بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

زينب /للشاعر محمد علي الشعار

 زينبُ خطواً على السحاب


لذكرِكِ عندَ الفجرِ شمسٌ تُذَهَّبُ 


و نجمُكِ في أعلى السماواتِ *زينبُ 


قرأتُ على سيفٍ توضّأَ بالدما 


صلاةً ومازالتْ بدمعِكِ تُكتبُ 


فيا بنتَ من ضحى الغروبُ بوقتِه


لهُ ... أنتِ شمسٌ للورى ليسَ تغربُ 


لِطُهرِكِ ما رشَّ الإلهُ بكفِّه


 فسارَ بنا فُلْكٌ وأشرقَ كوكبُ 


زرعتِ على أرضِ الفراتِ جميلةً


وللنورِ في كلِّ  المرابعِ مركبُ   


وحِزتِ مع القلبِ الفقيهِ على النهى 


وظلُّكِ ثوبٌ للحياةِ مُحبَّبُ 


أضأتِ على ليلٍ تحدَّبَ نخلةً 


تعذَّقَ منها البدرُ حينَ يُلَقَّبُ 


فيا ٱمرأةً لم يعرفِ الدهرُ مثلَها 


ويا خاتماً من إصبعِ الخُلْدِ يُسلَبُ 


حملتِ أماناتِ الجبالِ وصُنتِها 


وحرفُكِ ما فوقَ السنابلِ يَخْطبُ 


إذا عُدِّدَ الألماسُ والتِبرُ والسنى 


مع اللؤلؤِ المكنونِ والدرِّ تُحسَبُ 


تسيرينَ من نورٍ لنورٍ بلا خُطىً


وبرقُكِ في عينِ المظالمِ مِخلبُ 


تحدَّرتِ من غيمٍ تقدَّسَ وحيهُ


وأقربُ ماءٍ لليانبيعِ أعذبُ


وهذا بياني في سمائِك فضّةٌ 


صككْتُ بها بالروحِ ما النفسُ ترغبُ 


رفعتُ دعاءَ الصمتِ والقلبُ ناطقٌ


لينفذَ ليلٌ بالحروفِ مُثقَّبُ 


تأملتُ ليلاً في قيامِك زاخراً


وشمعَكِ في المحرابِ كيفَ يُذوَّبُ 


وأصبحتُ من بيتٍ لبيتٍ كريشةٍ 


بنفحةِ أنسامِ الربيعِ تُقلَّبُ 


إلهي فجمّعني عظاماً بروضِها 


ليُولدَ من تُربي الولاءُ المُخصَّبُ  


إلى يومِ يلقانا الرسولُ بكأسِه 


على شَفةٍ ظمأى يعيشُ مُعذَّبُ 


وإنْ دارَ بالساعاتِ عقربُ لحظةٍ


على عقربٍ دونَ السلامِ يؤنّبُ 


وهذا ٱزدحامي بالشعورِ أصوغُه 


بمحبرةٍ للدَّمِّ لكنْ مُرتَّبُ 


وللحبِّ ما أذكى اللهيبَ بجمرِه 


وخضْرُ ضلوعٍ بالمودةِ تُجلَبُ 


وأنفقتُ ما بالروحِ كلَّ ذخيرتي


على صفحتَيْ خدِّ القصيدةِ أُسكَبُ 


وساويتُ ما بينَ الدموعِ وحرِّها 


فلا الماءُ يشكوني ولا النارُ تعتب .


محمد علي الشعار 


١٢-١٢-٢٠٢١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق