معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس
يكتب : (غَزلُ الأَرْبَعِين )
..............
سَأَلْتُهَا فِي دَرْبِ (الأَرْبَعِين)
عَنْ عُمْرِهَا الرَّزِين
عَنْ جِذْرِهَا المَتِين
عَنْ بَلَدِهَا السودان الخَالدِ الأَمِين
عَنْ سَفَرِهَا المَزْعُومِ بَيْنَ التَّخُومِ ؟؟
عَنِ الحَدِّ الفَاصِلِ لِوَهَدَاتِ الأَرْبَعِين ؟؟
فَتَبَسَّمَتْ غَالِيَتِي بين النجوم
وَأَجَابَتْ بَالرُّشْدِ لِلمَلَايِين
وَقَالتْ : الحَقَ أَقُول :
حِينَمَا تُغَازِلُنِي وَتُرَاوِدُنِي عَنِ الشِّعْرِ
وَتُجَامِعُنِي عَيْنَاكَ بالتبر
كَعُمَرِبن أَبِي رَبِيعَةِ أَوْ أَبِي نُوَاس
وبشار بن برد الضرير وديك الجن
أَكُونُ بِنتَ العِشْرِينِ بِالتَّمَاس
وأفرد جدائل الشعر على المماس
بأجمل الألماس
وَعِنْدَمَا تُطوِّقُنِي يَدَاكَ بِمَخْمَلِ الإِحْسَاس
بِرِيشِ نَعَامِ حَنَانِ الأَبِ في النعاس
وَتَغْمُرُنِي بِشَهِيقِ زَفَرَاتِ الأَنْفَاس
أَكُونُ طِفْلَةٌ عَبْقَرِيَّةَ الوَجْدِ بِالانْدِسَاس
عَالِقَةٌ بِالكَادِ .. وَبِالعَهْدِ تِسْعُ سَنَوَات
لَا تَفْقَهُ الجَدَّ مِنْ حُرِيَّةِ الانْحِبَاس
لَا تَعْرِفُ العَدَّ وَلَا المَدَّ ولا الأس
وَلَا الآس ولا جَزْرَ الالتِبَاس
وَلَا فَضَ يَرَقَاتِ الوِدِّ مِنَ الفَرَاشَات
فِي حَرِّ الغَدِ بِجُزُرِ الاِنْغِمَاس
فِي صَدِّ حِسَابَاتِ جنون
هَجَمَاتِ السِّنِين بالانْطِمَاس
أَكُونُ شَامِخَة لا تَعْرِفُ الأَنِين
لَا يُغَرْبِلُهَا غَيْرُ أَصْدَافِ الحَنِين
لَا يَغْزِلُهَا بِالعَسَلِ غَيْرُ الطَّنِين
لَا يُشَكْشِكُهَا سِوَى وَخْزِ نَحْلِ الجَنِين
وَحِينَ تَسْلَانِي وَتَنْسَانِي
وَتَأْتِي بِغَزْلِ البَنات
وَيَجْمُلُنِي مَحْمَلُ كَفَّيكَ
وَتُوقِظُ الضَّمِيْرَ فِي عَقْلِي هناك
وَتَنْبُشُ فِي مَحفَلِ مُنَاكَ آي الذكريات
بالبياض والسمار والخمري فداك
وحمامة الأيك القمري المطوقة
هديلها لا ينساك
وَتَغْفَلُ العِشْقَ النَّازِعَاتُ فِي جَسَدِي
وَتُطَوِّفُنِي المَرْكبَاتُ بِنَزْعِ الصَّبرِ
مِنَ عَجْزِ آهَاتِ الصَّدْرِ
لِينَامَ الوِئَامُ بِلَا وِسْوَاس
بَينَ عَجُزِ رِئَتيِّ مَجْدِ القَلْبِ وَنَّاس
بِالرَّعْشِ بَينَ الحَنَايا وَالضُّلُوع
بَيْنَ السَّنَايَا وَالخَبَايَا وَالشُّمُوع
تَعِبًا مِنَ الحَسَدِ بِالحلول والخُنُوع
في الضلوع والطلوع والنزول
والاتحاد والفناء والخشوع
أَكُونُ بِنْتَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثينَ بِالانْدِيَاس
تُدْمِنُ الخَمْرَ مِنْ جُفُونِ التِّين
وَالسَّوَاجِي كَمُنْقَارِ مَالكِ الحَزِين
والشعر الكستنائي حزين
وَعِنْدَمَا تَدْنُو مِنَ الأُفُقِ وَتَبْعِدُ
الأُكْسُجِينَ مِنَ السَّحَابِ السَّجِين
كُؤوسُ الأَشْوَاقِ مِنْ حَانَةِ الاشْتِيَاقِ
بِرُعُونَةِ السِّكِّينِ فِي تَمْزِيقِ الرَّنِين
وَتَقْسُو بِالبَينِ بَينَ الفَقْدِ وَالمَرْمَر
وَتَخْبُو كَالثَّعْلَبِ بَينَ الهَجْرِ وَالعَرْعَر
أَصِيرُ بِزَاوِيَةِ العُنُوسَة
كَالجَبَلِ بِلَا بَرَاكِين
وَفُوُّهَاتُ الصُخُورِ وَالأَحْجَارِ والزنازين
خَاوِيَةٌ ثَكْلَى تَرْكُلُنِي بِلَا أُنُوثَة
مَشْدُودَةَ السُّوءِ بِلَا قَطِيفَة
سَاعَتُهَا أَزُومُ كَقَرْنِ الفِيلِ
تَجَاوَزْتُ بَينَ مَنْكَبِي التِّسْعِين
وَقَد أَرْعَى بِالبُخْلِ
شِيَاهَ العُمْرِ الضَّنِين
فَإيَّاكَ بِالهُدْرِ فِي الخِدْرِ
أَنْ تَسْأَل أُنْثَى بِالرَّزْلِ أَوْ بِالهَذْرِ
عَنْ عُمْرِهَا الرَّعِينِ كَيْفَ يُصَان ؟؟
مِثْلَ كُلِّ النَّاسِ كَان
مِثْلِ جُلِّ الأُنَاسِ يُعَان
بِقَدْرِ أَعْمَارِ أَعْوَامِ السِّنِين
تَكُونُ الرِّيحُ الجَرِيحُ
لِفَحِيحِ ضَجِيجِ الصَّوْتِ ثُعْبَان
تَكُونُ الرِّيحُ الكَسِيحُ
لِنَسِيمِ الدَّهْرِ غُفْرَان
لِجَرِيدِ النَّخْيلِ الرَّهِينِ أَمَان
سَلْهَا عَنِ الفؤادِ المُتَيَّمِ بالزعفران
لِمَ هَانَ فِي العِشْرِين
بِمَهْرَجَانِ جَمَالِ جِسْمِهَا المَفْتُون ؟؟
عَنْ مَلْمَسِ نُعُومَةِ أَظَافِرِهَا الأَنِيسَة
وَتَأَنُّقِ وَشْوَشَاتِ شَعْرِهَا المَسْدُول ؟؟
عَن مِكْيَاجِ قَمِيصِ حَرِيرِهَا المَجْدُول
مِنَ الشِّيفُونِ أَوَالسِّيتُون
أَوْالمَعْزُول في الحرير؟؟
سَلْهَا عَنْ جَهْدِهَا المَبْذُول في الخرير ؟؟
عَنْ حُسْنِ عَاشِقِ غَجَرِيَّتِهَا المَجْنُون
هَلْ باللُّبِّ جَاوزتِ الخَمْسِينَ
قُبْلَةً فِي مَدارِكِ العُيُون
هَلْ مَا زَالتْ مُخَبَّأةً فِي الخُبُون
أَمْ سَتْخْرُجُ مِنْ حَبَّاتِ خَجَلِ الحَيَاةِ
لِمَآقِي عَرْقَلَاتِ الظُّنُون
فَيَرْوِيهَا فِي البَرَارِي
بِعِشْقِ الاِنْتِقَامِ مِنْ صِيَامِ القَمَرِ
فِي عِزِّ نِهَارِ ذَاكَ السَّهَرِ
ذَلِكَ المِسْكِينُ المَخْبُول
المَخْمُورُ وَ المُخَدَّرُ وَالمَخْمُول
بِفَلْسَفَةِ وَهَجِ وَلَعِ السُّؤَال
عَنِ المَمْنُوعِ وَالمَرْغُوبِ وَالمَيْمُون
.........................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق