نايُ المطر
هذي دموعُ الشِتا بنافِذتي
تهمي على ناظري وإحساسي
رسمتُ قلباً على الزجاجُ ندىً
وإصبعي من روائِها حاسِ
نُطِلُّ من كوخِنا لعالَمِها
ببهجةِ الماءِ عندَ أعراسِ
تُحيي الأماني مواسِماً لغدٍ
وتُبرِقُ الروحَ في رُؤى الناسِ
أتيتُها خافِقاً يُبلِّلُني
أقمتُ تحتَ الضلوعِ قُدّاسي
وسِرْتُ تحتَ السماءِ نازفةً
كي لا أُرى باكياً بأنفاسي
غَنّتْ بإيقاعِها هوىً لهوىً
ودندنَ القطْرُ في صدى الكاسِ
كتبتُ في النهرِ ألفَ قافيةٍ
وفي نخيلِ الضفافِ قِرطاسي
تصفو بنايِ الهوى لفرحَتِنا
ما مثلُها للجراحِ من واسِ
فزيَّنتْ للصبا قلائدَها
وسنبكتْ بالرياحِ افراسي
أنا تَقرّي مسافةٍ ألِقَتْ
بالنور والظلِّ دائماً كاسِ
ومُفرداتي خيالُ غارسِها
تُهديهِ شمسُ الغروبِ كُرّاسي
غرِقتُ في الحُلْمِ مَدْمعاً ودماً
لم يبقَ لي منهُما سوى راسي
الموتُ حُبّاً يفوقُ قدرتَهُ
شَكَلْتُ ما فوقَ تُربِه آسي
الشعرُ وجدي وجمرتي وفمي
و وحدَهُ إنْ ونى الدجى آسي
ما عبّأَ الليلُ منهُ خابيةً
إلاّ ودارتْ بنَخْبِ جُلّاسي
خَطرْتُ وسْطَ القصيدِ ساريةً
وأحرفي الخافقاتُ حُرّاسي
رجعتُ من محوِ موجةٍ خفيتْ
كما يعودُ الصدى لأجراسي
مسحتُ أوهانَ رملتي بيدي
وعِفْتُ للصخرِ ضربةَ الفاسِ
تنبتُ فوقَ الرحى سنابِلُنا
على تجاعيدِ وجهِها القاسي
فضْفضْتُ عني وما درتْ شفتي
وطَفْرةُ الروحِ سيرةُ الناسي
تقودُ بيضُ الغيومِ أشرعتي
أسري وراها بزورقي الماسي .
محمد علي الشعار
١٦-١-٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق