جائحةٌ قلوبٍ صامتة (١)
جائحة قلبي صمت أبكم
يرقد على صدر أيامي
الثواني تبحث الدقائق
بعقارب ساعتها
خطوات تهرول ثملةً سكرى
تدور الأرض حولها بعين زائغة
وما بين الابتلاع ريق الرضاب
يتلاعب بجوفي ، بشهيق زفيرٍ
لظىً يحرق أنفاسي
منبر قلبي يعج بالصمت جائحاٌ
الشريان يحتج على الرهط
بخمس حواسي
هاربة للموت أنا
أنزوي كأهل الكهف
بدون ضياء ولا شمس تقلبني
تجوح الأيام بغربتي
يطيب الظلام بدون أثرٍ يقصه الفجر
وكأن الحزن الجائع بي يشتهيني
كجب يوسف ينتظر من الفرج انتشالاً
وما زال الليل يراودني بغفوته يرتديني
يعتريني حلمٌ حافِ القدمين
يدوس على الجمر بحنظل سنيني
وحتى السماء هجرت طيورها
جف الزغب الأخضر ببراعم مروجها
بقيَ الآنين يخصب الوقت
ليتناسل بفقد الورود عبيراً ببساتيني
مجرد مومياء حُنط جَسدها
وما زالت نائمةً بمتحفها بلا روح تُحيني
صفارات الانذار أعلنت الحرب
زئيرُ هجرٍ بحلق أوكارها
اختل التوازن بكل شيء
الأم تبحث وليدها
وهي تبحث جنةً تحت أقدامها
وأنا التائهة الحائرة
على حافة الهاوية
أبحث النفس التي أُزهقت
بوأد المقل تقرحت عيوني
اختل كل شيء بثبات وجودي
فعلى صعيد الحب
عقدت معه صفقةً تعاند المغيب
توجته على عرش القلب حبيباً
توقعته الزرع الذي أحصد
النضج الذي ينبت بحبله السري
أهديته نبضاً يخفق به
أهداني اهمالاً ينهش الاشتياق تضرماً
يجيس اللهيب بحطب جفوني
خيبات تتوالى بكأس بلوري
يزغلل العين لناظريه
بداخله سم خبيث
بحماقته يعكسه لي
يستخف بعفويتي لدرجة الغباء
اجل أُقر وأعترف اني الغبية باعتناقك
كل صباح بفنجان قهوتي
بين أضلعه حجر صوان
يتلاعب بخداج قلبي
بوخزة مخدر
كلما حان النهوض منه
مرةً أخرى يُغيبني
بات الامتلاء به معجزةً
والخلو منه أمنيةً
لكن هيهات حضورك واقعٌ جارٍ
أجل
غيابك هو الحالي أجل
لا هروب من وأقعٍ
انت فيه القاسي الجاني
آهٍ من بكاءٍ أصم
يجوح بصمت القوافي
آهٍ من نواحٍ ينتحب العتاب
بدمع المآقي
آهٍ من ذاكرةٍ أمزق بها معاناتي
بت أزف للأزقة زلفى حنينك المعتق
واذا بي أتشرب طعم الوجع بمهجتي
عشقك بدون هندسة بدون تخطيط
بدون جس نبضٍ للوريد
بدون زوايا فهرستك بكتابي
وشمتك بالفؤاد بنصف قطرٍ
لدائرة حياتي
...بقلم ..الشاعرة أمل أبو سل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق