ثقافة المِحن.
سلام الله عليكم ورحمة من لدنه وبركاته.
من الثابت أنّه في كلّ الأزمات والحروب والكوارث.. وغيرها. تتمايز فئتان من الناس.
فئة يكون دورها سلبيّاً مدمّراً.. وكأنّها جزء من الأزمة وربّما أكثر إيلاما في تعميق الجراح.. ولعلّ تجّار الأزمات مثال فاضح على هذه الفئة الضالّة.
وفئة يكون دورها ايجابيّاً تبلسم الجراح.
ولعلّ الأمل يدفعنا للحديث عن الفئة الثانية أكثر.. هذه الفئة التي أثبتتْ وماتزال أنّها مع أهلها في محنهم ووجعهم..
مع الإنسان تضامناً وإنسانيّة وشعوراً بالانتماء إلى بني البشر بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
في المحن والأزمات تظهر معادن الناس.
في المحن يظهر أتباع الرحمن وأتباع الوسواس الخنّاس.
ولعلّ المحن من أهم المدارس التي يجب أن نتعلم منها وفيها العبر والدروس.
نتعلّم التمييز بين الرخيص والنفيس.
نواجه ونحارب الرخيص حتّى نهزمه.. ونبارك النفيس.. نفخر به.. ونكرّمه.
فلا يكون للرخيص مكاناً بيننا.. ونجعل النفيس تاجاً على رؤوسنا.
نحفظ الدروس جيداً.. ونورّثها لأولادنا غدا.
إنّها ثقافة المحن.. نتعلّمها من إرادة الحياة.
ثقافة المحن من الثقافات الأكثر رسوخاً في الأذهان.
ثقافة المحن تُدرّس مجّاناً في كلّ زمان ومكان.
ثقافة المحن تجعل البناء القادم أقوى وأجمل.
ومن لا يتعلّم من المحن لا شكّ أنّه جاهل وأهبل.
وهذه ليست مذمّة.. وإنّما لشحذ الهمّة.
حسن التدبير من سلامة التفكير.
نسأل الله السلامة وحسن التدبير للجميع حفظكم الله جميعا.
.. محمد عزو حرفوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق