جامعة لظى الضاد الأدبية للثقافة العربية.
وصايا حكيم..(٢٩)
بسم الله الرحيم الحكيم أبدأ كلامي معكم.. علّه يرسخ في عقولكم.. وينبض ما حييتم في قلوبكم.
أحبّائي.. إنّ الله في أحسن تقويم خلقكم.. وعن سائر مخلوقاته بالعقل ميّزكم.. لتفرّقوا به بين الخطأ والصواب.. بين الخير والشرّ.. بين المعرفة الحقّة والجهل المستعر.
المعرفة تأتي بالتعليم و التعلّم المتجدّد من المهد إلى الّلحد.
فثمّة ما يتعلّمه الإنسان من التاريخ في الكتب.. و ثمّة ما يتعلّمه من تجاربه وخبرته في الحياة بعد الجهد والتعب.. ومن خبرة وعلم من سبقه من أسلافه النجب.
الحكيم من اتعظ بغيره.. و الجاهل من يتعظ بنفسه.
كونوا حكماء ولا تكونوا جاهلين.. فيضيع من بين أيديكم تعب السنين.
أحبّائي.. تعلّموا كيف تفرقون بين العدوّ والصديق.. بين النفيس والرخيص.. بين النديم والرفيق.. و اعلموا أنّ عدوّ جدّكم هو عدوّكم.. ومهما تزيّن في أعينكم لن يودّكم.. و من قتلهم بغياً.. إن سنحت له الفرصة سيقتلكم.. وصديق جدّكم لن يكون بالضرورة صديقكم.. لكنّه لن يكون عدوّاً لكم.. فاختاروا أصدقاءكم بأنفسكم.. ولتحسنوا الاختيار بعقولكم وحسن تدبيركم.. واعلموا أنّ صديقكم من صَدَقَكم وليس من صدّقكم.. صديقكم من يدلّ على عيوبكم أمامكم ولا يتستّر عليها لإرضائكم.
أحبّائي.. إنّ الصديق الصدوق كنز لا يُقدّر بثمن.. تعرفونه حقّ المعرفةِ في الملمّات والمحن.
الصديق من يكون معكم في أوقات غضبكم وحزنكم وفرحكم.. فإن ظفرتم به فقد غنمتم.. وإن فرطّتم به ندمتم.. واعلموا أنّكم تستطيعون الحصول على الكثير من الأعداء في وقت قصير.. وأنّ وصولكم إلى الصديق الصدوق ليس بالأمر اليسير.
أحبّائي.. فكّروا واختبروا وتدبّروا.. وعليكم مثل الذي لكم في الوفاء لأصدقائكم.. عاملوهم كما تحبّون أن يعاملونكم.
هذا بعض ما تعلمته وخبرته في حياتي.. أعلمكم إيّاه و أوصيكم به في ما هو آتِ.
بسم الله بدأت وبحمده أختم.. وألتقيكم مجدداً إن شاء الله.. ثمّ شئتم.
.. محمد عزو حرفوش..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق