مجوهراتُ العِنَب
لطرْفِكِ مرسالٌ وروحيَ مُرتقى
على كلِّ معنىً في الغصونِ ترقرقا
سأرمي زُجاجاتِ العطورِ وأكتفي
بما فاحَ شامُ الياسمينِ تألُّقا
أنا طِفلُكِ الهيمانُ دوماً وكلّما
تأرَّجَ ضلعٌ فيكِ زِدتُ تعلُّقا
ومن بردى روحي شراعٌ ونسمةٌ
وشعريَ من خُضرِ الضفافِ تخلَّقا
وللصبِّ أشواقٌ إذا لم يبُحْ بها
قوافيَّ في صدرِ الودادِ تمزَّقا
وهذا فؤادي اليومَ طيرٌ بلا سما
رأى فيكِ عينيهِ فطارَ وحلَّقا
تعلَّمَ منكِ الأبجدياتِ شارداً
وأعطتْهُ أوراقُ الكرومِ مُصدَّقا
يَهُبُّ بأورادِ اليراعِ خيالُه
ويُنقِذُ حرفاً في الدخانِ مُؤرَّقا
على سِحْركِ النجمانِ كانا تَنسّكا
وكنتِ ضياءً في الحقيقةِ مُطلقا
وما ضلَّ رُوّادُ الجمالِ جناحَهم
وتقرأُهم ريحٌ كتاباً مُحقَّقا
أعدوا لأقمارِ السهادِ أريكةً
وللنجمِ وَسناناً وِساداً مُؤنَّقا
وخيرُ صلاةٍ للنعاسِ منامُهم
لمن في هوى الجفنينِ آمنَ واتقى
يُبعثرُهم ذرُّ الرمادِ أمانياً
ويصلونَها جمْراً خضيباً مُنسَّقا
تعالَيْ إلى ظلٍّ توارى بظلِِّنا
هناكَ لنا في نخلةِ الروحِ مُلتقى
نذوبُ ببعضينا كشهدٍ وشمعةٍ
ونُصبحُ للشمسِ الظميئةِ مُستقى
وأحقنُ أقلامي دمائي مديدةً
وما سالَ منها سالَ خمراً مُعتَّقا
سأتركُ دمعي في الصحيفةِ موجةً
وحرفيَ في سطرِ الكتابةِ زورقا
وأتركُ وصفَ العاشقينَ لشاعرٍ
تغرَّبَ وسطَ الشطرتينِ وشرَّقا
أضاعَ صُواعاً لم يجدْهُ برحلِه
وفي لحظةٍ خنساءَ شِعريةٍ لقى
سلكتُ دروبَ الحبِّ عندَ مشارفي
وخلّيتُ للوهمِ المُغادرِ مفرقا
أُكبِّرُ في استفهامِ سؤلِكِ شارةً
وأَسرِدُ عُمْري في غرامِكِ مَنطِقا
فحومي بأطيافي كسِرْبِ حمائمٍ
تُناجي جناحاً في يديَّ مُطوَّقا
سنفتحُ أفْقاً خلفَ أفْقٍ توالياً
وسِرّاً على نهدِ السحابةِ مُغلقا
فغِيبي وراءَ الدهرِ دهرينِ وارجعي
ترَيْني زماناً في الثُريّا مُعلَّقا .
محمد علي الشعار
٢٦-١٠-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق