تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ
دعوا الأقلامَ تَنْشُرُ ما يُفيدُ***فإنّ الحَرْفَ يَرْفَـــــــــــعُهُ الجديدُ
ألمْ تَرَ كيفَ تُرشِدُنا المعاني؟***وكيْفَ يُفيدُنا الرّأيُ الـــــــسّديد
مَشيْنا بالحُروفِ إلى طموحٍ***يَمُدُّهُ بالمُمارسةِ المُـــــــــــــــفيدُ
وَكُنّا نَ2رْقُبُ الأجرامَ لَيْلاً***وَمنْ أحْلامِنا قَرُبَ البَــــــــــــعيدُ
ستَرْفَعُنا الحُروفُ إذا اجْتَهَدْنا***وعبر الكدِّ نصْـــــــنَعُ ما نُريدُ
////
تُزوِّدُنا الحُروفُ بِما نَشاءُ***وَمِنْ أنْوارها يَرْقى البِنــــــــــــاءُ
أجوبُ بِهِ البُحورَ كما تَراني***وأسْبَحُ في المُحيــــطِ كما أشاءُ
يُعانِقُ أحْرُفي الإبْداعُ شوْقاً***ومِنْ فيْضِ المُنــى امْتَلأَ الوِعاءُ
ومِنْ جَوْفِ اليراعِ جرى مِدادٌ***سقى القِرْطاسَ فاتّضح البِناءُ
يُعَدُّ الحَرْفُ في القِرْطاسِ نوراً***بهِ الأذْهانُ يصْــحَبُها البَهاءُ
////
لِسانُ الضادِ ليسَ لهُ إشالهْ***تَزَيّنَ بالبَـــــــــــــيانِ وبالأصالهْ
لسانُ الضّادِ هلّ من السّماءِ***فأنْزلَ منْ إنارتِهِ العَــــــــــدالهْ
يَفوقُ الألْسُنَ الأُخْرى انْتِساباً***وذكْرُ اللهِ أبْلَـــــــغُ في الدّلالهْ
فعلّمْ ما استطَعْتَ لعلّ جَيْلاً***سيأْتي بالجديدِ وبالبـــــــــــسالهْ
وحينئذٍ سَنُدْركُ ما أردْنا***غداةَ البُعْدِ عَنْ سُبُــــــــلِ الضّلالهْ
////
هدانا ربُّنا هدْياً مُبينا***وعلّمنا النُّــــــــــــــــــــهى أدباً ودينا
فأخْرجنا من الظُّلُمات هديا***بِنور الذّكْرِ ربُّ العالمـــــــــينا
وليس يصحُّ في الأذْهانِ إلاّ***بما الرّحْمانُ جادَ بِهِ مُبــــــينا
لِذلكَ كانَ جَهْلُ النّاسِ عاراً***وكانَ العِلْمُ زادَ المُــــــــهْتَدينا
وإنّ العِلْمَ بعْدَ الجَهْلِ يُحْيي***وشرُّ النّاسِ مَنْ فقدَ اليَقيــــــنا
////
تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ***وَتُبْعِدُنا عَنِ الهَـــــــمَلِ الحُروفُ
نُجَدِّدُ بالمَهارَةِ ما اكْتَسَبْنا***وعِنْدَ الجَنْيِ تُفْرِحُنا القُطـــــوفُ
وما كَسْبُ الجدارَةِ بالتّمَنّي***ونَحْنُ على الرّحى دوْماً نَطوفُ
عليْنا أنْ نَقومَ بِما علينا***فتمْرُ النّصْرِ تَقْطِفُهُ السُّــــــــيوفُ
ومنْ رضيَ الجهالةَ عاشَ وَحْشاً***ووحْشُ الإنْسِ تَصْنَعُهُ الظُّروفُ
الكاتب✍
محمد الدبلي الفاطمي
19/2/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق