بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 مارس 2021

وصايا حكيم /للشاعر محمد عزو حرفوش

 #جامعة لظى الضاد الأدبية للثقافة العربية.

#وصايا حكيم..(٢٢)

بسم الله الرحيم الكريم أبدأ معكم.. وأسأله التوفيق والهداية لنا ولكم.

أحبّائي.. لقد خلق الله الكائنات جميعاً.. وجعل لكلّ منها صفات تميزها من غيرها.. جميلة كانت أم قبيحة.. إلا أنّ في كلّ ذلك عبرة لمن يعتبر.

وجعل للكائنات الحيّة طباعاً تُعرف بها.. وتكون ملازمة لها بحكم وصفها.

إلا أنّ الكائن البشري قد ميّزه الله من سائر مخلوقاته بالعقل.. وجعله خليفته على الأرض.. وترك له هامشاً كبيراً من الحريّة في السلوك.. واكتساب بعض الطباع.. وكلّ ذلك مراقب وعليه الحساب.. خيراً كان أو شرّاً.

وأخذ بنو البشر باكتساب بعض الطباع التي تُظهر هوية صاحبها في تعاملاته مع الغير.. منها ما يتغيّر تبعاً للظروف الخاصّة والعامة.. ومنها ما هو ثابت كما كل الكائنات.

أحبّائي.. الجاهل قد يصبح متعلّماً.. والكافر قد يتوب ويؤمن.. والصغير يكبر.. والكبير يهرم.. لكن الذئب لا يتحوّل إلى حمل وديع.. والبوم لا يصبح حمامة سلام.. والعدو الذي قتلك وسلبك أرضك.. لن ولن يتحوّل يوماً إلى صديق يودّك.. وإن أبدى لك رغبته في التسامح والسلام.. فهو لابدّ قاتلك حين تأمن وتنام. 

أحبائي.. احمدوا الله واشكروه على ما حباكم وميزكم به من نعمة العقل.. ولا تسلّموا بأنّ حسابات البيدر تطابق دوماً حسابات الحقل.

فلا تجعلوا من عدو أبائكم وأجدادكم صديقاً.. فتفرضوا على صديق آبائكم وأجدادكم أن يمسي لكم عدواً.. فيكون أشد خطراً.. وأكثر فتكاً.

أحبائي.. لا تكونوا على غيركم معتدين.. ولا تعطوا الأمان لمن كانوا يوماً عليكم معتدين.. فإنّ في ذلك ذلاً وهواناً.. قد لا تتبينونه إلا بعد فوات الأوان. 

أحبّائي.. حياتكم بأيديكم.. وأعماركم بيد الله.. فكونوا على قدر أمانيكم.. ولا تكونوا أشباهاً.. ففي فعل المرء يظهر معدنه وشطّ بحره ومرساه.

بسم الله بدأت وبحمده أختم.. وألتقيكم مجدّداً.. إن شاء الله.. ثمّ شئتم.

من يحبّكم ويسعى لمصلحتكم.

.. محمد عزو حرفوش..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق