المفرداتُ البيض
لا شيءَ في هذه الدنيا يُوازيهِ
الحبُّ أضحى مدىً نجوى أمانيهِ
الدمعُ بحرٌ ولا شطٌ لقاربِه
والموجُ حيثُ اختفى دوماً يُناديه
يَستوقدُ الشمعَ فوقَ الشهدِ مُنسكِباً
والوردُ والنحلُ معنىً من معانيه
ما بين حرفينِ من صَحْوٍ ومن وَسَنٍ
تجري بألماسِها ليلاً سواقيهِ
الشوقُ فَقْدُ فؤادِ الوجدِ مُنكسرِاً
وفجأةً دونَ أن تدري تُلاقيه
ما عبّرَتْ روحُه ما اكتَنَّّ من حُرَقٍ
وآخرُ النارِ ما قالت قوافيهِ
ومُترَفُ المُفْرداتِ البيضِ مُبتَهِجٌ
وأبجديّاتهُ الغيدا جواريهِ
طالَ اليراعُ كصارٍ والشراعُ رُؤىً
من نبضِ أزمنةٍ ظلَّت توافيهِ
يُغالِبُ النهرَ دَفّاقاً بضفّتهِ
ومن نُبوغِ سرابٍ قد ربا فيه
يستولدُ الحلمَ من رحْمِ الدُّجى ودنا
يستحضرُ الغيبَ عذباً من أقاصيهِ
كم كُسِّرَ الضوءُ في مَوْشُورِه حِزَماً
والشمسُ لولا الهوى كانت تُقاضيهِ
الزهرُ باقاتُ ما يهمي بخاطرِه
والضلعُ والقلبُ أزواجاً أوانيه
وفي ذُيوعِ جناحِ الريحِ فلسفةٌ
ترقى خيالَ خيالٍ في مبانيهِ
عرفتُ قبلَ طلوعِ الفجرِ هَوْدجَهُ
وقاسمَت روحَه روحي منافيهِ
بِنتُ الشعاعِ لبنتِ العينِ سنبلةٌ
شقراءُ تعزِفُ لحناً في روابيهِ
والىٰ الحريرُ بغزلِ الشعرِ لمستَهُ
حتى الورودُ بنهدَيْها تُواليهِ
أصالةُ الزهرِ عن غُصْنٍ تُتوِّجُهُ
وصولجانُ السنى يُسمي معاليهِ
يَمُدُّ للجُملةِ الحسناءِ مائدةً
والمؤمنونَ بها أصفى حواريهِ
ويزرعُ الأملَ المُخضَرَّ ساعِدُه
والعُمْرُ يجبيهِ روحاً في تراقيهِ .
محمد علي الشعار
7-1-2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق