أن ترقبه من بعيد دون أن يعلم ، أن تتحسس قسمات طيفه دون أن تلمسه ، تتبعه من مكان لآخر ، تعانق زفراته المنسدلة إليك على نسيم مار ، تعرف أخباره بكل تفاصيلها وكأنك تقيم معه ، تحدثه ويردد كليماتك صقيع الصدى ، تحنّ إليه ، يضمك صوته ، يتكئ على نبضاتك دون أن تدري بكل خطواته ، دون أن يشعر بك ، يُسافر فيك كأنه دم يسري في وريدك ، تتألم لألمه ، تشاركه ، بل تتقاسم وتفترش معه صراخ جراحه بصمت يفتك بك ..
تسعد به وله ، حينما تزوره تلك البسمة الوارفة ويحط عنده ذلك الحلم الضائع وتلك الأمنية المتأرجحة بين أجفان حنين وضفاف لقاء مؤجل ..
تخشى عليه ، فتبتعد ، ولكن سرعان ما يحملك إليه فؤادك ، هو جزء منه ، فيأبى إلا أن يحيطه بسور وسر من تلك الروح بين ضلوعك .
تنتشي روحك بطلة من سناه دون أن يتعثر بصره بك أو يرأف بك
تعود أدراجك بخطاك الباكية ، تضع يمينك على صغيرك ، وتُربت عليه لتُهدئ من روعه وتهمس بين أوتاره النازفة ، تكفكف دمعة راجفة أضاعتها زنبقة عطشى .. أيا صغيري ،
اصبر وانتظر على شواطئ عمر شابت مفارق مراسيه ،
فحتما سيحتضن ذاك الشراع ويعود يوما إلى موطنه ..
فأي اسم وأي وصف يليق به ؟! ..
# نجلاء جميل #
( من رسائل المساء)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق