( حياكة النور)
يا لروعةِ الوصالِ
ويا لألمِ الفراقْ
إلى متى يبقى الجسدُ مبتوراً
ومن ثقوبِه الدمُّ يراقْ؟
إلى متى تبقى بيروتُ
بعيدةً عن الشام
وفلسطينُ عن العراقْ؟
ها وطني الكبيرُ
قد قطّعوا بالسيفِ أوصاله
و ها رأسُهُ
إلى نبضِ قلبِه يشتاقْ
زَرَعُ الأشرارُ في دمه حدوداً
ومكانَ الوردِ
رسموا سبائك وأشواكْ
وركّبوا للعقلِ جحورَ التخلّفِ
وربطوا بجنازير الخوف الأعناقْ
فصلوا شطآننا عن بحارِها
وأقاموا السواتر
بين العيونِ والأحداق
وصرنا مراكبَ
من جثثٍ هامدة
نغزو الشطآن أمواتاً
وفي ثيابنا ماءٍ
وفي قلوبنا احتراقْ
صرنا دجاجاتٍ منتوفة الريش
إلى قنِّها المكيَّفِ تُساقْ
أنقبلُ أن يكتبَ الآخرون قدرَنا؟
أو يأسرُنا الشرُّ
بأزرقِهِ الفاِقع وأحمرِهِ الرقراق؟
تأبى الشعوبُ أن تعيشَ خانعةً
أو تركنُ نائمةً وقتَ السباق
لو كان "المكتوب" لنا أن نُذَلّ
فلنحرق بوعيِنا
وبإرادتِنا الأوراقْ
قومي يا أوصالي
وعودي إلى بعضكِ
ظفرَ بالنورِ
من حفر الصخرَ
ليطال الآفاقْ
قومي يا أوصالي
ولا تتردّدي
ما أجمل العودةِ
بعد طولِ رحيلٍ
وما أحلى الغمرةِ
بعد الفراقْ
(بقلم ربيع دهام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق