بنك المشاعر
المشاعر ثروة حبانا بها الخالق كدثار دفء لحياتنا بمختلف مناحيها،
إنها رصيد قابل للتنامي كما أنها قابلة للنفاذ ،
تحتاج إدارة المشاعر الى حنكة تسيير المهارات الناعمة ،
بترشيد بوصلة العقل، لتحتفظ بوهجها كغراء دافء .
ولصيانة بورصة المشاعر ينبغي ألا تهدر جزافا على المترصدين القابعين على أرصفة الحياة ؛و ما أكثر قراصنة المشاعر المتربصين و لعل أكبر مواقع ذلك ؛ما يجري الآن على منصات التواصل الإجتماعي، و ما أكثر قصص الإبتزاز العاطفي الذي يمارس طواعية بين الطرفين ،ليحصد المتسكعون بالفضاء الأزرق أغرب قصص تذبح بها المشاعر المبتذلة و تهدر مخلفة حكايات بائسة من الإحباط و الإجهاد العاطفي؛ و تكمن المأساة في كون قبل التعافي ؛تتم ممارسة مأساة ثانية ؛بفهوم و داويني بالتي هي الداء ،يحدث هذا بالفضاء الأزرق و بمختلف ألوان فضاءات الحياة؛ لتخلف الندبات و الخدوش النفسية و ليتكدس ضياع الثقة.. ولعل هذا من أهم أسباب العزوف عن الإرتباط الشرعي فالمشاعر أصبحت متاحة للإنتهاك دون رقيب بل تساوم بأرخس الأثمان و هدر للكرامة.
قد يفوت الكثيرين أن المشاعر و باقي ممتلكاتنا هي أمانات مؤقتة تسلم في حينها بقداسة مشاعر المودة الشرعية المحققة للسكينة والتي فقط تحكمها مواثيق الزواج.
ولا يجوز العبث بها قبلا في سوق الإغراء والإبتذال، ولذا ينبغي الإدراك العميق لمفهوم صيانة الشرف المغلوط، فعذرية المشاعر لا تقل أهمية في بناء الأسر المستقرة ،مافائدة صيانة جسد بنفس مشتتة تسكنها الندبات والخدوش لتقدم فاقدة الصلاحية للطرف الآخر ، وماذا تركنا لأسرنا من مشاعر استنزفت قبلا .. لعل ترشيد المشاعر مقره الأول ؛الرقابة الأسرية لسلوكيات أبنائنا و حتى في أساليب اللبس و التعاطي مع عالم الالكترونات المكتسح بإدمان .
إن نجاح الحياة الأسرية المستقبلية مرهون بالعفة والتعفف وصيانة رصيدنا من المشاعر ...
بقلمي/أمداح سعاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق