بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 نوفمبر 2021

أنا والليل /للشاعرة نعيمة سارة الياقوت ناجي

 أنا والليل

وترانيم الريح النوفبرية

تقرع جدران التيه

بين فراغ الكراسي...

لمن سأغني يا وطني؟

وهذي النايات منخورة تئن بين الحفر

يلهبها الجليد

وترعشها البؤر ....

لا مسامع تنقذ هذا الصراخ المخنوق

بين أروقةالزفير 

ولا همس يسقطني أسيرة في مملكة سليمان ....

أخاطب الملوك

أحدث الكائنات  وأعتلي عرش الكبرياء...

إلى أبراج الإستيطان... 

وأعاند الريح...

سأغني أنا وأنت أيتها العاصفة...

الشذو معك لعبة

سأتقنها نكاية

كي أطفو فوق الماء

وتسرقني النوارس

قشة إلى أوكار الحنين المهجورة...

إلى حيث خبأنا الحلم...

أيها الليل رتل علي آيات الحب الأولى

من عهد قابيل وهابيل...

وواري سوأتي سرا

كسر أوتارالرحلة على أعمدة الزوارق 

شرع أبواب المقابر...

واكتبني قصيدة خنسائية المواويل عائمة بين البحار...

من أقصى الماء إلى الماء...

علها تذيب ذاك البرزخ

فلي رغبة في سفربحري

  في سماع بوح بري يدخلني أقصى المتاهات...

أيها الليل ...فيك سري وأنسي

لا تسقطني في جب الغياهب...

تلاعبني  الأمكنة بلا بوصلة

تحط الرحال حيث تشاء الزوبعة

أيها الليل الرفيق

انتشلني من انكسارات أمواج صاخبة...

كن مأواي...

كن جسر عبوري إلى غسق يحلق بأوتاري

إلى منفاي...

كن بوحي حين يخرسني الكلام...

كي أنتشي...

فلي رغبة والرغبة استثناء

جنون وحمق حد الدوران

لي رغبة في الهيجان...

فكن قطعة سكر في فنجان...

 وعدل ضغط المتاهات والنسيان

حين يفيض منسوب العشق بين وديان الشوق ...

وأستفيق بغتة

فقد غفوت ...

 ربما سافر بي الحلم لحظة غثيان ...

انتهى الليل

واندثر السمر

ومزقنا رقعة الشطرنج...

كسرنا الفنجان

وقرأنا تباشير الوهم...

 على أنقاض الحروف

ألملم بعض النغمات

 لعل الناي يصرخ

يكسر الحنين 

يسافر شوقا دفينا

عبر الأثير

يكتب بين السحاب

قصيدتي الضائعة بين فصول الزمن والوداع....

ابتسم لي أيها الناي

فلي عندك دين منذ الأزل

والعشق سرمدي

فهل ترضى بي

مجنونة على الشطاَن

تغزل من الماء والأنين

ستائرها قبل المسير 

إلى حيث الروح تفنى...

والأحلام تندثر...

هنا نهاية الجسر

فإما فناء

وإماعودة حبوا لبدايات تنعانابلانعش

كالمعلقة...

غضبت عنها الريح

ولفظتها براكين الأرض....

رتل أيها الليل بعضا من تراتيل الزمن الجميل...

لعل الوطن ينتعش 

بين حلم العودة واللاعودة...

فابتسمي أيتها الأرض....


 

نعيمة سارة الياقوت ناجي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق