بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 يونيو 2022

الدمع المسكوب //الكاتب ✍د.محمد الإدريسي

الدَّمْعُ المَسْكوبُ

إذا الدَّمْعُ الساكِبُ رَوَى شُجُونَ القِصَّة
لَأغْرَقَتْ مِياهُهُ نارَ جُدْرانِ قَلْبِ العَاشِقَة
بُلْبُلَةٌ تُحَلِّقُ في السَّماء تَطِيرُ بفائِق الهِمَّة
ذَكَّرَتْني بالحُبِّ الأوَّلِ حِينَ رَأَيْتُ المُعَلِّمَة
يَكْتَسِحُنا الحُبُّ دُونَ إذْنٍ ودونَ الرُّخْصَة

دُونَ مُقَدِّماتٍ دُونَ إشْعارٍ فَقَط الهَمْسَة
هِيَ مَنْ قَرَّرَت بَعْد ما أَمَرَتْ أُولى النَّظْرَة
فاليَوْمُ غَدًا الأقْدارُ كُلٌّ تَحْتَ السَّيْطَرَة
تُبْعِدُنا تُحْرِمُنا تُسْعِدُنا تُقَرِّبُنا مِنَ الأحِبَّة
تَسِيلُ الدُّموعُ الجُروحُ تُوَهِّجُها الجَمْرَة

كَيْفَ تُؤَنَّبُ العَيْنُ عَلى لَهَب الحِشْمَة
فالدَّمْعُ مَنْبَعُ الأشْواقِ يا دَهْرُ الخِشْيَة
أمْواجُ الغَرامِ رَمَتْ بي غَرِيقًا في اللُّجَّة
أمامَ قُلوبٍ تَبْكي رَأَيْتُ العُيونَ الصَّامِتَة
دُموعُ الفُؤادِ أرَّقَهُ الوَجْدُ يَنْتَظِرُ الجائِزَة

لَبِسَ شِعْري الأسْوَدَ حُزْنًا حُرُوفُهُ النَّاخرَة
فضاعَتْ بَيْنَ دُرُوبِ أزِقَّةِ الدَّهْرِ الجائِرَة
جُنونُ زَحْمَةِ العَيْشِ على الأوْجاعِ البارِدَة
قَساوَةُ الحَياةِ عَلى دُمُوع العُيُونِ الجامِدَة
في وَقْتٍ خاطِئٍ جِئْتُ إلى الدُّنْيا الخائِبَة

بَسْمُ الثَّغْرِ يَخْفي اِمْتِدادَ الأشْواقِ الحارِقَة
يا دَمْعُ كَفَى السَّلَيانُ أذْبَلَ الجُفونَ الدَّامِعَة
مَنْ يُجَفِّفُ دُموعَ الهَوى سِواكِ أيَّتُها الغالِيَة
ولِكُلِّ فُؤادٍ قِصَّةُ أحْلامٍ عَلَى البُروجُ العالِيَة
مَرَّ الشِّتاءُ الرَّبيعُ اِزْدَادَتْ الأشْواقُ الحالِيَة

مَرَّ صَيْفٌ خَريفٌ سَقَطَتْ الأوْراقُ اليابِسَة
تَبْقى أوْراقُ الغَرامِ تِلْكَ الشَجَرَةُ الشَّامِخَة
تَحْتَ ظِلِّها يَنْتَظِرُ الوِجْدانُ عَوْدَةَ الرّاحِلَة
بَيْنَ ضَجَّة الحَياةِ وعِطْرِ الحُروفِ العاطِرَة
أسْهَرُ مَعَ نُجومِ اللّيْلِ وأمْواجِ البَحْرِ الثَّائِرَة

بُكاءُ الغَرامِ أفْرَغَ مَراجِلَ الجُفونِ السّاهِرَة
أعادَ جُروُحَ الماضي والأحزانَ إلى الذَّاكِرَة
أعادَ أيَّامَ الكِتْمانِ في تِلْكَ الظُّرُوف القاهِرَة
كَتومٌ أنا رُغْمَ الأوْجاعِ كَلِماتي دائِمًا الشَّاكِرَة
عُمْقُ قَطَراتِ الحُزْنِ شَوْقُ قَصائِدي الحائِرَة



الكاتب✍

د. محمد الإدريسي

28/6/2022






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق