مواكبُ الأحزان
بَكتْ بُكاءَ الفاقدينَ والحزنُ في الحدقاتِ
وانَّتْ حتى ملأَ الدَمعُ في خدِّها الرَصعاتِ
شبكتْ بالعَشرِ فوقَ رأسِها
بدَتْ كأَنها غصناً نافِض الأوراقِ والثمراتِ
سمِعْتُها تسألُ الأشجارُ بصوتٍ حزينٍ
كيفَ مالَ عنكِ عُشي وطارتْ حماماتي ؟
والبلبلُ الصداحُ ما عدتُ أَسمعُ صوتهُ
اَينَ هَوتْ الأَيامُ بأوراقِكِ المورقاتِ ؟
أَينَ منْ كانَ يجلسني تحتكِ ؟
ويَحفرُ على سيقانِكِ التأريخ والكلمات
َّلمَّ أبقاني فوقَ النارِ مشتعلة
حتى غدوتُ رماداً فوقَ آهاتي
فلا نظرٌ عادَ لي بعدهُ ولا أُنسٌ
حين رماني في الهمِّ والحُزنِ والحسرات
فلا مرَّتْ سفنٌ يوماً بخلجاني
ولا مرعى لقلبي لكي يرعى براحاتي
أعومُ في اَمواجِ العشقِ وحدي
اصارعُ الموتُ في سفرِ محطّاتي
وفي الليالي خيال رسولٍ يلاطفني
في سكونِ الليلِ وما تبقى من الذكرياتِ
فأَستيقظُ في جنون ٍمن الليل والهوى
وقدْ غطى الدمعُ أَغطيةَ مخداتي
أَمدُّ يديَّ وقدْ سبقهما نظري
لخالقي.. فأشكو إليهِ ما حلَّ بواحاتي
رحماكَ ربّي إنّي أَذوبُ كشمعةٍ
في هوى الحبيب الغائب عن النظراتِ
فلا هو عائدٌ لأَطير في خمائله
ولا هو مخبري أَنهُ تارك مساحاتي
معلقةٌ أَنا في العشقِ وبهِ
ولكلِّ حبيبٍ للحبيبِ دعاء وصلاةِ
تمرُ الأَيامُ وأَنا في إنتظارِ عودتهِ
فلا رسول منه ولا خبر حلَّ بمرساتي
رميتُ في بحارِ الهوى إليهِ سفني
فما وصلت إليهِ سفن مناجاتي
ناديتُ في الآفاقِ عليهِ بحرقة قلبي
فلا لبى يوماً صوتَ مناداتي
كتبتُ إليهِ على الرمضاءِ والخضراءِ أحرفي
لعلَ حروفي تصلُ ويستجيبُ لمعاناتي
سأكتبُ إليهِ آخرَ قوافي قصائد العشق
وأَتركُ للأَقدارِ ختم ابياتي
علي ا لمحمداوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق