🚣♂️ أبو أيهم النابلسي/سورية
هنــاك أنـا
"" "" "" "" ""
هل أنـا كـل تلك المسافة
بيـن مـا كنـت قبـل ستّيـن عـامـاً
وبيـن وجـودي وحيـداً
بيـن هـذا الـزحـام ..
ومـازال نفـس السـؤال الـرجيـم
أُوَجّـههُ لأنـاي
مـاذا تـريـد ؟
وأنـت تجتـاز هـذا المضيـق المسمّى وجـود
وتـرشـف كـل أوجـاعـه
قطـرة إثْـر قطـره
هـو العمـر يـأتيـكِ
كيـف يشـاء وحيث يشـاء .. هكـذا
يخبـئ عنـك حشـاشـة سـرّه
يتمطّـى ببـابـك
ويـزرعه بـأنيـن الحطـام ..
حتـى اذا لم تعشْـه ولـم تتـدثـر بـه
سـوف تحمـل وزْره
وسـوف تنـوء بكـل صـراخ الـرخام ..
فكـل مصـاغ الحيـاة القصيـرة جـداً
مضـى .. ولكنـه شُبّـه لـكْ
مـايـزال يطيـر حـولـك .. منـك
بـكل اتجـاه ..
وأنـت مـازلـت تكتـب نفـس الـرسـاله
وتفتـح فـي الليـل بعـض الثقـوب
لعـلك تبصـر ضـوءً ينـوس علـى عتبات الركـام ...
والحـلم يـركـض.. ويـركـض فوق المـواجع
منـك .. اليك.. ليَسـُدَّ انتفـاض الـرمـق !
وبحـرك يشتـاق إيـماءة مـن قطرات المطـر
تـداعب امـواجـه القـاحلـه
يفـرُّ بهـا مـن الجبـروت
الـى هشـاشـة مـاء الغمـام ..
ويبقـي هنـاك .. أنـا
فـي البعيـد .. البعيـد
بعـض الصهيـل وشـيء بـه نكهـة من هيـام ..
ومـازلـتُ أمـلأ قلبـي بهـا
وتمـلأ بـي بنسيـانها
واسـألنـي ..
كيـف تـوضّـب هـذي الغيـوم المطـر
فهـل اتـركُ الحـلم يحـلم مثـل الشجـر
بهـذا المقـام ..
فسـلام علـى كـل هـذا الغيـاب
وحـزنـي الـزؤام ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق