بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 أكتوبر 2022

أصبح الهواء هشاً /للشاعر/أبو أيهم النابلسي

 🚣                              أبو أيهم النابلسي/ سورية 


                         أصبـح الهـواء هشَّـاً

                       "" "" "" "" "" "" "" "" ""

  مـاذا أفعـل بكـل هـذا العـالـم المنطفـئ

  كيـف أقطـفُ منـه حـزنـاً علـى مقـاسـي

  فالظـروف تتـداولنـي بشهيّـة الصـدأ

  ونحـن جميعـاً هنـا  ...

  لا نفعـل أكثـر مـن أن نكـون هنـا

  هـل اهتـرأ الـزمـان فثمّـة أقـدام بـلا خطـوات

  هـل أدخـل أعمـاق الليـل

  لأخبـيء قلبـي الـذي من زجـاج

  مـن الآخـريـن الـذيـن يجيـدون رمْـيَ الحجـارة

  الـدهشـة تمـلأ فمـي

  وكـل الفـراش يطيـر ومـواقـد النهـار تحتـرق

  مـاذا يفيـد أن أصفـع الهـواء بالكلـمات

  ان اتعـارك مـع الـذبـاب والمـلاعـق القصيـرة

  النظـر

  أن أحيـي شجـرة جـفَّ ضـرعهـا

  واصبَحـَتْ حـارسـة للفـراغ   ؟؟


  فـي زمـن الضجيـج

  كـل شـئ يـلفـت الانتبـاه حتـى الـبعـوض

  المِحَـن مبـاركـة والهـدوء مـن الغـرانيـت

  أعيـش مبلـلاً بالمسـافـات

  ضـائعـاً فـي خـارطـة الـوقـت

  أغمـس وجهـي فـي الليـل وأُطفـئ النـوافـذ

  وأتحسـس أنفـاس الحنـان المجفف

  أُمسـكُ بقـايـاي كطفـلٍ يحـزنـه الإهمـال

  لقـد سـرتُ بعيـدا نحـوي

  كـي أجـدنـي  ..


  هـل تشعـرُ بـالضيـق  ؟

  أنـا الضِيـق نفسـه

  انـا الـواقـع الـذي يحـاصـره الظـل والـوهـم

  واغتيـال الحـروف ولهـاث الـوجـع

  فـلا الحـرب لـي ولا السـلـم لـي

  فقـط رغـوة الـوقت  وجمـر الجليـد

  وصمـت الجـدار وطَعْـم الحـديـد

  فـي الصـدر تحبـو قيـامـه

  ولكنهـا لـم تقـمْ بعـد

  بـانتظـار مجيـيء النهـار الـذي لن يجيء

  فقـد تـاهَ فـي قـَلَـقِ البحـث عن

  الـوعي والـدعاء الملـوّن بـالأمنيـات


  مـاذا أقـولُ للـذيـن لا يعـرفـون القـراءة ؟ 

  مـاذا ابيـع فـي السـوق

  مـن غيـر بـاعـه  ؟

  مـاذا أقـول لِفَمـي وهـو يحـاورنـي

  بصـراخٍ وعسكـر  ؟

  فـي أيِّ أرضٍ أعيـش في أي بُعـدٍ ألملم روحي

  لا تسـألـونـي وأنتـم تعـرفـون الإجـابـة

  فـالنـوايـا سـوداء كـالمـوت شـاحبـة كـالحيـاة

  حتـى رأيـت بـأم عيـونـي اهتـراء الـزمـان

  وعـضّ المكـان ..

  ايـهـا القـلـب ..

  هـا أنـذا أغسـل الكلمـات كـي لا تمـوت

  أعصـر العُمْـر شهيقـاً   شهيقـا

  افـرش ذاكـرتـي فـي المسـاء

  كقنـديـل بحـر

  أرتجـفُ بعـدا وأركـض صـوب غمـامـه

  أحمـل الانتظـار والصبـر ونـزيـف ابتسـامه

  يـا قـلـب ..

  ان الهـواء أصبـح هشّـاً دَبِـقْ

  ووحـدي الـذي بـه يختنـق   ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق