بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

بنت الياسمين // للشاعرة ازدهار العتر

............ بنتُ الياسمين ............ على أجنحة الذكريات وأوجاع الحنين كتبت لك هذه الكلمات ودمع له الصّخر يلين أنا أخت للشّمس وبنت الياسمين فقل لي من أنت ؟ ومن تكون؟؟ ومن أين أتيت ياوجعي؟ من تراجيديا الغياب؟ أم روايات العاشقين؟ من بلد الصمت؟ أم ذكريات الآفلين بقوافل طرقات الهوى وأرجوحة الغافلين؟ ومن أين تجلب لي أنّات الجوى ؟ وبذور صرخات الحنين؟ هي من مواسم الذكرى أم هي الطلع من رحيق الرّياحين؟ اشتقت لكَ ياابن قلبي يا وجعي ياوجع السّنين يا نبضا زُرع في الوريد كبراعم تفتح الياسمين انحر لي أشواقي.... في ساحات قتال الغياب مزق لي خارطة النوّى وأشرعة سفن الجّوى اشتقت إليك..... ( فعلمني كي لا أشتاق) كيف يكون الحبّ بلا نزف في الصدور بلا أنين.... ابتر لي ما تبقّى من الأسى وتملّقي للقاك .... بالمدية والسكاكين علمني أن أحيا على نبضات قلبك وزفير غرامك فأنا لا أقوى على الغياب والنوى أنا فراشة في رياض هواكَ أنا بنت الياسمين.... ازدهار العتر...

الماء والتراب // للشاعر محمد علي الشعار

من المطرِ والتراب يسافرُ من بحرٍ لبحرٍ وما رسا وفي كلِّ موجٍ أزرقِ اللونِ جُنِّسا ويرقبُ أبراجَ الخيالِ بطرْفِه عسى يُدركُ النارَ التي فوقَها عسى وفتّشَ عن سرِّ الرمادِ على النوى وصارَ لأضلاعِ الدخانِ مُهندسا يمرُّ على ذكراهُ شوقُ قوافلي وأستافُ من طينِ الُأبوَّةِ نرجِسا أبي دربَ من يهوى الحياةَ كرامةً ويرفلُ في ثوبِ النعيمِ مُقَدَّسا *صلاحُ ويا فجرَ السعادةِ كلّما محا ليليَ الآمالَ فيَّ وعَسعسا سأكتبُ فوقَ الغيمِ حُبَّّكَ يا أبي لتَخْضَلَّ كُثبانُ الصحارى وتأنسا وَرِثْتُكَ ظلاً وارِثاً عن نخيلِه وحلْماً حريريَّ القصيدةِ مَلْمسا ولولا تجلّيكَ المنارَ و وجْهَهُ تلبَّسني ليلٌ طويلٌ مُنكَّسا تفرّدَ روضٌ بالترابِ مُباركٌ فضاءَ بنجْماتِ السماواتِ وٱكتسى تُرفْرفُ أعلاهُ ملائِكةُ السما أقامتْ عليهِ بالجوانِحِ مَحْرسا ولو علمَ التُرْبُ الضميمُ من الفتى لطارَ بأسرابِ الدموعِ من الأسى كسرْتُ كؤوسي في سرابِكَ وَمضةً ولم أرَ يوماً في غيابِكَ مُشْمِسا وهذا بيانٌ من حليفِكَ عفتَهُ لمشروعِ أهرامِ النجومِ مُؤَسِّسا مضتْ كلُّ أزماني بسُنَّةِ دهرِها وكفّاكَ ما طالت مَشيبي لتُنْتَسى وهذا مشيبي جنْبَ رأسِكَ شُعلةً حملْنا معاً وِزْرَ الزمانِ بما قسا ويومَ يُنادى في القيامةِ ضائعٌ أُرى تحتَ رِجليكَ اللتينِ ... مُكدَّسا أحكُّ بأظفارِ الحروفِ وِسادتي إذا جِلدُ هذا الليلِ مني تَحسَّسا وما تلكَ من أنفاسِ زهرٍ مُعسَّلٍ ولكنّها ممَّنْ مراراتهِ ٱحتسى وقدّمَ أوراقَ ٱستقالتِه الشذا فبعدَ رحيلِ النجمِ يرتحلُ المسا رسمتُ على خدِّ الزهورِ مشاعري وطيّرْتُ من شطِّ البنفسجِ نورسا وللشعرِ شيطانٌ يُغالبُني مدىً وذا بعضُ ما أوحى إليَّ و وسوسا أتى بائعُ الأوجاعِ حانوتَهُ هوىً ورشرشَ ماءَ الحُزْنِ صُبحاً وكَنّسا محمد علي الشعار ٢٦-١١-٢٠٢١

الاثنين، 29 نوفمبر 2021

متناثر حبق الهوى/ للشاعر محمد علي الشعار

متناثرٌ حبقُ الهوى العابقاتُ من الربيعِ شواعرُ والنحلُ في شفةِ البنفسجِ زائرُ للنغمةِ الخضراءِ لونُ نسيمِها ويُطلُّ من مرآةِ نهرِكِ ناظرُ غيَّرتِ أنماطَ القوافي في الرؤى وبدا على إيقاعِ حرفي عاطِرُ أنا نفسُ من زرعَ الكلامَ سنابلاً لكنني بعدَ اليراعةِ خاطرُ أضحتْ لكلِّ قصيدةٍ تفعيلةٌ من فجرِها حتى المساءِ تَقاطَرُ لي مَعنَيانِ تخفَّيا عندَ الغروبِ ... سنىً واِسمٌ في صباحِكِ نافرُ ويحطُّ حرفٌ بالزهورِ فراشةً ولهى وحرفٌ بالزهورِ يُسافِرُ أدركتُ طيفَكِ هارِباً من نجمةٍ فأضاءَ في كفِّّ الأصابعِ عاشرُ أنزلتِ سيفيِّ الرموشِ ونجمةً كتفاً فسارَ إلى الجنودِ الآمرُ لمعَتْ بقيدِي نظرةُ البدرِ المُضي ءِ فنامَ في حُضنِ الأسيرِ الآسِرُ ! أنتِ الرذاذُ بوردةٍ عطستْ شذاً فابتلَّ فجرٌ بالأضالعِ زاخرُ لحّنتُها في قُرطِ خافقةِ الهوى مُتناثِرٌ مُتناثرٌ مُتناثِرُ . محمد علي الشعار ١١-٣-٢٠٢١

كالحلم أنتِ/ للشاعر سحر السيد العربي

كالحُلم أنتَ قد مررتُ بخاطرى وكم تنسُج الأحلام لنا من خيال وهل لنا أن تتحقق أحلامنا؟! أم أنها شىءٌ محال؟! فى كل قصة تنتهى ألم ٌ عميق فلم يكن يوماً صديق !! بل كان اكثر من صديق !! أوَدِعُ حُلماً خِلتُهُ كل السعادة لكنى قد غادرته بكل الإرادة سأمحو كل موقفٍ جعلنى أنساه فلم يكن أبداً بالوجود أحد ٌ سواه ولكنه بيده من كتب النهاية فلم يفهمنى أبداً منذ البداية انا لا أشبهُ ابداً تلك الصورة التى رسمتها فى أحلامك و قد عشت داءماً بها وجعلتها فى كل أيامك من قال أنى سأقبل وكنت أرجوك أن تتعقل!! لكنه إصرارك الذى أقبل قدجعل السعادة حلما مؤجل وجعل البعاد دوماً هو طريقى الأفضل سحر السيد العربى

أتراه كان وهما أم كان حلما/ للشاعر سحر السيد العربي

أتراهُ كان وهماً أم كان حُلماً قد أفاض علي بكل السعادة فلا أتمنى له إلا أسعد حياه بكل ما أملك ُ من إرادة فكل الآلام تُنسىَ خلف تلك الإبتسامة التى أتمنى أن تظل ترافقهُ وأتمنى أبداً أن لا تفارقهُ فكانت تلك دائماً أمنياتى لك إن كُنت تجهل ولم أتمنٌ لك إلا كل السعادة فوق مايُعقل ولكنك لطريقٍ غريق حاولت أن تذهب بنا وليتك ماكُنت تفعل سحر السيد العربى

من ضفاف الكرى/ للشاعر محمد علي الشعار

مِنْ ضِفافِ الكرى يا روحُ كَفّي بكفِّها سَعَفُ والظلُّ في جنَّةِ الهوى غُرَفُ كلُّ الذينَ التقيتُهم ورؤَوا رعْشةَ شطرينِ في دمي عرفوا زرعتُ فوقَ القصيدِ سوسنةً لينبُضَ الشوقُ كلما قطفوا كفكفتُ عيني وأُنملي و فمي لكنّهم في اليراعِ قد نزفوا تابوا ولنْ يَصْدُقَ الهواةُ ولو بالوردِ والياسمينِ همْ حلفوا نامت على يائِهم فهارِسُهم وأيقظتْ ذكرياتِهم ألِفُ مرّوا كظلِّ النخيلِ فيَّ كَرىً في واحةٍ للخيالِ وانعطفوا يُكاسِرونَ الشعاعَ مُؤتلَقاً والشمسُ في مِحْرقِ الجوى خزَفُ تأمّلوا في الغروبِ قافيةً مُذْ رَعفتْ في جُفونِها رَعفوا كمِ استقاموا وما استقامَ لهمْ دربٌ ورغمَ العذابِ ما انحرفوا ظلّتْ شموعُ اللظى تُراوِدُهم و وحدَهمْ في ندى الشذا اعتكفوا لم يبقَ للنايِ غيرُ لاثمهِ وجُلُّ منْ أيقظوا الصدى انصرفوا وراهنوني عليهِ مُنْفَرداً وما درَوا للفتى بهِ حِرَفُ هذا اشتياقي بدا لبدرِ دُجىً وأنجمي في صَفائهِ نُطَفُ للّهِ قلبي وما يفيضُ بهِ ومن رَوَوْا بالظما ومن غَرفوا لم تبقَ خلفَ الغيابِ أشرعةٌ لمن بأورادِ ريحِهم عَصفوا لولا اشتعالي بنارِ أوردتي أصابَ أعصابَ أحرفي التلفُ ما بينَ قُطبينِ وحْيُ أخليتي ولي بجُنحيْهِ للمدى شغفُ للشعرِ ما فوقَ نجمةٍ قلمٌ وشاطئِ البحرِ للسنا صَدَفُ أُحاورُ النهرَ حاملاً صوري وسائراً ... بينما أنا أقفُ ! محمد علي الشعار ٦-٣-٢٠٢١

مرايا نافذة الزمن / للشاعر الأصيل أحمد جغبير

مَرايا نافذة الزَمن : تلاحقني ذاكرتي وعويل الليل يُصافِحُني كلّما عَبِقَت تلك الملامِح مُخَيِّلَتي أرسُم زَهرَة أرسُم صَبّاراً وأشواك تَرتَسِم بِطَيات عِبابَ لَيْلي تَغزو سعادتي بظلالٍ ضبابيةٍ وبركةٌ سوداء لسقوطٍ بهاوية أو صَقيعٍ من دِماء إرتعاشٌ يتملكني بِمَرايا عارِيَة البقاء لأشاهِدَ إنعكاسَ صورَتي بِلَوحِ الزُّجاج الأخضَر وفي حينِ مَساء أُشاهِدُني بَينَ أولئِكَ الغُرَباء بِحَديثٍ يَرمُقَني بِنَظرَة اغتِصاب لكِنَهُم كانوا الأقرِباء بِكُلِّ الفُصول الداكِنَة بألواحِ جُذور الأرض المُتَرَسِخَةِ بأعماق الجَسَد المَنبوذ وَيَمضونَ إلى الطاوِلَةِ الصّفراء وَحديثٌ طَويل مَكسور بِكُلِّ الجُسور والطَعَنات تَسكُنني بِلَفائِف الجَسَد تَمتَد وتَعتَري مِن أثوابِ النقاء وهذا السُّكون القانِت بِضَجيجٍ وَغَوغاء تَوَقَفَ السّمع وَتَوَقَفَت الأقدام على أفكارٍ سارِحَةِ الخَيال وَسَجدةٌ بِمِحرابيَ العاصي تُطلِق أبواق الصُراخ الداكِن بِشِفاهِ كلامي المُلَثَم لِتُعَلِق صَفوَها على شَمّاعَةِ الألَم : #الأصيل_احمد_جغبير :

ليست وشاية /للشاعرة سحر السيد العربي

 ليست وشاية !!

بأننى منذُ البداية 

كنت أجهل الحقيقة

وأنها قد أتت إليَ

بكل السعادة

تلك الخُطى الصديقة

كانت أحلامها فوق الخيال

ولكن تحقيقها 

أبداً محال

لم أقصد أن أُحبط الآمال!!

ولكنى أسفة على ماقد ظننت

فلو أنى أعرف أحلامك 

من البداية 

ماوافقت

فيا منك وإليك

بكل السعادة قد أتيت

عُذراً ...فهذا ليس طريقى!!

فسوف أغادر لأبقى

طول عمرى كما تمنيت

سحر السيد العربى🌹


الأحد، 28 نوفمبر 2021

فارتقبه في غدِ/للشاعر محمد الحضرمي

 فارتقبه في غدِ

=========

نلتقي في موعدٍ متّقد

في غيابٍ فوق حلم أرمد

ونصوغ الشعر معيان النُّهى

ثائراً في فم بركانٍ نَدي

نحن شعبٌ عدم في عدم

يطأ الموت كوطىء الأسدِ

وغدا يعلم جلّاد الأسى 

أنّه يخطو بأرض العقدِ

أنّه يجتاز نارا فيحها 

سوف يفنيه فناءً في غَدِ

من ثياب الجوع نبني ثزوةً

ومن الأطلال قصراً أَبَدي

و إذا أَسْهَدَنا جلادنا 

فسنمحوه بفجرٍ أسودِ

وإذا أضحى كقيد مظلمٍ

كم كسرنا قبله من صَفَدِ

فارتقبه يوم يجثو راكعاً

حاسراً كالمجرم المرتعدِ

وسل التاريخ عن غضبتنا

كيف نمضي جَلَداً في جَلَدِ

وترى الجلّاد يغشى نفسه

ويذوب كمدا في كَمَدِ

بقلمي:احمد عاشور قهمان

( ابو محمد الحضرمي )


أنا والليل /للشاعرة نعيمة سارة الياقوت ناجي

 أنا والليل

وترانيم الريح النوفبرية

تقرع جدران التيه

بين فراغ الكراسي...

لمن سأغني يا وطني؟

وهذي النايات منخورة تئن بين الحفر

يلهبها الجليد

وترعشها البؤر ....

لا مسامع تنقذ هذا الصراخ المخنوق

بين أروقةالزفير 

ولا همس يسقطني أسيرة في مملكة سليمان ....

أخاطب الملوك

أحدث الكائنات  وأعتلي عرش الكبرياء...

إلى أبراج الإستيطان... 

وأعاند الريح...

سأغني أنا وأنت أيتها العاصفة...

الشذو معك لعبة

سأتقنها نكاية

كي أطفو فوق الماء

وتسرقني النوارس

قشة إلى أوكار الحنين المهجورة...

إلى حيث خبأنا الحلم...

أيها الليل رتل علي آيات الحب الأولى

من عهد قابيل وهابيل...

وواري سوأتي سرا

كسر أوتارالرحلة على أعمدة الزوارق 

شرع أبواب المقابر...

واكتبني قصيدة خنسائية المواويل عائمة بين البحار...

من أقصى الماء إلى الماء...

علها تذيب ذاك البرزخ

فلي رغبة في سفربحري

  في سماع بوح بري يدخلني أقصى المتاهات...

أيها الليل ...فيك سري وأنسي

لا تسقطني في جب الغياهب...

تلاعبني  الأمكنة بلا بوصلة

تحط الرحال حيث تشاء الزوبعة

أيها الليل الرفيق

انتشلني من انكسارات أمواج صاخبة...

كن مأواي...

كن جسر عبوري إلى غسق يحلق بأوتاري

إلى منفاي...

كن بوحي حين يخرسني الكلام...

كي أنتشي...

فلي رغبة والرغبة استثناء

جنون وحمق حد الدوران

لي رغبة في الهيجان...

فكن قطعة سكر في فنجان...

 وعدل ضغط المتاهات والنسيان

حين يفيض منسوب العشق بين وديان الشوق ...

وأستفيق بغتة

فقد غفوت ...

 ربما سافر بي الحلم لحظة غثيان ...

انتهى الليل

واندثر السمر

ومزقنا رقعة الشطرنج...

كسرنا الفنجان

وقرأنا تباشير الوهم...

 على أنقاض الحروف

ألملم بعض النغمات

 لعل الناي يصرخ

يكسر الحنين 

يسافر شوقا دفينا

عبر الأثير

يكتب بين السحاب

قصيدتي الضائعة بين فصول الزمن والوداع....

ابتسم لي أيها الناي

فلي عندك دين منذ الأزل

والعشق سرمدي

فهل ترضى بي

مجنونة على الشطاَن

تغزل من الماء والأنين

ستائرها قبل المسير 

إلى حيث الروح تفنى...

والأحلام تندثر...

هنا نهاية الجسر

فإما فناء

وإماعودة حبوا لبدايات تنعانابلانعش

كالمعلقة...

غضبت عنها الريح

ولفظتها براكين الأرض....

رتل أيها الليل بعضا من تراتيل الزمن الجميل...

لعل الوطن ينتعش 

بين حلم العودة واللاعودة...

فابتسمي أيتها الأرض....


 

نعيمة سارة الياقوت ناجي


الندم /للشاعرة زكية أبو شاويش

 هذه  مشاركتي  المتواضعة بعنوان :

النَّدم _______________________________البحر : المتقارب

سأبكي وأبكي ولن ألتمسْ ___لقلبي اعتذاراً فلم يحترسْ

برغمِ الخداعِ الَّذي قد جرى ___ فقد ضاعَ مني ولم أبتئسْ

فعندي البديل الَّذي قد طوى ___صحيفةَ وهمٍ ذوى واندرسْ

ولستُ بسائلِ من قد  كوى ___قلوباً  بجمرٍ لها من درسْ

سأمسحُ دمعاً بكلِّ الرّضى ___فقد جادَ ربٌّ على من همسْ

بكلِّ الدُّعاءِ الَّذي قد مضى ___كسهمٍ أصابَ الَّذي قد دهسْ

...................

إلامَ العتابُ ولا نادمٌ ___ إذا فارقَ الدَّربَ من كانَ عسْ

وعلمٌ بغيرِ الأُصولِ دنا ___ومن ثقب صبرٍ رأيتُ القبس

فضاءت حنايا جهولٍ قضى ___بخيرٍ لمن رامَ وصلاً حبس

وجادَت لهُ عينُ ظبيٍ ولم ___تغضُّ وطرفٌ لها كالجرسْ

ولم تنسدل من حبيبٍ سعى___فدامَ وصالٌ برغم الحرسْ

وكلُّ الكلامِ الجميلِ انتهى ___فطارَ وبينَ سحابٍ جلسْ

....................

ندمنا على كلِّ وقتٍ مضى ___وقد طالَ من خاسرٍ قد عَبَسْ

بُعيدَ اعتذارٍ لمن في الهوى ___ أعارت فؤاداً لمن قد رفسْ   

ذئابٌ  لها  الغدرُ  يحلو  إذا ___ تهاونَ  صيدٌ  ومن قد حَرَسْ

وفي الفخِّ كانَ الوقوعُ الَّذي ___يُحذِّرُ  كلَّ  ابتلاءٍ  طَمَسْ 

فعينُ الهوى لا نصيرٌ لها ___ إذا ما اعتلاها رمادُ العسَسْ

فصلِّ  وسلِّم  على  حبِّنا ___ فربٌّ كريمٌ  أدامَ   النَّفَسْ

...................

الثلاثاء 28 صفر  1443  ه

5 أُكتوبر 2021 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


مجوهرات العنب /للشاعر محمد علي الشعار

 مجوهراتُ العِنَب


لطرْفِكِ مرسالٌ وروحيَ مُرتقى 


على كلِّ معنىً في الغصونِ ترقرقا 


سأرمي زُجاجاتِ العطورِ وأكتفي 


بما فاحَ شامُ الياسمينِ تألُّقا 


أنا طِفلُكِ الهيمانُ دوماً وكلّما 


تأرَّجَ ضلعٌ فيكِ زِدتُ تعلُّقا 


ومن بردى روحي شراعٌ ونسمةٌ


وشعريَ من خُضرِ الضفافِ تخلَّقا 


وللصبِّ أشواقٌ إذا لم يبُحْ بها 


قوافيَّ في صدرِ الودادِ تمزَّقا 


وهذا فؤادي اليومَ طيرٌ بلا سما 


رأى فيكِ عينيهِ فطارَ وحلَّقا 


تعلَّمَ منكِ الأبجدياتِ شارداً 


وأعطتْهُ أوراقُ الكرومِ مُصدَّقا


يَهُبُّ بأورادِ اليراعِ خيالُه 


ويُنقِذُ حرفاً في الدخانِ مُؤرَّقا 


على سِحْركِ النجمانِ كانا تَنسّكا


وكنتِ ضياءً في الحقيقةِ مُطلقا 


وما ضلَّ رُوّادُ الجمالِ جناحَهم


وتقرأُهم ريحٌ كتاباً مُحقَّقا


أعدوا لأقمارِ السهادِ أريكةً


وللنجمِ وَسناناً وِساداً مُؤنَّقا 


وخيرُ صلاةٍ للنعاسِ منامُهم 


لمن في هوى الجفنينِ آمنَ واتقى 


يُبعثرُهم ذرُّ الرمادِ أمانياً


ويصلونَها جمْراً خضيباً مُنسَّقا


تعالَيْ إلى ظلٍّ توارى بظلِِّنا 


هناكَ لنا في نخلةِ الروحِ مُلتقى 


نذوبُ ببعضينا كشهدٍ وشمعةٍ 


ونُصبحُ للشمسِ الظميئةِ مُستقى 


وأحقنُ أقلامي دمائي مديدةً


وما سالَ منها سالَ خمراً مُعتَّقا


سأتركُ دمعي في الصحيفةِ موجةً 


وحرفيَ في سطرِ الكتابةِ زورقا 


وأتركُ وصفَ العاشقينَ لشاعرٍ


تغرَّبَ وسطَ الشطرتينِ وشرَّقا 


أضاعَ صُواعاً لم يجدْهُ برحلِه 


وفي لحظةٍ خنساءَ شِعريةٍ لقى


سلكتُ دروبَ الحبِّ عندَ مشارفي


وخلّيتُ للوهمِ المُغادرِ مفرقا 


أُكبِّرُ في استفهامِ سؤلِكِ شارةً


وأَسرِدُ عُمْري في غرامِكِ مَنطِقا 


فحومي بأطيافي كسِرْبِ حمائمٍ 


تُناجي جناحاً في يديَّ مُطوَّقا 


سنفتحُ أفْقاً خلفَ أفْقٍ توالياً


وسِرّاً على نهدِ السحابةِ مُغلقا


فغِيبي وراءَ الدهرِ دهرينِ وارجعي


ترَيْني زماناً في الثُريّا مُعلَّقا . 


محمد علي الشعار 


٢٦-١٠-٢٠٢٠


تساؤلات /للشاعر محمد عزو حرفوش

 تساؤلات..

متى الأيّام تبتسمُ

فلا حزنٌ  ولا  ألمُ

ولا ظلمٌ  يلاحقُنا 

منَ الأحلام ينتقمُ

يعودُ العدلُ ثانيةً

فلا حمقٌ ولا ندمُ

يسودُ السّلمُ في بلدٍ

بهِ الأكوانُ تنتظمُ

متاعُ الدنيا زائلةٌ

إذا يوماً جرى القلمُ

تبصّر يا بني بشرٍ 

فأنت الماردُ العدمُ

زمانٌ   كلّه  عِبَرٌ

فهل يا نحن نغتنمُ.

سؤالٌ كم به عتبٌ

فهلْ يُشفى به السقمُ؟

سألتُ الناسَ قاطبةً

إذا عاثوا فهل غنموا؟

وأهلُ العلمِ أينَ همُ

منَ الأهوالِ أمْ سئموا؟

.. محمد عزو حرفوش.


السعي وراء الرزق /للشاعرة زكية أبو شاويش

 هذه  مشاركتي  المتواضعة :

السعي  وراء  الرزق _________________________البحر : البسيط

إنَّ العبادةَ ألوانٌ من الأملِ ___ يسعى لتحقيقها من جاء بالعملِ

لا نومَ بعدَ طلوع الشمسِ من كسلٍ ___والرزقُ من خالقٍ لا شكّ لم يزلِ

ملءُ الخزائن مقسومٌ من الأزلِ ___أجرى بِهِ قلمٌ من حافظِ المُقلِ

والرزقُ يأتي لمن يسعى بلا قلقٍ ___إذ كانَ في همَّةٍ تعلو على  الخطلِ

لا ما يسوِّفُ أعمالاً كمنتظرٍ ___ غيثَ السماءِ بلا زرعٍ كمتَّكلِ 

إيمانُ عبدٍ لهُ في الأصلِ منزلةٌ ___ لا يرتقيها بغيرِ الجهدِ والأملِ

........................

إذ جنّةُ اللهِ في دنيا وآخرةٍ ___ قد نشتريها بإيمانٍ معَ العملِ

والفقرُ يزري ببطالٍ تداعبُهُ___ أحلامُ وصلٍ لثرواتٍ معَ الوشل

يا من أرحتم جسوماً لا تطاوعكم ___ في نشرِ أجنحةٍ كالطيرِفي الجبلِ

هلَّا أفقتم من الإغواءِ إذ بطرٌ ___يقضي بذلٍّ لمن قد عاشَ في الحُللِ

لا وقتَ في ضعةٍ يُبقي لكم زِنةً___ بين الخلائقِ والميزانُ لم يَسلِ 

إنَّ الموازينَ بالذراتِ يحسبها ___ ربُّ البريَّةِ في الأُخرى بلا عجلِ

........................

أرزاقنا كُفلت لا شكَّ في كرمٍ ___ فاهنأ بعيشٍ إذا ما كنتَ في كَفَلِ

واعلم بأنكَ مسؤولٌ فلا لعِبٌ ___ يلهيك عن واجبٍ للهِ كالأجلِ

هذي الحياةُ لنا قد تقتضي سفراً ___ قد لا نعودُ بلا زادٍ ولا جملِ

فاعمل بجدٍّ إذا ما كنت مقتدراً ___ في كلِّ وقتٍ بلا شوقٍ لمرتحلِ

وما أصابكَ من خيرٍ فرحتَ بِهِ ___فمن إلهٍ لهُ حمدٌ فلا تمِلِ

وصلِّ دوماً على الهادي وصحبتِهِ___والآلِ ما دمتَ حيَّاً غيرَ مندملِ

........................

الجمعة 14  ربيع الآخر  1443  ه

19 نوفمبر 2021 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


فجر شمسي /للشاعرة هيام سليم الكحال

 __   فجرُ شمسي   __


بقلمي: هيام سليم الكحال


                                    Nov 2 2020

نشرت ووثقت بتاريخها


_______________________________________________


بحرٌ بعيد..


فيه نشيدُ بحري


وأُغنيةُ البراري على قيثاري:


        آخرُ ليلي نهاري


        والعطرُ من أزهاري


أكتبُ الآن قصيدة


         مثل أُغنية فريدة


         تَطيرُ في الأفق بعيدة..


أنا الساهرة.. الثائرة..


مشيتُ معك


وهبتكَ قلبي وروحي


وكتبتُ لك حروفي..


قلبكَ كان لي.. صار عَلَيّ


فكيفَ وصولي إليكَ


وبابُ خروجكَ أَغلقَ بابَ دخولي؟!


وما بين الهديل والصهيل حمامة وحصان!!


لا أرى إلا الضياع


والضائعُ في هذا العصر إنسان


لا يذكرُ بعداً ولا نسيان!!


أعرفُ أن الشمس تَبدأُ من فجر..


فيافجر شمسي


هل صُراخي يُعيدني.. أم آه صمت قلبي..


ِلِأَعرف هذا اليوم يومي؟!


أَمْ هذا اليوم أمسي؟!!!

                                     

                                                       *     *     *


           هيام سليم الكحال


بنك المشاعر /للشاعرة سعاد أمداح

 بنك المشاعر

المشاعر ثروة حبانا بها الخالق كدثار دفء لحياتنا بمختلف مناحيها،

إنها رصيد قابل للتنامي كما أنها قابلة للنفاذ ،

تحتاج إدارة المشاعر الى حنكة تسيير المهارات الناعمة ،

بترشيد بوصلة العقل، لتحتفظ بوهجها كغراء دافء .

ولصيانة بورصة المشاعر ينبغي ألا تهدر جزافا على المترصدين القابعين  على أرصفة الحياة ؛و ما أكثر قراصنة المشاعر المتربصين و لعل أكبر مواقع ذلك ؛ما يجري الآن على منصات التواصل الإجتماعي، و ما أكثر قصص الإبتزاز العاطفي الذي يمارس طواعية بين الطرفين ،ليحصد المتسكعون بالفضاء الأزرق أغرب قصص تذبح بها المشاعر المبتذلة و تهدر مخلفة حكايات بائسة من الإحباط و الإجهاد العاطفي؛ و تكمن  المأساة  في كون  قبل التعافي ؛تتم ممارسة مأساة ثانية  ؛بفهوم و داويني بالتي هي الداء ،يحدث هذا بالفضاء الأزرق و بمختلف ألوان فضاءات الحياة؛ لتخلف الندبات و الخدوش النفسية و ليتكدس ضياع الثقة.. ولعل هذا من أهم أسباب العزوف عن الإرتباط الشرعي فالمشاعر أصبحت متاحة للإنتهاك دون رقيب بل  تساوم بأرخس الأثمان  و هدر للكرامة.

 قد يفوت الكثيرين أن المشاعر و باقي ممتلكاتنا هي أمانات مؤقتة  تسلم في حينها بقداسة  مشاعر المودة الشرعية المحققة للسكينة والتي فقط تحكمها مواثيق الزواج.

 ولا يجوز العبث بها قبلا في سوق الإغراء والإبتذال، ولذا ينبغي الإدراك العميق لمفهوم صيانة الشرف المغلوط، فعذرية المشاعر لا تقل أهمية في بناء الأسر المستقرة  ،مافائدة صيانة جسد بنفس مشتتة تسكنها الندبات والخدوش لتقدم فاقدة الصلاحية للطرف الآخر ، وماذا تركنا لأسرنا من مشاعر استنزفت قبلا .. لعل ترشيد المشاعر مقره الأول ؛الرقابة الأسرية لسلوكيات أبنائنا و حتى في أساليب اللبس و التعاطي مع عالم الالكترونات المكتسح بإدمان .

 إن نجاح الحياة الأسرية المستقبلية مرهون بالعفة  والتعفف وصيانة رصيدنا من المشاعر ...


بقلمي/أمداح سعاد


أسرار الهوي/للشاعر عبد المجيد علي

 أَسْــرَارُ الـهَـوى

=•=•=•=•=•=


سَـرَى اللَّيـل لَـولا سَــاحِــر يَتـأَهَّــبُ

وَجَـهْـلٌ بِأَسْــرَارِ الـهَــوى يَـتَـعَـجَّـبُ

...


وَأغـرَقَـــهُ دَمْـــعُ الْحِــدَاق فَـعَـقـلُـه

شَريدُ جوىً في خَلوَةِ الْحِـبِّ يَرغَبُ

...


هي الرِّئمُ لم يُخْفِ الْغَـرَامُ ولا الغَوى

مَـحَــاسِنـهَــا مـــن نَـظْــرَةٍ تَـتَـرَقَّــبُ

...


أَمِـيـــلُ إلـيـهـــا وَالــرَّجَـــاءُ مُـقَـــدَّمٌ

وَأصــدفُ عـنــهـــا وَالــدَّلَالُ مُجَـرَّبُ

...


دَلَالٌ مـتـى تَـعْـمِــد لـنَـاوِيــهِ غَــايَـــةٌ

على الْحِبِّ لا يُقْنِع وفي الْحُبِّ مَطْلَبُ

...


تَـعَـجَّـلْـتــهُ وَالْـعِـشْـقُ تـحـتَ رِهَـانــه

أسيرُ الْـوِصَالِ الحِـلِّ وَالْقَلْـبُ مُـتْـعَـبُ

...


أَنُولُ وَقـــد رَاقَ الـعُـيُــون جَـمَــالـهَــا

كَـفَـتْـكَ الـنَّــوَالُ الجُــلُّ مـمـا تُـعَـذِّبُ

...


أُقَـــدِّرُ مـنـهـــم كُــــلَّ وَافٍ وِصَــالــه

وفـي غَـــدِه وَصْــــلٌ إلـيَّ مُــعَــقَّــبُ

...


فَــلا عَـيْـن إلا مــا أَنَالَ بـهــا الرِّضـــا ،

وَلا وَصْــــل إلا مـــــا أَزَادَ الـتَّــقَــــرُّبُ

..


بقلم : عبد المجيد علي 

١٧ / ١١ / ٢٠٢١


الأحد، 21 نوفمبر 2021

السرائر/للشاعر معروف صلاح أحمد

 معروف صلاح أحمد 

شاعر الفردوس 

يكتب : ( السرائر )

..............................

          ( السرائر ) 

رَقيقةَ الحِسِّ وَالمَشَاعِر ..

 رَهِيفَةَ الذوقِ وَالجَوَاهِر

دقِيقَةَ الخَصْرِ والأغصَانِ

وحُلْوةِ العشائِر والأفنان

سيدةَ العصْرِ والَمنَائِر

دَعِينِي عَنْكِ أُغَامِر

كَالفَرَاشَاتِ والعَوامِر

خَلِّينِي يا ريم عَنْكِ أُعَافِر

كَالزَّرَافَاتِ حينَ تُزَاحِمُ الأيَائِل

وَكَالقُطْرِ فِي الدَّوَائِر

أُنَاجِزُ وَأُحَاجِزُ وَأُحَاجِر 

والصَّمْتُ دَاغِرُ فِي الحَنَاجِر 

وَالسَّمْتُ وَاصِلُ للْمَرَايَا 

وَسَاكِنُ فِي الحَنَايَا

ومتلبسُ بِالحَشَايَا 

ومعلق في النوايا

 وَالعَلْيَاءُ فِي الشَّمَمِ  تَدْعُونِيُ للْوَصْلِ.. 

وَغَرِيقُ الوَصْلِ يَمُوتُ بِالجَزَائِر 

.. فَارْفُقِي بِنَا يَا مَلَيكَةَ الغيدِ وَالحَرَائِر

 وَاللهُ يتوفى الأنفس ويَتَوَلَى السَّرَائِر 

.......................................

معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.


آه يا زمن /للشاعرة جليلة فريدي

 آه يا زمن !!!

بقلم جليلة فريدي 

جراحي تكتبني وانا في صراع مع الزمن 

يعثصر الألم قلبي  ويئن من الشجن

  أخبئء دموعا أحرقت الأهذاب والجفن

وقلمي من ثقل الهموم على أسراري ماعاد يؤتمن 

 من الوجع يتوسل القلب والروح والعين

 أحس بغربة وروحي انفصلت عن جسدي تنتظر الكفن

اشتغل الرأس شيبا وربيع عمري دفع الثمن

وخريف قبل الأوان جرد أوراق الغصن 

وتعالت أصوات الرياح وتسمع لها زمهريرا حزين اللحن 

تتساقط اوراق عمري  ما اسرعك يا زمن !!!

مررت مرور البرق  باهتا لا طعم لك ولا لون 

واغربتاه

ولدت في زمن يتباهى بثوب الفتن 

 يتفنن الأنام  في التجريح والغدر والطعن 

أن تعيش  غريبا في خوف واضطراب لاسلم روحي ولا أمن 

غياهب الحزن والأسى أطفأت نور الهدوء والسكن 

أرواح هائمة مذبوحة  أمام العلن  

وأجسام  من  نكبات الدهر أصابها الوهن 

تمد أكفها لخالقها العزيز المهيمن 

بقلم جليلة فريدي 

من المغرب


قصيدة العصامي / للشاعر الكبير معروف صلاح

معروف صلاح أحمد شاعر الفردوس يكتب قصيدة : ( العصامي ) ......... ......... ....... ......... ( العصامي ) أنا رجل عصامي التكوين أيتها العذراء البتول بنت العشرين أنهكه التنكيل والإسهاب والتطويل
والتسويف والتشويق والتسويق ولست مخيرا في العشق والحب ولم أقطن منزلا تهواه الريح بشغف سموق الجريد للسكون وتخلعه الأعاصير بنهم الخرير فيسكن بالسمت ذات الجب مهوسا بالضم والضرب والإعراب والقسمة و الطرح والجمع والتشكيل والسحب والطرق والأنين مأخوذا بالنقد في لم شمل الأغراب معارك العشق ذوبتها في شعري كالماء النمير والدمقس والحرير ودونتها كالمكسب والخسارة في دفاتر ثغري أنقى العبارة كتاجر عملاق يستحي الصد والرد بجرأة وجسارة ولم أكن يوما مجبرا على العد والنقد والبذل أو واقفا على الأعتاب بالله والسخاء ترهقني الغبارة لم أفقد الثقة في اليقين ولا بقلبي الرءوم ظن مطلقا وإن كان الطريق طويلا وممهدا لم أطرق الأبواب معطلا فالقد ممشوق وممتد بالغرين وصالح للزراعة والطنين والعطاء. .......... .......... .......... ......... فمتى تستكنين النماء ؟ ليستكين الرحل والصفاء في عروبة مصر أم النيل جابرة الكسر لشتات سودان حجاز فلسطين لدمع عراق سوريا في يمن ليبيا مغرب الحنين قولي ماذا تقصدين يا ملهمة السنين كل الممالك مهلكة وجائرة وحائرة ومستهلكة شعوبها وممتلئة بالعيوب؟ أنت لم تكوني مثلهم أو لهم في الغروب سحابة ممطرة عابرة طيوب أولهم صخرة هاوية مستغربة عارية مستعربة وآخرهم في الضيعة الخاوية عارية مستعارة ومستكرهة فمن سيظللني غيرك بغزارة أيتها المظلة النائية فوق الغزالة أين سفنك الجارية بجدارة وبضاعتك المباعة بالسلالة تحملك أيتها الزرافة والسلافة المسترسلة والمستهامة ومرساك النبيل في تهامة ؟ أين القد والشراع والنهاية ؟ وقيثارة الهجيع والبداية ؟ صحراؤك الممتدة لم تكن كفاية الرتابة سحر فيها ونغم وألق وغواية والربابة تنادي القمر بغرابة أن ينزل من علياء النمق ويستفيق ويسير في الاتجاهات الأربعة ويرفض ( اللا ) بنعم .......... .......... .......... .......... قربك مرهون في الكون بفض النزاع والاشتباك والسخم بين الروح والجسد والشهد والحسد هل كنت إلا سهم الشمال على الخريطة والهواء الطلق على الأريكة ؟ أو مفتاح البيانات والزمن والمآل والمسافة وخطوط الطول والعرض والهجر والمساحة والعدد الكتلي والذري والسحاحة وبوصلة النبض والوصل والفصل والشحن والتفريغ وشهادة التأمين فالنهر كيف لا يسكب ماءه في البحر؟ لا جديد في الأمس ولا رحيل في الغد مازلتُ لا أطيق البعد ولم إجرب السكوت بالصمت فالخرس عندي قمة النطق والصبر. .......... .......... .......... .......... معروف صلاح أحمد شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

السبت، 20 نوفمبر 2021

منتصف الليل ..للشاعرالكبير أبو أيهم النابلسي

🚣‍♂️ أبو أيهم النابلسي/ النابلسي منتصف الليل "" "" "" "" "" "" انتصف الليـل .. وأنـت تـدخـل كـالـورق المقـوّى وتسـأل كيـف يكـون صـراخ الـرمـاد فـوق سبـات هـذا الـزمـان وكيـف تمـوت النصـوص وينهـار مجـدك .. انتصـف الـوقت .. دع الأمنيـات والـذكريـات مـدفـونـة فـي الفـراغ وصـاحب جـدارا غبيـاً بـارضـك لـم يتهـدم وعـلّـق عليه خيـوط الـدخـان وفـوضى منصـات قـابيـل هـذا الـزمـان ولا تستمـع الـى مـا يـوسـوس خـوفـك .. انتصـف الـدرب .. فمـاذا قطعـت ومـن أيـن جئـت الـى أيـن تمضـي وحيـداً وكـل الـدروب تـدور ومـركـزهـا فـي النهـايـة دربـك .. انتصـف الحـلـم .. ولا حـلـم كـان سـوى الـركـض خـلـف الـرغيـف المعـلّى حتـى تشيَّـأت مثـل بقـايـا الجمـاد ومـات مـن الجـوع خبـزك .. اكتمـل القهـر .. فـأيـن المفـر أيـا حـائطـاً مـرهقـاً فـي العـراء قـد ضـل عنـك الـزمـان وتـاه المكـان تحـاول جهـدك مسـك الفـراغ وفـي حيـرة كـالجنـون حتـى تسـائـل نفسـك مـا اسمك .. اكتمـل العمـر .. وهـا انـت اوشكـت أن تتـلاشـى فالارض ضيّقـة كالإنتظـار وانت تعيـش الحيـاة المتـاحـة قسـراً تهـرول بيـن الجنـون وبيـن الحـرائـق فًامض وحيـدا ولا تتـلفـت فـلم يعـد الـوقت وقتـك ..

تمرد روح /للشاعرة جمانة المغربي

 ----------------------                                                  


               تمرد روح 

ويحدُث أن... أتمرد على ذاتِي 

أحدّث نفسي عنك

أوشوشُ لها.. أتآمر معها ضدَّك

 فأمضي بك مسرعة ً

 لأُلقي بك بجبِّ النسيان

وأنثرُ رماد ذكرياتنا بمهبِّ الريح 

علِّ أنجو وأريح هذا النّبض

 منك ومني

 

 أَعودُ أدراجي بدونِك

 ودون أن أكترث 

 أو حتى ألتفت خلفي

فإِذِا بي أجدك أمامي

تنتظرُني 

أشعر  بدهشة اللِّقاء 

وبدوران الأرض من حوْلي 

أَأَنت لعنةُ قدرِي ..أم ضحكة عُمري 

كيف أتجرّد منك وأنت  تَتَلبسني

كيف أنفلِت منك وأنت تتَشبَّث بي

لستُ أدري....

و لا أدري 

 أأفرح بك أم أبكي

أتوسَّد منكب همك وهمي ..

وبأزقّة الوهن أبحث عنك وعني

فماذا أحْمل لك غير غمي ..

ماذا سأُهديك والورد بيدِي يدمي..?

وتسألني

هل انْتهَينا أم أنّنا أصْلاً لم نمضِ.?

تأخذُني الحيرة بعد سُؤالك

هل مَضينا حقًا أم انتهينَا

يلتحف الصمت المكان

فألجمُ فاهي وأعضُّ على أصابع القصيدة

ألعنُ حرفي الذي 

ما نَال إلا قبسًا من نار وجدك .

يَلْثمه يَلْطمه على السطر

أبجديتي العذراء ولٓادتها اليوم عسراء

تناديك والوجع يقطِّع خافقها

وعلى شفتيها ألف همسة 

تموتُ على شَفير الواقع

ليأتي ريح قميصك مُلوَّثا برحيلك 

والآه تناديك أيها الرَّاحل المُرتحل

عُدْ

أما وإن وجدت طيب العيش بالبُعد

وبات الحرف مدرار سلسبيلا من أنَامِلك

بعدما ركبت رغَد العشق بِوِد

هنيئاً لك به..

 وهنيئًا لِي عصيان دمع حِبري


    جمانة المغربي


الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

دراسة نقدية للشاعر الناقد معروف صلاح أحمد لنص الشاعرة ساميا أحمد بعنوان سامية التكوين

 معروف صلاح  أحمد

شاعر الفردوس يكتب :

دراسة نقدية عن نص : 

  ( سامية التكوين )

     للراقية السورية 

الشاعرة / ساميا أحمد  

.........................

نص الاشتغال :

...... سامية  التكوين .....


إلامَ تنظرين 

يا امرأة أنهكتها السنون ؟؟

تائهة حائرة بين برزخين

  بالظنون والجنون والمنون

فمن يدفع الزمن ؟

ومن يدفع الثمن ؟

تسبح الروح ... متأملة

 في ولادة الزمن

 هناك حيث بداية النهاية

 في فضاء التكوين

واااأسفاه...

كيف أضناك الأنين

خانك العمر وتسرب

من بين أصابعك الوتين

كقطرات الماء الحزين

بماذا تفكرين .. ؟؟

حانية تتأملين

هل إلا نهاية البداية ؟؟!!!!

أمازلت تحلمين... ؟!!

تتسربل الثواني والدقائق والساعات من عمرك ببطءٍ ..... ولا تدرين

هرب منك زمانك..

فلا تتأسفي على ضنين

كان قدرا محموما...

بعدة فصولٍ وأحرف من نور

ربيعُ العمرِ النابضِ بعطر الياسمين

 وصيفُ الأماني الحالمة

شتاءُ العمرِ الزاهي

وانتهاء بخريف الضمور

تناثر جسدك الغضُ ألما

سقط رداء النور 

على مقصلة العمر

لكن .... مهلا

سيحضنك أديمُ الأرضِ وثراه

ويقفُ قطار ُحياتك بمنتهاه

كابدت متاعب الحياة

في سباق لنهاية..

باهتة الألوان

وتناسيت أنك ستعبرين

عمق زجاجة الزمن بصمت الأنين

كذرات الرمل المتسربلة

في ساعة .... النسيان

كفاكِ تحلمين ...

لن تعودي إلى ماكان ...

 ستتلاشين وستبقين ...

ذكرى .. ورجع ...صدى

يضمك التّرابُ بدمع حزين

ولكن ...... ستسمو الروح

وستبقي .... سامية  التكوين


بقلمي ..... ساميا أحمد .....

............................................

الدراسة النقدية :

* أولا عنوان القصيدة : *

( سامية التكوين ) عنوان مبهر وملفت للنظر مركب من كلمتين ومسند للإضافة ( فسامية ) مضاف ، و ( التكوين ) مضاف إليه جعلته الشاعرة علما بارزا على قصيدتها بغرض حسن البراعة والاستهلال، ووفقت في ذلك ؛ حيث يكون العنوان هو العتبة والبوابة الأولى والجسر والمعبر الذي نعبر وندلف منه لأبيات القصيدة ، وهو عنوان متوازن وليس بالقصير الذي فيه خلل ولا بالطويل الذي فيه سأم وملل ، فقد استطاعت الشاعرة أن تجعلنا منذ اللحظة الأولى لقراءته نحلق في السموات بعلو الشأن والسموق والرفعة ، فالفعل سمو يسمو سموا ظاهرا في العلاء برفعة الذات ، أما ( التكوين ) والخلق والإنشاء والترتيب كلها مفردات تزهو بالسمو والفخر والإبداع والابتكار ، وتجافي وتخاصم التقليد والمحاكاة ، ( فسامية التكوين ) هل تخص لغة الجسد والبدن والأعضاء والتجسيم ، والبعد والسمو عن العذاب والضنا والأنين أم سيسطو القدر المكتوب والمحموم بالموت على مقصلة العمر ؟؟ أم تسمو الشاعرة بالروح لمنتهاها بعطر الياسمين في العلو؟؟ ستجيب الشاعرة عن ذلك السؤال في نهاية القصيدة ، فنسمعها تقول : ( ولكن ستسمو الروح وستبقى سامية التكوين ) باستخدام ( لكن ) التي تفيد الاستدراك على ما فات فهي عاصفة في وجه الزمان ... 

 نعم استطاع العنوان أن يلمس شغاف القلب بشفاف صدق المشاعر ،  ويلخص تجربة الشاعرة باحتراف فهي موفقة في اختيار العنوان.


** ثانيا تصنيف النص ونوعه وغرضه : **

١- نوع النص :  النص قصيدة نثر حداثية من القطع المتوسط مكتوبة بطريقة السطور ، وليس بطريقة كتابة الأبيات في الشعر الخليلي العمودي الموزون المقفى الدال على معنى مفكك الأبيات، فالنص قصيدة غير موحدة الروي، ومتعددة القوافي الداخلية والخارجية ، وتحمل بين طياتها الأسى والحزن والحرمان والعذاب والأنين، واستطاعت الشاعرة أن تنقل فيه تجربتها الذاتية الخاصة وتحولها لتجربة ذاتية عامة ذات بعد إنساني مشترك وذات نزعة إنسانية عامة معاشة بين الناس ، وعلى مر العصور وفي معظم الأمكنة.

٢-  غرض النص :  النص متعدد الأغراض ومن هذه الأغراض  ١- إظهار الأسى واللوعة والاعتذار ( وأسفاه كيف أضناك الأنين ؟ ) ، ( فلا تتأسفي على ضنين ) وجدير بالذكر أن شعر الاعتذار قليل جدا ، ونادر وشحيح في الشعر العربي الجاهلي، فبالكاد - وعلى سبيل المثال لا الحصر - نجد  شاعرا كالأعشى يعتذر لملك العرب ( النعمان بن المنذر بن ملك السما ) في قصائده ، وندرة شعر الاعتذار في الأدب العربي راجعة للأنفة والكبر والشمم والفخر وسببها هو الاعتزاز بالنفس والقبلية والإباء وعلو الهمم ، ونرجسية الذات ، فالعربي يأنف بطبعه أن يعتذر ، ويكره أن يقلل من شأنه أحد ، وهكذا فعلت الشاعرة في قصيدتها تأسفت ( وأسفاه .... ) ثم عادت بسرعة وألغت وسحبت الأسف ( فلا تتأسفي ... ) ، وجدير بالذكر أيضا أن نذكر أن ( الأسف غير الاعتذار ) ، فأبو بكر الصديق كان رجلا أسيفا أي كثير الحزن يبكي دائما في الصلاة، والقرآن في سورة يوسف يخبرنا أن الأسف هو شدة الوجد وكثرة الحزن فقال على لسان نبي الله يعقوب : ( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم ... آية ٨٤ من سورة يوسف ) ، وقال في موضع آخر ( إنه ليحزنني أن تذهبوا به ...  آية ١٤ من سورة يوسف ) ، وقال في موضع آخر : ( قال إني أشكو بثي وحزني إلى الله... آية ٥٦ من سورة يوسف ) .

٢-  ومن أغراض القصيدة أيضا أن الشاعرة ( تتحدث عن شكوى الدهر ومرارة الزمان ، ومكابدة الحياة  وغصة الأيام ، وضياع الشباب ، كما فعل ( المتنبي ) من تجارب الحياة في قصيدته شكوى الزمان حيث قال : ( صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم في شأنه ما عنانا وعادوا كلهم بغصة منه وإن سر بعضهم أحيانا ) ، فنسمعها تقول في قصيدتها: ( كابدت متاعب الحياة  .. )كما قال زهير بن أبي سلمى من قبل في معلقته : ( سئمت تكاليف الحياة.. ومن يعش ثمانين حولا ..

 لا أبا لك يسأم .. ).

٣-  ثم تتحدث عن  : ( القدر المكتوب والمحموم بالعذاب بداية من شتاء العمر الزاهي حتى الانتهاء بخريف الضمور ، وحتى يقف قطار الحياة ويصل لمنتهاه ) ، فالنص متعدد الأغراض ، وذو حسن وضاء وبيان ، وفصاحة وبلاغة ظاهرة وإغراق في ظاهرة الحزن وضياع الشباب وتفلت العمر الذي أنهكته السنون.


** ثالثا : ( شرح أبيات القصيدة )**

تبدأ القصيدة بتساؤل ونداء واستعارة مكنية ( إلام تنظرين ؟ ) ، ( يا امرأة )  ( أنهكتها السنون ) دلالة على تمكن وتميز الشاعرة ، فقد جردت الشاعرة من نفسها شخصا آخر يخاطبها ويحدثها ويكلمها ويسألها عن سبب. حيرتها ( تائهة حائرة بين برزخين ومتون ) وحاجزين وعالمين مختلفين (عالم الحقيقة أو الواقع ) و(عالم المثال أو الطيف والخيال ) بجدلية تامة بينهما ( بالظنون والجنون والمنون ) فمن سيدفع الزمن ؟؟ ومن سيدفع الثمن ؟؟ تساؤل آخر تلقيه الشاعرة على مسامعنا استفهام استفساري تقريري تقصد به عالم المشهد والواقع والحقيقة ، وتؤكد أن عالم الحقيقة هو من ستدفع فيه الثمن كما يقولون في علم النفس : ( أزمة الخمسين أزمة منتصف العمر ) و(المقارنة بين عالم الواقع المرير وعالم المثال الجميل العالم المحتوم الذي نهايته الموت والعالم الرائع الذي تسمو فيه الروح لعالم الخلود سامي التكوين ) .. وتسرح الشاعرة بخيالها ثم تتجه تغمرها عاطفتها وتجنح للحظات لثواني معدودات للحديث عن عالم المثال عالم الروح العالم المفضال - الذي تحبه ويعشقه كل الشعر والشعراء - وتتمناه في خلدها لكن هيهات إنه عالم آخر يربو على عالم الواقع فيه ( تسبح الروح في ولادة الزمن ) الروح التواقة الروح الوثابة ( هناك حيث بداية النهاية في فضاء التكوين ) ثم تعود الروح لعالمنا عالم الواقع ، وتتذكر آلامها وأوجاعها ( وأسفاه كيف أضناك الأنين ) لقد ( خانك العمر وتسربل من بين أصابعك الوتين كقطرات الماء الحزين ) .. ثم تعود وتتساءل بالاستفهام التقريري وتقرر وتؤكد على الواقع المرير من جديد ( بماذا  تفكرين ؟ .. حانية تتأملين؟  هل إلا نهاية البداية ؟  أما زلت تحلمين؟؟ ) أربعة استفهامات متتالية تمرق بها وتعبر وتدلف وتدلل على ضياع العمر ( تتسربل الثواني والدقائق والساعات من عمرك ببطء ولا تدرين هرب منك زمانك ) ..( فلا تتأسفي على ضنين كان قدرا مكتوبا كان قدرا محموما بعدة فصول وأحرف من نور ) نعم قدر مكتوب كان فيه : ( ربيع العمر النابض بمطر الياسمين ) كان فيه : ( صيف الأماني الحالمة .. شتاء العمر الزاهي ) وانتهي ( بانتهاء خريف الضمور ) و( تناثر جسدك الغض ألما ) ( سقط رداء النور على مقصلة العمر بين السطور ) هل هذه هي النهاية المحتومة أو المختومة ؟  تقول الشاعرة : ( لكن مهلا .. سيحضنك أديم الأرض وثراه ، ويقف قطار حياتك بمنتهاه ) فقد تعبت الشاعرة من رحلة الحياة الأليمة نراها ونسمعها تقول : ( كابدت متاعب الحياة في سباق لنهاية باهتة الألوان وتناسيت أنك ستعبرين عمق زجاجة الزمن بصمت الأنين كذرات الرمل المتسربلة في ساعة النسيان ) وبعبق محموم ومشحونبرهافة الذكريات ، ثم تعود الشاعرة بتساؤل آخر يبين حالتها ويكشف عن عمق مشاعرها أنها لن تعود إلى ما كانت عليه من سابق عهدها باستخدام اسم فعل ماض بمعنى ( كفى ) فتقول : ( كفاك أما زلت تحلمين ؟ ) وتقرر ( لن تعودي إلى ما كان .. ستتلاشين وستبقين ذكرى .. ورجع .. صدى وعاصفة.. في وجه الزمان .. يضمك التراب بدمع حزين ) ثم تستدرك نفسها باستخدام ( لكن ) من عالم الواقع لعالم الروح لتؤكد وتقرر في جدلية تامة بين عالم الواقع وعالم الروح إنها سامية التكوين : ( ولكن .. ستسمو الروح وستبقى سامية التكوين ) والموت المعنوي لن يؤثر فيها بالطبع ولكل تأكيد .. فهي سامية التكوين.


** رابعا الأساليب في القصيدة : **

تنقسم الأساليب في القصيدة إلى قسمين اثنين : ( إما أساليب إنشائية وإما إساليب خبرية وجمل عملاقة )

١- الأساليب الإنشائية ومنها : أولا أساليب الاستفهام ( إلام تنظرين ؟ .. فمن يدفع الثمن ؟ .. كيف أضناك الأنين ؟ .. بماذا تفكرين ؟ .. حانية تتألمين ؟ .. هل إلا نهاية البداية ؟ .. أما زلت تحلمين ؟ .. كفاك أما زلت تحلمين ؟ ) ثمانية (٨) استفهامات في القصيدة كلها استفسارية تقريرية ومنها للتعجب والدهشة.

ثانيا أسلوب النداء : ( يا امرأة ) المعرب المنون المنصوب وعلامة نصبه الفتحة ، باستخدام النكرة غير المقصودة دلالة على التجربة الذاتية العامة ، والنزعة الإنسانية المشتركة ذات البعد والامتداد البشري أجمل من المنادى المبني على الضم باستخدام النكرة المقصودة ، ويكون فيه المنادى حالة خاصة متفردة للشاعرة فقط دون غيرها ، وتضيع منه النزعة الإنسانية المشتركة.

ثالثا أسلوب النهي : ( فلا تتأسفي .. ) أسلوب نهي للحث والطلب والتمني والتوجيه والنصح والإرشاد.

٢- الأساليب الخبرية والجمل العملاقة المجازية ومنها : 

١- ( ولا تدرين .... ) ،( لن تعودي .... ) أسلوبان للنفي في الزمانين الماضي والمستقبل بغرض التوكيد .

٢-( كفاك ..) اسم فعل ماض بمعنى كفي وانتهى ..للتمني

٣- (ولكن ستسمو الروح ) أسلوب العطف باستخدام (لكن) التي تفيد الاستدراك.

ومن الجمل المجازية العملاقة :  

١- الاستعارات المكنية ومنها  : ( أنهكتها السنون ) ، ( خانك العمر ) ، ( هرب منك زمانك ) ، ( سقط رداء النور ) ، ( تسرب من بين أصابعك الوتين ) ، ( تناثر جسدك ) ست (٦) استعارات مكنية باستخدام الماضي بغرض التوكيد والثبوت .

( تتسربل الثواني ) ، ( تسبح الروح ) , ( يضمك التراب ) ثلاث استعارات ( ٣ ) مكنية باستخدام المضارع التجدد والتتابع والاستمرار .

  ( سيحضنك أديم الأرض )، (ستبقين ذكرى ) ، ( ستسمو الروح ) ثلاثة (٣) استعارات مكنية باستخدام ( سين ) الاستقبال التي تدل على المستقبل القريب ، و من المعلوم أن غلبة الاستعارات المكنية في الزمن الماضي على من سواها من الاستعارات الأخرى تدل دلالة أكيدة على استقرار الحدث وثبوته وتوكيده.

٢- ومن التشبيهات البليغة سبعة عشر (١٧) تشبيها  هي : ( ولادة الزمن ) ، ( فضاء التكوين ) ، ( سامية التكوين ) ، ( أحرف من نور ) ، ( ربيع العمر النابض بعطر الياسمين ) ، (  وصيف الأماني الحالمة ) ، ( شتاء العمر الزاهي ) ، ( خريف الضمور ) , ( مقصلة العمر بين السطور ) ، ( قطار حياتك ) ، ( نهاية باهتة الألوان ) ، ( عمق زجاجة الزمن ) ، ( ساعة النسيان )  ( صمت الأنين ) ، ( رجع صدى ) ، ( متاعب الحياة في سباق ) ، ( وجه الزمان ) ، وجدير بالذكر أن التشبيهات البليغة تعد من أقوى أنواع التشبيه في البلاغة واللغة لجعل المشبه والمشبه به ركني التشبيه الأساسيين أو ( طرفي التشبيه ) كأنهما شىء واحد بلا استخدام أي أداة تشبيه فيدخل المشله في المشبه به ، وكأنهما جنس  لشىء واحد.  

 ٣- ومن التشبيهات التمثيلية تشبيه حالة بحالة ومنتزع من البيئة تشبيهان (٢) اثنان ( كقطرات الماء الحزين ) ، ( كذرات الرمل المتسربلة).

ولقد أجادت الشاعرة في معجمها التصويري والخيالي.


** خامسا الموسيقا في القصيدة :**

أولا الموسيقا الخارجية الطنانة الظاهرة الجلية اعتمدت عليها الشاعرة اعتمادا كليا في إظهار عاطفتها الجياشة ( مرارة ضياع العمر ) ، وكان حرف ( النون ) هو معول البناء في موسيقا القصيدة الخارجية وبطلها واللاعب الرئيسي فيها ومعقلها ، وفي قصائد النثر الحداثية لا نتحدث عن قافية ثابتة أو حرف روي واحد كنظام موحد كما هو الوضع أو الحال في الشعر العمودي الخليلي التقليدي الموزون المقفى الدال على معنى من المعاني ؛ ولكن سنجد القوافي متعددة ومتنوعة ومترابطة ومتداخلة ومتراكبة ، وبيان ذلك كالتالي : ١- (  السنون - المتون - المنون ) ، ( الثمن - الزمن ) ، ( الأنين - الوتين - الحزين ) ، ( ضنين - حزين ) ، ( تفكرين - تتأملين ) ، ( تحلمين - تدرين ) ، ( الياسمين - ستعبرين - التكوين ) ، ( ستبقين - ستتلاشين )

٢- حرف الهاء والتاء المربوطة : ( منتهاه - تراه - الحياة ) ٣- حرف الراء : ( النور - السطور - نور - الضمور ).

٤- ظاهرة تكرار الكلمات تعطي رنينا وجرسا يساعد على الحفظ ومنها : تكرار كلمة ( التكوين ) مرتين : ( فضاء التكوين - سامية التكوين ) أضف إليها عنوان القصيدة (سامية التكوين) ، وكذلك جملة : ( هل إلا بداية النهاية؟ - حيث بداية النهاية - في سباق لنهاية باهتة الألوان ) تكررت كلمة ( النهاية) ثلاث (٣) مرات وكلمة ( البداية ) تكررت (٢) مرتين ، وكذلك كلمة ( الحزين ) تكررت (٢) مرتين ( الماء الحزين - بدمع حزين ) ، وكذلك تكررت تكررت جملة : ( ما زلت تحلمين - كفاك أما زلت تحلمين ) مرتين (٢) اثنتين ، وكذلك تكرار كلمة ( الزمن ) ثلاث مرات ( ٣ ) هكذا  : ( فمن يدفع الزمن - في ولادة الزمن - عمق زجاجة الزمن ) ، وكذلك تكررت كلمة ( الزمان ) مرتين (٢) اثنتين هكذا : ( في وجه الزمان - هرب منك زمانك ) ، وكذلك تكررت كلمة ( الأنين ) مرتين (٢) اثنتين هكذا : ( كيف أضناك الأنين ؟ - بصمت الأنين ) ،  وكذلك تكررت كلمة ( العمر ) خمس (٥) مرات هكذا : (خانك العمر - من عمرك - ربيع العمر - شتاء العمر - مقصلة العمر )، وكذلك كلمة (ولكن) للاستدراك مرتين (٢) اثنتين هكذا : ( لكن مهلا - ولكن ستسمو الروح ) ، وكذلك تكرار كلمة ( الروح ) مرتين (٢) اثنتين هكذا : ( ستسمو الروح -  تسبح الروح ) ، وكذلك تكرار كلمة (ستبقى) مرتين (٢) اثنتين هكذا : ( وستبقى سامية التكوين - وستبقين ذكرى ) ، وكذلك تكرار كلمة النور مرتين (٢) اثنتين هكذا : ( أحرف من نور - سقط رداء النور ).

٥- الجناس الناقص الذي يعطي جرسا موسيقيا تستريح له الأذن ويساعد على الحفظ ويشد الإنتباه ويجذب الذهن ومنه : ( تسرب - تتسربل- المتسربلة ) ، ( حانية - الحالمة ) ، ( الأماني - الثواني ) ، ( النور - السطور - الضمور ) ، ( النسيان - الألوان - ما كان - الزمان ) ، وهذا الجناس  غير متكلف ولا مصنوع ولا مسجوع بقصد بل يأتي عند الشاعرة عفو الخاطر ؛ لأنها شاعرة مطبوعة على الفطرة وأسلوبها السهل الممتنع الممزوج بالعاطفة الجياشة وليس مقصودا فهي لم تقصده لذاته في القصيدة،ووهكذا وفقت الشاعرة في استخدامها الموسيقا الخارجية.

** ثانيا الموسيقا الداخلية في القصيدة : **

والموسيقا الداخلية دائما وأبدا ما تنبت من تضافر الحروف وتوافق الكلمات وتناسق الجمل وهرمونية وانسجام العبارات مما يجعل القصيدة كأروكسترا كامل متناغم يرقص فيه النص ويتمايل ببديع الألحان يدركها الشاعر الحاذق في كل بيان ، وفي قصيدة الشاعرة كان حرف الألف هو معول البناء فيها وهو الحارس الأساسي الأمين الذي ينظم الكلمات حتى بالكاد لا تجد كلمة في القصيدة تنبو عن الألف أو  الهمزة إلا فيما ندر ومن أمثلة الكلمات التي تناغم فيها حرف الألف المد ما قد يصل لستين ( ٦٠ ) كلمة منها : ( بداية - نهاية - ولادة - حانية -  عاصفة -  الحالمة -  باهتة -  أضناك -  أصابعك -  كفاك - زمانك -  الساعات - قطرات -  ذرات - الأماني - الثواني -  الزاهي - ما كان - كان  - ولكن  - بماذا - إلا - النابض - ذكرى - صدى  - ستبقى - النسيان - أما - الألوان -  سامية -  الحياة ستتلاشين -  متاعب  -  قطار -  حياتك -  كابدت - منتهاه - ثراه - الحياة -  انتهاء - رداء - وأسفاه - فضاء -  شتاء - الماء - الزمان - زمانك - إلام -  يا -  أنهكتها -  هناك -  تائهة - حائرة -  خانك -  الدقائق -  الياسمين - التراب - تناسيت - سباق - زجاجة ) ويمكن توزيعها على قوافي داخلية كالتالي : ١- حرف النون : (  الظنون - الجنون ) ( برزخين - الثمن - لن - كان -  ولكن - ما كان - النسيان - الألوان ) ٢- حرف التاء المربوطة : (  بداية - نهاية -  ولادة - عاصفة - تائهة - حائرة - حانية -  الحالمة -  باهتة - المقصلة - امرأة - المتسربلة - الحياة ).

٣- حرف الهاء : ( وأسفاه - ثراه - منتهاه ) ٤- حرف الكاف : ( أضناك - حياتك - هناك  - أصابعك -  كفاك - عمرك -  منك - زمانك -  جسدك -  سيحضنك -  خانك - إنك - يضمك )، 

٥ - حرف  الياء : (  الأماني -  الثواني - الزاهي - تعودي -  تتأسفي ).

 ٦- جمع المؤنث السالم : (  الساعات -  قطرات - كذرات ).

 ٧- حرف السين : ( ستسمو - سامية -  تتأسفي - النسيان - ستبقى - ستتلاشين -  ستبقين ).

  ٨- حرف الألف اللينة ( ذكرى - صدى - ستبقى ).

 ٩- الألف الممدودة ( فضاء - انتهاء - الماء - رداء ).

 ١٠- بعض الكلمات على أوزان معينة نأخذ منها على سبيل المثال لا الحصر وزن ( فعل ) بتسكين العين وخير من يمثل هذا الوزن من كلمات جاءت بها الشاعرة في القصيدة هي : ( صمت - صيف - دمع - رجع  - وجه - عمق ) وكلها مصادر لأفعال ثلاثية... 

ولقد وفقت الشاعرة في الموسيقا الداخلية للنص .


** سادسا من خصائص أسلوب الكاتبة : **

 ١- لا شك أن ظاهرة التكرار خصيصة مهمة جدا من خصائص أسلوب الشاعرة وهدفها هو التوكيد وكثرتها يضر ويفقر القاموس اللغوي للنص وسبق أن نوهنا على الكلمات المكررة في القصيدة كصدى صوت ورجع في الموسيقا الخارجية وتجاوزناها  وعرضنا لهاوشرحناها ...

 ٢- ظاهرة استخدام المفرد والجمع ومنها في القصيدة ( ساعات - ساعة ) ٣- وذكر الكلمة ونفيها بالتضاد السلبي هكذا : ( وأسفاه × لا تتأسفي ) ، ( كان × ما كان ).

  ٤- وظاهرة استخدام المقابلة والطباق بالتضاد الإيجابي : (  هل إلا بداية × النهاية ) ، (حيث بداية × النهاية ) ، ( انتهاء × بداية ) ، ( ستبقين × ستتلاشين ) ، ( ستبقى × انتهاء ) ،  ( مقصلة × حياة ) ، ( تناسيت × ذكرى ) ( كفاك × أما زلت ) ، ( أما زلت × تناسيت ).

٥- ومن خصائص أسلوب الشاعرة استخدام حرف الجر بكثرة لتوصيل فكرتها ، فقد استخدمت  الشاعرة حرف الجر بتنويعاته المختلفة قرابة  من إحدى وعشرين (٢١) مرة في القصيدة منها تسع (٩) كلمات بحرف الجر الباء هي : ( بالظنون - بماذا - بعطر - بعدة - بصمت - بدمع - ببطء  بخريف - بمنتهاه ) ، ومنها أربع (٤) كلمات باستخدام حرف الجر في هي : (في ولادة - في فضاء -  في سباق -  في وجه ) ، ومنها ثلاث (٣) كلمات بحرف الجر (من) هي : ( من بين -  من عمرك - من نور ) ، ومنها كلمتان (٢) اثنتان بحرف الجر الكاف هي : ( كقطرات - كذرات ) ، ومنها كلمة واحدة باستخدام حرف الجر اللام هي : ( لنهاية ) ، ومنها كلمتان (٢) اثنتان بحرف الجر على وهي : (على ضنين - على مقصلة).

٦- ومن خصائص أسلوب الشاعرة الاعتماد على حرف العطف ( الواو ) للمشاركة والمغايرة ، ويدل على توالي الدفقات الشعورية المتوالية والمتواصلة عند الشاعرة والتي لا تكاد تنتهي فقد استخدمت ( الواو) العاطفة والاستئنافية قرابة من (١٦) ست عشرة مرة هكذا : ( ومتون - والجنون - والمنون - وأسفاه - ويقف - والدقائق -  والساعات - ولا تدرين - وأحرف -  وثراه - وتناسيت - ولكن - ورجع - وستبقين - وعاصفة - وستبقى). 

٧- ومن خصائص أسلوب الشاعرة الاعتماد على المضاف إليه لتوصيل فكرتها فقد استخدمت الشاعرة ظاهرة الإضافة ما يقارب (٢٨) ثمان وعشرين مرة هكذا : ( بين برزخين - بين أصابعك - بين السطور - ولادة الزمن -  بداية النهاية - فضاء التكوين -  كقطرات الماء - نهاية البداية - من عمرك - بعدة فصول - ربيع العمر - بعطر الياسمين - وصيف الأماني - شتاء العمر - بخريف الضمور - رداء النور - مقصلة العمر - قطار حياتك - بمنتهاه - متاعب الحياة -  باهتة الألوان - عمق زجاجة  - زجاجة الزمن - كذرات الرمل -  في ساعة النسيان -  رجع صدى - في وجه الزمان - سامية التكوين ).

 ٨- ومن خصأيص أسلوب الشاعرة الاعتماد على ظاهرة النعت والصفات فقد وردت ( ٩ ) تسع مرات هكذا : ( تائهة حائرة -  الماء الحزين - قدرا محموما -  العمر النابض - الأماني الحالمة -  العمر الزاهي -  جسدك الغض - ذرات الرمل المتسربلة - دمع حزين ).

٩- شيوع وذيوع ظاهرة الحال في شعر الشاعرة وهو من خصائص أسلوبها ورصدنا منه في القصيدة (٥) خمس كلمات وردت كحال مفرد منصوب هكذا : ( حائرة - متأملة - حانية - ألما -  ذكرى ). هذه بعض خصائص أسلوب الشاعرة.


** سابعا عاطفة الشاعرة في القصيدة وامتزاج الفكر بالوجدان وتحقق الوحدة الموضوعية في النص :**

الشاعرة تنعي في القصيدة ضياع عمرها ، وتفلته من بين يديها ، فهي تتحسر عليه وتتساءل فيم ضاع العمر ؟ وفيم أنهكته السنون ؟ فشكوى الدهر دائما مرة وذات غصة في الحلق ، ويكفي أن نتعرف على عاطفتها الجياشة بذكر مقطع من شعرها يظهر فيه صراعها مع الأيام ما يسمى في علم النفس ظاهرة ( منتصف العمر ) فحين تصل الأنثى إلى الخمسين يتغير في تركيبها أشياء فسيولوجية تجعلها في صراع دائم مع الأيام فحين تظهر بعض التجاعيد على الوجه أو بياض لون الشعر في المرآة تتوقف الأنثى كثيرا وتراجع حياتها مرات ( تتسربل الثواني والدقائق والساعات من عمرك ) ثم في النهاية تنتصر على الزمن بسمو الروح وسمو التكوين وهذا عنوان القصيدة ( سامية التكوين )، فنسمع الشاعرة وتراها تقول : ( فلا تتأسفي على ضنين كان قدرا محموما بعدة فصول وأحرف من نور ) ثم بعد ذكر الشاعرة للعام وهو ( الفصول ) ستأتي وتخصصها وذلك من خصائص أسلوب الشاعرة ( ذكر الخاص بعد العام ) فنراها تقول وتقسم الفصول الأربعة هكذا : (  ١- ربيع العمر النابض بعطر الياسمين ٢- وصيف الأماني الحالمة -   ٣- شتاء العمر الزاهي ٤ - انتهاء بخريف الضمور على مقصلة العمر بين السطور ) وإذا جاز لنا أن نسأل بأي فصل الشاعرة الآن ؟ هي تجيب وتقول : ( لكن مهلا :  سيحضنك أديم الأرض وثراه ، ويقف قطار حياتك بمنتهاه ، وكابدت متاعب الحياة في سباق لنهاية باهتة الألوان ) هل هذه لحظات استسلام لخريف ضمور العمر ؟؟ هل هذه هي النهاية ؟؟ تستطرد الشاعرة قائلة : (  وتناسيت أنك ستعبرين عمق زجاجة الزمن بصمت الأنين  كذرات الرمل المتسربلة في ساعة ( ساحة )  النسيان ....

 كفاك أما زلت تحلمين ؟  وباستخدام النفي في المستقبل تقول : (لن تعودي إلى ما كان ستتلاشين وستبقين ذكرى ورجع صدى وعاصفة في وجه الزمان يضمك التراب بدمع حزين ) هل هي النهاية وإلى زوال كلا إنه الوهم .... لكن الحقيقة في النهاية هي سمو الروح فنجد الشاعرة قد استخدمت (لكن) للاستدراك : ( ولكن ستسمو الروح وستبقى سامية التكوين ) اسما على مسمى فهي فعلا سامية التكوين وهذا اسمها ، وبالتالي نصل للنتيجة المرجوة ونسأل هل تحققت الوحدة العضوية في القصيدة ؟ هل امتزج الفكر بالوجدان في القصيدة ؟؟ الإجابة نعم تم ذلك امتزج الفكر بالوجدان في القصيدة ، وتحققت الوحدة الموضوعية في النص، وجعلت الشاعرة من القصيدة وحدة عضوية تامة كما جسم وجسد الإنسان كل عضو في مكانه المناسب يؤدي وظيفته المناسبة على أكمل وجه . نعم الشاعرة فكرت بقلبها وشعرت وأحست بعقلها ، ومزجت وجدانها بفكرها فامتزجا ، وجاءت القصيدة كلوحة فنية مترابطة الاجزاء فيها شخوص وزمان ومكان ، وصوت ولون وحركة ، وكان الخيال كليا وكأننا أمام لوحة فنية زيتية ، وجدارية تعلق على الحائط ، وكأننا أمام فنانة تشكيلية متمكنة من أدواتها تصنع قصيدتها ولوحتها...


* ثامنا الخيال الكلي في القصيدة : *

 النص عبارة عن لوحة فنية إبداعية صيغت بريشة فنان تشكيلي فجاء النص عبارة عن لوحة فنية تذكارية لأجمل سنين العمر ، جدارية زيتية تعلق على الحائط .. تناسق فيها الخيال الكلي المركب ( اللوحة الزيتية ) ، وتعانق مع الخيال الجزئي   ( علم البيان ) الاستعارة والتشبيه والمجاز والكناية ، فجاءت  :  ١-شخوص اللوحة ( الشخصيات الأساسية و الثانوية ) كالتالي : شاعرة متميزة متأنقة تجعل من نفسها شخصا آخر يحاورها وتكلمه وتحكي مأساتها حيث ضياع سنين العمر ، وتنادي : ( إلام تنظرين يا امرأة  أنهكتها السنون ) ، وتجعل من الزمان : ( الربيع  والخريف والصيف والشتاء ) ملاذا لها ، وتنعي حظها الثواني والدقائق والساعات.

٢- فجاءت خيوط اللوحة متضافرة ، ومتمركزة في : (صوت ، ولون ، وحركة ) ،  ١-فنجد الصوت في (٨) ثمان كلمات هي : ( يا امرأة - الأنين -  تتأسفي - ألما - كابدت - بصمت - صدى - عاصفة ).

٢- ونجد كلمات اللون في ( ١٧ ) سبع عشرة كلمة هي : ( أديم الأرض -  ثراه - زجاجة - التراب -  برزخين - فضاء - قطرات - الساعات - أحرف - نور - جسدك الغض - رداء - وجه - مقصلة -  السطور - الرمال - أصابعك).

٣- ومن الكلمات التي تدل على الحركة (٤٢) اثنين وأربعين كلمة هي : ( تنظرين - ستتلاشين - سقط - مهلا - سيحضنك - ستعبرين - تائهة - حائرة - متأملة - تسبح - يقف - دمع - ستبقين - عاصفة - حانية -  ولادة - هناك - أصابعك - تسرب - قطرات - ببطء - تتأملين -  رجع - ستسمو -  ستبقى - تتسربل - الدقائق - الساعات - الثواني - قطار -  هرب - شتاء - صيف - ربيع - خريف -  جسدك - ضمور - تناثر - مقصلة - سباق - المتسربلة - يضمك) ، وكانت الغلبة في خيوط اللوحة لكلمات الحركة مما يدل دلالة قاطعة على كثرة سعي الشاعرة وتحركها حتى تحصل على ما تصبو إليه وهو سمو الروح على عوائل وعوارض فناء الجسد عبر الزمن )، والشاعرة موفقة جدا في لوحتها الفنية وخيالها الكلي.


** تاسعا ظاهرة الأفعال في القصيدة : **

كان الزمن من تحاربه الشاعرة في القصيدة وتشتكي من مرارة الدهر 

كما حدث المتنبي قديما : ( صَــحِــبَ الــنَّـاسُ قَـبْـلَـنَـا ذَا الـزَّمَـانَـا وَعَــنَــاهُــمْ مِــنْ شَــأْنِــهِ مَــا عَــنَــانَـا

وَتَـــوَلَّـــوْا بِـــغُـــصَّـــةٍ كُـــلُّــهُــمْ مِــنـْ ـهُ وَإِنْ سَـــرَّ بَـــعْـــضَــهُــمْ أَحْــيَــانَــا  ) أي كل الناس تشتكي مرارة الزمن ، وفي قصيدة الشاعرة جاءت الكلمات التي تدل على الزمن كالتالي : ١- الأفعال الماضية وعددها في القصيدة  (١٠) عشرة أفعال للزمن الماضي كلها تدل على الثبوت والرسوخ والتوكيد والاستقرار مثل : ( تناسيت - أنهكتها - كان - أضناك -  خانك -  تسرب - تناثر -  سقط - كابدت - مازلت ) كما يوجد اسم فعل أمر ماض هو: ( كفاك ) بمعنى كفي ، كما يوجد نداء للتحسر و الندبة والتوجع والتبرم والضيق النفسي والتبرم والامتعاض ، ويدل على الحزن وهو ( وأسفاه ) .

٢- الكلمات التي تدل على الفعل المضارع وعددها (١٦) ستة عشر فعلا مضارعا كلها التجدد والتتابع والاستمرار واستحضار الصورة في الذهن وهي : ( ستعبرين - سيبقى - تعودي - ستتلاشين - يدفع - ستبقين - يضمك - ستسمو - تنظرين - تسبح - تفكرين - تتأملين - يقف - تحلمين - تتسربل -  تتأسقي ).

٣- أفعال الأمر لاتوجد ولم تستخدمها الشاعرة في القصيدة ؛ لتكون علما ودلالة على ثقتها بنفسها وتواضعها وعدم تكبرها فهي شاعرة ليست ناهية أو آمرة أو متعجرفة، وليست من ذوات الصلف والكبرياء. وعليه تكون النسبة كالتالي : ( الأمر صفر  : والماضي ١٠ : والمضارع ١٦ ) ، وتكون الغلبة للفعل المضارع الآني مما يعني حضور ذات الشاعرة واستمرارها في سمو الروح في المستقبل أيضا ، وذلك هو هدف القصيدة، ومغزاها الأساسي والذي كتبت من أجله .


** عاشرا مآخذ وعيوب القصيدة **

 القصيدة متماسكة ، وليس بها من العيوب إلا قول الشاعرة :

 ١-(سيحضنك أديم الأرض وثراه) فكلمة(سيحضنك) الشاعرة غير موفقة فيها لأنها كلمة دارجة على ألسنة الناس عوامهم قبل خاصتهم فهي كلمة غير انزياحية وغير شاعرية ، وتقتل من كثرة ما تقال في مناسبات معينة، وليس لكل الناس تقال هذه الكلمة ؛ ولكن يحسب للشاعرة إنها حاولت استخدامها استخداما جديدا بإشعاع جديد مع ( أديم الأرض). 

٢-وكذلك كلمة ( ثراه ) لم تفد ولم تعط معنى جديدا بعد ( أديم الأرض ) فأديم الأرض ( هو ثراها وترابها الطاهر وسمرتها ومنه سمى سيدنا آدم ، فأديم الأرض ظاهرها وسطحها ) ، وبالتالي تكون الكلمة مجلوبة للقافية ، ولم تضف معنى جديدا ..

 ٣-كما أن الشاعرة ذكرت أيضا كلمة (التراب) في قولها : ( يضمك التراب بدمع حزين ) فالإطناب والإسهاب قد أضرا المعنى وخاصة عندما يتكرر نفس المعنى ، ولكن يمكننا الدفاع عن الشاعرة بقولنا أتت بهذا المعنى وكررته للتوكيد... وبقية القصيدة الشاعرة موفقة فيها.

وفي النهاية لا يسعنا إلا تقديم التحية والتقدير لذات الشاعرة على ما بذلته من مجهود وجهد جهيد في قصيدتها.

................................................

 الناقد / معروف صلاح أحمد

شاعر الفردوس ، القاهرة ،مصر.


الخميس، 4 نوفمبر 2021

أبجدية الشغف /للشاعرة ساميا أحمد

 ..... أبجدية الشغاف ......


تحت أغصان شجرة الوفاء

أمواج حانيةتقبل شاطئ اللقاء

توسدت أجمل الضفاف

هاج الحنين..وانتشت

...أبجدية الشغاف....

أنست لظل وارف 

انحنى..لسحر الجمال

مالت بقوامها الفتان

فغازل شعرها

وجهه..بطيب القبل

وانجذب الغصن المتبرع فرحا

ليفضح المقال

تنتفض الحروف..وتعلن ثورة

فتكتب سطرا..وتمحو سطورا

تتوسد التراب...عاشقة

حروفها..من نور

من خريف عمرها

تتبعثر السطور

بوشاح االصمت..نسجت الحنين

بأنات ناي الوتين

أيقظ الآهات..وغردت النبضات

باح الفؤاد...بحروف الألق

لوحة عناق..رسمتها على الورق

مناجاة ..لروحها البعيدة

وأحلام ...للقاء الحبيب

لامس السماء...ساعة الغسق

فتسارعت الغيمات

وملأت الأفق

تلبية لنداء القلب الذي رق

من عاشقة..في سفر الهوى

حسناء...تقدس.......الحب



بقلمي ...ساميا أحمد....


لهيب الانتظار /للشاعرة ساميا أحمد

 لهيب الانتظار


على أطراف الشوق

طال انتظاري

لبحر عينيك

تغادر سفني

عنوان للوفاء أنا

رغم انكساراتي

آهات تعتصر وتيني

ولهفة اشتياقي

عودوا فجراحي نازفة

وأنتم دوائي

وحيدة على شواطئ البعد

يسرقني حنيني

ويكبلني الشوق

ويشل حركاتي

أرقني السهر

لطفا ..ياأقداري

عصية هي دموعي

وهجركم يؤلم من غيرإشفاقِ

مانسيت ودكم يوما

ولا خمدت نار غرامي

كفاكم هجرا ونأيا

سئمت غربتي وصبابتي

سأعلن تمردي وأثور

بوجه أحزاني

وأكتب السطر الأخير

بقصيدة أمنياتي


❤......ساميا ......❤


الصورة بريشة الفنان المبدع الرائع

 الرسم لحني للخلود


قمري /للشاعرة ساميا أحمد

 ........... قمري .........


معذبي في الهوى...أيا قمري

نيران الشوق تستعر..توقا لرؤياك

توءم روحي..أياا قدري

بعض الزفرات تشكو حرى الجوى

فاضحة أسرار الهوى...

ماذا فعلتَ بقلب قيدته بنبضات الغرام؟!!

أشرق فجر ليلي ..مداعبا جميل الغمام

سكبت الغيث من مزنك مدرارا

ففاضت سواقي الهيام

على أنغام صوتك..مواسم حبي

تزهر..تثمر.....فتحلو الحياة

ياقاتلي ...وحاكمي ..رفقا بي

أضرمت نيران الجوى

بنت اليم أعلنت السفر

فتحررت نوبات جنوني

صرخ الشوق..قف ..تمهل ..لاتتعجل

إلى متى هذا البعد...إلى متى؟؟؟

ثار مكلوم اللبِّ منتفضا:

كيف تغرمين بقاتلك..؟؟؟!!!

لله..الطاعة..بت أسيرة هواه

يحملني الشوق إليه

فأغفو بين أهداب عينيه

بحضن أحلامه.

أياااا أجمل الأقدار....ياقمري

لماذا...أنا؟؟

مذ عرفتك..ثار بحرالصمت

وأعلن العصيان.

مذ عرفتك...صار الكون جنة

زينها الأقحوان

صقيع عمري أذابته حرارة صيفك

فانتشت روحي ببهاك

عزف القلب حنين أشواقي

اجتاحني إحساسك

على ضفاف الفؤاد

تملكت إحساسي وكنت السلطان

غدوت وطني ..وحراسه عيناك

توجتني ملكة مع الصولجان

ذات غمرة..قلت لي:

يانور القمر...

هل يضيء قمري إلا من شمس بهاك

أنفاس حروفي

تنهيدات ذكراك

أخطها فيفوح عطرك بين الكلمات

لتقص أجمل الحكايات...بأروع النغمات

أيااا...قمري...

ماالذي يحدث؟!!

أهو حلم ...أم حقيقة..أم سراب

أسكرتني من خمرة حبك

فلا تتركني أنتظرك ...

في مرافئ النسيان....


بقلمي...ساميا أحمد ...


وقف عليها الحب /للشاعرة ساميا أحمد

 وقف عليها الحب

لأنها نبض القلب

رضعت هواها منذ طفولتي

حبها أزلي يجري بشراييني

عطر وجنان 

سحر وهيام

أرض الأحرار

وطن الكرامة 

والعزة والفخار

سورية الحضارة 

أرض الإباء والشهامة

سورية تاريخ يكتب 

بماء الذهب على جدران الأزل

ياشمسا لاتغيب

يهواك القريب والغريب

ياحنونة....ياصابرة

ياصامدة بوجه التهديد

رغم الشدائد والوعيد

ياوجعي ..وأنين انصهاري

فداك الروح والولد

نموت لأجلك ليحيا البلد

ياأرض الحضارات الخالدة

بحروف أبجديتك نطق العالم 

سُطرت ملاحم بطولات 

على ترابك الطاهر

دحرت الغزاة في الزمن الغابر

ستبقي منارة للكون 

والحضن الدافئ

لكل عربي يأتي إليك 

أويغادر

ياأرض الأتقياء

وحب الانبياء

حماك الله ..يابلدي


..... بقلمي ساميا أحمد .......


الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

يا أنا /للشاعرة ساميا أحمد

 .....ياأنا...

واحتارت الحياة....أيهما أنا....

وأيهما أنت....!!

أنى اتجهت ...طريقي إليك

أغمض عيني على شمس

كانت ومازالت .....تشرق بروحك

أيها الساكن....

بين الماضي ....والأزل

ياكل ..كلي..وطيف روحي

يابوح قلبي..والأمل

ياوطن أحلامي..وقوافل اشتياقي

وكل الأماني..

منذ بدء التكوين..خلقنا معا

روحا واحدة...تغفو على ضفاف الحب

تباعدنا...ومازلت حاضرا

في عصف الغياب..

وعظمة التجلي..انهمر الودق

يعزف لحن الغرام

لتلاقي الجسد

عناقيد وجدي...تدلت 

من عرائش قلبي..الذي رق

توقا لعناق ..قلبك

أغمض عيني..فأتوسد ذراعيك

وأسطر أجمل رواية

في سفر الهوى...معك

توحدت الأنفاس...

عزفت النبضات على أوتار القلب

قائلة..أنت الهوى..وفيض الجوى

وكل المنى..ورب الفلق

تماهت كل الملامح

توحدت المشاعر

انصهرت الأماني..بفردوس الأحلام

تنفست النبضات عشقا

وهامت على ضفاف قلبك الذي دق

..ياأنا....

أراك بأحلامي...تعطر شراييني

أتنفسك عطرا...أبوحك حرفا..

أستوطنك كيانا..فأنت وطني وذاتي

وقدري....إلى دنو الأجل..


بقلمي....ساميا أحمد