انظر إليها هل ترى في وجهها ... إلَّا البراءَةَ قبلَ أيِّ تأَوُّلِ
وسمَتْ مُحيَّاها البراءَةُ إذ بدتْ ... كبراءَةِ الأُنثى بعَينَي مُطفِلِ
و ترى المَلاحةَ أشرقَتْ أنوارُها ... مِن حُسْنِ طلعةِ وجهِها المُتَهَلَّلِ
لكَأنَّ جبهتَها صحيفةُ مُصحَفٍ ... و كأنَّ خدَّيها ورودُ قَرَنفُلِ
لِلحُسْنِ شطرٌ فيكِ أنتِ وجدتُهُ ... و بيُوسُفٍ شطرُ الجَمالِ الأوَّلِ
عبرَتْ على كُلِّ النِّساءِ نواظري ... و على مُحيَّاكِ استقَرَّ تأمُّلِي
سُبحانَ مَن خلقَ الجمالَ كأنَّما ... وحياً جمالُكِ قد تنزَّلَ مِنْ عَلِ
لمَّا رأيتُكِ أنتِ أوَّلَ مرَّةٍ ... كالوَحيِ كنتِ و كنتُ كالمُتَزَمِّلِ
أغزو جمالَكِ لا أريدُ غنيمةً ... إلَّا الجمالَ قُتِلتُ أم لم أُقتَلِ
هلَّا سمحتِ بلمسةٍ ليَ يا لمى ... مِن شَعركِ الذَّهبيِّ ذي النُّورِ الجَلِي
لكأنَّ شلالَينِ منهُ تحدَّرا ... مِن حُسْنِ منظرِ شَعركِ المُستَرسِلِ
ما شِئتِ تِيهي يا لمى و تدَلَّلي ... فأنا مثالُ العاشقِ المُتَحَمِّلِ
ما ذُقتُ طعمَ العَيشِ دونَكِ مرَّةً ... إلَّا و طعمُ العيشِ مثلُ الحنظلِ
و أنا الَّذي ما تُقتُ أدخلُ منزِلاً ... إن لم تكوني ربَّةً للمنزِلِ
لَوَدِدتُ لو أنَّ الولائدَ في الدُّنى ... سُمِّينَ باسمِ لمَى اسْمِكِ المُتَفَضِّلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق