بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 24 مارس 2021

المشاهدون /للشاعر سلمان الفراج

 المشاهدون

قصة قصيرة للأديب والشاعر سلمان فراج


كانت الظباء تتراقص في المرعى الخصيب وكانت الفراشات الملونة تتهادى باطمئنان، والعصافير تتطاير وتتقافز بين الأعشاب الخضراء والشجيرات الصغيرة، أما الغزال الكبير فقد انفرد ونفش بدنه واستعد.


   ما هي إلا لحظات حتى حمي صراع القرون. لم تأبه الظباء ولم تلتفت. إكتفت بإخراج أصوات خافتة عند كل اصطكاك عنيف.

طال الكر والفر ثم لم يلبث الغزال الكبير أن وهنت قوته وبدأ يتراجع إلى الوراء، وصارت المسافة التي يرجعها كل مرة تكبر وتكبر. قبل أن ينهار استدار وراح يركض كما يركض الغزال مبتعداً عن الظباء ولم يلتفت إلى الوراء. أما الغريم فما أطال النظر، رجع واندس في القطيع وراح يقضم العشب بأناة كأن شيئا ما كان.


  من بين المشاهدين ثلاثة فقط حكَوا: أحدُهم أُعجب بحزم الغريم وشمت بالمهزوم، الثاني حزن على المهزوم ولعن قلة الحياء، والثالث أعجبته حكمة الظباء، أما الباقون فهزوا رؤوسهم وما حكوا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق