بلا جــــــدوى تنادي يا عليلُ
إلى اللاشيءَ يأخذُني السَّبيلُ
وأرحلُ في دروبِ الأرضِ طيراً
ويُؤلـــــــمُ أنَّ لا منفىً جميلُ
غريبٌ والخطى محضُّ انكسارٍ
وقد أمضي ولا ظـــلٌّ ظــليلُ
تغادرني المراكبُ دونَ علمي
ويمضي الفجرُ في خيطٍ ضئيلُ
ضياعي كمْ يبعثرُني رمـــالاً
واحـــــزانُ المسا كهلٌ ثقيلُ
بي الآهـاتُ تنحرُ كلَّ حلــــمٍ
فـــلا صحبٌ لــديَّ ولا خليلُ
تكسَّرَ نازفاً في الجفنِ دمعي
ينادي كـــــالثكـــالى يا قتيلُ
أنا قنديلُ أحـــــــــزانٍ عتيقٌ
تصدّأَ فـــــوقهُ الحلمُ الجميلُ
تسامـــــرُني النُّجومُ بكلِّ ليلٍ
وليلُ الحزنِ ياصحبي طويلُ
وتشعلني الهموم لهــا فتيلاً
وألحاني يضجُّ بهـــا الهديلُ
هنا لــــي ألفُ مـــوَّالٍ تغنَّى
ولي جرحٌ من الذكرى يسيلُ
ولكنّي غــريبٌ حيثُ أمضي
وأوراقـــــي سراباً تستحيلُ
ومن منفى إلى منفى سأمضي
ودرب التائهين بهم يطولُ
وابحثُ كالنّوارسِ عن بلادٍ
بها تُنسى المواجعُ والعويلُ
ألفتُ الحزنَ حتّى صارَ منّي
ومـــــازلنا على بعضٍ نميلُ
وتحترقُ الصدورُ بألفِ همٍّ
وتنفرطُ الدّموعُ فـــلا أُطيلُ
حنيني يمـــلأ الآفـــاق دفئًا
واعماقي يضجُّ بها الصهيلُ
غريبٌ جئتُ في زمنٍ غريبٍ
وتسألني الخطا أين السبيلُ؟
وأرحلُ في بقـــاعِ الله طيراً
مساري النُّورُ لو غابَ الاصيلُ
أعتَّقُ في الكؤوسِ همومَ قلبي
يراقصُ وقعَها نغمٌ هـــــزيلُ
ويحدثُ أنْ تُحبَّ بعمقِ بحرٍ
ويصرخُ في ملامحِكَ الرَّحيلُ
ويُوجعُ أنْ تذوبَ هوىً وتنسى
بأنَّ البعضَ كـــــــذَّابٌ دخيلُ
غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق