بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 يونيو 2021

ياربي /للشاعر عبدالله سكرية

 ياربّي

       يـا ربِّ، أكرمتَ الخلائقَ كلَّهـا،      وجَعَـلْتَ صافي الخيرِ للإنسـانِ

        وأَمَـرْتَه  طَوْعـاً، يُقيم  صلاتَـه ،   وصـلاتُـه   تقوى  مـع  العرفـانِ

        فـبهـذهِ  الآلاءِ   طُفـتَ  بعقلِـه ،    وغمَرْتَ هذي التّقـوى  بالإيمـانِ.

   _ وحدَه السُّكونُ، ما زال يقِظاً، فيما الكائناتُ نيامٌ... ظلامٌ... هدوءٌ... وسكينةٌ.

    غيرَ أنَّ الطبيعةَ تتهيّأُ لأمرٍ ما، وها أنا، أَفَقْتُ من نومي ، صحيحًا، معافىً، ولم أجدْ نفسي، إلا قربَ النّافذةِ المُطِلّةِ، على حديقةِ البيتِ الصَّغيرةِ . هناكَ شعرتُ بهَيبةٍ، أطلَقتْ لِساني بالتّسبيحِ  والعبادةِ ..

_ خيالاتٌ، وظلالٌ، وأشكالٌ، كنتَ تَراها عمائرَ وأشجاراً، وبشرًا، تمرُّ أمامَ ناظريْك، في ذهابٍ وإيابٍ، وهي الآنَ تَلتَقي مع الصّمتِ باحتشامٍ وسُباتٍ، فتزيدُ في نفسِك الشّعورَ باليقْظةِ مَرّةً، وبالعَجْزِ مَرّةً، أمّا اليقظةُ فانتباهٌ لعظَمةِ خلقِ الله! أمّا العجزُ، فاستسلامٌ أمامَ قراءةِ هذا الخَلْقِ وأنتَ تُحاولُ  فهْمَ وهضْمَ ما تَحْتويهِ مِنْ أسْرارٍ ..

_ ويَأذَنُ الفجْرُ للصّلاةِ ، ويَنطلقُ نداءُ "اللهُ أكبرُ"، حيَّ على الصلاة... فيشعرُ المتأمّلُ، أنّ شيئًا ما، قد حطَّ على المكانِ، حيثُ تتخطّفُك  قراءاتٌ ملوّنةٌ ، تُثيرُ في نفسِك مَرّةً أُخرى الرّهبةَ والإعجابَ، ويروحُ كلُّ ما حولَك يتحرّكُ ليتنفّسَ مع التماعاتِ الفجرِ! تنفُّسٌ بطيْءٌ، يزيلُ شيئاً فشيئاً غشاوةَ اللّيلِ، وهدْأةَ السّكونِ. 

   _ ويتلو الدّيكُ صلاتَه، ترافقُه خُطى مصلِّ يَهرعُ الى المسجدِ، وضوءُ سيّارةٍ يتأهّبُ أهلُها إلى أعمالِهم، ثمّ تتناوبُ العصافيرُ المختبئةُ على قفَزاتٍ تكادُ تكونُ تثاؤباً، وكأنّها تستعدُّ لرحلةٍ جديدةٍ مع زقزقاتٍ مختزَنةٍ، ترقصُ لها الأوراقُ، والنسائمُ وتوقظُ مَن أثقلَه النُّعاسُ، وأخذَه ثِقَلُ اللّيلِ.

_ وَيَطيبُ لكَ أنتَ ، في هذه اللّحَظاتِ البهيّةِ أن تأتيَ، كما اعتدْتَ علَيه كلَّ صباحٍ، بكوبٍ ومَصّاصةٍ، وماءٍ ساخنٍ ، جُهّزَ بدرايةٍ ودراسةٍ، ومعَها جميعُها "متّةٌ" لاتينيةٌ، صارتْ مرافقتَك كلَّ صباحٍ، تستدعيكَ بعدَ أن تَربُتَ ،على كتفِك ،بِرقّةٍ وشوقٍ، لتجلسَ قُبالتَها، وتأنسَ بشربِها حبّةً حبّةً، إلى أنْ تنقشعَ الأضواءُ بشَمسٍ مَهيبةٍ، تدْعو فيكَ، ذلك الاستعدادَ لاستقبالِ يومِ عملٍ آخرَ.

_    هي الصّباحاتُ، كما الغُروبِ، وكلُّ ما في الطبيعةِ، وفي هذا الوجودِ ،( تَشي بأسرارٍ وألغازٍ)( تدفعُكَ إلى التبصُّرِ بها)، فترى نفسَك في فهْمِ الجوهرِ منها حيناً، أو تحومُ حولَها، ليظهرَ فيك الضعفُ الإنسانيُّ أمامَ عَظَمَةِ الخالقِ...

                                عبد الله سكريّة.


الأعمى والسارق /للشاعر يوسف مباركية

 *** الأعمى و السارق ***

واصل ذلك الشيخ الكفيف زحفه بين أشلاء الشهداء كلما لمست رجله أو يده جثة تحسس ما إذا كانت هناك بعض المجوهرات فيسلبها, قال له الوزير ويحك ! ... أتسرق الموتى أيها الأعمى ! فأجابه: هم أحياء عند ربهم يرزقون فما أعماكم عن أمثالي أيها السارقون. أمر الوزير بزجه في السجن و غادر المكان مسرعا.

الكاتب: يوسف مباركية / الجزائر

Writer: Youcef Mebarkia / Algeria


ركب الآهات /للشاعر كمال الدين حسين

 قصيدة    بعنوان ركب الأهات                                                  

  حشدٌ منَ الآهاتِ مزَّقَ أضلعي

  منْ هجرِ خلٍّ بعد وصلِ ودادٍ

 ماكنتُ قطَّاً للوصالِ مقصراً 

وسلوكُ فكري دون أيِّ عنادِ

 والخلُّ ينبضُ بينَ كلِّ جوارحي

 في كلِّ آنٍ دون أيِّ معادِ

 إني لاعشقُ فيهِ كلَّ شمائلٍ

 وأهيمُ فيهِ برغمِ عصفِ شدادِ

  مازلتُ أذكرهُ بطيب محبةٍ

 رغم البعاد وقطع حبل مدادِ

  وغدا الفؤادُ بحرقةٍ متوجَّعاً

 لفراقِ خيرِ أحبةٍ ومرادي

 والعينُ تذرفُ كلَّ دمعٍ حارقٍ

 والشوقُ أذكى  نارَ حرّ بعادِ

 والنفسُ تحيا في ظلالِ كآبةٍ

 وجراحُ قلبي من لظى الأحقادِ

  والجسمُ محرومٌ المنامِ مكبلٌ

  منْ حشدِ همٍّ  قاتلٍ وسهادِ


 الشاعر كمال الدين حسين علي القاضي


عشق التوت البري /للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس يكتب 

من ديوان : بوح الصورة

( عشق التوت البري )

................................

 ( عشق التوت البري )

يا صاحبة الشعر 

الأصفر الكستنائي

قصة العشق تنادي

توتنا البري أهواك

وترسمنا باللون الأرجواني

نهر من الفكر يسري

  أوركسترا في الأعماق

تشق عقل الإبداع في الذات

على الجانبين ساحل الماضي والآتي

نهر خلاب من الألحان

 بركان عذب من النغمات

كل خرائط العالم

 أنا وأنت والفؤاد

يسري الدم في عروق الرواق

  بهمس من الإشعار

 دهاليز من الخيام تجمعنا

 بين حنايا من المسرات

بساتين العمر في النبضات

تدق ( لا ) للملذات 

وتروينا بسحر من طلاسم

 الحروف والأوراق

احذري من مفازة البعد

 ومن نار الاقتراب

هنا جنة التوت البري

وسلال من التعاهدات

وشلال من الرونقات

هنا شغف الذكريات

هنا عطر من النسمات

 ( هنا وهنا وهنا ) 

وهناك قلبي عالقا

  في الضوء والمنى

 يحنو بسرك الدافىء

 بين الشاطئين أوراد 

 من العمر وغمغمات 

 من رائع الدفقات

سيول من الحب الجارف 

   تناغم العقل بالمرادف الحاني

آهاتك تسمعها أشجار العمر

فتزيدني لهيبا من الوجدان

خذي ما شئت من كلماتي وأشعاري

 وادفينها بين أحشاء من الدخان

 وقصور من الشتات 

 وقولي هذا حبيب الروح وتوأم الاشتياق 

بذات من الإبداع والأمنيات

سأمنحك العيش بمنبت الأفكار .

...................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس - القاهرة - مصر.


شقاء /للشاعرة ازدهار العتر

 شقاء .........


أيا أملا يبدّد لي شجوني 

ويا نورا تجلى في جبيني 


ويا نجما تلألأ في سمائي 

وفي قلبي وينبض في وتيني


أحنُّ إلى لقاءك ذات يومٍ

أنا ألقى شقاء في حنيني 


ونار الوجد تفتك في ضلوعي

وبائسة وجرحي يعتريني


يؤرقني التياعي مثل عصف

فأغرق في عذابات الشّجونِ


وسُهد اللّيل مكتظٌ بعيني

يداعبها ويسرح في فنونِ


يسامرُ كلّ أهدابي بليلي

فللذكرى عذاب من أنيني


يصاحبها كما خلٍّ وفيٍّ

ومن همٍّ وحزن كم يريني


أياربي أما آن التلاقي 

فنار البعد تأكل من سنيني ؟؟


متى ألقاكَ يا بعضي وكلّي

فيجلوالهمّ عن جفني وعيني ؟؟


ازدهار العتر


ألم الفراق /للشاعرة جليلة فريدي

 ألم الفراق


 

بقلم جليلة فريدي 

غفوت في بركة الليل وغرقت في مستنقع حسرتي وانكساري.

على وسادة مبللة بدموع ظلمي وخذلاني وقهري .

وسط عتمة ليلي أعانق لوعتي ووحدتي وسهري .

فبراثن حلكة المكان تبدد ضياء 

نجومي وقمري

وتقض مضجعي  و تغرس  ظلمتها في قلبي وفكري. 

سأحزم حقائب ذكرياتي وخوفي 

معلنة سفري .

لم يبق لي سوى السفر والهروب 

إلى  حيث لا أدري

سأعانق الرحيل  وأحتضن النسيان 

رغما عني  أخذت  قراري.

سأختنق بوشاح الشوق وأهرب من لظى جمر الفراق  الى نار انهياري  

بوثاق الهجر وقيود الجفاء كان سجني وأسري .

سأسافر مع هبوب الريح وألملم جروحي وخيبتي وأضراري.

سأمزق ثوب العشق   وأطلق  عالمي  وأسراري .

سأمشي حافية القدمين فوق اشواك الشوق المرير  فقد غرس في روحي  وصدري .

فخناجر الجفاء ذبحتني فصرت أشلاء هذا قدري 

جسد بلا روح  انا أكابد لوعة التجاهل فدفنت إحساسي وشعوري .

رموا بي في غابة النسيان ولم يرحموا توسلاتي واعتذاري .

سأصوم عن  الحب وعذاباته 

مدى عمري .

وأدفنه في سجل حياتي وأرثيه 

في قصائدي وشعري 

بقلم جليلة فريدي 

من المغرب


الفساد /للشاعر عبدالله سكرية

 الى الفاسدين أينما ،،، كانوا فالفسادُ ليس له هوية ٠٠

لولا لبيتٍ أتينا جئنا نُحرقُهُ

لكانَ في البيتِ سُرّاقٌ وظُلّامُ 


هوالإمامُ وقولُ الحقِّ قيلتُهُ 

إن ضلَّ رأسٌ فللأرذالِ أمّامُ 


مصيبةٌ ، ولها الإفسادُ مولِعُها 

عشّاقها في قضايا المالِ حكّامُ 


المالُ سيّدَهم ، والمالُ قيّدهُم 

وبيتُ أبيضِهم للخطِّ رسّامُ 


قد جوّعونا فباعوا منّا لُقمتَنا 

كرمى حبيبٍ لهم في حبِّه هاموا 


هي الأمانةُ حملٌ  هابَ يحملُها 

إلّا الطّغاةُ . فكيف الخلقُ قد ناموا 


كيف الضّميرُ غفا في ليلِ ضِجعتِهم 

في غيِّهم  ، لهمُ عقدٌ وإبرامُ 


يا آكلينَ سحوتًا ، ضلَّ سعيِكُمُ 

تبًّا لكم ، أبدًا ، فالسّعي أوهامُ 


لولا عليكم سطا طفلٌ لجوعتِهِ 

ما كان في البرِّ عتّابٌ ولوّامُ 


لو تعرفونَ ، فللظّلماءِ دورتُها 

ستورثونَ بإذن اللهِ ، أسقامُ . 

       عبد الله سكرية .


ماذا لو أخبرتك /للشاعرة مياسة عبدالمطلب مشوح

 //ماذا  .. لو .. أخبرتك// 


بأنك عطر محابري 

و أنك تلاوين ريشتي

و كل ما يخطه يراعي 

 ماذا لو أخبرتك  ..

بأنك لواعج الشوق 

أنثرها على دفاتري 

تستقيم عبارات غرام 

يسكبها خافقي على أوراقي 

و أنك  الوحيد المتمكن 

من أضلعي وتسرح في مخيلتي 

أهدهد باسمك و وسمك 

ما تلفظه أجفاني من عبراتي 

ماذا لو أخبرتك 

أنني في غيابك أتلظى

ولك أرسل مراسيل الهوى 

مغلفة بتنهيداتي 


--قلمي : مياسة مشوِّح--


الحب أساس الحياة /للشاعرة زكية أبو شاويش

 هذه  مشاركتي  المتواضعة :

الحبُّ أساس  الحياة ______________________البحر : الكامل

من ذا الَّذي عرفَ الحياةَ وآلها ___أو من أرادَ سهولها وجبالها

لو كانَ يملكُ كُلَّ شيءٍ خالها ___ كفراغِ  أيَّامٍ  ورامَ  عقالها

أينَ الجمالُ إذا خلت من مؤنسٍ ___أم من يُجيبُ إذا أرادَ سؤالها

هذي الفيافي قد تضيقُ بصدرنا___من وحدةٍ سئمت فدكَّت ما لها

قد كانَ آدمُ وحدهُ في جنَّةٍ ___ فاشتاقَ أُنساً قد يريه جمالها

يا للسعادةِ حينَ تألفُ روحنا ___ من كانَ في قربٍ يريدُ حلالها

.........................

بالحبِّ يحلو العيشُ في أفيائها ___دنيا تحفُّ معَ الهوى أجيالها

والرُّوحُ  تألفُ  مثلها  وحنينها ___  أبداً  لمن  يقضي  لها آمالها

من  فطرةِ  الخلاقِ  تحيا  أُمَّةٌ ___ بالعلمِ  والأخلاقِ تُعلي حالها

ويسودُ في قلبِ الحياةِ سلامُها ___واللهُ  يرزقُ مَنْ أمالَ قلالها

بالحبِّ يروي كُلَّ نبتٍ شائكٍ ___ قد تحتمي أزهارُهُ  لو  جالها

من كانَ يحصدُ حقله لا يقتني ___غيرَ الَّذي من حاجةٍيسعى لها

.......................

للحُبِّ قد خلق الإلهُ قلوبنا ___ ويزيدُ في وصلٍ أدامَ نوالها

من كُلِّ ألوانِ التراحمِ نستقي ___ودّاً  يؤطّرُ  للحياةِ  ظلالها

فاعمل بجدٍّ قد ترى إعمارها ___واخلص بسعيٍ إن أردت مُحالها

وابذل فضائلكَ التي يرنو لها ___من كانَ في عوزٍ ورامَ فعالها

رضيَ الإلهُ عن الَّذينَ تعاونوا ___في البرِّ ،والتقوى تعيدُ مقالها

عن كُلِّ حُبٍّ للإلهِ مؤكَّدٍ ___ للخلقِ عندَ فضيلةٍ قد كالها

........................

لا يُنكرُ الحبُّ المزينُ أُسرةً ___في كُلِّ أوقاتٍ يرقِّقُ  حالها

فالحبُّ للأبناءِ يشحذُ همَّةً ___ للسَّعي إذ عملٌ يزيدُدلالها

والمالُ مطلوبٌ بكسبٍ ينطوي___ فيه الحلالُ محقِّقٌ آمالها

والحبُّ للأوطانِ ينهي رحلةً ___ لتعودَ أفراحٌ تجدِّدُ  فالها

والبيتُ من سعة يجمِّعُ هالةً ___ من حُبِّ أجيالٍ رأت أنجالها

صلَّى الإلهُ على الحبيبِ وآلِهِ___والصحبِ في ملأٍ يريدُ كمالها

........................

الأحد  16  ذو  القعدة  1442  ه

27 يونيو  2021 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


أضغاث أمنيات /للشاعر محمد عزو حرفوش

 .. أضغاثُ أمنيات..

يا سيدي يوسف 

يا نبيّ الله 

هل لنا منك بقميص جديد؟

قد عميت الأبصارُ والبصائرُ 

وفَسُدَ الخُلق ودمّ الوريد.

أخوتُكَ تكاثروا وانتشروا 

وغصّ بهم المكان والزمان 

باعوا المكارم بثمن بخسٍ 

ويسعون في فعل المزيد.

تحرّرنا أو شُبّه لنا ذلك

واعتنقنا الأملَ خلاصاً 

من ظلم تفشّى وتعملق 

غصنا في رمال القهر التي

ملأت دروبَنا.. فعدنا كالعببد.

نحلمُ بأمن سُلبَ منّا 

وسماء حجبتْ غيثَها عنّا 

نغمضُ عيونَنا.. علّنا

نصحو على زمنٍ عادلٍ رشيد.

نقولُ ونكتبُ الصدقَ

وغيرنا زوراً وبهتاناً يفعلُ.

لم نعد نريد ما نرى 

حسبنا الله يفعل ما يريد.

.. محمد عزو حرفوش..


تجليات /للشاعر علي سعيد بوزميطة

 ■ ○ تَجَلّيَات ○ ■


                             بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة 

                                                  ( تونس )

" ارجوك شكّلني كما تشتهي

فأنا طَيِّعَه ،

حبيبة كلّ الفصول 

خُذْ لَكَ مزْرَعَه !

خُصُوبَةُ هذا الثّرَى في دَمِي

وزَهْرُ الرّبيع هنا أَيْنَعَ '"


رمتهُ بحفنة نور

تلظّى بِإشْعاعِها وانتشى

تراءت غصونٌ حواليه ، قال :

 " أنا أشتهي الغُصنَ " 

ثمّ مشى .


سَرَْتْ نقطة من ضياء السّؤال

إلى غَيْهَبِ الرَّحِمِ المُتسكين،

تمَخّضَ .. أَنجب هذا الرَّحِمْ

نِقَاطًا تُناجي المدى والسّنين ،

وغاب وفي مُقلتيه دموعٌ ،

وفي قلبه للغصون حنينْ  ،

تذَكَّرَ :  "أين تكونُ تلاشتْ ؟ "

هو الكُنْهِ قد لفّها منذ حين ..


تمطّط فيه السُّؤال،

تَأَرجح في مُقلتيْه النّدَمْ ،

تَمَدَّدَ يحضن أشلاءَ ذاتٍ

وعادت به الذكرى ذات أَلَمْ :

هُوَ الإنعتاق إلى المنتهى ،

وسرّ التّفرّد أصْلُ العَدَمْ .


                          بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة  

                                                  ( تونس )


سحر العيون /للشاعر طالب الفريجي

 سحر العيون

...........................

عينانِ جلَّ المبدعُ الجبّارُ

وبوجنتيها تلتقي الأقدارُ

ألقتْ عليَّ تحيّةً من رمشها

فتراقصتْ في خافقي الأوتارُ

وأنا القويُّ محصّنٌ بمدائني

بيدي حسامٌ قاطعٌ بتّارُ

وبلمحةٍ مِن مبسمٍ سقطتْ بها

تلكَ الحصونُ ودكّها الأعصارُ

أينَ الصمودُ وأينَ هاتيكَ الحجا

أينَ الحشودُ وأينَها الثوّارُ..؟؟

بل أينَ أجزائي تناثرَ بعضُها

وببعضها يتلاعبُ المزمارُ..!

أدركتُ أنّي رغمَ كلِّ تمنّعي

قلبي الضعيفُ بنظرةٍ ينهارُ

   طالب الفريجي


كل يغني على ليلاه /للشاعرة زكية أبو شاويش

 هذه مشاركتي  المتواضعة :

قال  الشَّاعر / عنترة بن شداد 

وَإِنّي أَعشَقُ السُمرَ العَوالي___وَغَيري يَعشَقُ البيضَ الرِشاقا

معارضة بعنوان :

كلٌّ يغنِّي على ليلاه __________________البحر الوافر

أرى في العشقِ من حكمَ الوثاقا ___ولا يرضى لمن يهوى انعتاقا

ومن في الودِّ قد يصلى بعشقٍ___ومن في العشقِ لا يأبى  استراقا

وأعجبُ ما ترى صبراً جميلاً ___ يرى  للحِبِّ شوقاً وانطلاقا

ويكتمُ غيرةً  ودموعَ  قلبٍ ___ وأوهامٌ  تؤرِقُ  لن  تطاقا

وقد عميت بصيرةُ من تمادى ___بلعقٍ  للهوانِ وما أفاقا

........................

ومن يرضَ الهوانَ لهُ شراعٌ ___ بألوانِ الحياةِ زها  وراقا

فلا  لومٌ  على  ذُلٍّ  يوافي ___ حبيباً قد يُعزُّ بمن أذاقا

أيا من ذقتَ ألوانَ المآسي ___ أما من رجعةٍ تهوى استباقا

لكلِّ الخيرِ في شرعٍ تسامى___عن المعبودِ من بشرٍ أشاقا

فلا خيراً جنيتَ وضاعَ عمرٌ ___ بشركٍ قد خفى أفضى اندلاقا

.......................

نُلامُ على الحياءِ إذا انزوينا ___عن العيناءِ إذ تهوى التصاقا

ونبعدُ   كُلَّ   فتَّانٍ   بصدٍّ ___  وذا  فضلٌ  لمن أحيا  الرِّفاقا

وللأعمالِ  نبحرُ  لا  نبالي ___ إذا الغاياتُ تعتنقُ الدِّهاقا

فلا  أملٌ تحقَّقَ من فراغٍ ___ ومن  عزمٍ  نحلُّ  لنا  وثاقا

ومن هممِ الرِّجالِ رقت شعوبٌ___ومن ذلِ السؤالِ ترى انعتاقا

.........................

أعاين كُلَّ يومٍ من تردَّى ___ بوديانِ الضلالة لن يعاقا

بإصرارٍ يوازي كُلَّ همٍّ ___ بصدرِ الحزن لم يُعلن وفاقا

ويمضي في الحياةِ بغير معنى ___ ولا هدفٌ لمن يهوى المحاقا

ألا إنَّ النِّفاقَ جرى كنهرٍ ___ وخاضَ بعرضِهِ من سلَّ ساقا

ولا دنيا تدومُ لكلِّ مكرٍ ___وأخرى قد تُعدُّ  له اختناقا

.....................

تساوى الخلقُ عندَ الموتِ حتَّى ___لدودِ القبر لم يُبقِ المذاقا  

وعندَ  اللهِ  ذراتٌ ستحصى ___ فلا  تأمن لمن للعهدِ  باقا

وحاسبُ كُلَّ جارحةٍ تعدَّت ___قبيل حلولِ من ينهي السباقا

وصلِّ على الحبيبِ وقل سلاماً ___ على وهمٍ يزولُ كما أحاقا

صلاةٌ  والسَّلامُ  على  نبيٍّ ___ وخيرُ الوصلِ ما كانَ اعتناقا

..................

السَّبت  15 ذوالقعدة 1442 ه

26  يونيو  2021  م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


سحر الشروق /فاطمة خلف الدبيسي

 سحر الشروق 

تغتالني بذور الغسق 

حينما تبدأ الوانها بالظهور 

صفرة محمرة جميلة مثيرة للناظرين 

أحول عيون قلبي بحزقيتهُ النابضة بالحب..... 

 أنتظر لحظات المساء الداكنة 

المرصعة بقلوب بيضاء التصقت في  قبة السماء 

أجلس امشط شعر الليل الحالك 

انقي لك الهواء نسيماً عليلاً 

احل كل تلك العقد التي تمر حولك 

كي لا يبقى معقد 

آه ما أجمل لحظات الفجر من بريق عيونك 

تلك اللحظات البنية التي استفرد بها دون البشر 

يمتزج سحر الشروق فيهما

تبرز مفاتن الرحمة لروحي 

وأنا جالسة أرتشف الشوق من ضوئك 

أكتشف أن السمرة الخمرية 

 الممزوجة في لهيب جبينك

أودت بقلبي صريعاً

وحلقت به إلى حيث الأفق 

لا أدري أنا في أي جمالٍ وقعت 

خذ قلبي حتى ترضى 

واتركني نقطة ضوء ازين قلبك

أُربك مشاعرك 

أتغلغل دراً منثوراً على مساماتك 

يستنشقني الورد كلما مررت قربه

يكاد يهلك من حسني  وجمالي

بك توحدت وصرت الأجمل على الإطلاق 

صنعت منك رواية

مازلت أكتب أبوابها الخمسين ألف 

في كل يوم أكتب باباً دون نهاية

تركت نهاياتها مفتوحة 

تكملها حفيدتي من بعدي 


فاطمة خلف الدبيسي

العراق / البصرة

٢٠٢١/٦/٣


سيثورُ القلب /للشاعر ياسر قديري

 سيثورُ القلبُ و ينفجرُ ... و يجوبُ الأرضَ و ينتشرُ


و يقولُ بأنَّكِ فاتنةٌ ... في الحُسْنِ فيعشقُكِ القمرُ


و يَزِفُّ إليكِ أساورَهُ ... فتُضاءُ الأرضُ و تَعتبِرُ 


و نجومَ اللَّيلِ سينظِمُها  ... طَوقاً في نحركِ يزدَهِرُ 


و لسوفَ جمالُكِ ينتصِرُ ... و نٍساءُ الدُّنيا تنتحرُ 


فجمالُكِ نارٌ مُوقَدةٌ ... جاءَت لا تُبقي و لا تذَرُ


أنا أرضٌ عطشى مُجدِبةٌ ... و عليَّ لمى مطرٌ مطرُ 


أنا جِسمٌ منهدمٌ مَيتٌ ... و لمى روحي و دَمِي العَطِرُ 


و العَينُ بلميا تدَّكِرُ ... و القلبُ يَحُجُّ و يعتَمِرُ 


لمياءُ رِضاكِ على قلبي ... قلبي في حُبِّكِ مُستَعِرُ


 و ذكرتُكِ مُلتاعاً جَزِعاً ... و دموعي تسيلُ و تنهَمِرُ 


فعيوني دوماً جاريةٌ ... و فؤادي يضيقُ و يعتَصِرُ 


و كأنِّي كالأمِّ الثَّكلى ... بيَدَيها طفلٌ يُحتَضَرُ


أَوَليسَ لقاؤكِ مُحتمَلاً ... أم أقضي العُمرَ و أنتظِرُ


و إذا خالفتِ هوى قلبي ... ما ظنِّي بأنِّي سأنتَحِرُ 


لكنِّي أموتُ على مَهْلٍ ... و يَذوبُ فؤادي و يَنصَهِرُ


شروق /للشاعر محمد عزو حرفوش

 .. شروق..

عندَ أناملِكِ تبدأُ  

وتنتهي الحياة.

تشرقُ شمسُكِ 

فتمنحُ روحي 

عمراً جديداً وطوقَ نجاة.

أهمسُ لوجعي 

لملمْ آلامَكَ وابتهجْ 

العمرُ ليس ما مضى 

العمرُ ما هو آت.

على أناملك 

يعربشُ الياسمين 

يفيضُ عطراً 

وينسجُ حكايا للحبّ 

ليست كأيّ حكايات.

على راحتيكِ 

أسكبُ باكورةَ عشقي 

وبعضَ شغفي 

فيرتعشُ نبضي 

على صهيلِ الآهات.

يراقصُ حنيني 

ما تناثرَ من عطرِكِ  

في فضاءاتِ المكان 

على صفحاتِ جسدٍ 

أهرقَ بوحي ببضعِ لمسات.

لأجلِكِ صليّتُ شكراً

عمدّتُ روحي

غيّرتُ نسكاً خارطةَ العبادات. 

تربّعي على عرشِ قلبي 

انسجي لهفتي تاجاً 

وشراييني سياجاً 

فما آمنتُ قبلك 

بجلالِ الحسنِ 

وجلالةِ الملكات. 

.. محمد عزو حرفوش..


الجمعة، 25 يونيو 2021

يارسول الله /طه صلاح هيكل

 يامن بك الخلائق تهتدي

وبالأخلاق والتواضع  تقتدي

أحييت نفوسا من الضلال سيدي

بكل غال أونفيس بالأرواح لجنابك نفتدي

أحييت موات القلوب برحمة

في الغيب وفي عالم  المشهد

يامن رفعت لواء العز

ولباس التقوى خير ما ترتدي

زانتك في البرية  قلائد

من السجايا أكرم بها من قلائدِ

سبحان من أعطاك عظيم الخلال سجية وبحضرتك  البرايا  تقتدي 

يارسول الله يامحمد 

يا حبيب الله يا أحمد

جئت بالهدى والدين

والكون يشهد

للعالمين بعثت رحمة

والبرايا  تسعد

في ظلمة الليل تدعو

ولربك تسجد

رفع العذاب بفضلك ياحبيب الله يا أحمد

ودين الله فينا والجنة خير موعد

ذكرك في العالمين عظيم وحبك  ننشد

والمقام المحمود يرنو إليك بالبشر  يرصد

دعوت الله في كل نائبة 

وأنت الرجاء والمقصد

ياحبيب الله  يا محمد

يا رسول الله يا أحمد

نرجو من الله أن ندخل في شفاعتك

يوم  المشهد

طه هيكل


حروف المجد /للشاعر دياب سوسق

 حروف المجد....###


يا من بنبض الروح مسكنه الحشا

أفديك إن جار الزمان توحشا


من كان في عبق الخمائل سحره

روحي ظلام إن تغيب أو مشى


آه إذا الأيام جار ظلامها

وتوحشت أنياب بينٍ في الحشا


مقلي بحار الآه تروي نبعها

والعمر يروي يومه  نبض لشا


قمري تغيب نوره  جار الدجى

 والفجر نور للهناء تعطشا


فإلى متى الأحزان تغتصب  الهنا

هل في الخمائل نبض غدر قد وشى؟


كتبي حروف المجد سارية العلا

نبض السعادة في خيالي قد فشا


مهما الظلام بعتمه زاد الجوى

لن يهزم النور الذي قد أنعشا


والنور نبض العين منهل سحرها

فإذا بدت شمس الضحى قلبي انتشى


عيني تراقص نور بدر في السما

والروح يسعدها منار  هشهشا


ثوري رياحين العروبة وانثري

عطر الأباة على زمان حشحشا

 

شعر دياب سوسق

لشا : انحط من بعد رفعة

حشحشا: نهض وتحرك


المنديل /للشاعر محمد عزو حرفوش

 .. المنديل..

ألقتْ منديلها على وجهي

كالحلم.. وأفلتْ.

هامَ البصرُ خلفَ طيفِها 

ازدحم المكانُ بعطرِها 

تسارعَ النبضُ لسحرِها 

خذلني النطقُ 

والحروف تعطّلتْ.

شممتُهُ ملءَ الروح وأكثر 

مسكٌ تسربلَ وبخورٌ وعنبر 

أثملني المنديلُ الأحمر.

ضممتُهُ أكثر وأكثر 

وفيه العينان تسمّرتْ.

سألتُ القلبَ أين تكون 

غلبني الشوقُ والظنون 

كاد يتملكني الجنون 

أدركتُ حينها نارَ الشوق 

بيعقوب مافعلتْ.

حسناءٌ لا قبلها ولا بعد 

ينحني لجلالها الوردُ 

قصيدةٌ بها القلوبُ تشدو 

يا منديلها أسألك

بصماتها على وجنتيك

فعلتْ بروحي ما فعلتْ

كيف الحال لو وصلتْ؟.

.. محمد عزو حرفوش..


سمراء /للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس يكتب : 

 من ديوان { السمراء المتوردة }

 قصيدة : ( سمراء )

.....................................

       ( سمراء )

لا تتوقفي عن الكتابة

فالشمعة تنصهر بالريادة

 لا يكفيها الإماءة والرتابة

تقف وحيدة. في انطواء

 في وجه الريح بانزواء

 ما تخاف من انبطاح أو انطفاء

 أو تجريح لب وتفسيح وإرجاء

الحروف تناديك في بهاء

الكلمات تعبر إليك في علاء 

وتغير على الجفاء بالحفاء

تلهب الظلماء بنور الفراشات

ما ترهب الموت ولا الدماء

فاكتبيها كما تشائين 

 ولا تكتميها عن الياسمين

دعي غشاوة الروتين والشقاء 

احذفي الرواية الحمراء والجفاء

احظري الأمثلة الأخاذة في العناء

فتعطش لهفة البقاء والسخاء

ارسمينا غيثا وقدسا في السماء 

اروي الخضار بقبلات العطاء 

ما عاد الشعر يكفينا بالنماء

 والمدى يجارينا ويفتت الحياء

سافري أبحري اقتربي وادخلينا

 ارحلي ابعدي فينا مآسينا

مراكبنا ومراسينا في انتشاء

وكل حرف قابع يزوينا في زهاء

في شموخ وذروة انحناء

فلا تقتلي القتيل بالداء

وأشعلي الفتيل والسراج بالدعاء

 تتضرعي فالقبول من رب السماء

وتربعي في مآقينا بارتواء

اهدلي صبح مساء

وأبصرينا بالدواء

..........................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.


قارورة ألوان /للشاعر أبو أيهم النابلسي

 🚣‍♂️                  أبو أيهم/النابلسي


                     قارورة ألوان  

                     "" "" "" "" ""


  الصورة الجيدة هي التي لا تحتاح الى تفسير

                                         // البوت ايرويت

   آنـا //

  اذا كان نصفك انسانة فكيف يكون كلك ؟

  من يشبهوك ليس بالضرورة

  ان يكونوا بشرا فقط 

  ربما موسيقى/ ربما أغنية

  نص مقدس / قصيدة بدون نهاية

  أسراب عصافير

  سحابة فراشات... ومطر


  لكن حين ابحث عنك في ذاكرتي

  لااااااا اجـد مـا يشبهك  !!

  لأن وجودك يشعرني بقيمة الحياة

  ويدفعني للتفاهم مع الزمن

  أنت //

  بهجة لا تستطيع الكلمات احتواءها

  وفرحة تؤثث المكان والزمان بالرؤي

  منذ غادرتُ ( رومانيا) 

  وأنا اشعر بعطش لا يطفئه نهر

  ارى العالم مجازاً فارغا

  أغـرق في الهواء كسمكة

  فليس انا الذي كنت


  تقول غربتي :

  لا تترك الغيوم دون حراسة

  فالعواصف  تترصدها ..

  ويقول وجعي :

  لا يتسرب ألمك منك 

  الا اذا تركت روحك في ممرات الزكام

  في صلاة الريح 

  اسمع شهقات البحر ..

  آنـا //

  انت تغيبين

  وأنا ألـقي عليك السلام ..


ملاحظة// مهداة الى آنـا سرارو  Ana Sararu

           هي زوجة ابني الدكتور/عروة النابلسي


أحب الجمال /للشاعر غزوان على

 أُحبُّ الجمالَ

أُحبُّ الجمـالَ وسحـــرَ العيونِ

                      واعشقُ في الغيدِ شتَّى الفتونِ

أنا لا أريدُ سوى الحسن خـلاًّ

                      ولستُ أهــــابُ سهــــامَ المنونِ

أحـــبُّكِ لو يتشظَّى فــــــؤادي

                      وحـدَّ التَّلاشي وحــرقِ الجفونِ

أحـــبُّكِ حدَّ انتهاءِ الكـــــــلامِ

                     وحـــدَّ الممــــاتِ ولذعِ الجنونِ

...........

شعر ورسم/ غزوان علي


سرقتم طفولني /للشاعرة ساميا أحمد

 ...سرقتم طفولتي !!!


لماذا.....سرقتم طفولتي؟؟

وأدمعتم عيوني......

لمَ خطفتم براءتي

وندى أزهاري؟؟؟

لماذا لم تدعوني 

طفلة على مدارج الهوى

ألهو..أركض .. اسابق 

فراشات الربيع 

أتعبتم جسدي..

وسرقتم ألعابي

واغتصبتم أحلامي

وسجنتم طفلا بريئا بأحشائي

ماذنبه....وماهو ذنبي

أثقلتم كاهلي

بحمل لا أقوى عليه

كيف سأقفز فوق حبل طفولتي

بعد....الآن

لن أسامحكم..

..رباه....رحماك

جريمتكم لاتغتفر

عبثتم بأحلامي

سرقتم قرطاسي

مزقتم دفاتري

ونثرتم رسوماتي 

مزقتم جسدي 

بنيران أسلحتكم الفاجرة


على مدارج النسيان

خطفتم ضحكاتي

زرعتم الرعب بدنيايّ

سرقتم طفولتي

وقذفتم بي ببحر العمل

وانا البرعم الغض

اصبحت بلا أمل


فلتهنؤا بدموعي

ولتسعدوا بماسرقتم 


ساميا أحمد


الأراجبح/للشاعر عبد الغني محمود خرسه

 متابعة لطيفة لهذا البيت الجميل الذي رسمته الأستاذة إيمان حمودي على صفحتها الوضاءة :


على الأراجيحِ أمضينا طفولتنا       والآن أمست بنــا تلهو الأراجيح


 والسبق للأستاذ الفاضل: عبد المنعم جرادات 

هي الأراجيحُ لا كلت ولا وقفت     منــــــذُ القديمِ تراقِصْنــا الأراجيحُ


عبد الغني محمود خرسة 

ويحَ الأراجيح لم تحفظ مودَتَنا        فأتـــــــعبتنا وهدتنــــــا الأراجيحُ

وتعزفُ الريحُ لحنًا كنـــا نعشقهُ      فخدَّرَتْنـــــــــا وهل تغني التباريحُ

ثم استفقنا وقد شابت ذوائبُنـــَــا      وســـــــافرَ العمرُ لم تغنِ التواشيحُ

أما الأراجيحُ ترنــو وهي ساخرة ٌ    قد انــــــكرتْنَا ولا تُنْسَى الأراجيحُ


عبد المنعم جرادات

وأنكَرتْ حلُماً أحيا جوانحَنا          يا حلمنا العذبُ، ها أودَت بكَ الريحُ 

وخَلّفَتْ شبحاً مضنىً تُعاودُهُ         فَتوهِنُ القلبَ والروحَ-- التباريحُ 


عبد الغني 

يا حلمنا العذبَ لطفًا هل تُغادرنَا       سافرتَ بالروحِ إذ طَارت بك الريحُ

ستنهضُ الروح ُجذلى بعد كَبْوَتِها      وتنعشُ الروحُ ما تُدمِي التباريحُ 


عبد المنعم جرادات 

لكنما القلب مشروخ بهِ عطَبٌ           والروحُ كالقلب أضنتها التباريحُ


عبد الغني خرسة

فليسلمِ القلبُ تسمو الروحُ من فرحٍ       تزهو إذا استيأسً الرُسْلُ... المصابيحُ


عبد المنعم جرادات 

يا عبدُ، أشكو وما الشكوى بنافعةٍ            لكنّهُ زمَنٌ طافت به الروحُ..


عبد الغني خرسة

وكلُ عسرٍ وإنْ شطًت نوائِبُهُ          يومًا سيأتي وتنهالُ المفاتيحُ


الأربعاء، 23 يونيو 2021

طفولة مسروقة/للشاعرة غادة ياسين الأحمد

 طفولة مسروقة

😔

 مازال الكهل فينا ينظر إلى تلك اللعبة التي حُرم منها..!!يقف أمام متجر الألعاب كطفل صغير ..!

يستحضركل الخيالات الجميلة ..

ويقول: ماذا لو عشت طفولتي كباقي البشر ..؟؟

ماذا لو بقيت في وطني ولم أضطر للهجرة، والعيش في الشتات ..؟؟

ماذا لو ترعرعت تحت شجرة الزيتون ..

ونادمت أصدقائي كؤوس الشاي وقطفنا الليمون ..؟؟

ماذا لو كان حديثي اليوم لأحفادي عن قصص الفرح..

لماذا أحمل إلى قبري ذاكرة من نار..!!

قتلٌ ..

تشريدٌ ..

دمار،  وحصار ..

وحفنات وجع ،وقهر ،وانصهار ..!!

لماذا تشظينا منذ عقود ونحن أصحاب الدار..؟؟

فقط، غاب عنا القرار..!!


نحن أمة العرب ..

أصحاب الجاه والمال والذهب ..!!

تركنا خيراتنا للعابثين

تقاتلنا باسم التحزب والدين

تناثرت أشلاؤنا

تطايرت أحلامنا

كالمآقي جفت أقلامنا ..

ننتظر الغاصب اللعين، عله يتكرم ويجُري في قلوبنا دماء الأخوة والإنسانية ..!


غادة الأحمد *🌹


نداء الحب /للشاعرة ازدهار العتر

 نداءُ الحُب ...............


الحب ناداني بليلي والسّهرْ

والنجم يبرق في سمائي والقمرْ


ناديت خلّي يا خليلي في الهوى

هيا اطرد الأحزان عنّا والكدرْ


فالشوق يمشي في العروق بلوعةٍ

أضحى سهادي في عيوني يُحتضرْ


فتعال نسرح بين نجمات السّما

وتغازلُ البسمات حبّي والسّمرْ


ونعانق الأفراح نكتب همسنا

أنشودة كحفيفِ أوراق الشجرْ


فالبعد أسدل في اللّيالي ظلمةً

حطّت بجفني ، دمع عينيّ انهمرْ


أمسى فؤادي غارقا بلهيبه

أشكو لهيب الشّوق أم أشكو القدرْ؟؟


وشربتُ غصّات الجّوى قتالةً

والهم أزلف في فؤادي وانحدرْ


حُرّقتُ في جمر الصبابة واللظى

والجفن يشكو من عذابات السّهرْ


فتعال ننعم باللقاء وبالهوى

ونعيش هذا العمر في أبهى الصّورْ


ازدهار العتر.....


أنا عربي /للشاعر دياب سوسق

 أنا عربي...


أنا   المجد   والأفراح تعشق مسرحي

أنا    ابن    السواري   والهناءات تُبْرِعُ


نبيل   سلو   عني    جهابذة     الدنى

دمي      عربيٌ     والخوافق     تلمع


أنا   الصبح في  إشراقه نور مطلعي

إذا    غدرت    أنياب    ليل   فأردع


عيوني    نهار       والفؤاد     منارة

ونبضي   عطاء   كالكواكب   يسطع


رياحي   نسيمات   الهناء    سهامها

إذا   أقبلت   ذاك    السرور    يُفَرِّع


بعطري   رياحين   الرحاب  هواطل

وحرفي قصيد الخلد نبض ويسجع


يدور    بأركان    الصمود    مناصرا

ثبات    قلاع   المجد  أرض وتجمع


إذا   أنّ  في   الأرجاء  طفل تأبدت

بأوصالها     ذرّات      قلبٍ    يُقَطّع


وأرضي  غُمَيْرُ النبتِ والسنديان شا

مخٌ     يعتلي   هام   الغمام  ويبدع


جذوري    نقاءٌ    والعيون    كواحلٌ

وطَفْرَة      أنسابي    صفاءٌ  ومرجع


وعدنان   جدي إن  بدا الصبح نوره

ينير   ظلام  الروح   والروح    ترتع


أنا  كالندى  نور المدى مشعل الربى

ورمز   سنا في الدهر   كالبدر  يلمع


وحرفي   بأنفاس   الصباح   نسائم

تعانق     أرواح    الجنان     وتمتع


أنا   ابن العلا  والدهر خلّد أسطري

كنور      هلالٍ     مشرقٍ    أتضوع


شعر دياب سوسق


في رحاب الله /للشاعر دياب سوسق

 في رحاب الله........


على  الله   اعتمادي    واتكالي

إذا   هاجت بحار  الأرض مالي


سبيلٌ   غير   ربي  في   بلائي

فيا   ربي   إليك   أنبت  حالي


فمن     يا رب   غيرك  أرتجيه

وهل  لي غير  وجهك  من مآل


إلهي    أُسْدِلَتْ   ظلمات    ليلٍ

وأسرف في البلاء جوى الليالي


فغاص  القلب في  ظُلَمٍ  سواقٍ

سموم   عقاربٍ  والذيل    صال


وأَعْمَتْ   مقلتي   أَقْدَامُ    ريحٍ

أَتَتْ    من   غير   إذنٍ   بالرمال


وأشواك     اللئام    دجًا   تمادى

فغاب صباح روحي في اعتقالي


إلهي   في   رحابك    نبض قلبٍ

ضعيفٍ   يرتجي   عفو   الجلال


فما   خاب   الذي   ليلا   يناجي

إله    الكون   لطفا   في اعتلالي


شعر دياب سوسق


قمر الأمجاد /للشاعر دياب سوسق

 قمر الأمجاد.....


أما للهوى أنفاس صيف فيسعد

فؤادي إذا الآلام جارت وترعد


صباحي سواد إن غفا نور شمسه

ونبضي عناء في الدجى يتشرّد


ألا ليت نور البدر يسعف مقلتي

فقلبي ضعيف إن هوى يتأبد


وأيام عمري عتم ليل بخافقي

جرى كسهام في صداها تبدّد


بريق حياتي كأس عشق معتق

تغيّب حين الكرم جفّ يندّد


ودربي طويل شوكه نائبا بدا

وغاب صهيل الفجر والموت يحصد


فأين قصيد المجد غابت حروفه

وصوت الآسى بالآه راح يغرد


وعيني ظلام في روابي صباحها

يزلزل ألحاظ الهناء ويجحد


قضيت سويعات المرار مكبلا

بقيد فراقٍ غائمٍ يتمرد


شربت من الآهات كأس علاقم

شَرِقْتُ ونفسي في الدجى تتنهد


فأين نهارات الهناء تغيّبت

وأين رياحين الفؤاد تهدهد؟


أ غاب منار الروح والليل مارد

ويبدي ظلام العين حين يعربد؟


بلادي صباح إن طغى عتم ليلها

وتبقى المنارات العوالي وتسعد


سلو قمر الأمجاد عنها فكم علت

بنبت ثراها والظلام يهدّد


وريحانها عطر الروابي إذا جرى

بعمق الثريا سحره يتفرّد


بلادي رحيق الفجر عانقها الندى

بإكليل وردٍ نور دربي تمجّد


شعر دياب سوسق


أغنية الهوى /للشاعر دياب سوسق

 أغنية الهوى.....


هَمَسْتُ بأُذْنِ البدر أغنية الهوى

فغاص بنبض القلب لحن البلابل


وأشرق نور العين مبتهجا جرى

فعانق لحظ البدر  لمس الأنامل


بريق صداه في الفؤاد منارة

كعطر الأقاحي سيد في الخمائل


فؤادي نسيمات الروابي خفوقه

إذا خط درب المجد يروي جداولي


رحيق الهوى أنفاسه تعتلي الربى

كلحن قصيد في سطور المناهل


كأغنية فوق المسارح سحرها

عبير حروف هام يروي مفاصلي


عيون المها إشراق نبض جماله

بدا والليالي بدرها  هدّي سائل


أيا من بعمق الروح مسكنه العلا

إذا لاح نور الشمس مدّ سنابلي


وقمح بلادي ينحني أدبا هنا

عناوين مجدي غردت  كالعنادل


حدائقها نبض الهناء سياجها

كأشجار نخل تعتلي أفق عاقل


هدير سواق يملأ الروح لحنه

فيعلو مداد العين ظهر  الجداول


وفائي نسيم في ليالي بلاغتي

فكم ترتدي ثوب الوفاء شمائلي


إذا بات في عيني سواد فراقها

خميلة عمري تفتديها مشاعلي


شعر دياب سوسق


مناراََ بدا /للشاعر دياب سوسق

 منارا بدا...


منارا بدا في مقلتي يتألق

وروحي بأنوار البدور تحلق


تعانق أفق المجد ترسم دربها

بطيف بدت ألوانه تتدفق


ويحملني جنح الحمام محلقا

إلى مطلع الأقمار والعين تشرق


براءة عشقي شهد نحل كتابها

وممهورة الختم الذي راح يبرق


طنين فؤادي لحن شوق أصابه

فغرد نبضي حرف عشق يصفق


وعَبَّرَ صمت العين والقلب هائج

فكم في تعابير العيون نحلق


مسائي منار إن بدت نجمة المنى

بدور  الليالي في فؤادي تعلّق


نسيماته الشوق الفريد لآلئ

فلا تبخلي  والقلب نبض وينطق


بنبضي علت أنفاس صبح بسحره

يمد مساءاتي بدورا فتشرق


نسيمة عمري عطرها عبق الربى

وأنشودة في حرفها أتعلق


تنهد ضوء البدر والعين همسها

كلحن الحساسين الذي يتألق


أيا من بها الألحان دفء إذا علت

صميم الروابي راح قلبيَ يخفق


أعيدي إلى أنفاسه العمر عطره

وزيدي بنبض الوجه ماء فيورق


فأنت لروحي المجد والعين سحرها

بهاء  صباحي والكواكب تصدق


شعر دياب سوسق


السبت، 19 يونيو 2021

شراسة الكلمات /للشاعرة ازدهار العتر

 شراسة الكلمات ..........


سأفتح شراييني لأزرع نبض اسمك فيها

ليزهر حبك في قلبي

وتفوح نسمات الحنين

كلما زاد الخفق في خافقي

وأتنفس الحروف التي 

تخرج مع الشهيق والزفير

عندما أنطق اسمك فيها

وأتهادن مع الذاكرة

عندما يلهبها الحنين

وأقولها لك بشراسة الكلمات

ودبيب الروح في الحياة

اشتقت إليكَ .....

اشتقت إليكَ يامن طيفك يحتل ذاكرتي

وبقايا عشقك تسكن أوردتي

وفي النبضات ...

سأمزق أشرعة الحنين كلما تلاطم الموج

في عباب بحر العاشقين

وأداعب حبّات الرّمل العالقة

في شطآن همسكَ من سنين

وأروض زفرات الشوق

التي تجتاح ليالي الساهرين

وألثم مفارق الطرق ودفات الزوارق 

والأزقة والحارات

التي تحملني إلى ضربات قلبك

والوتين......

سأقولها لك بكل غنج وعناد

بكل حرف من حروف الضاد 

وأزخرفها في الجناس 

وفي الطّباق وفي التّضاد

اشتقت إليكَ

اشتقت إليك يا من تملّكَ الروح مني

واحتل أوردتي والفؤاد

وأواري حروف اسمك

بكل ألوان البديع

فلهيب المآقي يفتك في جفوني

ويلفح في عيوني

ويتقد السّهاد ...


بقلمي: ازدهار العتر


أمل يتجدد /للشاعرة ساميا أحمد

 .....  أمل يتجدد  ......


ينبلج النور

من مسامات الحياة

يعانق الروح التي هاجرتنا 

مع طيور الظلام


أطلت عروس الصباح الذهبية

فأضاءت سراج الكون

ورفعت شراع الأمل

هتفت الأماني تضرعا

باحت الحناجر حمدا وشكرا

لمن وهبنا الحياة 


بدموع الأماني

تستيقظ أنفاس الصباح

على وعد فجر جديد

ينبلج النور  

بعبق أزهاره البهية

يداعب الأمل البعيد

بلا قيود

مازال للعمر ....بقية


....... ساميا.......


سمائي/للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس يكتب :

{ سمائي} على بحر الوافر 

.................................

       [ سمائي ]


 أيا بدرا تكوكب في يقيني ٠٠٠٠

فمالك في صعود من سمائي


أعند النهر تلقاني أنادي ٠٠٠

فتقترب الأماني من ندائي 


تسائلني فراقا في اللقاء

٠٠٠٠ 

 أنادي في الفراق أيا لقائي 


فتوسعني بأنواع الهموم ٠٠٠ 

ومن يحصي النجوم ففي ردائي 


ولا عند الظلام من القيام ٠٠٠ 

ولا عند الهجير بهجر طائي


ولا شدو البلابل اصطفيه ٠٠٠

لينسيني وداعته  إزائي 


ولا شيب الأماني في فراقي ٠٠٠ 

يحاصرني كفاك من العناء


ولي بيت علا فلك الثريا ٠٠٠

كبيت الحمد عندي في دمائي


ومن يجد المعالي هل

 يباهي ٠٠٠٠

بها كل الأنام عن الثناء ؟


وكيف تباعد الأمل المصفى ٠٠٠

وفيه جميع ما يبدو صفائي


تعالي أنت يا نفسي دليلي ٠٠٠٠

كأنا عاكفان على الشفاء 


تعالي انت يا عيني زماني ٠٠٠

كأنا باحثان عن الدواء


فعند الله في القرآن أمسي 

٠٠٠ 

وعندك يا فؤادي في الدعاء


وعند الله في القربات أصبح ٠٠٠

وقربك يا ملاكي في العلاء


وكعبة مكة العظمى أراها ٠٠٠٠

وحسنك يا غلاك في اجتلاء


فمن غير الله يمحو ذنوبي

٠٠٠٠

وحسبك يا هلاكي في ابتلاء


وبسم الله في الأعمال أتقن ٠٠٠٠

وصدقك يا جنوني في النقاء


وبسم الله في الميزان اعدل ٠٠٠

وعزك في ابتهال بالخفاء


فهذا الموت يجمعنا فرادى ٠٠٠٠

وهذا العهد يصبو في الخفاء .

...............................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر


الجمعة، 18 يونيو 2021

إن سجي الليل /للشاعر دياب سوسق

 إن سجى الليل.........


إن سجى ليلها عيوني عناء

في فؤادي ظلام نبضي شقاء


دع على عينه النهار خمارا

إن بدت في عيونها الضراء


إن في ثوبها العقارب لؤما

وبأطرافها تراه البلاء


فإذا ذيلها تسلط داء

وبروح الأنام هام الفناء


ما الذي عنده عيون المنايا

كالذي عنده يصان الإخاء


إن علا في الظلام قنديل مجد

وهب القلب نوره الوضاء


مقلي نور سحرها كم تراه

في تمام البدور جاد البهاء


وصباحي مناره نور شمس

في روابي الفؤاد زاد النقاء


وحروفي خمائل في معالي

سحرها غنوة مداها الفضاء


كم بثغري جمال حرف ذراه

مجد سطر ويعتريه العطاء


همستي تمتطي مسامع ورد

في خفوق الفؤاد طاب اللقاء


عبري نبضها مراسيل عشق

في فضاءات حرفها العلياء


هذه نسمة الصباح هواها

يسكن الروح والروابي صفاء


عندما يخفق الفؤاد سناه

تنثر المسك أرضه الخضراء


ففؤادي رياض  عشق نداه

همس عين وينتشيه الضياء


هذه الشاهقات تعلو الروابي

في علاها بيارق وفداء


بصفا البحر جاريات عوالي

فإذا البحر هاج جاد الرثاء


شعر دياب سوسق


الأربعاء، 16 يونيو 2021

ماذا لو تعثرت /للشاعرة زهرة عزوز

 ماذا  لو تعثرت

أمام  طيفك

الشارد

اغمر نفسك 

بالمستحيل

أتوقد طيش اشعارك 

المجنونة 

مختفية  وراء   جرح

الفجر

الموغل في صحراء 

ازهاري  الفارغة

أتحرر منك بأعجوبة 

القدر 

أتفيأ  ظلك 

الممتد بين ضلوعي

النحيفة

التي تقرع الأصوات 

المتآكلة بصدى 

الصراخ 

المنبعث من  الأعماق 

أبجدية أنت 

تشبه  الممات 

غبار  أنت  ثقيل 

على كاهلي 

يرثي حطام الصمت 

وضمأ الإحتضار 

كم  انا مهلوسة بتفاصيل 

غيابك المفاجىء 

 أحاذر ان تنكسر

أظافري

وأنا  أقرأ  حياتك

البائسة بدوني

في سيرة غلاف

أنيق  

يليق بحضرتك

أنا يا سيدي  امرأة 

مسالمة

لا تصلح للرعب

ولا لقراءة السياسة

أنا امرأة  مسالمة

 موجاتها اشتياق 

ودمعاتها كنايات

عن رذاذ نازل

من سمائك  الممطر


دمع وأمل /للشاعر أبو محمد الحضرمي

 دمعٌ و أمل

======

كالوهم حطّ وفي الفؤاد نداءُ

وانساب من فمه النديّ غناءُ

غنّى بصوت تشتكي قسماته

أَلَمَاً يغالبه أساً و بكاءُ

يا طائرا أدمى الحياءَ بكاؤه

هل في بكائك للحبيب وفاءُ ؟

فاهتز من صوتي وردّد قائلاً

الشوق نارٌ دربُهُ و شقاءُ

والنفس حبلى بالحنين وحزنه

والجرح دامٍ والحياة خواءُ

يا طائرا اشجيت قلبا عاشقا

العشق فيه القمّةُ الشأواءُ

لعبت به ريح الحياة وليتها

رقّتْ له لما علاه الداءُ

لم يغنه راقٍ وقد شبَّ الهوى

وتعاورتهُ سنينُهُ العجفاءُ

يهوى ومن يهواه عنه نائياً

هل في رحاب النأي ثَمَّ لقاءُ؟

فأجابني والطَلُّ يرسل دمعه

للزهر والعطرُ السخيُّ شذاءُ 

إنّ الهوى دمعٌ وفيه مسرّةٌ

ولكلِّ داءٍ في الحياةِ دواءُ

والعسرُ يقبل يِسْرَهُ مِنْ بَعْدَمَا

يشقى الفتى وتهزّهُ الدهماءُ

إنّي لعهد الله قادم نحو مَنْ 

سكن الحشى ولدوحِهِ أفياءُ

فصمتُّ مبهورَ الحديثِ كأنّما

نورٌ تجلّى وهجُهُ وضياءُ

بقلمي:احمد عاشور قهمان

( ابو محمد الحضرمي )


الثلاثاء، 15 يونيو 2021

لون الصدفة /للشاعر أبو أيهم النابلسي

 🚣‍♂️                         أبو أيهم النابلسي/سورية


                    لـون الصُّـدفـة

                  "" "" "" "" "" "" ""

  اخـلـع قلبـك 

  وامـشِ حـافيـاً  ..

  كـما تخـلع الأشيـاء الملعـونـة 

  فليـس مِـن عـريٍ فـي الـزمـن العـاري

  ضـع مكـانـه لـولبـاً مـن مطـاط

  ولا تلتمـس السـلامـة فـي شيخـوخـة

  بلـون السـعال !

  فـلا المـوت الهـادئ يُـرضـي

  ولا العيـش التـافـه يسـر ...

  والحكـايـة لـم تبـدأ بعـد !!


  أرسـم الخـاتمـة /

  كمـا لـو كـان معـك خـاتـم سليمـان

  وارم عصـاك /

  كمـا لـو كـانـت عصـا مـوسـى

  اقـلـب السحـر عـلى الـرؤوس المستطيلة

  والجيـوب الممتـلئـة بخيـوط العنـكبوت

  حـاول أن تسقي بـذور روحـك

  لتـكون حجـر قـوس القنطـرة

  فالتهـوّر / يتجـاوز الشجـاعـة

  والانتحـار / آخـر وأسـوأ الحـلول

  ومـا أروع لـون الصُّـدفـة  !


  تـذكـر يـوم أمـس الـذي لـم يـاتِ

  فـلا يفصـلك عـن العصـر الحجـري

  سـوى مهـرجـان الهـياكـل العظميـة 

  والجـثث القـاحـلـة ..

  هـاهـو النهـار ينهـش حقيبـة السفـر

  ويعـض الأرقُ الأفكـار المـرميَّـة على جدران الليل

  وتتحـرش التجـاعيـد بــذاكـرتك

  فتنسـى طـريـق العـودة

  فلا اللاشـئ يقتـرب  !!

  ويـأكلـك الـوجـع المبتسـم

  فتسـكت / وتتـورم / وتشقـى

  وتـزهـر حـدائـق الطيـن  ..


  لا تكـن هـامشـاً لحظـة 

  كـن أكيـداً / أو كـن بعيـدا

  فَمـَن يعيـش خـارج خطـوط الـدفء

  ويعتـاد علـى خـدمـة الألــم

  يـرتجـف دون سـبب

  فلا يستطـع ان ينجـب السنـابـل

  الشيخـوخـة ///

  أن يتـوقف قـلبك عن الحـب  ...

  فلا تحمـل ضحكـة في عيـونك

  ولا تـطلق ابتسـامة برتبـة فـراشـة !!!


حروف الطوارئ /للشاعرة غادة ياسين الأحمد

 حروف الطوارئ

🌸🌸

في قلب أعاصير الحروف وازدحام خفقها ..!!

تتصاعد أنات الضجيج

هالات متناقضة في إرسالها ..!

تجليات لأمور تغيب في تحليلها عن

مستوى مفاهيمنا واهتماماتنا ..!!

حروف توجب وضعك في دائرة حالةٍ من الطوارئ .

كما الحروب ..

تتشظى بين ألف فصيل..!!

يأخذك ذهول الموقف

وألف سؤال ..؟؟

وجواب واحد

هو سيد الموقف

كل مانحن فيه وليد احتياج ..!!

تتعدد الأوجاع، والأحلام ..

نسمو، أو نطفو ..

معايير .. لايستطيع أحد أن يحدد هويتها إلا نحن..

فقط يلزمنا الوقوف أمام المرآة

ننظر إلى الأحداق نغوص في عمق

الذاكرة

تضطرب الذكريات والمواجع

نتذكر من نحن

نواجه الخفايا والنوايا ..

لندرك أن حقيقة إبحارنا في الذات ونتيجتها -نفائس - أم غُثاء


لاتنظر لنفسك بعين الآخرين

فكل يراك حسب احتياجاته

وكن خلاصة نفسك


غادة الأحمد *🌹🦋


ترويض الظلام دراسة نقدية للشاعر معروف صلاح أحمد لنص الشاعرة أمل أبو سل

 معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس يكتب :

دراسة نقدية

 عن نص ( ترويض الظلام ) للشاعرة / أمل أبو سل

.........................................

الدراسة :

نص الاشتغال :

( ترويض الظلام ) 

روضتُ الظلام الجامح برسن الليل 

بصرخة آنين تئن بفك اللجام عن صدري وكلما أشتاق لك 

تمتعض الأوتار شاغفةً بنطق اسمك 

على هودج الشفق

يكتبك العشق مدادا بقلمي 

تسقمني الروح شاعثةً غَبرة

 بقتير العيش حينما لا تأتِ

 لتصارع الظلام بحضور طيفك

 ويسري الضياء بشريان أوردتي

فلترقدي إذاً بسلام آهاتي

نامي بسباتك العميق 

روضي الحلم على مائدة الانشطار

 ولتُبعدي ضجر الوسن بمضجع مهدي 

لقميني فتات ضياءٍ يقتات على النجوم وليمد وصال الحنين

 مصافحاً السماء بقمري 

أيتها القوافي لقنيني أحرف الهجاء

ولتنتفض الأشعار أنهارا من بحور رافدي ولتأتِ يا دنيا ما عندك هاتِ

ولتعصري الدمع الحزين من شوقٍ

 قرح المقل بسعير لظاً تنساب حممه 

على الوجناتِ

هناك متسع من الصبر رغم كل الطعنات هاتِ

هاتِ لأُرتق ما أفسده الدهر 

من فتقٍ بحياتي

هاتِ فأنا من صددت باب الشؤم بالأمل متضرعةً برفع الكف دعاءً لمولاكِ ولتتفجر العناوين

 أفاقا تُرفرف

تُنطق السطور حِمماً

 بلهيب الشوق عتقاً بمقالاتي 

ولتسأل الأقدار التي تسامت بك 

وشقت الغيب ضافرا بصنع باريها  

على لوعة الانتظار يُجالسني أمل 

 أشتم به رائحة لقائك

بهاتف بعيد النداء 

صداً بأعماقي يملأني بذاتي  

وما زلت أغربل الدجى بغربال الشمس

 أستجدي من  دماسة الليل نورا اختمره بترويض الحلم 

من تأكل التيه بعقلي 

ويحي من عينيك شاطئان

 أمان منك وموت فيك

وعلى رمشك أتارجح مضللةً وجنتيك 

أبحث عن مرفأ العشق تائها

وإذا ببوصلتي بين شفتيك ترسو 

ابتسامةً على جمان أشرعتي 

تكبرني أحلامي متخمةً بك

وأخاف الصحو على واقع مرير 

يضيق بالأمنيات

فتتضخم أوردة واقعي ولا تستطيع الخروج من فوهة الحقيقة 

لتبقى معلقة أنفاسك على جدران  قلبي ولتخفقك الروح حياة 

بسيامي نبضٍ يوحدني بك 

منك الشهق ومني الزفير

ولنتقاسم الأنفاس بترويض الليل

بسهاده سمرا يسرمده السهر بملامحي

ومرةً أخرى أعود وأتكهنك بفنجاني 

وتصيح مأذن روحي بصوتك

لأقيم على سجادة العشق صلاتي 

أقف على أعتاب وجعي أبكي

أتحسس خطوات الظلام تختلج صدريكعود ثقابٍ بكومة قش

 ينتظر القدح بدربي 

انطويت على نفسي بلهفات الرجاء أُتمتم لأرمم  بقايانا حين أضع يدي على وجهي 

ومن بين أصابعي أبتلع غصتي 

وأرسم بسمةً أستسرقها من رذاذك بحضٍ يتوسدني  

أجتر منه حلم يقظة يضيق بك 

لنقرب المسافات التي تفصلني عنك

ونقضم من الليل اشتراره بهدنة بيني وبينك بلونٍ رمادي 

وما زلت أنتظر بزوغ فجرٍ بميثاق عهدك إلى أن تعود لي

 ويأتي بك الليل مروضاً من ظلامه 

من دون البشر معي وحدي.


كتبته الشاعرة  / أمل أبو سل 

..........................................

بعض المترادفات الصعبة :

سيامي : التوائم الملتصقة 

قتير : صيغة مبالغة على وزن فعيل ومعناها الضنك والفقر والعوز والاحتياج الشديد

رسن : الحبل أو الخطام أو الزمام أو اللجام الذي يركب في أنف الدابة وتجر منه ، 

الشاعثة : المتفرقة نقول : شَعِثَ الأَمْرُ : تَفَرَّقَ، اِنْتَشَرَ

لمَّ اللهُ شعثَهم : جمع شملَهم وضمّ شتاتَهم بعد تفرُّق.

**( معنى كلمة ويحي )**

أما معنى كلمة ( ويحي) الواردة في قول الشاعرة : ( ويحي من عينيك شاطئان آمان ) فهي للترحم وللتوجع وللزجر ومعناها : ويلي وهلاكي، ولقد ورد قول الرسول لعمار بن ياسر : ( ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ) ، ويختلف إعرابُها بحسب التركيب ؛ فإذا قلت : - وَيْحٌ لفلانٍ : كانت مبتدأ ورفعت اللإبتداء ، وخبره الجار والمجرور.  وإذا قلت؛ ويحًا لفلانٍ : كانتْ مفعولا به لفعل محذوف أو مضمر تقديره - [ألزمه الله ويحا ] - وإذا أضيفت كقول الشاعرة ىالسابق ؛ مثل؛ وَيْحَك، أو ويحي أو وَيْحَ فُلانٍ : وجب فيها النصب ، وأعْرِبتْ مفعولا به لفعل محذوف تقديره الزم .

** الشاعرة والشتات ** : 

 شاعرتنا تحمل كل كيان الشتات الفلسطيني على كاهلها ، فقد ولدت بسوريا ، وأهلها يعيشون بفلسطين ، وأبوها مناضل بلبنان ، وهي تحمل الجنسية الأردنية ، وتعيش يالأردن وتقاسي ويلات الغربة من (١٦) سنة.

** عنوان القصيدة **

العنوان هو بوابتها للتألق ومعبرها المتدفق للتميز ومفتاحها للتأنق ومدخلها النضيد وكنز الكنوز الذي منه نمرق للأبيات ولمعاني القصيدة ، والعنوان الجيد هو الذي يشد الأنتباه لرشيد تبيان القصيد وروعة البيان وخلاصة التجربة وعصارتها وكلما كان العنوان مجازيا وأكثر دلالة وكثافة في التعبير كان أجمل وكلما صغرت عدد كلماته كلما كان أروع ، وكلما كان العنوان أطول كان به ملل وسأم فخير العناوين ما لم يكن قصيرا مخلا أو طويلا مملا ، وعنوان قصيدتنا  ( ترويض الظلام ) وهو استعارة مكنية حيث شبهت الشاعرة الظلام بحيوان مفترس يتم ترويضه ، وهذا العنوان تنطبق عليه شروط العنوان الجيد ، وفيه براعة استهلال وروعة استدلال  على فكرة وموضوع ومضمون ومغزى القصيدة (  كلما اشتاق لك .... يكفيك العشق مدادا ) ، وهذا العنوان : ( ترويض الظلام ) ليس بمستغرب على القصيدة ، ولا غريب عنها أو دخيل عليها أو مستهجن ، ولكنه جزء من كلمات القصيدة وورد فيها بنصه وكنهه وملامحه في  قول الشاعرة : ( روضت الظلام الجامح برسن القصيدة ) أي بحبلها الذي يوضع في أنفها كخطام للسيطرة عليها أو حلقة لجام مليئة بالحكمة ، وكأن ليل القصيدة دابة  جامحة شرسة ومفترسة يتم ترويضها ، ومأخوذ من قول الشاعرة ( ويأتي الليل مروضا من ظلامه ) ، ومن قولها :  ( ولنتقاسم الأنفاس لترويض الليل ) ، ومن توابعها : (  أستجدي من دماثة الليل نورا اختمره بترويض الحلم ) ، ومن توابعها : ( روضي الحلم على مائدة الانشطار ) ، ( لنصارع الظلام بحضور طيفك ) ، والشاعرة موفقة جدا في هذا العنوان وفي توابع العنوان التي جعلته علما وتاجا براقا يرفأ على نجوم كلمات قصيدتها.

** تصنيف النص ** 

النص من النثر المطول الممزوج بروعة الكلمات (شبيه بالخاطرة) ، وإذا دققنا فبه النظر وامعنا فيه البصر لوجدانه قصيدة نثر محكمة من قصائد الوصف والسرد التي فيها من عناصر القصة أو الرواية ، حيث تجيد الشاعر كتابة النثر المطول الأميل للخاطرة ، ولكن قوة المجازات وعظمة التصاوير وكثرة المحسنات البديعية ، وتوافر عنصر الخيال والقوافي الداخلية والخارجية والإيقاع والصوتيات واللغة الجيدة الانزياحية ينقلها من خاطرة أوخربشات نثرية لقصيدة وصف وسرد مشحونة بعاطفة جياشة  ، حيث استطاعت الشاعرة في القصيدة ترويض وتحويل الليل الذي يرمز أو بمثابة ( اليأس والحزن والألم والاستسلام ) وتحويله إلى ( امل وإشراق ومقاومة ).

** غرض النص  **

 النص يتحدث عن الحب والشوق والعشق باعتباره غرض قديم نشأ مع الإنسان ومستمر معه عبر العصور حتى الآن ، منذ العصر الجاهلي والأموي والعباسي والأندلسي والمملوكي والعثماني والحديث ، والمعاصر الآتي ، وهو نقصد ( الحب ) منطقة وسطى بين ( اليأس والأمل )  بين ( الألم والحلم ولوعة الانتظار )  بين ( الروح والجسد والقدر ) بين ( الصدر ورمية السهم  والوتر )  بين ( الصراع و فتات النور والظلام ) بين ( ضجر الوسن وهدوء المتام ) بين ( أحرف الهجاء والقوافي ونفضة الأشعار والتلاقي ) بين ( قروح الجفون و سواجي الدموع  وأمان العيون السابلة الناعسة ) ، فدائما هناك متسع من الوقت لترويض الليل وممارسة الحب حين نشتم رائحة اللقاء حين نشق الغيب بغياب الظلام ، والحضور بغياهب الهجرة ، حين تمتلأ مآذن الروح بصوت الحبيب يكون الحب المستهام ، ساعتها نقيم على سجادة الحب عشقنا المرام للصلاة ؛ لكي تقترب المسافات التي تفصلنا عمن نحب... فهذه هدنة الحب ورسالة العشق وخطاب الشوق بين المحبوب وحبيبه ، حين نروض الظلام هنا يكون قد نجح الصبر وتحقق الجلد وتحول اليأس للأمل برقة عواطف الرجاء وغربال ضياء وهج الشمس فبوصلتي ترتمي بين شفاهك تحن وتتجه للشمال لريح الصبا أو لقبلة صلاة العاشقين.

** مناسبة كتابة القصيدة ** 

 صراع دائم بين الظلام وطيف المحبوب ، صراع مستفيض بين الهجر  واللقاء ،  بين الغياب والحضور ، و بكل تأكيد سيفرض الحب إيقاعه ودقاته وطيفه على قلب الشاعرة ، وبالنهاية وبعد أحداث عصيبة صورتها الشاعرة بروعة قلمها الفياض المعبر  وبالمحصلة النهائية سينتصر حضور طيف المحبوب وبكل التفاصيل الحزينة المشبعة بالوجع والألم والحزن واليأس على ما عداه من أطياف أخرى ، فتستطيع الشاعرة تحويله لأمل وعبق ونغم وطهر وعفاف وألق ( بابتسامة على جمان أشرعتي ..تكبرني أحلامي متخمة ، وأخاف الصحو على واقع مرير يضيق بالأمنيات فتتضخم أوردة واقعي ولا تستطيع الخروج من فوهة الحقيقة .. فلتبق معلقة أنفاسك على جدران قلبي ، ولتخفقك الروح حياة.

** شرح مآلات القصيدة **

( العاطفة المسيطرة على الشاعرة ) :

١- يعتري الشاعرة شوق وحنين كلما اشتاقت لمن أحبت ، وتستجليها هوادج نبض وخفقات ودقات قلب  وتلابيب روح وحنين وهيام ، وحين تصل لهذه المرحلة بعاطفة جياشة تطلب من حروف أشعارها في قصيدتها أن تدون اسم حبيبها في رق من لؤلؤ وبسطور معجونة من نور .

٢- الشاعرة تمرر همومها وآهاتها وأحزانها وتذهب في سبات حلم عميق فقد تجرعت كل كاسات الآحزان ثم انتصرت على كل المرار وكل الهموم ، واستطاعت أن تروض الحلم ، وتبعد شر  كابوس الفراق والضجر والملل والسأم عن نومها  وتخلعه من مهجعها من مرقدها على تخت الغرام، وها هي شاعرتنا تعلن لحظات هيمنة وسطوة الانتصار الجرار على كل لحظات الاندحار والانكسار والانهزام .

٣- تجسد الشاعرة حروفها وتشخصها بصورة إنسان تخاطبه وتطلب منه أن  يلقنها ويمليها ويملي عليها ويملأ قلبها ببعض آيات من الضياء وببعض علامات من النور الفياض ؛ حتى تزدهر صفحة قلبها بعتاد ومداد من نجوم وزهزهات السماء حيث تمد يدها وتصافح ( المحبوب ) بكل الحنين والشوق في ظلال القمر ، وعلى هذا البساط حيث تأتيها الحروف الزاهرة من البحور الرافدة وتصب قافية لمعان قصيدتها الراقدة بأحاسيس خافقيها في ألق ونمق وبهاء وسرور.

٤-   تترجم الشاعرة كل أحاسيسها المتناثرة بالحب والعشق والشوق إلى مشاعر أحاسيس إيمانية صافية وصادقة وهادفة بها دفء وتحدى وعزيمة وإرادة صلبة ، وتصميم ضد كل الآلام وضد كل آهات الدنيا ، وضد كل البكاء والترح والدموع وقرح المقل أن ترجع وتعود بلا شوق وسعادة ونغم وفرح

(فكيف لها أن تنساب على الوجنات بحمم وبراكين ) ؟  والشاعرة قادرة برقيها  وسموقها أن تصلح ما أفسده الدهر من شرخ لحياتها ، فهي المتفائلة المتضرعة إلى ربها دائما أن يمنحها القوة والقدرة على هذا التحويل و ( الترويض ) من الهم والغم والحزن واليأس والشجن للفرح والسرور والنور والألق.

** تجربة الشاعرة **

 تجربة الشاعرة في القصيدة تجربة ذاتية لحظية وقتية حيث أن الحدث لايستطيع أن يفرض نفسه طول العمر على مخيلة ونفس وشغف ( الشاعرة ) ، بل الشاعرة تستطيع أن تفرض ذاتها على الحدث مهما كبر أو صغر وليس العكس ، وهنا في هذا النص قد استطاعت الشاعرة أن تحول تجربتها الذاتية الخاصة ( الروح بها بشاعة وغبرة وحزن وألم عندما لاترى طيف ومخيلة المحبوب ) إلى تجربة عامة لكل الناس فمن يقرأ حروف القصيدة يجد نفسه يشعر بكل أحاسيس الشاعرة وكأنه متقمص ومتضمن شخصيتها في افتقادها لوجه محبوبها وحين تجده تحول عصارة الآلام واليأس والضنك لأمال عريضة ومستفيضة ، ومستحقة لروعة الحب ورقته ووداعته ( فسيامي نبضي يوحدني بك .. منك الشهيق ومني الزفير .. فلنتقاسم الأنفاس بترويض الليل )  وهاهي تعلن الشاعرة عن توأم روحها ( السيامي ) الذي يتوحد بها ويندمج فيها كاملا كجسدين بروح واحدة حتى الشهيق والزفير  يتقاسمانهما معا برئة واحدة ونفس واحد .

** الأساليب **

تنقسم الأساليب في النص  إلى قسمين : ( أساليب إنشائية - وأساليب خبرية )

أولا الأساليب الإنشائية  :

١- يوجد  (١٩) تسعة عشر فعلا للأمر غرضه التمني لبغية الحث والحض والطلب منها على سبيل المثال : ١- ( لتصارع الظلام ) ٢- ( فلترقدي إذا بسلام ) ٣- ( نامي بسباتك العتيق ) ٤- ( روضي الحلم ) ٥ - ( ولتبعدي ضجر الوسن ) ٦- ( لقميني فتات ضياء ) ٧- ( وليمد وصال الحنين ) ٨- ( لقميني أحرف الهجاء ) ٩-  ( ولتنتفض الأشعار ) ١٠ - (  ولتأت .... ) ١١- ( ما عندك هات ) ١٢- ( ولتعصري الدمع الحزين ) ١٣- ( هات هات لأرتق ) ١٤- ( هات فأنا من صدرت باب الشؤم بالأمل ) ١٥-( ولتتفجر العناوين ) ١٦- ( ولتسأل الأقدار ) ١٧-( لتخفقك الروح حياة )  ١٨-(ولنتقاسم  الأنفاس ) ١٩-( لنقترب المسافات التي تفصلنا عنك ).

٢- يوجد اثنان (٢) من أساليب النداء التي تفيد التمني والتعظيم والتشخيص وهي  ١- ( أيتها القوافي.. ) حيث شبهت وشخصت الشاعرة القوافي بإنسان له أذن تنادي عليه ويسمع ويلبي ويستجيب  وكذلك ( يا دنيا ... ) فيها تشخيص للدنيا بإنسان تنادي عليه الشاعرة ويسمع ويستجيب للنداء.

ثانيا الأساليب الخبرية : (التعبيرات العملاقة الكبرى) التصاوير ( تشبيهات متنوعة واستعارات تصريحية ومكنية )  مختلفة من مثل :

( روضت  الظلام  ) ، ( لتصارع الظلام ) ، ( خطوات الظلام ) ، ( أخاف الصحو ) ، ( ابتسامة على جمان أشرعتي ) ، ( تمتعض الأوتار ) ، ( يسري الضياء بشريان أوردتي ) ، ( معلقة أنفاسك على جدران قلبي ) ، ( ضجر الوسن بمضجع مهدي ) ، ( تنتفض الأشعار أنهارا ) ، ( تعصري الدمع الحزين ) ، ( شوق قرح المقل بسعير لظى ) ، ( تنساب حممه على الوجنات ) ، (  صدرت باب الشؤم بالأمل) ، ( تنفجر العناوين آفاقا ) ، ( يسرمده السهر ) ، ( مآذن روحي ) ،( سجادة العشق صلاتي ) ، ( نسأل الأقدار ) ( على لوعة الانتظار يجالسني أمل ) ، (  أغربل الدجى بغربال الشمس ) ، ( دماثة الليل ) ، ( نورا أختمره ) ، ( على رمشك أتأرجح مظللة وجنتيك ) ( مرفأ العشق تائها ) ، ( بوصلتي بين شفتيك ترسو ) ، ( أقف على أعتاب وجعي أبكي ) ، ( نقضم من الليل اشتراره ). وأجمل مافي الصور الكبرى العملاقة أن بها ترشيح واستبدال وترصيع واستغراق والشاعرة موفقة جدا في اختيار كلماتها ومفرداتها وتعبيراتها وجملها وعباراتها وتصويرها باستخدام الخيال الجزئي والمركب والصورة الكلية الزيتية التي تحتوي على صوت ولون وحركة وأجزاء وخيوط وبيان ومحسنات بديعية فهنيئا للشاعرة تعبيراتها العملاقة في النص وهي موفقة جدا.

** خصائص أسلوب الشاعرة **

تتميز الشاعرة بعدة خصائص تميزها عن غيرها وتجعل أسلوبها سهلا وممتنعا في نفس اللحظة سهلا في ظاهره عند قرائته ، وصعبا في تناوله وطريقة أدائه وكتابته فإذا جئت تكتب مثله امتنع عنك ومن هذه الخصائص :

١- خصيصة الاستطراد پالتعبيرات الكبرى المجازية العملاقة فالشاعرة منذ بداية القصيدة حتى آخرها ندر أن تجد سطرا شعريا ليس به تعبيرا مجازيا يلعب فيه الخيال دورا مهما ومؤثرا فهى اعتادت على كتابة وتسطير الجمل غير العادية وغير الحقيقية وغير المألوفة فهي مولعة بالتعبيرات غير المعتادة مثل استخدامها لكلمات : (  برسن الليل - شاعسة غبرة -  قتير العيش - أغربل الدجى - غربال الشمس - بسيامي نبض يوحدني بك - مائدة الانشطار - ضجر الوسن - قرح المقل - تفجر العناوين - ضيق الأمنيات - بسهاده سمرا وسرمده السهر - أنكهتك بفنجاني - سجادة العشق - مآذن روحي - أعتاب وجعي -  أجتر منه حلم يقظة - بين أصابع يدي أبتلع غثتي - تقضم من الليل اشتراره ) وغيرها من التعبيرات الغريبة التى تعشقها الشاعرة وتولع بها حيث الاستيراد والإسهاب والإطناب والتطويل والتدقيق والتمحيص في العبارة وكثرة الوصف حتى تتحول القصيدة لمباراة وصفية لكرة قدم ولكن بكرة لعب الأحاسيس والمشاعر حتى التفاصيل والجزئيات البسيطة لا تنساها وكأنه القصيدة توصف المواقف لعميان يعرفون دقة الأحداث باللمس لا بإحداثيات مواقع البصر والشاعرة موفقة جدا في هذه الظاهرة حيث أننا نستطيع أن نقول إنها من مدرسة عبيد الشعر ومن شعراء الصنعة اللفظية وتلميذة من تلاميذ ابن المعتز في البديع ومتأثرة بكتابات أبي تمام في الاستعارات الغريبة ، ومتأثرة بأسلوب طه حسين أو توفيق الحكيم في السرد والوصف وانتقاء العبارات. ٢- استخدام ظاهرة المقابلة والطباق والتضاد في مثل قولها : ( الضياء × الظلام ) ،( الظلام × نورا ) ، ( بيني × بينك ) ، ( لك × عنك ) ، ( روضت× تصارع ) ، ( الشهيق × الزفير ) ، ( تبقي × تتضخم ) ، ( روضت × أخاف ) ، ( تسري × ترقدي ) ، ( بسمة × لوعة ) ، ( نقرب × المسافات ) ، ( أستجدي × صدا ) ، (  ابتسامة × صرخة )، ( أشتاق × تمتعض ) ، ( الليل × نورا ) ، ( بسيامي نبض × تسقمنى الروح ) ( فلترقدي × ولتبعدي ) وغيرها الكثير والكثير في القصيدة.

٣- ظاهرة التكرار وهي تخدم الموسيقا الظاهرة وفائدة التكرار هي التوحيد من مثل قول الشاعرة : ( بسمة - ابتسامة ) ، ( واقع - واقعي ) ، فنجد ( صدري ) تكررت مرتين ، ( ضياء ) مرتين ، ( تأت ) مرتين ، ( الظلام ) مرتين ( تروض الظلام - تصارع الظلام ) ، ( هات ) تكررت أربع مرات ، ( ترويض ) تكررت ثلاث مرات ، ( ترويض الليل - ترويض الحلم - ( ترويض الظلام )، والمصارعة ( يضيق ) مرتين .

٤- استخدام الشاعرة ( لام التوكيد ) قرابة ( ١٥ ) خمس عشرة مرة ودخولها على المضارع مما يؤكد ضرورة وجوب تنفيذ هذه الأفعال عند الشاعرة وبإلحاح بحيث تكون هي المسيطرة في عملية الحب بما تراه مناسبا لها وإحالتها الشعورية .

٥- استخدام الشاعرة ( الواو العاطفة ) ، قرابة (١٥)  خمس عشرة مرة لتعطي دفقات ودفعات شعورية وجرعات متتالية كلها توحيبمواسلة المعنى المراد لا توقيفه ، وكأنه أنفاس الشاعرة متهدجة ومتسارعة وحارقة ولا تتوقف للراحة أو التفكر والتدبير فيما تحسه في رحلة الحب المتواصلة التي تروض فيها الليل والظلام والألم والوجع حتى ترى صورة المحبوب أو طيفه في أحسن حالة بهالة من النور والأرق والإشراق والأمل ، ولا شك إنها مجرد أمثلة ونماذج وليست للحصر تدل على وجود وثبات خصائص أسلوب الشاعرة التي تتميز به عن غيرها مما يحقق لها الانفراد پأسلوبها والتميز بعباراتها الأنيقة.

** الزمن المنبعج في القصيدة **

ينقسم الزمان إلى ثلاثة : ( ماضي ومصارع وأمر ) أولا الزمن الماضي :

ورد استعمال الزمن الماضي في القصيدة على لسان الشاعرة ( ه) خمس مرات في قولها : ( روضت - صدرت -  انطويت - شقت - -أنهكتك ) ، وعلة استخدام الفعل الماضي بغرض الثبوت والتوكيد والاستقرار

ثانيا الزمن  الأمر :

ورد استعمال أفعال الأمر (٤) أربع مرات على لسان الشاعرة في قولها : ( نامي - روضي -  لقميني  : لقنيني )  ومرة باستخدام اسم فعل الأمر ( هات ) المكررة بالقصيدة (٤) أربع مرات. ثالثا المضارع المتصلة به لام الأمر في صيغة الجزم والتي تفيد الطلب ورد (١٥) خمس عشرة مرة كالتالي :

( لتصارع - لترقدي -  ليمد لتبعدي -  لتنتفض - لتأت - لتعصري - لأرتق -  لتنفجر - لتسأل -  لنقرب - لأرمم - لتخفقك - لنتقاسم - لأقيم )

رابعا الفعل المضارع الذي يفيد التجدد والتتابع والاستمرار واستحضار الصورة في الذهن كان له نصيب الأسد ورد (٥٣) ثلاث وخمسون مرة على لسان الشاعرة وعليه عولت في قصيدتها حتى تعطينا ميزة استمرارية الحب القائم حتى اللحظة الراهنة في قولها : ( تئن - أشتاق - تتمعض - يكفيك - ( تأت - لتأت )  مكررة مرتين - ( يضيق - يضيق ) مكررة مرتين - أرتقي - أفسده - تصارع - يسري - ترقدي - ستجدي- تبعدي - تنتفض - ترفرف - تنطق - أنتظر - أعود - تعود -  أعتأتي - استشرفها - تقضم - أجتر -  أشتم -  أغربل - ما زلت - تتضخم - تستطيع - أنتظر - ينتظر -  يسرمده - تأكل -  تصبح -  أقف - أبكي - أتأرجح - أبحث - أتحسس - ترسو - تختلج -  أخاف - أتمتم - أرسم - أبتلع - تسقمني - يجالسني - تكبرني - يملأني - تفصلني - يوحدني ) وعليه تكون النسبة لغلبة الأفعال المضارعة على ماعداها من أفعال ( مضارع ٥٣  : مضارع متصل بلاك الأمر (١٥)  : ماضي (٥)  : أمر (٤)  :  ( هات ) مكررة (٤) مرات ، و(هات ) اسم فعل أمر للمفرد المذكّر بمعنى أعطني ، وهاتي للمفردة المؤنثة ، وهاتيا للمثنى بنوعيه ، وهاتوا لجماعة الذكور ، وهاتين لجماعة الإناث ، ومثال ذلك : هاتِ الكتابَ يعني أعطني إياه ،

وهكذا أصبح الزمن المضارع هو لب. القصيدة وقرنها وعمودها الأساس.

** الصورة الكلية في القصيدة **

استطاعت الشاعرة في قصيدته أن تنقلنا من الخيال السطحي الجزئي ( استعار- مجاز  - تشبيه كناية ) وما يسمى علوم البيان في البلاغة إلى خيال كامل مركب ، استطاعت أن تنقلنا إلى صورة كلية زيتية أوجدارية (لوحة فنية ) مرسومة بالفرشاة والألوان على يد فنانة تشكيلية عبقرية تعلقها على الحائط وتضافرت أجزاؤها وشخوصها في الشاعرة وحبيبها وهي تروض الكائنات الجامدة من حولها وكأنها حيوانات مفترسة حتى تستطيع أن ترى وجه حبيبها فكانت تروض الليل والظلام بصرخة أنين وتشق الغيب بلوعة انتظار وتمتعض الأوتار حتى يسري الضياء بأوردتها وشرايينها  ويجالسها الأمل وتشم رائحة لقاء المحبوب حتى ترقد بسلام آهاتها وتنام الشاعرة مع وجه محبوبها بسبات عميق حيث متسع من الصبر وترويض الحلم وتكون عينا محبوبها كشاطئين من الأمان بابتسامة على جمان أشرعتها تتقاسم الأنفاس هي وحبيبها كسيامي ملتصق بجسد واحد وروح واحدة ، وتتجلى خيوط الصورة في (  لون - صوت - حركة ) وبيان ذلكةكالتالي :

١- الحركة ومن الكلمات الدالة على الحركة ( ٣٨ ) ثمان وثلاثون كلمة هي :

( روضت - الجامح - فك - هودج - تأتي - يأتي - أنتظر - يسري - حضور - تصارع - فلترقدي - نامي - سبات - روضي - الانشطار - تبعدي - يمد - مصافحا -  تنتفض - تعصري - يجالسني - تنساب - الطعنات - ترفرف - أشم -  أرتق -  أغريل -  مظللة - أختمره - انطويت - أرسم - أبتلع -  يتوسدني - نتقرب - المسافات - تفصلني - تقضم - تضم ) ، 

٢- اللون ومن الكلمات الدالة على اللون  (٣٣) ثلاث وثلاثون كلمة هي : (  الظلام - الليل - بزوغ فجر - الشمس - نور - الضياء - الشفق - قمري - السماء - النجوم - أفق -  طيفك - صدري - مضجع - أنهار - بحور - رافدي - شاطئان - شريان - أوردة - مائدة - باب - حبل - اللجان - سعير - لظى -  الوجنات - رمشك -  عينيك - قرح المقل -  الدموع -أصابع يدي - لون رمادي )

٣- الصوت ومن الكلمات الدالة على الصوت (٢٦) ست وعشرون كلمة هي : ( صرخة - أنين - الأوتار - نطق - تنطق - آهاتي - ضجر - الانشطار - القوافي - لقنيني - أيتها - يا دنيا - أحرف - الهجاء - الأشعار -   الدمع الحزين -  حمم - متضرعة -  تفجر - تسأل - هاتف - النداء - صدى - لهفة - أتمتم - يقظة ) ، وعليه تكون النسب التقريبية كالتالي : ( حركة ٣٨ :  لون ٣٣ : صوت ٢٦ ) وهذا معناه تغلب الحركة في الصورة الزيتية أو اللوحة الفنية التي رسمتها الشاعرة كلوحة تشكيلية تعلق على الحائط كجدارية تثبت حقا أن الشاعرة صارعت من أجل أن ترى وجه حبيبها في الظلام الدامس وحولت  اليأس والانهزامية والألم والوجع والدموع والحزن إلى نور وضياء وشمس وقمر وانشطار وحمم وألق وإشراق وانتصار وأمل وبهجة وفرح وسعادة .

** الموسيقا في القصيدة **

تنقسم الموسيقا في القصيدة إلي قسمين :  صاخبة خارجية - هادئة داخلية )

أولا الموسيقا الخارجية الجلية الصاخبة المصاحبة للقافية والجناس في السطور الشعرية من القصيدة النثرية حيث لا يوجد فيها وزن بل اعتمدت على الإيقاع بدلا منه.

١- ومن كلمات القافية الخارجية الجلية التي تنتهي بحرف ( الياء ) ، وليس لها روي ثابت ما يلي : ( صدري - قلمي - تأت - أوردتي - آهاتي -  مهدي -  قمري - رافدي - هات - حياتي - مقالاتي - ذاتي - عقلي - أمان - أشرعتي - قلبي -  ملامحي - فنجاني - صلاتي - أملي - قش - دربي - وجهي - غصتي - رمادي - لي - وحدي ).

٢- ومن كلمات القافية التي تنتهي بحرف ( الكاف ) ولا روي ثابت لها هي : ( لك - طيفك - مولاك -  ( بك - بك بك - بك ) مكررة (٤) أربع مرات -  لقائك - فيك - صوتك - عنك - بينك - عهدك ).

٣- ومن الكلمات التي تدل على الموسيقا الخارجية كلمات ( الجناس الناقص ) والتجنيس الناقص هو : تشابه الكلمتين في الحروف واختلافهما في المعنى .  ومن الكلمات الدالة عليه في القصيدة : (  سلام - ظلام - اللجام ) ، ( قتير - سعير ) - ( زفير - مرير ) ، ( شهيق - ينطق ) ، ( الفرح - القدح ) ،( العشق - الشفق ) ، ( شوق - عشق ) ، ( الشفق - أشتاق ) ، ( أرتق - أرتقي - فتق ) ، (  بحور - نجوم ) ، ( حينما - كلما ) ،( شاغفة - شاعثة ) ، ( الوجنات - الطعنات ) ، ( السماء - الهجاء ) ، ( لقميني -  لقنيني ) ، ( وجهي - وجعي ) ، ( الأشعار - الأقدار - الانشطار ) ، (  ضجر - مضجع ) ، ( أجتر - أنتظر ) ،وهكذا أتمت الشاعرة عنصر الموسيقا الخارجية دون رتابة ودون ملل وبدون حرف روي موحد للقافية.

** ثانيا الموسيقا الداخلية الخفية الهادئة **

وتتوافر من تتضافر الكلمات وتناسقها وطريقة رسها بجانب بعضها في مقاطع في سلك وعقد يشبه اللحن والنغم نعرفها من تكرار الأصوات والحروف وتناغمها وهرمونيتها وتعانقها.. نعرفها بعلم الصوتيات أو الأصوات ( الفونتكس ) ومن هذه الحروف والكلمات  والقوافي الداخلية في النص ما يلي :

١- حرف الكاف : ( أنهكك - لقائك - اسمك - طيفك - أنفاسك - عندك - رمشك - عينيك - شفتيك - وجنتيك ).

 ٢- حرف الألف المد : ( خطوات - الأمنيات - فتات - سبات - الانتظار - أنهار  - أحلامي - أعماقي -  القوافي - واقعي - أصابعي - ذاتي- نامي - سيامي - ضافرة - استشرقها - أشتاق - آفاق - مداد  - وصال - نداء - دعاء  - جدران - شريان - الأنفاس - سهاد - ثقاب - تنساب - رذاذ - أيتها - دنيا  - أنا - لا  - ما - بارئها - غربال - سجادة - رائحة ) .

٣- حرف النون : ( أنين - تأن -  برسن - حنين - العناوين -  شاطئان -).

٤-  حرف الياء ( فلترقدي -  - روضي - ولتبعدي - معي - بيني - التي - تفصلني - بوصلتي - يدي - تكبرني -نفسي - وجعي - روحي - قلبي - غصتي- أبكي ) هذه أمثلة على القافية الداخلية التي أحاطت الشاعرة فيها بتكرار حروف معينة صائتة وصامتة بين كلمات النص  والشاعرة موفقة فيها.

** عيوب القصيدة الشكلية **

 ١- عيوب القالب والشكل الطباعي  وكلها تنشأ من استخدام المحمول أو الهاتف النقال وجدير بالذكر أن ننوه أن نسخة النص التي نحن بصددها ماهي إلا مسودة النص حتى نعطي الشاعرة حقها في النقد

ومن هذه العيوب وضع التنوين على الألف في مثل هذه الكلمات : (  إذا - مصافحا - أنهارا - اأفاقا - نورا  - سمرا - مروضا ) والصواب التنوين بالفتح يوضع على الحرف الذي  قبل الألف مهما كان مثل الذال في كلمة  ( إذا ) ومثل ( الحاء)  في كلمة ( مصافحا ) ومثل ( الراء ) في كلمات : ( نورا - سمرا - مروضا ) .

كلمتا ( لظا ) ، ( صدا )  بالألف خطأ ، والصواب بالألف اللينة هكذا (  لظى ) ، ( صدى ) والتنوين على الألف اللينة.

 ٣- كلمة ( اختمره ) بألف وصل خطأ والصواب بهمزة قطع هكذا (  أختمره ) لأنها فعل مضارع .

٤- ( من تأكل التيه بعقلي ) لو كانت ( من )  أداة استفهام فأين علامات الترقيم أين علامة الاستفهام المعروفة ( ؟ )

ولو كانت ( من ) موصولية بعضية ستكون كلمة ( تأكل ) مصدرا خماسيا فعلها ( تأكل ) ماض مبني على الفتح ومصدره ( تأكل ) ، ومن الأفضل الذي نراه أن نجعلها (  تآكل ) ويكون فيها مفاعلة. ٥- كلمة ( مأذن ) صوابها ؟ مآذن ). ٦-  ( لا تأت لتصارع الظلام ) ما المبرر من حذف حرف الياء في (كلمة ( تأت ) ؟  فالأداة ( لا ) نافية وليست ناهية ولا تؤثر على الجملة والصواب ( لا تأتي لتصارع الظلام ) أو الأفضل على حسب المعنى المراد عند الشاعرة  بلام الأمر ( لتأت لتصارع الظلام ).

٧- ( ضامرا )  صواب على أنه حال المفعول به ( الغيب ) أو ( ضامرة ) صواب على أنها حال من  الفاعل المستتر الذي تقديره هي يعود على الشاعرة وعلى  الشاعرة أن تختار المعنى الذي تريده بما يحلو لها .

٨- ( لتبقى معلقة أنفاسك على جدران قلبي ) لو كانت اللام لام الأمر لحذفنا الياء من الفعل المضارع ( تبقى )  ويكون مضارع مجزوم بحذف حرف العلة هكذا ( لتبقى ) ، ولو اعتبرنا اللام لام التعليل ( سيبقى الفعل المضارع كما هو ( لتبقى ) ويكون منصوبا وهذا ما أفضله ، ومثله تماما قول الشاعرة : ( لأرمم بقايانا حين أضع يدي على وجهي ) وكأنه الشاعرة فنانة تشكيلية ونحاتة . يجوز أن تكون لام الأمر سيكون المضارع ( أرمم ) مجزوم بالسكون ، ولو اعتبرنا اللام لام التعليل سيكون المضارع منصوبا .. وكلاهما صواب وما تحبه الشاعرة تختاره في قصيدتها .

هذه بعض الأخطاء الشكلية البسيطة التي لا تنقص من قدر القصيدة ولا فحواها أو مغزاها لأنها أخطاء في الإملاء والطباعة فقط .

 ٢- ثانيا من حيث المغزى والمضمون والقلب ، والشاعرة موفقة جدا في قصيدتها وإن كان يعاب على القصيدة التطويل والإسهاب والأطناب والترادف ، فالإيجاز والتكثيف في الشعر أولى وأفضل مثل كتابة القصة القصيرة جدا ، وبما أن الشاعرة كاتبة روائية في المقام الأول وقاصة فهذا أسلوبها وهنيئا لها أسلوبها الذي يغلب عليه الوصف والحب والاستطراد والسرد .

** على هامش النقد * *

 ١- ما رأي الجمهور الكريم لو الشاعرة قالت :  ( تجالسني أمل ) بدل من قولها : ( يجالسني أمل ) أيهما أفضل ولماذا  ( تجالسني أمل فيها تورية فقد يقصد بكلمة  ( أمل ) اسم الشاعرة وكأنها تجالس نفسها وتحاسب ذاتها وتحتفي وتحتفل  بنفسها ؟؟؟؟

٢- ما رأي الجمهور في استخدام حرف السين بغزارة في قول الشاعرة : (  ولنتقاسم الأنفاس بترويض الليل بسهاده سمرا  يسرمده السهر بملامحي ) هل حرف السين خدم المعنى وكان سهلا أم العكس وكانت العبارة بها  ( تعقيد  لفظي ) ؟؟؟

 ٣-  أيهما أجمل ولماذا قول الشاعرة : (  منك الشهق ومني الزفير ) أو ( منك الشهيق ومنى الزفير )  أيهما أفضل الشعب مفرده ( شهقة ) نفس متقطع متهدج أم الشهيق ( الهواء المؤكسج ) ؟؟؟ وفي النهاية خالص امنيات السعادة والتوفيق للشاعرة..

.................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.