معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس المصري
يكتب دراسة نقدية عن
نص ( لظى الشوق )
للشاعرة المغربية / جمانة المغربي Jemana Almareabi
................................................
نص الاشتغال :-
----------------------
//لظى الشوق//
وإن داهمنا الفجر ...
كشفت الشمس ملامحنا ...
بدونا والهوى كشاردين ...
بين حنايانا ...
نبحث عن اليقين ....
ماكنا نشبه غيرنا ...
وماكنا كالآخرين ...
عمر هوانا قضى سدا ...
اختنق باحتراق الحنين ...
أكنا بولهنا ملحدين ...
أم كنا له مغتصبين ....
عجبا .. كيف تمضي الحياة بنا ؟!!
عجبا .. كيف كانت تدنينا ؟!!
وكيف اليوم تردينا ؟!!
هنا شد وصد ...
هنا قصيدة وورد ..
هنا رقصنا طربا
وهنا ذبنا ألما ...
هنا .. وهنا ... وهنا
كلما قلبت هذه الصفحات ...
ينفطر قلب ذكريات الوجد ...
ها قد توارت أيام لظى الشوق عنا ..
وعلا الخسوف قمرنا
فسكبنا على الصفحات حبر أدمعنا ...
وما بحنا لمآقينا ما يسكن الجوى
فكان سيف قطيعتنا ..
يقطع خافقينا بصد ...
يا ليتنا بقينا غرباء ...
يا ليتنا ما احترقنا
باتهام بعضنا البعض ..
ياليتنا تركنا فقط التحية بيننا
خيطا رقيقا يسد رمق الوجد.
جمانة المغربي
...........................................
الدراسة : -
العنصر الأول : من عناصر النقد هو التعريف بصاحبة القصيدة فكلما تسنت لنا الفرصة لمعرفة صاحبة القصيدة وتسليط الضوء على مجريات حياتها كلما اكتشفنا جوابا لأسئلتنا ... كلما اكتشفنا جوانبا غائرة في معانى القصائد حتى نتخلص من مقولة ( المعنى في بطن الشاعر ) ... كلما عرفتنا الشاعرة بذاتها وكشفت لنا النقاب عن شخصيتها كلما أضاءت جوانب مضيئة في شعرها ... وبالذات في قصيدتنا صدد الدراسة نسمع الشاعرة نعرف نفسها فتقول :-
( نبذة عن الشاعرة )
الاسم : جمانة المغربي
من المملكة المغربية - أب عن جد - أنحدر من أصول أمازيغية
من مواليد 10/6/1986بمدينة خريبكة ،درست المرحلة الابتدائية بمدرسة خديجة بنت خويلد ، والاعدادي بإعدادية الإمام مالك ، والثانوي بثانوية موالي رشيد
انتقلت إلى مراكش حيث درست المرحلة الجامعية : Faculté des sciences Semlalia – Marrakech
التحقت بالوظيفة العمومية. فكان لدي متسع من الوقت لتقويم كتاباتي الأدبية.. تأثرت كثيرا بحياة نزار قباني وشعره، ومحمود درويش وكتباته، وغادة السمان ورسائلها ،وأحلام مستغانمي ورواياتها.. فكان لي حق مخاض أول رواية لي "عبور ذاكرة" ودوانين من الشعر وبعض القصص القصيرة المحصورة بهذا العالم الأزرق. أعشق الشعر الحر.. والخاطرة الذاتية. لم تلق كتاباتي بعد الصفحات الورقية ماتزال بين رفوف مكتبتي والمجلات الالكترونية لأني لم أعطها حق الاهتمام بعد .
ومجموعة قصصية بعنوان : " طيش صبية"، ولي ديوانان من الشعر
١- الأول بعنوان : ""سنابل الشتاء""
٢- والثاني : "قصائد الليل الأزرق ""
** العنصر الثاني : من عناصر النقد وهو عنصر العنوان
لماذا اخترت هذا العنوان بالذات كعلم على رأس قصيدتك بالذات دون غيره { لظى الشوق } ؟
نسمع لسان حال الشاعرة يقول : { العنوان : (لظىالشوق) تحمله كلمتان تخفيان الكثير وتخيفان أيضا ؛ لأن اللظى هو قمة الاحتراق أي لاسقف بعد هذه الكلمة أو بالأحرى لم تجد أقوى منهما ليكون العنوان مواتيا بمكنون الجوى، ولهيب المشاعر ،
والشوق كما نعلم هو درجة من درجات المحبة والعشق.
العنوان عبارة عن كلمتين تقولان وتحملان فحوى ومضمون ومغزى القصيدة } ، وكأنه العنوان هو الجملة المفتاح التى تفتح لنا دولاب ودولة القصيدة ،وأول ما يطالعنا في القصيدة هو العنوان ( لظى الشوق ) بوابتها وعتبتها الذي ندخل منه لكنه ومغزى القصيدة ، فما معنى كلمة ( لظى ) ؟ اللَّظَى : لهبُ النار الخالص لا دُخانَ له أو لا دخان فيه ، وهي اسم ومصدر من الفعل لظي بكسر الظاء ( المنقوطة المعجمية ) ، وفتح الياء ، ولظِيت النار توقدت واشتعلت ( هذا هو المعنى اللغوي القاموسي. أما المعنى الدلالي غير المنتشر هو اللظى : كل ما اغتاظ غيظا شديدا وكازن شديد الغَيْظ فهو لظى ... وهو أن يكون الإنسان ذكرا أو أنثى في حالة من الغيظ الشديد بحيث يتحول لنار تحرق من أمامه وهو معنى دلالى مجازى بالكناية.. أما المعنى بمفهومه الإصطلاحي والعلمي هو : اسم من أسماء جهنَّم (وهو مؤنّث لا يُنَوَّن) وسمِّيت بذلك لأنّها أشدّ النيران ... يقول الله تعالى في سورة المعارج : { كَلَّا إِنَّهَا لَظَى، نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى، تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى، وَجَمَعَ فَأَوْعَى،} .. وبالتالي كل هذه المعاني تخدم ما أراردته الشاعرة من عنوان قصيدتها من إنها وصلت لقوة الاحتراق من داخلها سواء من الغيظ الناجم من حرقة الحب والعشق أو أنها أصبحت نار محترقة تحترق من الحب أو تحرق غيرها ( حبيبها ) أو تصل لمرحلة الصد بل الصدود والاختناق بسبب ألسنة النار فتود الشاعرة تخليص نفسها من هذا العذاب والهروب من هذه العلاقة التى وصلت لقمتها ؟ وهذا ما سنعرفه من أول أبيات القصيدة حيث تقول : [ وإن داهمنا الفجر كشفت الشمس ملامحنا بدونا والهوى كشاردين ... حنايانا نبحث عن اليقين } الذى من معانيه الموت .. يقول الله تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) سورة الحجر آية ٩٩ أى الموت، وهذا ما نسميه براعة الاستهلال وأيضا براعة استدلال من الشاعرة على مافى نفسها { جعبتها } حيث أن الهوى سبب والشرود نتيجة، وهذا ما يظهر.. للعيان فالنار تطهر وتوضح الأشياء وتقضي على الظلام وتخوف الأخرين من خوض هذه التجربة حتى لا يعانون كما عانت الشاعرة ..وتستمر هذه الفكرة مرتبطة بالعنوان حتى نصل إلى نهاية القصيدة حيث تقول الشاعرة { ياليتنا ما احترقنا باتهام بعضنا ...يا ليتنا تركنا فقط التحية بيننا خيطا رقيقا يسد رمق الوجد }.
وهذا ما يدخلنا للعنصر الثالث من عناصر النقد ماذا أرادت أن تقول الشاعرة فى القصيدة ؟ وما الرسالة التي تريد أن توصلها للقارىء ؟
- العنصر الثالث من عناصر النقد :
** بيان شرح مآلات القصيدة **
إن القصيدة تتحدث عن علاقة حب نظيفة مثالية ما فيها إثم ... حب طاهر عذري برىء منزه وشريف نشأ بين ( بطلة القصيدة ) و ( حبيبها ) في عالم مثالي مفضال هكذا هو الحب الجميل في الأرض في السماء عند خسوف القمر فى منتصف القصيدة عند بزوغ الشمس مع الفجر في اول القصيدة عند يقين الموت عند الانسحاب من هذه العلاقة الوطيدة الوثيقة.. هكذا هو الحب ليس له مكان يقيده ..إن هذه العلاقة علاقة غير اعتيادية كأن المحبوب والمحبوبة لا يشبهان أحدا على الإطلاق نسمع القصيدة تقول : ( ما كنا نشبه غيرنا ما كنا نشبه الآخرين .. ) ، ثم تعترف أن الهوى والجوى بالكوى قد قضي وذهب سدا واحترق الحنين حتى تصل إلى لحظة المعاناة الحقيقية والضيق النفسي الشديد الأليم تذكر الكره والإلحاد وكفران العشير .. فنراها تقول : ( عمر هوانا قضى سدى ... اختنق باحتراق الحنين ... أكنا بولهنا ملحدين؟ أم كنا له مغتصبين ؟ ) .. وتخبرنا أن الحياة سارت بالقرب وتباعدت وتحول الحب إلى ذكريات تتوارى مع الأيام وتتعجب من كل ما يحدث حتى تصل لنقطة الذروة نقطة القطيعة نقطة الفراق فى النهاية حيث خسف القمر بعدما كان فجرا يلوح مع الشمس في أول القصيدة ،وحيث النهاية المحتومة لكل حب نظيف الموت فى النهاية هو ختام الطريق، وأصبح لدى الشاعرة دفاتر تقلب فيها صفحات هنا صفحة الشد والصد وهنا صفحة الحب والوجد وهنا صفحة تواري فيها الشوق وهنا صفحة الموت ... وهكذا أصبحت الشاعرة تقلب صفحات الذكريات من سجل الوجدان بقلب منفطر على أيام توارى فيها لظى الشوق انظر للقصيدة تجد ( عجبا كيف كانت تدنينا .. كيف اليوم تردينا ؟ هنا شد وصد .. هنا قصيد وورد .... كلما قلبت هذه الصفحات ينفطر قلب ذكريات الوجد .. سيف قطيعتنا يقطع خافقينا .. ليتنا نعد غرباء .. ليتنا ما احترقنا ) .. هذا هو ما أرادت أن توصلنا إليه الشعرة في قصيدتها .
** الجديد في النص **
العنصر الرابع من عناصر النقد هو ما الجديد الذي أضافته القصيدة لعالم الشعر ؟ نسمع الشاعرة تقرر : ( ليس هناك جديد بقدر أن تعارفنا أحيانا ببعضنا البعض نغوص به سواء كان بين جنسين مختلفين أو جنس واحد فكثرة التوغل بعلاقاتنا تدفعنا أحيانا لخسارتها لأتفه الأسباب فإما تكون قطيعة وإما شرخ لا يصلح معه الترميم ) ، وهنا تقرر الشاعرة أن ما تقدمه من أفكار في هذه القصيدة يتمحور حول فكرة واحدة مؤداها فى هذه القصيدة هو عدم التوغل بعمق فى علاقات مهما كانت هذه العلاقات عفيفة وشريفة وعظيمة ورائعة ونزيهة وجميلة فمآلها الانهيار فنهايتها انكسار البريق .. نهايتها الفرقة وربما لأتفه الأسباب ..هذه وجهة نظر الشاعرة .. ويحق انا هنا أن نقرر إن هذه النظرة ليست سطحية وإنما هي نظرة فلسفية عميقة صائبة ، فكل العلاقات تفشل ربما علاقة الزواج نفسها ان لم تبن على أسس دينية عميقة .. وهذا الموقف الدينى الاجتماعي أقره الرسول حينما سأل عن أعظم بيت شعر كتبته العرب ..أصدق شاعر قال كلمة صدق .. أصدق شعراء الجاهلية لبيد بن ربيعة بن عامر الكلابي حين قال : ( ألا كل شىء ما خلا الله باطل ) ..روى أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ ) صدق رسول الله ...
وهذا ما أقرته الشاعرة بقصد أو دون قصد أن كل علاقة مهما كانت نظيفة نهايتها الفشل طالما بعدت عن دفء الله طالما ابتعدت عن شرع الله .. فنهاية الحب العظيم البعد والفراق ، وربما لأتفه الأسباب ، وهو بعد دبني فلسفي اجتماعي عميق والشاعرة موفقة فيه ونرفع القبعة تكريما لها .
** العنصر الخامس : تصنيف القصيدة وغرضها** القصيدة اجتماعية من قصائد النثر الخالص وهي أرقى من الخاطرة بمراحل ، لأنها تجاوزت مقومات وأسس الخاطرة وارتفعت عنها وسموقها ما جعلها من قصيدة النثر ، وهناك منطقة ما بين القصة والسرد والأقصوصة تسمى قصيدة السرد أو الوصف، وهذه القصيدة تشتمل على معاني الحب والفقد ، وفيها بعد دينى وفلسفى لخصه العنوان (لظى الشوق ) الذي كان عنوانا مثيرا بدأت به الشاعرة وكأنه مفتاح وإلهام القصيدة ،فكل علاقة غير شرعية حتى لو غزل عفيف نهايته الاحتراق ... أما غرض القصيدة .. فهو الحب والعشق والهيام غزل عذرى واقعي..تجربة ذاتية مريرة .. فالحب ليس له مكان ومن أقوال الشاعرة ( الحب لا وطن له .. الحب لا مقبرة له ) .. ولذلك نستطيع أن نقول إن هذا النوع من الشعر يطلق عليه " سلسلة الهزائم المتكررة أو سلسلة البريق المنكسر ) أى الحب المهزوم بسببننا . فلسان حال الشاعرة يقول : ( الحب دوما منتصر لا يعرف الانهزام بل يهزمنا لضعفنا وجبننا أمامه، أما هو فيبقى من أسمى المشاعر لأنه يتسم بالصدق والطهر والعفاف ، فانبثاق روح الناقد بين الخبايا والاندساس بين خفايا الحروف تجعله يستخرج مكامن ومكنونات التجربة الحية الذاتية التي استطاعت الشاعرة أن تحولها من تجربة خاصة بها ألي تجربة عامة لكل الناس بانزياخية ولغة خاصة عن المألوف والمعتاد عليه فلا نمطية في هذا النص ، كله دفقات ودفعات ووحدات شعورية مكتوب بلغة انزياحية مجازية ليس فيها فوضي كلمات إنما فضاء كلمات ، وعالم صنعته الشاعرة بامتياز.
** العنصر السادس من عناصر النقد هو : [ أسلوب الشاعرة ] **
الشاعرة لا تجنح إلى الشعر العمودي الخليلي التراثي الجاهلي القديم الموزون المقفى الذي فيه البيت الواحد هو وحدة بناء القصيدة ، ولا تجنح لأشعار المدرسة الإيحائية الكلاسكية القديمة أو الجديدة ، فهى ليست من أتباع البارودي ولا شوقي ولا أحمد محرم ولا حافظ إبراهيم ولا هى مطرانية تتبع رومانسية مطران ولا هى مهجرية تتبع ميخائيل نعيمة أو إيليا أبا ماضي ولا تتمثل في شعرها واقعية نازك الملائكة أو بدر شاكر السياب .. ولا يستهويها الشاعر الفذ ابن المعتز في بديعه .. وإنما هى شاعرة عفوية كحة بفطرتها تنطق شعرا نثريا بسجيتها إذا جادت سليقتها بنثر مرموق مكتوب باحترافية وحسن بيان كما كان يفعل شعراء سجع الكهان ذلك. تكتب( جمانة ) فى منطقة وسطى تقبع فيها .. منطقة بين( الشعر الحر غير المقيد بوزن وقافية ، نجدها أحيانا {تجنح للخاطرة } وأحيانا تجنح في كتابتها لقصيدة النثر كما تخضع لكتابة ( الرواية ) فهى منطقة سرد وحديث نفس ووصف ،( كاتبة قاصة وشاعرة نثرية بالفطرة ).. هذه ا لمنطقة يصعب على شعراء كثيرين التواجد فيها .. بين النثر والرواية والقصة وبين السرد وقصيدة النثر غيرها من الشاعرات إما تستمليهم القصة .. وإما تستمليهم قصيدة النثر .. أما شاعرتنا النثرية المجيدة العفوية تستمليها هذه المنطقة بين ،( الشعر الحر والخاطرة وقصيدة النثر والرواية) فهنيئا لها بتفردها وبأسلوبها كأديبة وكاتبة وشاعرة بروحها المتشبعة فيه بروح ( نزار ) في ( مايا ) ، وبروح ( جبران ) في (حديقة النبي ) ، و بروح ( درويش ) في : ( حبه للمرأة الوطن والمدينة الجسد ) حين تدخل فيها بكل تفاصيلها الدقيقة ، ولا ننسى تأثرها بكتابات كلا من : ( غادة السمان ) و ( أحلام مستغانمي ) وهذا حال لسان شاعرتنا يقول : ( ذلك راجع لتأثري بشعر نزار وقصته مع بلقيس وعذرية عشقهما واغتيال هذه الأخيرة التي كانت حبيبة وزوجة وبذلك تم اغتيال القصيدة النزارية التي ألهبت كاهل شاعرنا وتأثرت بكتابات محمود درويش الذي كان عشقه عشقا ممنوعا حين أحب ريتا وكانت بندقية اغتياله.
دوما يكون لنا التأثير بما نصوغ ونضوع سطرا حيث يكون له سببا).
وبالجملة نستطرت أن نقول :
( إن النص لوحة شعرية وفنية فيها ذاتية ووجدانية جنحت فيها الكلمات للخيال وؤدرسمت جملا وعبارات قصيرة في مبناها غزيرة في معناها تأخذ مننافذة جوامع الكلم ، وجاءت المعاني فيها كأنها قوافل من دفقات شعورية، غارقة في الشوق والذاتية
مكتوب في شكل قصيدة نثرية حرة ، فيه مكامن الوجد والحب والجمال والدهشة حيث استطاعت الشاعرة أن تعزف على وتر واحد بأسلوب مهيمن وواضح يسمى السهل الممتنع ترسمه بالكلمات وتعقده بالمشاعر (خيطا رقيقا يسد رمق الوجد) ،(تختنق باحتراق الحنين)(إن داهمنا الفجر ) فهنيئا لها أسلوبها السهل الممتنع.
** العنصر السابع عنصر الوحدة الموضوعية " ووحدة الجو النفسي ووحدة الموضوع والمغزى والمضمون والشكل والموسيقا " **
فنجد أن القصيدة النثرية التى نحن بصددها مترابطة من أول كلمة فى العنوان حتى آخر حرف فى القصيدة فى فكرتها وعنوانها وألفاظها وعبارتها وأسطرها مثل الجسد الواحد كل عضو فى مكانها الصحيح والشاعرة استطاعت ان تمازج بين الفكر والعاطفة والشكل والمضمون والقالب والمغزى وتحققت الوحدة العضوية في القصيدة ، وتلاءمتمع الجو المسجون بعاطفة جياشة وفكر مرموق. والموسيقا ظاهرة وجلبة وواضحة فهى نونية مزيلة والروى فيها مطلق بالألف والموسيقا الداخلية نابعة من انسجام الكلمات بجانب بعضها في سلك ونظم أشبه بنظرية النظم عند عبد القاهر الجرجانى ونجد ذلك من استخدامها الجناس الناقص بكثرة مثل { الهوى - الجوى } ،{ شد - صد - ورد } ، { تدنينا - تردينا - مآقينا } ‘ { قضى - سدى } ،{ شد - يسد } وغيرها من الكلمات ... أما عن المجاز والتصوير فموجود بصورة غير متكلفة بسبب عمق التجربة وذاتيتها من مثل { اختنق باحتراق الحنين سيف القطيعة - يفطر القلب وغيرها} ومعظمها استعارات مكنية، وكذلك تحققت الصورة الكلية والخيال المتألق المركب في أجزاء الصورة شاعرة تروي وتقص عن محبوبة وحبيبها وتنتهي قصتهما بالفقد والوجع والألم ، وتجلت خيوط الصورة في صوت ولون وحركة .
الصوت في : ( لظى - غرباء - احتراق - رقصنا - ألما - طربا - سكبنا - التحية - احترقنا - داهمنا - رمق - اختنق - شد - صد - قصيدة - ولهنا - اتهام - بعضنا قلبت ) تسع عشرة ( ١٩ ) كلمة . واللون في : ( الفجر - غيرنا - آخرون - الشمس - القمر - خسوف - حبر - مآقينا - خافقينا - ملامحنا - صفحات - حناينا - غيرنا - آخرين - ورد - لظى صفحات - سيف - خيطا ) تسع عشرة ( ١٩ ) كلمة.
والحركة في : ( داهمنا - هنا - سكبنا - ذبنا - تردينا - غرباء - قضى - تمضي - يسد - صد - شد - قلب - رقصنا - توارت - احتراق - ملحدين - غيرنا - آخرين أدمعتا - ينفطر - مغتصبين - يقطع - يسكن - تركنا - نبحث - قلبت - بقينا ) سبع وعشرون (٢٧) كلمة ، وعليه تكون النسبة الحركة : ٢٧ اللون : ١٩ ، الصوت : ١٩، والغلبة لأفعال الحركة دلالة على الرفض التام من الشاعرة لهذا الحب.
ملاحظات مهمة :
١- ظاهرة التكرار :
من أهم العيوب هو تكرار كلمات معينة مثل تكرار كلمة ( هنا ) فى القصيدة خمس مرات .. بمقارنتها ( ما كنا ) مرتين " و أكنا " مرة واحدة ، ويمكن الدفاع عن الشاعرة بالواقعية المكانية التى هى بمثابة صفحات تقلبها كذكربات مما يثري التنقل في الأحداث ، ويتحول العيب والتكرار بميزة بالعامية المكانية . ( عجبا ) تكررت مرتين ، كلمة ( الوجد ) تكررت مرتين ،( ليتنا ) مرتين ، ( كيف ) ثلاث مرات .
٢- استخدام كلمة : ( ينفطر ) للقلب تعبير سائع وذائع على الألسنة ، ومعناه في القرآن شاقق قال الله تعالى ( فاطر السموات والأرض،) بمعنى خالق ، وقوله تعالى ( فاطر الحب والنوى ) أى شاقق ..
وفي النهاية نقدم الشكر الجزيل والتحية للشاعرة.
..............................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس المصري،القاهرة،مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق