد

فأنا فارقت عصركم، ولي عصر جديد

خارطتي كل محتواها 

جديد ..جديد ..

لست مُصغية لكل ماتطلقه أحكامكم الملتوية ..!!

خُلقت ولي هدف، لاأقبل أن اكتب ولا أُلفظ حروفا وهمية ..

لماذا هوايتكم إطلاق ألفاظ كأعيرة

نارية ..؟؟

سَخفتم الحياة، بِتنا بلاقضية

دمرتم الأوطان ..

لا سكن ولااطمئنان ..!!

غيبوا عن حاضرنا

عن مرمى نواظرنا

لنحيا الجديد

ونرفل بالتَّجديد

ماضينا يصرخ ..لمً أنا بعيد

عودوا ودعوا الأمجاد

تعود ..

ازرعوا بالمحبة رياضكم 

ورود ..

انزعوا العار عن تاريخ 

الجدود ..

غادة الأحمد.*👍🌹🌹


أنا لا أفهم /للشاعر حسن المزوني

 أنا لا أفهم


أَنا لا أفْهمٌ في السِّياسةِ

ولا الخطابةِ ولا البرامجِ

ولا تَبْهَرٌنِي الشعاراتٌ

أنا لا أحَلِّلٌ الْماءَ والْهواءْ


لَكِنِّي حينَ أَرى الْهامِشَ يَتَّسِعٌ

وَرَغيفَ الْخٌبْزِ يَتَبَخَّرٌ في الثَّلْجِ

والسَّبيلَ إِلى  الْعِْلمِ مٌخاطَرَةً

أُدْرِكُ أنَّ السِّياسَةَ مَحْضُ هٌراءْ


وحينَ أَرى الْقٌدْسَ تٌعَرّى

وَالزَّيْتونٌ يٌعْصَرٌ في الْعَلَنِ

وَالْقَمْحٌ قَدْ أَصْبَحَ مٌرّاً

أفهم  ما النَّخوةٌ إلا رياءْ


وَلَمّا يَنْبٌتٌ الشَّوْكُ 

في حنجرة العربي

ويُدْخَل السيفٌ في غِمْدِهِ قَسْراً

افْهَم عندئِذٍ أنَّ الشَّرَفَ أَضْحى هَباءْ


أنا لا أَفْهَمٌ في السِّياسَةِ

وَقَدْ تَربَّيْتٌ على الْكِياسِةِ 

وها انا الآن أٌصَرِّحٌ لِلْمَسْيوسِ

إن الشرف بِيعَ رَخيصًا ذاتَ عَشاءْ


الخميس، 21 يناير 2021

علمني يا قلمي /للشاعر الزاهي الصلحاوي

 علمني يا قلمي

 كيف أنحني 

كي  تمر العواصف ...

مدلهمة هي الأحلام 

كثيرة التقلبات ...

ضبابية الهوى 

حديقة الايام ...

تكسرت أجنحة 

الكلمات ....

على وقع الأسى

و العبرات ...

في عتمة الليل 

و جناح الظلام ...

السكينة تهد 

كل حالك صريع

و تنفي في طياتها 

كل فذ مقدام ....

تتدثر بالبركات 

تمتد على 

كل المسافات 

تتساوى فيها 

كل المسابقات...

و البشر نيام ...

صفر قطار 

البوح ...

يطوي أشرعة

اللوح....

يمحو كل ختام ...      

يركض عابثا

يصارع الكدمات 

و هول الزحام....

كل هذه النجوم 

و الفجوات ...

تطلق هزيم 

الرعد ...

و تبشر بالسلام....

خيمتنا عالية 

حبالها ثخينة

أجزاؤها ثمينة 

ليست للعوام...

فكونوا هنا 

لان الحب 

و العشق 

يحب الدوام ...

الامضاء 

الزاهي الصلحاوي 

سليل الأحرار


بالبال /للشاعر عبدالله سكرية

 ....بالبال ِ....

بالبالِ أنتِ، وأنتِ الطَيْفُ أحضنُهُ

حُقًّا منَ الورْدِ أو طَوْقًا منَ النَّارِ

أوْ فسْحَةٌ مِنْ ربيعِ العمْرِ قدْ أفَلَتْ

أوْ جَـوْقَةٌ مِنْ زهورِ النَّورِ والغارِ

داعبْتُها برَقيقِ اللّمْسِ فانْـفتَـحَتْ،

ذوَّبـتُها بِرَقـيقِ الهـمْس ِ فاخْـتاري

تحَلَّقي في سماءٍ كنتُ أزْرعُها

صبْحًا مساءً، كمَا زرْعٌ لأطيارِ

لا شيءَ يَمنعُني عنْها ولا حُجُبٌ

نحْلًا تَغَاوى جَناحًا خَلْفَ أزْهارِ..

أحرقتِ قلبي، فيا نارًا مزغردةً

حيّاك لاهـبةً قـلبي ، أيـا نـاري

إنّـي أمنّـيه لسْعًا منـك يـُؤنسني

حتّى تُورّي لهيبَ الحرفِ أشعاري..

عبد الله سكريّة..


المحب لا يمل من المحاولة /للشاعرة غادة أحمد

 المُحب لا يمّل من المحاولة، تذكر ذلك جيدًا

🌹🍁🍁


فإذا تعثرت أثناء حفظ سورة؛ وأخذت منكَ وقتًا طويلًا، فكُن حامدًا لله لأنه مَنَّ عليك بالجلوس مع القُرآن وقتًا أطول..

فهذِه كَانَتْ إحدى صفات الأنبياء.


فلا شيء يُعادل لذةَ الجلوس مع القُرآن، وتدبُر حديث اللّٰه لك، ولَا شَيء يُعادِل كَلِمات الطُّمَأْنِينَة التي يصُبها القُرآن في قلبك صبًا 

ولا شيء يُعادل أن تُلقب يوم القيامة بـ "حامل القُرآن"

أو أن تجعل كلامُ اللّٰه مودَعًا بين جنبيك وكأنه رفيقك.. 


فَخيرُ الصِّحاب مَن تشبث بقلبك جيدًا، ويُربت على كتفك دائمًا ليُطمئنك.. يكون رفيقًا عند البلاء قبل البُشرى


حتى عند الفُراق!

يأتي عند الإحتضار ليُبشرك..


وعندما تُضَع في القبر يأتي ليُؤنس وحدتك؛ ويُنيرهُ لك 

فيجعل ظُلمات القبر كالُلؤْلُؤ المَنْثُور 

ويَزِيِن القبر بزهور من الجنة.. فتشعُر بعطر الفردوس..


وعندما تُبعث! 

يُطمئنك قائلًا كنت أنيسي في الدُنيا واليوم لن أترُكك.. فيُعطيك المُلك ويقول لك:

هُوَ فِي يَدِكَ وَكَفِّكَ، وقد اسْتَوْلَيْتَ عَلَيْهِ


خير الصِّحاب من إلى الجِنان يَدَلُّك 

وأمام الله يشفع لك..


لا شيء يُعادل أن يشهد لك القُرآن أمام الله 

يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ.


"المُحب لا يمّل 💚


نمنمات الحروف /للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس يكتب : 

( من ديوان الحروف )

..............................


 (  نمنمات الحروف ) 


حين أجلس القرفصاء للكتابة


كالكاتب المصري القديم في بسالة


لا أستكين بمثابة 


لا أستطيع الغرابة 


 ولا أستعين بمهابة


لا أستبين لنبضات الرتابة


لا استخبر  ولا أستجير بالصبابة


لا استسلم ولا أستجيب لرايات الألم


تحج الطيور ولا تحتج فوق الغيوم


وعيني تشيح وتأبى التخوم


وتسبح الحروف في رسالة


 من فوق أحجار الهرم


وتستبيح أشباح الظنون


بيقين وثبات متون الخبر


من فوق رفرفات هتون العلم


في رحلة اللا منتهى والرجوع


مسافر أنا ومثلي لا يغيب


كشمس المغيب 


وسهمي صائب أبدا


 لا يعاب ولا يعيب


فتهيم المقل لمواقع النجوم


وتسرح شياهي بالوصب والدموع


  بالرضاب في فلذات الحقول


لا ترتجي منك اللعاب بعد الأفول


بنظرات المني والجنون 


لا تنطفيء فينا الشموع


أمجد الله في الحرم بالدخول


أسرح في مذهبات ( الملتزم ) بالأنق


أسرع في مروج صفحات الورق


أغازل النيازك والشهب بالريشة والقلم


بالكعبة التي تدوم وقصور القصب


وأعتزل المذاهب كلها والفرق


فالصوم لا يعيبه الذهول


إن خلا الماء من الجندول


ذهب لشجرة التين والزيتون والنبق


فمذهب الشيخ في الحب الألق


لو ذكرك الملاك في ذكر الحلق


 واشتعل اللهب بعد اللهب


واستغل شبهي وانطلق في الأفق


يكوكب في القمر


 ويرج في الطرق المدر


ويهمس تعال اقبل لا تخف


 لا تتعثر واعتكف 


خذ اللوز والموز والكرم


وارعو للصبابة وانهمر


لا تخش رخات زخات المطر


ولا تنتظر في موجات الوقب


 لقد اشتقت لتمتماتك واللعب 


فاكتب لشقشقات عناقيد العنب


من على شفتيك يتوه الغضب


بالضي والفلق والفجر والوثق


 وما خلق للعصب


والإجابة فليحيا السمار


 في السبق بالوتر


حين أجلس القرفصاء للكتابة


واستمع لدمعات الربابة 


فلا أرهب النظر بالبصر


ولا أقلق كما اللقلق بين الزهر


 فالشفق ينام في الأفق بين الزمر


ومثلي


لا ينام بالعناق والهزر


في لحظات الكتابة والاشتياق


أنا هنا بنهر الكلمات أفرق بالأثر .

...................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس - القاهرة - مصر .