يا ساقيَ الكأس صبَّ الكأسَ لا تَلُـــمِ
لعـــلَّ في الكأسِ ما يشفي من السَّقمِ
أطفئ بها ظمــــــأُ الأرواحِ يا قمـراً
يكفي من الهمِّ ما قد كـــانَ من ألمي
ناغِ الكمـــــــانَ وغنِّ غيرَ مكترثٍ
طورًا مقــامَ الصَّبا أو شئتَ بالعجمِ
يديرُ في لحظهِ الكاساتِ عابقـــــــةً
كأنّها حينَ صفّتْ موقفُ الخـــــــدمِ
ترى الجوارحَ سكــرى من مُدامتِهِ
كأنّمــــا سُقيتْ من ســــــالفِ القدمِ
لا زالَ يصرعني بالكــــفِّ يُشرِبني
صفــــراءُ لاهبةً كالشّهبِ في الظلمِ
شربتها مثلَ نورِ الفجــــــرِ صافيةً
كأنّني صرتُ فرعــــونًا على الاممِ
حرّرتُ روحي من الأحزانِ فارتفعت
مثلَ الشّواهينِ قد طارتْ على القممِ
لا أتركُ الكأسَ إنّ الكـــأسَ عرّفني
بعضُ المــــــلامِ كقرعِ السّنِّ بالنّدمِ
فصحبةُ الكأسِ قد تزري بصاحبهـا
وصحبةُ البعضِ مثلَ الموتِ والسّأمِ
ما ينكرُ النّاسُ من شربي ومن أدبي
إذ كنت شهمـــاً أبيًّا ســـــامقَ الهممِ
أشكو إلى الكأسِ لا أشكو إلى أحــدٍ
فالكأسُ خيرُ نديمٍ حــــــــافظِ الذممِ
غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق