إني أعيشُ إني أسيرٌ في زمانٍ عاصفٍ
برياحِ همٍّ منْ يدِ الأقدارِ
والحزنُ يعصرُ في فؤادي قاتلاً
روحَ الحياةِ وعزَّةَ الأحرارِ
والزيفُ باتَ رصيدَ كلَّ خلائقٍ
عبرَ التعاملِ في مدى الأطوارِ
والكلُّ في بحرِ الخيانةِ سابحٌ
والصدقُ منزوعٌ منَ الأخبارِ
أهلُ الطهارةِ بينَ أدراجِ النوى
ما عدتُ أرقبُ بسمةَ الأبرارِ
في عالمٍ رَغِبَ الخداعَ وظلمةً
كمْ كادَ يخلو منْ ضيا الأنوارِ
فالوجهُ يرسم ُبالخديعةِ طيبةً
والقلبُ فيهِ مكائدٌ الأخطارِ
هلْ باتَ صنفٌ بالزمانِ مطهراً
منْ كلِّ مكرٍ في مدى الأعمارِ
غَلِبتْ على نبتِ الحداثةِ شقوةُ
جراء بعدٍ عنْ هدى الأخيارِ
فالكربُ زادَ بفيضِ كلِّ مكارهٍ
فتكاثرتْ أنواعُ شرَّ دمارِ
نبتُ الزهورِ فلا تراهُ بوازعٍ
يهدي الشبابَ لمنهجِ الستارِ
عَلِقتْ بأذهانِ الربيعِ حداثةٌ
منْ غيرِ فحصٍ للهوى الجبَّارِ
فاليومَ نحيا في غمارِ كوارثٍ
مابينَ آفاتِ الردى وحصارِ
وحياةِ بؤسٍ منْ هزيلٍ معيشةٍ
والنفسُ نارٌ من لظى الأضرارِ
والأرض ُ كادتْ أن ْتجفَّ خصوبةً
من سوءِ فعلٍ من هوى الأشرارِ
والزرعُ تحصدهُ المعاصي حصْدةً
بمناجلِ الآفاتِ والمنشارِ
بقلم كمال الدين حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق