معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب :
دراسة نقدية
عن نص ( ترويض الظلام ) للشاعرة / أمل أبو سل
.........................................
الدراسة :
نص الاشتغال :
( ترويض الظلام )
روضتُ الظلام الجامح برسن الليل
بصرخة آنين تئن بفك اللجام عن صدري وكلما أشتاق لك
تمتعض الأوتار شاغفةً بنطق اسمك
على هودج الشفق
يكتبك العشق مدادا بقلمي
تسقمني الروح شاعثةً غَبرة
بقتير العيش حينما لا تأتِ
لتصارع الظلام بحضور طيفك
ويسري الضياء بشريان أوردتي
فلترقدي إذاً بسلام آهاتي
نامي بسباتك العميق
روضي الحلم على مائدة الانشطار
ولتُبعدي ضجر الوسن بمضجع مهدي
لقميني فتات ضياءٍ يقتات على النجوم وليمد وصال الحنين
مصافحاً السماء بقمري
أيتها القوافي لقنيني أحرف الهجاء
ولتنتفض الأشعار أنهارا من بحور رافدي ولتأتِ يا دنيا ما عندك هاتِ
ولتعصري الدمع الحزين من شوقٍ
قرح المقل بسعير لظاً تنساب حممه
على الوجناتِ
هناك متسع من الصبر رغم كل الطعنات هاتِ
هاتِ لأُرتق ما أفسده الدهر
من فتقٍ بحياتي
هاتِ فأنا من صددت باب الشؤم بالأمل متضرعةً برفع الكف دعاءً لمولاكِ ولتتفجر العناوين
أفاقا تُرفرف
تُنطق السطور حِمماً
بلهيب الشوق عتقاً بمقالاتي
ولتسأل الأقدار التي تسامت بك
وشقت الغيب ضافرا بصنع باريها
على لوعة الانتظار يُجالسني أمل
أشتم به رائحة لقائك
بهاتف بعيد النداء
صداً بأعماقي يملأني بذاتي
وما زلت أغربل الدجى بغربال الشمس
أستجدي من دماسة الليل نورا اختمره بترويض الحلم
من تأكل التيه بعقلي
ويحي من عينيك شاطئان
أمان منك وموت فيك
وعلى رمشك أتارجح مضللةً وجنتيك
أبحث عن مرفأ العشق تائها
وإذا ببوصلتي بين شفتيك ترسو
ابتسامةً على جمان أشرعتي
تكبرني أحلامي متخمةً بك
وأخاف الصحو على واقع مرير
يضيق بالأمنيات
فتتضخم أوردة واقعي ولا تستطيع الخروج من فوهة الحقيقة
لتبقى معلقة أنفاسك على جدران قلبي ولتخفقك الروح حياة
بسيامي نبضٍ يوحدني بك
منك الشهق ومني الزفير
ولنتقاسم الأنفاس بترويض الليل
بسهاده سمرا يسرمده السهر بملامحي
ومرةً أخرى أعود وأتكهنك بفنجاني
وتصيح مأذن روحي بصوتك
لأقيم على سجادة العشق صلاتي
أقف على أعتاب وجعي أبكي
أتحسس خطوات الظلام تختلج صدريكعود ثقابٍ بكومة قش
ينتظر القدح بدربي
انطويت على نفسي بلهفات الرجاء أُتمتم لأرمم بقايانا حين أضع يدي على وجهي
ومن بين أصابعي أبتلع غصتي
وأرسم بسمةً أستسرقها من رذاذك بحضٍ يتوسدني
أجتر منه حلم يقظة يضيق بك
لنقرب المسافات التي تفصلني عنك
ونقضم من الليل اشتراره بهدنة بيني وبينك بلونٍ رمادي
وما زلت أنتظر بزوغ فجرٍ بميثاق عهدك إلى أن تعود لي
ويأتي بك الليل مروضاً من ظلامه
من دون البشر معي وحدي.
كتبته الشاعرة / أمل أبو سل
..........................................
بعض المترادفات الصعبة :
سيامي : التوائم الملتصقة
قتير : صيغة مبالغة على وزن فعيل ومعناها الضنك والفقر والعوز والاحتياج الشديد
رسن : الحبل أو الخطام أو الزمام أو اللجام الذي يركب في أنف الدابة وتجر منه ،
الشاعثة : المتفرقة نقول : شَعِثَ الأَمْرُ : تَفَرَّقَ، اِنْتَشَرَ
لمَّ اللهُ شعثَهم : جمع شملَهم وضمّ شتاتَهم بعد تفرُّق.
**( معنى كلمة ويحي )**
أما معنى كلمة ( ويحي) الواردة في قول الشاعرة : ( ويحي من عينيك شاطئان آمان ) فهي للترحم وللتوجع وللزجر ومعناها : ويلي وهلاكي، ولقد ورد قول الرسول لعمار بن ياسر : ( ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ) ، ويختلف إعرابُها بحسب التركيب ؛ فإذا قلت : - وَيْحٌ لفلانٍ : كانت مبتدأ ورفعت اللإبتداء ، وخبره الجار والمجرور. وإذا قلت؛ ويحًا لفلانٍ : كانتْ مفعولا به لفعل محذوف أو مضمر تقديره - [ألزمه الله ويحا ] - وإذا أضيفت كقول الشاعرة ىالسابق ؛ مثل؛ وَيْحَك، أو ويحي أو وَيْحَ فُلانٍ : وجب فيها النصب ، وأعْرِبتْ مفعولا به لفعل محذوف تقديره الزم .
** الشاعرة والشتات ** :
شاعرتنا تحمل كل كيان الشتات الفلسطيني على كاهلها ، فقد ولدت بسوريا ، وأهلها يعيشون بفلسطين ، وأبوها مناضل بلبنان ، وهي تحمل الجنسية الأردنية ، وتعيش يالأردن وتقاسي ويلات الغربة من (١٦) سنة.
** عنوان القصيدة **
العنوان هو بوابتها للتألق ومعبرها المتدفق للتميز ومفتاحها للتأنق ومدخلها النضيد وكنز الكنوز الذي منه نمرق للأبيات ولمعاني القصيدة ، والعنوان الجيد هو الذي يشد الأنتباه لرشيد تبيان القصيد وروعة البيان وخلاصة التجربة وعصارتها وكلما كان العنوان مجازيا وأكثر دلالة وكثافة في التعبير كان أجمل وكلما صغرت عدد كلماته كلما كان أروع ، وكلما كان العنوان أطول كان به ملل وسأم فخير العناوين ما لم يكن قصيرا مخلا أو طويلا مملا ، وعنوان قصيدتنا ( ترويض الظلام ) وهو استعارة مكنية حيث شبهت الشاعرة الظلام بحيوان مفترس يتم ترويضه ، وهذا العنوان تنطبق عليه شروط العنوان الجيد ، وفيه براعة استهلال وروعة استدلال على فكرة وموضوع ومضمون ومغزى القصيدة ( كلما اشتاق لك .... يكفيك العشق مدادا ) ، وهذا العنوان : ( ترويض الظلام ) ليس بمستغرب على القصيدة ، ولا غريب عنها أو دخيل عليها أو مستهجن ، ولكنه جزء من كلمات القصيدة وورد فيها بنصه وكنهه وملامحه في قول الشاعرة : ( روضت الظلام الجامح برسن القصيدة ) أي بحبلها الذي يوضع في أنفها كخطام للسيطرة عليها أو حلقة لجام مليئة بالحكمة ، وكأن ليل القصيدة دابة جامحة شرسة ومفترسة يتم ترويضها ، ومأخوذ من قول الشاعرة ( ويأتي الليل مروضا من ظلامه ) ، ومن قولها : ( ولنتقاسم الأنفاس لترويض الليل ) ، ومن توابعها : ( أستجدي من دماثة الليل نورا اختمره بترويض الحلم ) ، ومن توابعها : ( روضي الحلم على مائدة الانشطار ) ، ( لنصارع الظلام بحضور طيفك ) ، والشاعرة موفقة جدا في هذا العنوان وفي توابع العنوان التي جعلته علما وتاجا براقا يرفأ على نجوم كلمات قصيدتها.
** تصنيف النص **
النص من النثر المطول الممزوج بروعة الكلمات (شبيه بالخاطرة) ، وإذا دققنا فبه النظر وامعنا فيه البصر لوجدانه قصيدة نثر محكمة من قصائد الوصف والسرد التي فيها من عناصر القصة أو الرواية ، حيث تجيد الشاعر كتابة النثر المطول الأميل للخاطرة ، ولكن قوة المجازات وعظمة التصاوير وكثرة المحسنات البديعية ، وتوافر عنصر الخيال والقوافي الداخلية والخارجية والإيقاع والصوتيات واللغة الجيدة الانزياحية ينقلها من خاطرة أوخربشات نثرية لقصيدة وصف وسرد مشحونة بعاطفة جياشة ، حيث استطاعت الشاعرة في القصيدة ترويض وتحويل الليل الذي يرمز أو بمثابة ( اليأس والحزن والألم والاستسلام ) وتحويله إلى ( امل وإشراق ومقاومة ).
** غرض النص **
النص يتحدث عن الحب والشوق والعشق باعتباره غرض قديم نشأ مع الإنسان ومستمر معه عبر العصور حتى الآن ، منذ العصر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي والمملوكي والعثماني والحديث ، والمعاصر الآتي ، وهو نقصد ( الحب ) منطقة وسطى بين ( اليأس والأمل ) بين ( الألم والحلم ولوعة الانتظار ) بين ( الروح والجسد والقدر ) بين ( الصدر ورمية السهم والوتر ) بين ( الصراع و فتات النور والظلام ) بين ( ضجر الوسن وهدوء المتام ) بين ( أحرف الهجاء والقوافي ونفضة الأشعار والتلاقي ) بين ( قروح الجفون و سواجي الدموع وأمان العيون السابلة الناعسة ) ، فدائما هناك متسع من الوقت لترويض الليل وممارسة الحب حين نشتم رائحة اللقاء حين نشق الغيب بغياب الظلام ، والحضور بغياهب الهجرة ، حين تمتلأ مآذن الروح بصوت الحبيب يكون الحب المستهام ، ساعتها نقيم على سجادة الحب عشقنا المرام للصلاة ؛ لكي تقترب المسافات التي تفصلنا عمن نحب... فهذه هدنة الحب ورسالة العشق وخطاب الشوق بين المحبوب وحبيبه ، حين نروض الظلام هنا يكون قد نجح الصبر وتحقق الجلد وتحول اليأس للأمل برقة عواطف الرجاء وغربال ضياء وهج الشمس فبوصلتي ترتمي بين شفاهك تحن وتتجه للشمال لريح الصبا أو لقبلة صلاة العاشقين.
** مناسبة كتابة القصيدة **
صراع دائم بين الظلام وطيف المحبوب ، صراع مستفيض بين الهجر واللقاء ، بين الغياب والحضور ، و بكل تأكيد سيفرض الحب إيقاعه ودقاته وطيفه على قلب الشاعرة ، وبالنهاية وبعد أحداث عصيبة صورتها الشاعرة بروعة قلمها الفياض المعبر وبالمحصلة النهائية سينتصر حضور طيف المحبوب وبكل التفاصيل الحزينة المشبعة بالوجع والألم والحزن واليأس على ما عداه من أطياف أخرى ، فتستطيع الشاعرة تحويله لأمل وعبق ونغم وطهر وعفاف وألق ( بابتسامة على جمان أشرعتي ..تكبرني أحلامي متخمة ، وأخاف الصحو على واقع مرير يضيق بالأمنيات فتتضخم أوردة واقعي ولا تستطيع الخروج من فوهة الحقيقة .. فلتبق معلقة أنفاسك على جدران قلبي ، ولتخفقك الروح حياة.
** شرح مآلات القصيدة **
( العاطفة المسيطرة على الشاعرة ) :
١- يعتري الشاعرة شوق وحنين كلما اشتاقت لمن أحبت ، وتستجليها هوادج نبض وخفقات ودقات قلب وتلابيب روح وحنين وهيام ، وحين تصل لهذه المرحلة بعاطفة جياشة تطلب من حروف أشعارها في قصيدتها أن تدون اسم حبيبها في رق من لؤلؤ وبسطور معجونة من نور .
٢- الشاعرة تمرر همومها وآهاتها وأحزانها وتذهب في سبات حلم عميق فقد تجرعت كل كاسات الآحزان ثم انتصرت على كل المرار وكل الهموم ، واستطاعت أن تروض الحلم ، وتبعد شر كابوس الفراق والضجر والملل والسأم عن نومها وتخلعه من مهجعها من مرقدها على تخت الغرام، وها هي شاعرتنا تعلن لحظات هيمنة وسطوة الانتصار الجرار على كل لحظات الاندحار والانكسار والانهزام .
٣- تجسد الشاعرة حروفها وتشخصها بصورة إنسان تخاطبه وتطلب منه أن يلقنها ويمليها ويملي عليها ويملأ قلبها ببعض آيات من الضياء وببعض علامات من النور الفياض ؛ حتى تزدهر صفحة قلبها بعتاد ومداد من نجوم وزهزهات السماء حيث تمد يدها وتصافح ( المحبوب ) بكل الحنين والشوق في ظلال القمر ، وعلى هذا البساط حيث تأتيها الحروف الزاهرة من البحور الرافدة وتصب قافية لمعان قصيدتها الراقدة بأحاسيس خافقيها في ألق ونمق وبهاء وسرور.
٤- تترجم الشاعرة كل أحاسيسها المتناثرة بالحب والعشق والشوق إلى مشاعر أحاسيس إيمانية صافية وصادقة وهادفة بها دفء وتحدى وعزيمة وإرادة صلبة ، وتصميم ضد كل الآلام وضد كل آهات الدنيا ، وضد كل البكاء والترح والدموع وقرح المقل أن ترجع وتعود بلا شوق وسعادة ونغم وفرح
(فكيف لها أن تنساب على الوجنات بحمم وبراكين ) ؟ والشاعرة قادرة برقيها وسموقها أن تصلح ما أفسده الدهر من شرخ لحياتها ، فهي المتفائلة المتضرعة إلى ربها دائما أن يمنحها القوة والقدرة على هذا التحويل و ( الترويض ) من الهم والغم والحزن واليأس والشجن للفرح والسرور والنور والألق.
** تجربة الشاعرة **
تجربة الشاعرة في القصيدة تجربة ذاتية لحظية وقتية حيث أن الحدث لايستطيع أن يفرض نفسه طول العمر على مخيلة ونفس وشغف ( الشاعرة ) ، بل الشاعرة تستطيع أن تفرض ذاتها على الحدث مهما كبر أو صغر وليس العكس ، وهنا في هذا النص قد استطاعت الشاعرة أن تحول تجربتها الذاتية الخاصة ( الروح بها بشاعة وغبرة وحزن وألم عندما لاترى طيف ومخيلة المحبوب ) إلى تجربة عامة لكل الناس فمن يقرأ حروف القصيدة يجد نفسه يشعر بكل أحاسيس الشاعرة وكأنه متقمص ومتضمن شخصيتها في افتقادها لوجه محبوبها وحين تجده تحول عصارة الآلام واليأس والضنك لأمال عريضة ومستفيضة ، ومستحقة لروعة الحب ورقته ووداعته ( فسيامي نبضي يوحدني بك .. منك الشهيق ومني الزفير .. فلنتقاسم الأنفاس بترويض الليل ) وهاهي تعلن الشاعرة عن توأم روحها ( السيامي ) الذي يتوحد بها ويندمج فيها كاملا كجسدين بروح واحدة حتى الشهيق والزفير يتقاسمانهما معا برئة واحدة ونفس واحد .
** الأساليب **
تنقسم الأساليب في النص إلى قسمين : ( أساليب إنشائية - وأساليب خبرية )
أولا الأساليب الإنشائية :
١- يوجد (١٩) تسعة عشر فعلا للأمر غرضه التمني لبغية الحث والحض والطلب منها على سبيل المثال : ١- ( لتصارع الظلام ) ٢- ( فلترقدي إذا بسلام ) ٣- ( نامي بسباتك العتيق ) ٤- ( روضي الحلم ) ٥ - ( ولتبعدي ضجر الوسن ) ٦- ( لقميني فتات ضياء ) ٧- ( وليمد وصال الحنين ) ٨- ( لقميني أحرف الهجاء ) ٩- ( ولتنتفض الأشعار ) ١٠ - ( ولتأت .... ) ١١- ( ما عندك هات ) ١٢- ( ولتعصري الدمع الحزين ) ١٣- ( هات هات لأرتق ) ١٤- ( هات فأنا من صدرت باب الشؤم بالأمل ) ١٥-( ولتتفجر العناوين ) ١٦- ( ولتسأل الأقدار ) ١٧-( لتخفقك الروح حياة ) ١٨-(ولنتقاسم الأنفاس ) ١٩-( لنقترب المسافات التي تفصلنا عنك ).
٢- يوجد اثنان (٢) من أساليب النداء التي تفيد التمني والتعظيم والتشخيص وهي ١- ( أيتها القوافي.. ) حيث شبهت وشخصت الشاعرة القوافي بإنسان له أذن تنادي عليه ويسمع ويلبي ويستجيب وكذلك ( يا دنيا ... ) فيها تشخيص للدنيا بإنسان تنادي عليه الشاعرة ويسمع ويستجيب للنداء.
ثانيا الأساليب الخبرية : (التعبيرات العملاقة الكبرى) التصاوير ( تشبيهات متنوعة واستعارات تصريحية ومكنية ) مختلفة من مثل :
( روضت الظلام ) ، ( لتصارع الظلام ) ، ( خطوات الظلام ) ، ( أخاف الصحو ) ، ( ابتسامة على جمان أشرعتي ) ، ( تمتعض الأوتار ) ، ( يسري الضياء بشريان أوردتي ) ، ( معلقة أنفاسك على جدران قلبي ) ، ( ضجر الوسن بمضجع مهدي ) ، ( تنتفض الأشعار أنهارا ) ، ( تعصري الدمع الحزين ) ، ( شوق قرح المقل بسعير لظى ) ، ( تنساب حممه على الوجنات ) ، ( صدرت باب الشؤم بالأمل) ، ( تنفجر العناوين آفاقا ) ، ( يسرمده السهر ) ، ( مآذن روحي ) ،( سجادة العشق صلاتي ) ، ( نسأل الأقدار ) ( على لوعة الانتظار يجالسني أمل ) ، ( أغربل الدجى بغربال الشمس ) ، ( دماثة الليل ) ، ( نورا أختمره ) ، ( على رمشك أتأرجح مظللة وجنتيك ) ( مرفأ العشق تائها ) ، ( بوصلتي بين شفتيك ترسو ) ، ( أقف على أعتاب وجعي أبكي ) ، ( نقضم من الليل اشتراره ). وأجمل مافي الصور الكبرى العملاقة أن بها ترشيح واستبدال وترصيع واستغراق والشاعرة موفقة جدا في اختيار كلماتها ومفرداتها وتعبيراتها وجملها وعباراتها وتصويرها باستخدام الخيال الجزئي والمركب والصورة الكلية الزيتية التي تحتوي على صوت ولون وحركة وأجزاء وخيوط وبيان ومحسنات بديعية فهنيئا للشاعرة تعبيراتها العملاقة في النص وهي موفقة جدا.
** خصائص أسلوب الشاعرة **
تتميز الشاعرة بعدة خصائص تميزها عن غيرها وتجعل أسلوبها سهلا وممتنعا في نفس اللحظة سهلا في ظاهره عند قرائته ، وصعبا في تناوله وطريقة أدائه وكتابته فإذا جئت تكتب مثله امتنع عنك ومن هذه الخصائص :
١- خصيصة الاستطراد پالتعبيرات الكبرى المجازية العملاقة فالشاعرة منذ بداية القصيدة حتى آخرها ندر أن تجد سطرا شعريا ليس به تعبيرا مجازيا يلعب فيه الخيال دورا مهما ومؤثرا فهى اعتادت على كتابة وتسطير الجمل غير العادية وغير الحقيقية وغير المألوفة فهي مولعة بالتعبيرات غير المعتادة مثل استخدامها لكلمات : ( برسن الليل - شاعسة غبرة - قتير العيش - أغربل الدجى - غربال الشمس - بسيامي نبض يوحدني بك - مائدة الانشطار - ضجر الوسن - قرح المقل - تفجر العناوين - ضيق الأمنيات - بسهاده سمرا وسرمده السهر - أنكهتك بفنجاني - سجادة العشق - مآذن روحي - أعتاب وجعي - أجتر منه حلم يقظة - بين أصابع يدي أبتلع غثتي - تقضم من الليل اشتراره ) وغيرها من التعبيرات الغريبة التى تعشقها الشاعرة وتولع بها حيث الاستيراد والإسهاب والإطناب والتطويل والتدقيق والتمحيص في العبارة وكثرة الوصف حتى تتحول القصيدة لمباراة وصفية لكرة قدم ولكن بكرة لعب الأحاسيس والمشاعر حتى التفاصيل والجزئيات البسيطة لا تنساها وكأنه القصيدة توصف المواقف لعميان يعرفون دقة الأحداث باللمس لا بإحداثيات مواقع البصر والشاعرة موفقة جدا في هذه الظاهرة حيث أننا نستطيع أن نقول إنها من مدرسة عبيد الشعر ومن شعراء الصنعة اللفظية وتلميذة من تلاميذ ابن المعتز في البديع ومتأثرة بكتابات أبي تمام في الاستعارات الغريبة ، ومتأثرة بأسلوب طه حسين أو توفيق الحكيم في السرد والوصف وانتقاء العبارات. ٢- استخدام ظاهرة المقابلة والطباق والتضاد في مثل قولها : ( الضياء × الظلام ) ،( الظلام × نورا ) ، ( بيني × بينك ) ، ( لك × عنك ) ، ( روضت× تصارع ) ، ( الشهيق × الزفير ) ، ( تبقي × تتضخم ) ، ( روضت × أخاف ) ، ( تسري × ترقدي ) ، ( بسمة × لوعة ) ، ( نقرب × المسافات ) ، ( أستجدي × صدا ) ، ( ابتسامة × صرخة )، ( أشتاق × تمتعض ) ، ( الليل × نورا ) ، ( بسيامي نبض × تسقمنى الروح ) ( فلترقدي × ولتبعدي ) وغيرها الكثير والكثير في القصيدة.
٣- ظاهرة التكرار وهي تخدم الموسيقا الظاهرة وفائدة التكرار هي التوحيد من مثل قول الشاعرة : ( بسمة - ابتسامة ) ، ( واقع - واقعي ) ، فنجد ( صدري ) تكررت مرتين ، ( ضياء ) مرتين ، ( تأت ) مرتين ، ( الظلام ) مرتين ( تروض الظلام - تصارع الظلام ) ، ( هات ) تكررت أربع مرات ، ( ترويض ) تكررت ثلاث مرات ، ( ترويض الليل - ترويض الحلم - ( ترويض الظلام )، والمصارعة ( يضيق ) مرتين .
٤- استخدام الشاعرة ( لام التوكيد ) قرابة ( ١٥ ) خمس عشرة مرة ودخولها على المضارع مما يؤكد ضرورة وجوب تنفيذ هذه الأفعال عند الشاعرة وبإلحاح بحيث تكون هي المسيطرة في عملية الحب بما تراه مناسبا لها وإحالتها الشعورية .
٥- استخدام الشاعرة ( الواو العاطفة ) ، قرابة (١٥) خمس عشرة مرة لتعطي دفقات ودفعات شعورية وجرعات متتالية كلها توحيبمواسلة المعنى المراد لا توقيفه ، وكأنه أنفاس الشاعرة متهدجة ومتسارعة وحارقة ولا تتوقف للراحة أو التفكر والتدبير فيما تحسه في رحلة الحب المتواصلة التي تروض فيها الليل والظلام والألم والوجع حتى ترى صورة المحبوب أو طيفه في أحسن حالة بهالة من النور والأرق والإشراق والأمل ، ولا شك إنها مجرد أمثلة ونماذج وليست للحصر تدل على وجود وثبات خصائص أسلوب الشاعرة التي تتميز به عن غيرها مما يحقق لها الانفراد پأسلوبها والتميز بعباراتها الأنيقة.
** الزمن المنبعج في القصيدة **
ينقسم الزمان إلى ثلاثة : ( ماضي ومصارع وأمر ) أولا الزمن الماضي :
ورد استعمال الزمن الماضي في القصيدة على لسان الشاعرة ( ه) خمس مرات في قولها : ( روضت - صدرت - انطويت - شقت - -أنهكتك ) ، وعلة استخدام الفعل الماضي بغرض الثبوت والتوكيد والاستقرار
ثانيا الزمن الأمر :
ورد استعمال أفعال الأمر (٤) أربع مرات على لسان الشاعرة في قولها : ( نامي - روضي - لقميني : لقنيني ) ومرة باستخدام اسم فعل الأمر ( هات ) المكررة بالقصيدة (٤) أربع مرات. ثالثا المضارع المتصلة به لام الأمر في صيغة الجزم والتي تفيد الطلب ورد (١٥) خمس عشرة مرة كالتالي :
( لتصارع - لترقدي - ليمد لتبعدي - لتنتفض - لتأت - لتعصري - لأرتق - لتنفجر - لتسأل - لنقرب - لأرمم - لتخفقك - لنتقاسم - لأقيم )
رابعا الفعل المضارع الذي يفيد التجدد والتتابع والاستمرار واستحضار الصورة في الذهن كان له نصيب الأسد ورد (٥٣) ثلاث وخمسون مرة على لسان الشاعرة وعليه عولت في قصيدتها حتى تعطينا ميزة استمرارية الحب القائم حتى اللحظة الراهنة في قولها : ( تئن - أشتاق - تتمعض - يكفيك - ( تأت - لتأت ) مكررة مرتين - ( يضيق - يضيق ) مكررة مرتين - أرتقي - أفسده - تصارع - يسري - ترقدي - ستجدي- تبعدي - تنتفض - ترفرف - تنطق - أنتظر - أعود - تعود - أعتأتي - استشرفها - تقضم - أجتر - أشتم - أغربل - ما زلت - تتضخم - تستطيع - أنتظر - ينتظر - يسرمده - تأكل - تصبح - أقف - أبكي - أتأرجح - أبحث - أتحسس - ترسو - تختلج - أخاف - أتمتم - أرسم - أبتلع - تسقمني - يجالسني - تكبرني - يملأني - تفصلني - يوحدني ) وعليه تكون النسبة لغلبة الأفعال المضارعة على ماعداها من أفعال ( مضارع ٥٣ : مضارع متصل بلاك الأمر (١٥) : ماضي (٥) : أمر (٤) : ( هات ) مكررة (٤) مرات ، و(هات ) اسم فعل أمر للمفرد المذكّر بمعنى أعطني ، وهاتي للمفردة المؤنثة ، وهاتيا للمثنى بنوعيه ، وهاتوا لجماعة الذكور ، وهاتين لجماعة الإناث ، ومثال ذلك : هاتِ الكتابَ يعني أعطني إياه ،
وهكذا أصبح الزمن المضارع هو لب. القصيدة وقرنها وعمودها الأساس.
** الصورة الكلية في القصيدة **
استطاعت الشاعرة في قصيدته أن تنقلنا من الخيال السطحي الجزئي ( استعار- مجاز - تشبيه كناية ) وما يسمى علوم البيان في البلاغة إلى خيال كامل مركب ، استطاعت أن تنقلنا إلى صورة كلية زيتية أوجدارية (لوحة فنية ) مرسومة بالفرشاة والألوان على يد فنانة تشكيلية عبقرية تعلقها على الحائط وتضافرت أجزاؤها وشخوصها في الشاعرة وحبيبها وهي تروض الكائنات الجامدة من حولها وكأنها حيوانات مفترسة حتى تستطيع أن ترى وجه حبيبها فكانت تروض الليل والظلام بصرخة أنين وتشق الغيب بلوعة انتظار وتمتعض الأوتار حتى يسري الضياء بأوردتها وشرايينها ويجالسها الأمل وتشم رائحة لقاء المحبوب حتى ترقد بسلام آهاتها وتنام الشاعرة مع وجه محبوبها بسبات عميق حيث متسع من الصبر وترويض الحلم وتكون عينا محبوبها كشاطئين من الأمان بابتسامة على جمان أشرعتها تتقاسم الأنفاس هي وحبيبها كسيامي ملتصق بجسد واحد وروح واحدة ، وتتجلى خيوط الصورة في ( لون - صوت - حركة ) وبيان ذلكةكالتالي :
١- الحركة ومن الكلمات الدالة على الحركة ( ٣٨ ) ثمان وثلاثون كلمة هي :
( روضت - الجامح - فك - هودج - تأتي - يأتي - أنتظر - يسري - حضور - تصارع - فلترقدي - نامي - سبات - روضي - الانشطار - تبعدي - يمد - مصافحا - تنتفض - تعصري - يجالسني - تنساب - الطعنات - ترفرف - أشم - أرتق - أغريل - مظللة - أختمره - انطويت - أرسم - أبتلع - يتوسدني - نتقرب - المسافات - تفصلني - تقضم - تضم ) ،
٢- اللون ومن الكلمات الدالة على اللون (٣٣) ثلاث وثلاثون كلمة هي : ( الظلام - الليل - بزوغ فجر - الشمس - نور - الضياء - الشفق - قمري - السماء - النجوم - أفق - طيفك - صدري - مضجع - أنهار - بحور - رافدي - شاطئان - شريان - أوردة - مائدة - باب - حبل - اللجان - سعير - لظى - الوجنات - رمشك - عينيك - قرح المقل - الدموع -أصابع يدي - لون رمادي )
٣- الصوت ومن الكلمات الدالة على الصوت (٢٦) ست وعشرون كلمة هي : ( صرخة - أنين - الأوتار - نطق - تنطق - آهاتي - ضجر - الانشطار - القوافي - لقنيني - أيتها - يا دنيا - أحرف - الهجاء - الأشعار - الدمع الحزين - حمم - متضرعة - تفجر - تسأل - هاتف - النداء - صدى - لهفة - أتمتم - يقظة ) ، وعليه تكون النسب التقريبية كالتالي : ( حركة ٣٨ : لون ٣٣ : صوت ٢٦ ) وهذا معناه تغلب الحركة في الصورة الزيتية أو اللوحة الفنية التي رسمتها الشاعرة كلوحة تشكيلية تعلق على الحائط كجدارية تثبت حقا أن الشاعرة صارعت من أجل أن ترى وجه حبيبها في الظلام الدامس وحولت اليأس والانهزامية والألم والوجع والدموع والحزن إلى نور وضياء وشمس وقمر وانشطار وحمم وألق وإشراق وانتصار وأمل وبهجة وفرح وسعادة .
** الموسيقا في القصيدة **
تنقسم الموسيقا في القصيدة إلي قسمين : صاخبة خارجية - هادئة داخلية )
أولا الموسيقا الخارجية الجلية الصاخبة المصاحبة للقافية والجناس في السطور الشعرية من القصيدة النثرية حيث لا يوجد فيها وزن بل اعتمدت على الإيقاع بدلا منه.
١- ومن كلمات القافية الخارجية الجلية التي تنتهي بحرف ( الياء ) ، وليس لها روي ثابت ما يلي : ( صدري - قلمي - تأت - أوردتي - آهاتي - مهدي - قمري - رافدي - هات - حياتي - مقالاتي - ذاتي - عقلي - أمان - أشرعتي - قلبي - ملامحي - فنجاني - صلاتي - أملي - قش - دربي - وجهي - غصتي - رمادي - لي - وحدي ).
٢- ومن كلمات القافية التي تنتهي بحرف ( الكاف ) ولا روي ثابت لها هي : ( لك - طيفك - مولاك - ( بك - بك بك - بك ) مكررة (٤) أربع مرات - لقائك - فيك - صوتك - عنك - بينك - عهدك ).
٣- ومن الكلمات التي تدل على الموسيقا الخارجية كلمات ( الجناس الناقص ) والتجنيس الناقص هو : تشابه الكلمتين في الحروف واختلافهما في المعنى . ومن الكلمات الدالة عليه في القصيدة : ( سلام - ظلام - اللجام ) ، ( قتير - سعير ) - ( زفير - مرير ) ، ( شهيق - ينطق ) ، ( الفرح - القدح ) ،( العشق - الشفق ) ، ( شوق - عشق ) ، ( الشفق - أشتاق ) ، ( أرتق - أرتقي - فتق ) ، ( بحور - نجوم ) ، ( حينما - كلما ) ،( شاغفة - شاعثة ) ، ( الوجنات - الطعنات ) ، ( السماء - الهجاء ) ، ( لقميني - لقنيني ) ، ( وجهي - وجعي ) ، ( الأشعار - الأقدار - الانشطار ) ، ( ضجر - مضجع ) ، ( أجتر - أنتظر ) ،وهكذا أتمت الشاعرة عنصر الموسيقا الخارجية دون رتابة ودون ملل وبدون حرف روي موحد للقافية.
** ثانيا الموسيقا الداخلية الخفية الهادئة **
وتتوافر من تتضافر الكلمات وتناسقها وطريقة رسها بجانب بعضها في مقاطع في سلك وعقد يشبه اللحن والنغم نعرفها من تكرار الأصوات والحروف وتناغمها وهرمونيتها وتعانقها.. نعرفها بعلم الصوتيات أو الأصوات ( الفونتكس ) ومن هذه الحروف والكلمات والقوافي الداخلية في النص ما يلي :
١- حرف الكاف : ( أنهكك - لقائك - اسمك - طيفك - أنفاسك - عندك - رمشك - عينيك - شفتيك - وجنتيك ).
٢- حرف الألف المد : ( خطوات - الأمنيات - فتات - سبات - الانتظار - أنهار - أحلامي - أعماقي - القوافي - واقعي - أصابعي - ذاتي- نامي - سيامي - ضافرة - استشرقها - أشتاق - آفاق - مداد - وصال - نداء - دعاء - جدران - شريان - الأنفاس - سهاد - ثقاب - تنساب - رذاذ - أيتها - دنيا - أنا - لا - ما - بارئها - غربال - سجادة - رائحة ) .
٣- حرف النون : ( أنين - تأن - برسن - حنين - العناوين - شاطئان -).
٤- حرف الياء ( فلترقدي - - روضي - ولتبعدي - معي - بيني - التي - تفصلني - بوصلتي - يدي - تكبرني -نفسي - وجعي - روحي - قلبي - غصتي- أبكي ) هذه أمثلة على القافية الداخلية التي أحاطت الشاعرة فيها بتكرار حروف معينة صائتة وصامتة بين كلمات النص والشاعرة موفقة فيها.
** عيوب القصيدة الشكلية **
١- عيوب القالب والشكل الطباعي وكلها تنشأ من استخدام المحمول أو الهاتف النقال وجدير بالذكر أن ننوه أن نسخة النص التي نحن بصددها ماهي إلا مسودة النص حتى نعطي الشاعرة حقها في النقد
ومن هذه العيوب وضع التنوين على الألف في مثل هذه الكلمات : ( إذا - مصافحا - أنهارا - اأفاقا - نورا - سمرا - مروضا ) والصواب التنوين بالفتح يوضع على الحرف الذي قبل الألف مهما كان مثل الذال في كلمة ( إذا ) ومثل ( الحاء) في كلمة ( مصافحا ) ومثل ( الراء ) في كلمات : ( نورا - سمرا - مروضا ) .
كلمتا ( لظا ) ، ( صدا ) بالألف خطأ ، والصواب بالألف اللينة هكذا ( لظى ) ، ( صدى ) والتنوين على الألف اللينة.
٣- كلمة ( اختمره ) بألف وصل خطأ والصواب بهمزة قطع هكذا ( أختمره ) لأنها فعل مضارع .
٤- ( من تأكل التيه بعقلي ) لو كانت ( من ) أداة استفهام فأين علامات الترقيم أين علامة الاستفهام المعروفة ( ؟ )
ولو كانت ( من ) موصولية بعضية ستكون كلمة ( تأكل ) مصدرا خماسيا فعلها ( تأكل ) ماض مبني على الفتح ومصدره ( تأكل ) ، ومن الأفضل الذي نراه أن نجعلها ( تآكل ) ويكون فيها مفاعلة. ٥- كلمة ( مأذن ) صوابها ؟ مآذن ). ٦- ( لا تأت لتصارع الظلام ) ما المبرر من حذف حرف الياء في (كلمة ( تأت ) ؟ فالأداة ( لا ) نافية وليست ناهية ولا تؤثر على الجملة والصواب ( لا تأتي لتصارع الظلام ) أو الأفضل على حسب المعنى المراد عند الشاعرة بلام الأمر ( لتأت لتصارع الظلام ).
٧- ( ضامرا ) صواب على أنه حال المفعول به ( الغيب ) أو ( ضامرة ) صواب على أنها حال من الفاعل المستتر الذي تقديره هي يعود على الشاعرة وعلى الشاعرة أن تختار المعنى الذي تريده بما يحلو لها .
٨- ( لتبقى معلقة أنفاسك على جدران قلبي ) لو كانت اللام لام الأمر لحذفنا الياء من الفعل المضارع ( تبقى ) ويكون مضارع مجزوم بحذف حرف العلة هكذا ( لتبقى ) ، ولو اعتبرنا اللام لام التعليل ( سيبقى الفعل المضارع كما هو ( لتبقى ) ويكون منصوبا وهذا ما أفضله ، ومثله تماما قول الشاعرة : ( لأرمم بقايانا حين أضع يدي على وجهي ) وكأنه الشاعرة فنانة تشكيلية ونحاتة . يجوز أن تكون لام الأمر سيكون المضارع ( أرمم ) مجزوم بالسكون ، ولو اعتبرنا اللام لام التعليل سيكون المضارع منصوبا .. وكلاهما صواب وما تحبه الشاعرة تختاره في قصيدتها .
هذه بعض الأخطاء الشكلية البسيطة التي لا تنقص من قدر القصيدة ولا فحواها أو مغزاها لأنها أخطاء في الإملاء والطباعة فقط .
٢- ثانيا من حيث المغزى والمضمون والقلب ، والشاعرة موفقة جدا في قصيدتها وإن كان يعاب على القصيدة التطويل والإسهاب والأطناب والترادف ، فالإيجاز والتكثيف في الشعر أولى وأفضل مثل كتابة القصة القصيرة جدا ، وبما أن الشاعرة كاتبة روائية في المقام الأول وقاصة فهذا أسلوبها وهنيئا لها أسلوبها الذي يغلب عليه الوصف والحب والاستطراد والسرد .
** على هامش النقد * *
١- ما رأي الجمهور الكريم لو الشاعرة قالت : ( تجالسني أمل ) بدل من قولها : ( يجالسني أمل ) أيهما أفضل ولماذا ( تجالسني أمل فيها تورية فقد يقصد بكلمة ( أمل ) اسم الشاعرة وكأنها تجالس نفسها وتحاسب ذاتها وتحتفي وتحتفل بنفسها ؟؟؟؟
٢- ما رأي الجمهور في استخدام حرف السين بغزارة في قول الشاعرة : ( ولنتقاسم الأنفاس بترويض الليل بسهاده سمرا يسرمده السهر بملامحي ) هل حرف السين خدم المعنى وكان سهلا أم العكس وكانت العبارة بها ( تعقيد لفظي ) ؟؟؟
٣- أيهما أجمل ولماذا قول الشاعرة : ( منك الشهق ومني الزفير ) أو ( منك الشهيق ومنى الزفير ) أيهما أفضل الشعب مفرده ( شهقة ) نفس متقطع متهدج أم الشهيق ( الهواء المؤكسج ) ؟؟؟ وفي النهاية خالص امنيات السعادة والتوفيق للشاعرة..
.................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.