(((( بنتُ الرّصافةِ ))))
كلُّ الوجـــــــودِ على أعطافِهــــا سَكَـــرَا
حتّى النّسيمَ جرى في ثوبِهـــــــا خــــدرا
بنتُ الرّصافةِ أحــــــلى الغيدِ قاطــــــــبةً
اللهُ يا حسنَهـــــــــا كمْ يُذهــــــلُ البصرا
تلكَ التي تأسرُ الدّنيا مفاتنُهـــــــــــــــــــا
وتُمطرُ السّحبُ إذ ما شعرُهـــــــا انتثرا
وإنّني معجبٌ في حسنِهـــــــــــــا شَغِفٌ
وإنّني عـــــــــاشقٌ قلبي لهــــــــــا أُسِرَا
دخيلُ ربِّي فكــــــــمْ كـــــــــانتْ مميّزةً
حسنُ الرّصافيّةِ الأشــــــــــهى إذا سَفرا
كأنّهـــــــــا الخمـــــــرة ُالصّهباءُ غاويةً
فاستنطقِ الكاسَ والطّرفَ الذي بُهـــــرا
هــــــــــذا حــــــــــديثي لعينيها سأكتبُهُ
خذوا اعترافي لهــــــــا كي تعلمَ الخبرا
اللهُ يا حسنَهـــــــــــــــــا لا شيءَ يشبههُ
قوامُهــــــــــــــا قطّعَ الأنفاسَ لو خَطَرا
اللهُ يا جلدَهـــــــــــا المصقولَ من ترفٍ
أنوارُهُ تخطفُ الأنظارَ لو ظهـــــــــــرا
اللهُ يا خدَّهــــــــــــــا المسكيَّ أعشقُــــهُ
لو شمَّهُ الزّهـــــرُ من أشذائِهِ سكــــــرا
اللهُ يا ثغرَهـــــــــــــــا الورديَّ سوسنةً
انغامُهُ تخــــــرسُ الأطيارَ لو هـــــدرا
اللهُ يا صدرَهـــــــــا الهيمـــــانَ مندفعًا
كالموجِ قد مزّقَ اللوحــــــاتِ والأُطرا
اللهُ يا وجهَهَــــــــا الأحـــــــلى بطلعتِهِ
يستوقفُ الطّيرَ والأنهـــــــارَ والشّجرا
اللهُ يا عنقَهـــــــــــــــا الفضيَّ يطعنُني
كالسّيفِ يلمعُ في احــــــداقِ من نظرا
اللهُ يا شعرَهـــــــــــا يزهو على كتفٍ
حقــلٌ من الليلِ طالَ الشّعرُ أو قصرا
اللهُ يا ثوبَهـــــــــــــا الشّفــافَ منكشفًا
في جرأةٍ مثلُهـــــــــا لم يعهدِ البشرا
وتملكُ البسمةُ الأشهى بشفّتِهــــــــــــا
فتُرقصُ النّبضَ في قلبي الذي سُحرا
الـــوردُ نامَ على الخــــــدّينِ مرتشفًا
والعطرُ فاحَ على النّهدينِ وانتشـــرا
ورجّتِ الأرضُ من أصداءِ خطوتِهـا
والبحرُ فارَ من الأشواقِ وانتحـــــرا
وترقصُ الصّبحَ في ألحانِ ضحكتِهـا
والغيمُ راودَ منهـــــا الجفنَ فانكسرا
وتغسلُ الرّوحَ ما في الرّوحِ منْ وجعٍ
في نظرةٍ ذابَ منها القلبَ وانشطـــرا
لوكــــانَ لي ماردُ المصباحِ يخدمُني
لمــــــــا بقيتُ على الأبواب منتظرا
...........
شعر ورسم/ غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق