إلى حَائرةٍ في أمري
**********
يامَن تُغنِّي بعد شوقٍ قد مَضى
والحبُّ فوق شِفاكَ كالأشعارِ
تمشي بكَ الأيام ُتأخذُ حقَّها
واليومَ يضحكُ حولكَ السُّمار
قد كنتُ أحلمُ بالحبيبِ وبالهوَى
فوقفتُ أشعرُ بالجوى والنارِ
ودنوتُ من قدر الهموم تشُدّني
روح الخيانةِ أو يخورُ جداري
حتى إذا هبط الملاكُ بواحتي
غنَّى الفؤاد كرقصةِ الأوتارِ
***************
وصحوتُ من حلمي الحزينِ على هوىً
سكبَ الورودَ بساحة الأزهارِ
ونعيتُ أحزاني وصمْتُ عن الشّجن
فوجدتُ فيكِ بواعثَ الأفكارِ
ورمؤتُ ثوبَ الذكرياتِ بجانبي
فوجدتُ فيكِ قمرتي ونهاري
ونسجتُ محرابي وصنتُ صبابتي
حتى تعودي أو يحينَ قطاري
ووقفتُ عندكِ حيث تعبتْ مهجتي
سفرٌ طويلٌ ذلك المشوارِ
ووجدتُ عندكِ كل أحلام الصّبا
بالحب والأفكار والأشعار
وتلوتُ حبّي رغمَ حبكِ صامتٌ
حتى ظننتُكِ لن تكوني جواري
صعبٌ على الشعراء صومٌ في الهوى
حتى وجدتكِ مؤنسي وقراري
حتى الشكوكَ فقد وجدتك مهجتي
أما الوفاء وجدتُ فيكِ شعاري
الماضي قد ولّى وأنتِ بجانبي
أنتِ المنى وعليكِ أن تختاري
لا تسأليني كيف حبكِ مُنيتي
كالروحِ، كالأنهار ، كالأمطارِ
لا تقلقي! إن حبك في دمي
ينمو بقلبي ساعة َ الإبحار
العينُ لا تكفي أن تبحُ الهوى
والصمتُ منكِ لن يكون مصيري
أنا متعبٌ يامن يهمكِ راحتي
فأنا أحبكِ رغمَ أي قرارِ
مهدي داود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق