معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب خربشات
من ديوان ( القَولُ الفَصْل )
قصيدة : ( قالت وقال )
..................................
( قَالَتْ وَقَال )
قَالَتْ : مَا يمنعُكَ منِّي الآنَ
والسَّيفُ سَيفُكَ
أرق من الفراشات والزهر
بِحَدٍّ وجد وصَهْدٍ وقدَرِ ؟؟
ما يمنَعُكَ منْ قتلِي في السحر
وتدشِينِي فِي القَبْرِ بعد السهر
وموَارَةِ طيفِي وجَسدِي وجُثْمانِي
في الظهر وعلى السمع وملأ البصر
وَدَفْنِي فِي الحَصَى والتُرَابِ
على الملأ والجهر والعلن
واحتسَاءِ الشرَابِ بِالرِّضَابِ
ولعْقِ ذكرَيَاتِي والخروجِ من بابِي
ومسْحِ ذاكِرَتِي من خَارطِةِ الوجُودِ
والتَّسَكُّعِ فِي اليبَابِ
كَعِنْكبُوتٍ بِنَخْرِ القبر ما وعى
وطرْدِي منْ جنَّاتِكَ الوَارفَةِ بهجْرِ ؟؟
هل ارتوى القيظ من الهجير
والقذى من السواجي والجفون؟
أو ما قد مالت السواقي للهدير
وما جنينا الماء النمير
كالرمل في الرحل والسفر ؟؟
ممشوق ذاك الحسام
في سويعات الخطر
......................................
فَقَالَ لهَا :
يمنعُنِي عنكِ .. ويُموِّتُنِي فِيكِ
نبْضُ صدْرِكِ بإلهَامِ صدِّي
يَشدُّنِي عفْوكِ وصفْحُكِ وصبْرِي
يطهرُنِي قدسُكِ ونبلُكِ وَنِيلُكِ
وَجِسْرِي ومعبري للقدس
طهارتُكِ تذلِّلُنِي بالتَّمَنِّي
انكبَابُكِ بعشقِي فِي الفجْرِ
سفرُكِ بجسدِي يظلِّلُنِي كَالطَّيرِ
وصولُكِ لِسَحْبِ دَمِي بالتَّجَنِّي
من الوَرِيدِ لِلشُّرْيَانِ للمَسَامِ بالتَّأَنِّي
هُيَامِي على وجْهِ أَسْفَلتِ العُمرِ
ماراح مني
بِغَمَّازَتَيِّ الابْتِسَامِ والتَّعَلُّلِ
رَغمَ أَنفِي مرَاكبُكِ تبْحِرُ على جِلدِي
بِانفِضَاضِ سَاحَتِي عَنكِ وأنتِ مِنَّي
بانقِضَاضِ مَدَامِعي على الخَدَّيْنِ
والوتر والقوس يدهمني
أَنغامُكِ وترَاتِيلِي .. أَلحَانُكِ وَوعُودِي
سُلَّمُ بيَانِكِ بالرُّعُودِ
وتغْرِيدُ قَصِيدِي بالتَّهَجِّي
وصفُكِ لقوَّتِي وتفْرِيدِي بِموسِيقَا
الظلال والآيائل والوعُول
وَقصْفِ الغزلان برائحة العطر
والقطف بالتَّدَنِّي
وانبِهَارِي بجمَالِكِ والفراشات
وانهيارُكِ بينَ يدِي الأمنيات
أشيَاءٌ وأشيَاءٌ تُعِيدُ ترتيبِي وتَكْوِينِي
وأَشْيَاءٌ أحبُّهَا فِيكِ تُخلِّينِي
أَضُمُّكِ وأَضْمَنُكِ بِالتَّسَرِّي
أُولدُ آلاف المَرَاتِ على يديكِ وَفِيكِ
بِلَا رَحِمٍ ولا مَشِيمَةٍ وبِلا مشِيئَة
ولا أمُوتُ بعدُ إلَّا على صَدْرِكِ
بتنهِيدِي وتَسْبِيلِكِ بِرُمُوشِ التَّعَرِّي
ما يمْنَعُنِي زَفرَاتُ صدْرِكِ حينَ تنَادِينِي
والهوَاءُ مِنْ رِئَتِي لِسِمُوِّ شَفَتَيْكِ
بِالصُّعودِ والصُّمُودِ والتَّرَقِّي
وتلعثُمُ اسمِي بينَ ورْدَاتِ الجفونِ..
وثغرُكِ الباسِمُ مازال
يُحْينِي وَيُحَيِّنِي ويخبيني
ونظرَاتُكِ الثكْلَى تكْوِي تَرَانِيمِي
ما يمنَعُنِي عنكِ هوَ أنتِ وَذاتُكِ
بِكُلِّ تكْوِينِكِ وتخريجات تهجية
حرْفُكِ الباسم النَّبِيلِ
وخرْقُكِ الوَبِيلِ لِكُلِّ القوَانِينِ
ونَصُّ قانُونِي محْبُوبتِي فِي الأَسْرِ :
( إنْ كُنتُ فِي الصِّيَامِ عَنِ الكَلامِ
أحبُّكِ مَجْنُونَتِي بالتَّجَنِّي
وحبُّكِ ذَابَ فِي هُلامِ برَاكِينِي
وَلافا عَصِيرِ مصَارينِي
وحِمَمِ عُصَرَاتِ شَرَايينِي
سَوفَ أُعَذِّبُ مَنْ يُبْعِدُنِي
عَنكِ بِالتَّشَفِّي
حتَّى تأتينِي أنهار من العسل
والرطب بشَهْد بحر لبَنِكِ الصَّافِي
بِالتَّضَمُّنِ وأَشْبَعُ منْكِ بِالتَّرَضِّي
حتَّى عِنْدَ القَبْوِ الجَافِي بِالتَّجَلِّي
وَعِندَ القبْرِ بِالتَّدلِّي
ساعتها اقرأي لي آيات الرحمة
وارفعي يديك بالدعاء
فأنا شهيد قبرك.
...................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق