بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 مارس 2021

من رسائل المساء /للشاعرة نجلاء جميل

 أن ترقبه من بعيد دون أن يعلم ، أن تتحسس قسمات طيفه دون أن تلمسه  ، تتبعه من مكان لآخر ، تعانق زفراته المنسدلة إليك على نسيم مار ، تعرف أخباره بكل تفاصيلها وكأنك تقيم معه ، تحدثه ويردد كليماتك صقيع الصدى ، تحنّ إليه ، يضمك صوته ، يتكئ على نبضاتك دون أن تدري  بكل خطواته ، دون أن يشعر بك ، يُسافر فيك كأنه دم يسري في وريدك ، تتألم لألمه ، تشاركه ، بل تتقاسم وتفترش معه صراخ جراحه بصمت يفتك بك ..

تسعد به وله ،  حينما تزوره تلك البسمة الوارفة ويحط عنده ذلك الحلم الضائع وتلك الأمنية المتأرجحة بين أجفان حنين وضفاف لقاء مؤجل  .. 

تخشى عليه ، فتبتعد ، ولكن سرعان ما يحملك إليه فؤادك ، هو جزء منه ، فيأبى إلا أن يحيطه بسور وسر من تلك الروح بين ضلوعك .

تنتشي روحك بطلة من سناه دون أن يتعثر بصره بك أو يرأف بك 

تعود أدراجك بخطاك الباكية ، تضع يمينك على صغيرك ، وتُربت عليه لتُهدئ من روعه وتهمس بين أوتاره النازفة ، تكفكف دمعة راجفة أضاعتها زنبقة عطشى .. أيا صغيري ، 

اصبر وانتظر على شواطئ عمر شابت مفارق مراسيه   ، 

فحتما سيحتضن ذاك الشراع ويعود يوما  إلى موطنه .. 

فأي اسم وأي وصف يليق به ؟! ..

# نجلاء جميل #

( من رسائل المساء)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق