لمَ خافقي متعلِّقٌ بهواكِ ... و يقودني مستسلماً لأراك
فإذا لقيتكِ قد ملأتُ جوارحي ... بكِ و انتعشتُ و سرَّني رؤياكِ
و إذا افتقدتُكِ لم أزلْ متشائماً ... قلِقاً فيؤنسُ وحشتي ذكراكِ
أأموتُ من شوقي إليكِ و ليس بي ... مرضٌ سوى شوقي إلى لقياكِ
يا حلوةَ العينينِ تُقتُ إليهما ... فترفَّقي بي نظرةً رحماكِ
ما أكرمَ الوجهَ الذي نظرتْ به ... عيناكِ أو نطقتْ به شفتاكِ
كَمُلَ الجمالُ عليكِ أبهى طلعةً ... سبحانَ خالقكِ الذي سوَّاكِ
شمسُ الضّحى قمرُ الدّجى ماذا أرى ... للّهِ درُّكِ أنتِ ما أحلاكِ
يا شعرَكِ الشلّلالَ مُشقرَّاً كما ... لو أنَّ ناراً أُوقدت أعلاكِ
ما الشّمسُ تحرق نفسها بلهيبها ... و يضيءُ وجهكِ مثلَها و يداكِ
ما كانتِ اليدُ من حُلِيٍّ أقفرتْ ... إلَّا لأنَّ اللهَ قد أغناكِ
لكِ غُرَّةٌ مُدّي عليَّ بظلِّها ... لأموتَ بينَ يديكِ تحتَ سماكِ
تلك العيونُ رمينَني و قتلنَني ... لمَّا التقى في خافقي سهماكِ
يا ويحَ قلبي من عيونكِ إنَّها ... هجمتْ هجومَ غضنفرٍ فتَّاكِ
و تعوَّرت مُقَلُ المها و تغمَّضتْ ... و تألَّقتْ من بعدها عيناكِ
من يشتري التّفّاحَ جاءَكِ سائلاً ... عن سِعرهِ و كأنَّهُ خدَّاكِ
و لقد بدا الثغرُ الجميلُ كوردةٍ ... حمراءَ قانيةٍ بلا أشواكِ
قد أوصتِ الخنساءُ قبلَ وفاتها ... بالأنف يُحمَلُ كي يجاورَ فاكِ
ماتت نفرتيتي و لكن جيدُها ... مازالَ عندكِ بالجمالِ يُحاكي
من أنت ؟ كيف غدوتِ أنت حبيبتي ... ووجدتُ قلبي فجأةً يهواكِ
ووجدتُ نفسي عاشقاً متلهّفاً ... فعساكِ أن تصلي الحبيبَ عساكِ
إني أتيتكِ مُثقلاً بمحبَّتي ... متعفِّفاً سمْحاً لنيل رضاكِ
و لقد علمتُ بأنَّ حبَّكِ قاتلي ... و لَنِعمَ حباً قادني لهلاكي
إني أحبك يا معذبتي و لن ... أختارَ غيرَكِ أو أحبَّ سواكِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق