بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 9 يونيو 2022

غربة الفجر /للشاعر محمد عزو حرفوش /

 غربةُ الفجرِ..

ها أنا ذا أستقرُّ على متن الرحيلِ.

استهدي  نهاراً  بأضواء   القنديلِ..

هامداً في صومعتي وكلّ يومٍ أهاجرُ.

أرى  الأشواكَ   تلتهمُ  الفراشاتِ..

والورود تتسوّلُ العطرَ في الممرّاتِ..

أرى  البلابلَ قد  خانتْها  الحناجرُ.

أرى الخريفَ يتولّى مقاليدَ الحلمِ..

وعلى ابتلاع الفصول عاقد العزمِ..

وبأزهارِ   الربيعِ  الكليمِ   يتاجرُ.

أرى العالمَ  يستذئبُ  أكثر وأكثر..

يعتصرُ عناقيدَ الدموعِ وبها يسكر..

يتكبَّرُ على الشعوبِ وبظلمِهِ يفاخرُ.

أرى فجرَهم العليلَ حالكَ السوادِ..

يدفنون صرخات الجوعى بالرمادِ..

يتناسون أنّ للمظلومين ربّاً قادرا.

لم أعد أرى شيئاً وها قد شحّ بصري..

أراودُ  في  الذاكرةِ  بقايا  الصورِ..

لستُ أهذي إنّما بآخرِ بسمةٍ أقامرُ.

.. محمد عزو حرفوش..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق