( حديث العيون )
سقطَ الكلامُ على الكلامِ مُمَيّعا
لأرى العيونَ تحدثت كي تُسمِعا:
-يا روحَ روحي في فؤادِكَ مَسكَني
حتى وإن أزفَ اللقاءُ مُوَدِّعا
فاهْنَأ بروحي إذ تَطوفُ -فإنّها
حِكرٌ عليكَ -وفي يَديكَ لِتركَعا
-وجِلَت عيوني من حديثِ عيونِها
حين التَّجلّي فاستَفاضَت مدمَعا
وطَرَقتُ بَابَ الشِّعرِ أسألُهُ الهدى
عَلِّي أراهُ على المودّة مُشرَعا
ما مَرَّ من همسِ الخواطرِ بيننا
إلّا وكانَ كما الخيالِ وأروعا
فبأيِّ بَحرٍ أستجيرُ وخافقي
نزِقٌ تُحيطُ بهِ القوافي رُكَّعا
غزَلَت من الأحلامِ ثوبَ رجائِنا
ومضَت تدثِّرُنا به كي نرتَعا
نُمضيهِ بالهمساتِ نحفظُ سرَّنا
لنرُدَّ كيدَ العَذْلِ كي ما يَرجِعا
ماذا أحدِّثُ عن عيونِ حبيبتي
وأرى بها سرّ الحياةِ مشَعشِعا
شمساً وتشرقُ في الفؤادِ سَنِيةً
عمراً جديداً ما حييتُ مُرَصّعا
-----------------
د٠جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق