العقل والأخلاق.
بقلم.. محمد عزو حرفوش.
بسم الله الذي ميّز الإنسان عن سائر خلقه بالعقل.. ليتبيّن به الخبيث من الطيّب.. ومرسل الرسل والأنبياء لهداية بني البشر.. وجاعل خاتمهم سيد الخلق محمد الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين.. الذي بُعث ليتمّم مكارم الأخلاق.
نعم العقل ومكارم الأخلاق.
العقل.. هذا العضو الذي ميّز الله الإنسان به عن سائر خلقه.. وكرّمه به.. بات العضو الأقلّ استخداماً عند كثير من الخلق.
ومكارم الأخلاق التي بعثَ الله سبحانه خاتم الأنبياء ليتمّمها.. باتت بضاعة مزجاة لدى الكثير من الورى.
فهل إهمال تكريم الخالق.. وهدف خاتم أنبيائه أمراً عابراً؟!.
سؤال قد لا يعني شيئا للبعض.. ولا يهمّ البعض الآخر.. غير أنّه من الحكمة بمكان التوقف عنده ولو قليلا.
كيف للأمم أن تنهض وتتقدّم إنّ لم تُعمل العقل في الغايات التي أرساها الخالق؟
كيف للأمم أن تعلم وتتعلّم وتنتصر بلا العقل؟
وكيف للأمم أن تزدهر بلا أخلاق؟
حقائق يجب أن نقرّ ونعترف بها.. حتّى نتمكّن من تغيير حالنا.
يجب أن نقرّ ونعترف بأخطائنا ونسعى إلى تصحيح المسار.
إنّ تراجع التعليم والتربية والاقتصاد والثقافة.. وضعف الروابط الأسريّة والوطنيّة والإنسانيّة.. وغيرها الكثير.. مردّه إلى عدّة عوامل وأسباب.. غير أنّ أهمّها.. تقزيم دور العقل.. وتغييب الأخلاق.
نعم أيّها السيدات والسادة.. إنّ عقولنا باتت بمعظمها مخصيّة أو مغيّبة.. ومنظومة الأخلاق قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.
لماذا نتجاهل ذلك؟
لماذا نشكو عيب وتكبّر وتجبّر غيرنا ومعظم العيب فينا؟
ألم ندّعي أن العقل السليم في الجسم السليم؟ فهل نحن نطبّق ذلك؟
ألم نتوارث أنّ في الاتحاد قوّة؟ فهل سعينا إلى ذلك؟
ألم نتناقل مقولة أنّ لا أحد يركب ظهرك إذا لم تنحني؟ فهل فعلنا؟
لماذا نردّد دائماً مقولة القافلة تسير والكلاب تنبح؟ لماذا لا نوقف القافلة قليلاً ونسكت الكلاب إلى الأبد؟
لماذا لا نتّعظ بأخطاء غيرنا.. ونصرّ على التعلّم من كيسنا؟
ألم نسمع بمقولة لا يحكّ جلدك إلا ظفرك؟ فهل نطبّق ذلك؟ أم ننتظر أن يحكّ لنا الغير جلدنا.. وييسّر أمرنا.. ويحلّ لنا عقدة عسرنا؟
كيف ننتظر رحمة الله ونحن نهمل هباته ونعمه وعطاياه؟
كيف نرجو صلة الغير فينا ونحن نهمل حتّى صلة الرحم؟
هل الوفاء والاستقامة والصدق والانتماء مفردات على قيد الحياة فينا؟
هل نتمنّى الخير لغيرنا كما نتمناه لأنفسنا حقّا؟ وهل نسعى للتكافل والتضامن صدقا؟
آلاف الأسئلة تبحث عن إجابات شافيةْ..
إنّه زمان الكفر بتكريم الله وإهمال غاية بعث خاتم الأنبياء.. فكيف نستنكر ما آل إليه الحال؟ وندّعي الظلم في المآل؟
فوالله لا أرى خلاصاً إلا بالعودة إلى العقل والتعقّل.. وإحياء مكارم الأخلاق.
حتّى العلل والأمراض تستهدف أوّلا الأجساد المترنّحة والعقول المتسطّحة.
الأوبئة باتت كثيرة.. ولا مجابهة لها إلا بالعلم.. ولا علم بلا عقل.. ولا عقل ينفع الإنسانيّة بلا أخلاق.
فهل من يقظة قبل نهاية السباق؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق