لميا و ما أدراكَ ما لمياءُ ... و كذا لمى هي غادةٌ حسناءُ
أشعارُها ذهبيَّةٌ مُشقرَّةٌ ... و جبينُها مرآتُها البيضاءُ
و خدودُها حمراءُ تُفَّاحيَّةٌ ... و عيونُها نجَليَّةٌ خضراءُ
أتُعارُ أجنحةُ الطُّيورِ حواجباً ... مُثلى فنِعمَ حواجبٌ سوداءُ
أهدتْ نفرتيتي إليها جيدَها ... و الأنفَ أهدتْهُ لها الخنساءُ
و لقد بدا الثَّغرُ الجميلُ كأنَّهُ ... لمَّا تبسَّمَ وردةٌ حمراءُ
يا صفحةً في مُصحَفٍ في مسجدٍ ... يكتظُّ في أرجائهِ القُرَّاءُ
يا لوحةً قُزَحِيَّةً ألوانُها ... في مُتحَفٍ يرتادهُ النُّبلاءُ
سجَّادةٌ عجميَّةٌ قد أُتقِنَتْ ... في نسجها الألوانُ و الأشياءُ
أو منظرٌ جادَ الربيعُ بحُسْنهِ ... و طبيعةٌ خلَّابةٌ غنَّاءُ
مُبيضَّةٌ مُشقرَّةٌ مُحمرَّةٌ ... و كأنَّها شمسُ الضُّحى الزَّهراءُ !
و الثَّلجُ يجثُمُ فوقَها ببياضهِ ... و كأنَّها قمرُ الدُّجى الوضَّاءُ
و الأُقحُوانُ كأنَّهُ أسنانُها ... برَدُ الغمامِ لآلئٌ بيضاءُ
و الشَّامةُ السَّوداءُ نِعمَ مكانُها ... يا ليتَ أنِّي الشَّامةُ السَّوداءُ
لَمكانُها في الذَّقنِ أكرمُ مسكناً ... من مسكني و أنا بهِ مُستاءُ
فجِوارُها البسَّامُ ثغرٌ مُشرقٌ ... مُتورِّدٌ و الوجنةُ الملساءُ
أمَّا جِواري فالَّذينَ تظالموا ... سكنوهُ و الأنذالُ و السُّفهاءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق