.. الوطنُ فينا لا يرحلْ..
انزعْ جذوركَ بيديكَ
احزمْ حقائبَكَ ارحلْ.
امضِ للبؤسِ مختاراً
لا تترددْ أو تسألْ.
انسَ السنابلَ والمنجلْ
وترابَ أرضٍ أعطتكَ
انسَ القرطاسَ والمعولْ.
اتركْ غرباءً في دارِكَ
يأكلونَ ثمارَ أشجارِكَ
يلوثونَ مياهَ أنهارِكَ
يخمدونَ نيرانَ المِشعلْْ.
اقصدْ بلادَ الأغرابِ
بحراً أو جوّاً بالمندلْ.
اوقفْ حصانَكَ وترجّلْ.
خلِّ أوهامكَ تتسربلْ.
في الغربةِ يتيمٌ ياهذا
تجترُّ الماضي تتسوّلْ
مجداً بالأمسِ قد كانَ
بربوعِ الوطنِ يتجوّلْ.
العطرُ أضناهُ الحنين
لمنبتِ أريجِهِ الأوّلْ.
الفَرَجُ لاحتْ بشائرُهُ
والهِممُ تغلي في المرجلْ.
آذارُ قد مسحَ ذكراهُ
من غدرٍ كانَ يتململْ.
اوقفْ تاريخَكَ وتأمّلْ
هلْ هذا الحاضرُ أجملْ؟
في القلبِ جراحٌ نازفةٌ
تحتاجُكَ طبيباً هل تقبلْ؟
أطهارٌ قد أدّتْ واجبَها
جادتْ بالروحِ لم تبخلْ.
وجنودٌ الحقِّ باقيةٌ
على العهدِ لم تتحوُلْ.
نرحلُ عن أمٍّ ربتْنا
والوطنُ فينا لا يرحلْ
لا يرحلْ لا يرحلْ.
.. محمد عزو حرفوش..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق