معيون
________
اِستيقظ مفزوعا على مثلِ النقر
منتفض الجسم متسارع الزَّفر
بقلب خافق من ضيق بالصدر
وبدا تائها، شارد الذهن و الفكر
ظل على ذاك حينا من الدهر
ألِفَته خلاله آلام بأسفل الظهر
وغدا تعباً دونما جهد أو زِفر
تجلت عظام الركب و الخصر
الأضلع والكتفين وأسفل النحر
راجع الطبيب مرارا بلا قصر
قال: حالك مثل... لا لا لست أدري
علتك، دواؤك غابا عني، عن خُبري
آلامك هوِّنْ هاك صنفا من الخَدَر
سواغ بدا له مع الوقت بلا أثر
ثم اهتدى للراقي راح للمقري
بعد التحية والسلام وإمعان النظر
قال: أخي بك عين وشئ من السحر
أَتهوي من جوِّ السما إلى قاع البحر؟
وأَتدحرجُ من الجبل إلى أسفل النهر:
أحلام، كوابيس مزعجات بلا حصر
حرباً أخوض، أقاسي في هذه العشر
بسم اللَّه تلا شيئا من القرآن والذكر
هيج جسما تمايل جَبْرا من غير سُكْر
ثم هوى أرضا عبثا تمدد جاد بالسر
صياحا تعالى صاحبته بنات الشَّفر
عبرات جمر كأنما تحررت من الأسر
هدوء فاستفاقة على صاحب البشر
هاك دواك أخي كن دائم الحذر
ماء وقرآن، زيت وشئ من السدر
وِردَك لا تدع صبح مسا وبعد الوتر
حصنا لك لا تفت أبداً رغيبة الفجر
ثم داوم، إن تطق، سبعا من التمر
لله العلي كن ذاكراً ودُم على الطهر:
ثوبا، بيتا نقيا طيب النَّفس والعطر
تَتَّقِ شرور كم عائن متقد الشر
وتحاش غل حاسد حقود بليغ المكر
أَأُحسد على قبحي أم على فقري؟!
ومعيون على عسراتي، ضيقي أم قهري؟!
أُخَيَّ حاذر. ولو أن تكون باسم الثغر.
خالد بن عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق