بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 أغسطس 2022

زغاريد ودموع // الكاتب✍ أبو أيهم النابلسي



زغـاريـد ودمـوع
"" "" "" "" "" "" "" ""


الحـب / خلـود للنفـس
  ينمـو مـن بـذرة عبـاد الشمـس
  يهـزُّ النـور فـي وجـه العتمـة
  الحـب// هـو الحيـاة طـارجـة  .. 

  الخـوف/ حـريـة الاختيـار
  سـلال مـن الانتظـار المـوجـع ممتلئـة بـالسـراب
  بـاقـة قهـر بمـرمـى الـرصـاص
  أمنيـة بفستـانٍ أسـود ومعطـف بلـون التعـب
  شحـوب متفـاجـئ بمـا لا يُـرى
  الخـوف// يجعـل الجـدران الخشبيـة تتكلـم
  ويقـيـم للمسـاميـر وليمـة  ..

  الحـرب/ تجعـل الحـزن بـلا مـلامـح
  والمـرارة تـرمـح عـلـى ظهـورنـا
  والكـلام ينـام بـاكيـاً فـي أفـواهنـا
  كـأننـا نـأكـل أصـواتنـا
  الحـرب// تجعـل كـل شـئ لا شـئ  ..
  كـم حجـم الألـم ان تستيقـظ فـلا تجـد الجـدار الذي
  عليـه صـورة والـديـك ؟
  كيـف تبـلـع حـزنـك قـرصـاً قـرصـا
  وتشيّـع نفسـك الى مـا وراء العشـاء الأخيـر

  أتـامـل الفـراغ وانـا معـلّـق بسـرَّة الـريـح
  خـريـف يتـوضـأ  بضـوضـاء العُمـر
  صـراخ أخـرس يطـلُّ علـى الصـدى المـذعـور
  كـل الـذين غـرقـوا / لـم يغـرقـوا أكثـر منّـي
  وكـل الذيـن غـادروا / أخـذونـي منّـي
  وكـل الـذين جـاعـووووا / أكـلـوني وهـم يحلمـون
  بخبـز  القمـر
  بقيـتُ شـاحنـة محمَّـلـة بـالحجـارة والقـليـل
  مـن التـراب
  وكـمّيّـة كبيـرة جـداً مـن العـذاب المتـوحـش
  فـوضـى منثـورة علـى منصـات الهـذيـان
  ورسـالـة مـن دون كـلمـات فـي بـريـد النسيـان
  بضـاعـة مهـربـة تنتظـر رجـوع المستحيـل...

  لمـاذا لا نـرفـع التحيـة للأرض التـي تتحمّـلنـا
  نحـن الـذيـن ولـدنـا بفـم الهـاويـة وعُلّقنـا بـأشجـار
  دُفـلى صخـريـة
  حيـث الظـل المـائـل والقفـز محـرَّم عـلى الخيـال
  فـي كـل شـئ خـط أحمـر
  سقـف مـن الـزغـاريـد والـدمـوع ودبـكـة للصخـور
  الـراسبـة فـي امتحـان الشمـوع
  مفـردات الشـوارع ورمـد متـورم وأطيـط
  الاحـذيـة المـلمّعـة بالطحـالـب
  نتـوقـف عنـد هـذه الخطـوط كي لا نتبعثـر أكثـر
  نتشبّـث بـأكفـاننـا ونـربطهـا حـولنا بقـوّة
  كـي لا تسقـط ونـذهـب الـى اللـه عـراة
  فـالافـراط تسـلـق لجـدار المـوت
  وانكسـار مـزمـن لتجـاعيـد الـذاكـرة
  فمـا اقسـي المـوعـد الـذي لـن يـاتي
  والجـرح المغـلـق الـذي يعجـز عـن الصـراخ
  لكـن // الأصعـب
  " حيـاة مـن دون حيـاة"

  ها أنذا //
  احمـل بـرد الدهشـة عـلى ظهـري
  أحـاول نـزع انيـاب الـواقـع وتـرتيـب وجهـي وفـق
  خـارطـة الخـراب المتمـدد
  أداوي اسـئلـة عقيـمـة وأتـوضـأ بالفـرح المستعـار
  اهـرب من ذاكـرتـي ومـن الأوغـاد المـلطخـيـن
  بجـوع العصـافيـر
  روحـي تحتـاح الـى الظـل
  تحتـاح أن تشـرق يـومـاً مـن خـاصرة الحـب
  مـازلـت أحـلـم...
  مـازلـت قـادراً علـى البـكـاء
  فـأنبـل مـا في الانسـان / أحـلامـه
  وأجمـل مـا فيـه / دمـوعـه
  تعـالـي معـي خـارح اليـأس وخـلف الشـك
  مـوسمـاً للحنـان/اغنيـة لـم تُغنّـى بعـد/قصيدة
  غيـر مقـروءة/وايـة مـن مصحـف الـدنيـا
  حـاربـي معـي حتـى يـأتينـا اليقـيـن
  لـي معـك سـر الخـلـود وعـلانيـة الانصهـار
  يـا رفّ حمـام فـاجـأه المطـر
  اليـوم أستطيـع الـذهـاب الـى آخـر الممـكـن
  وحـدي معـك  ...




✍ الكاتب✍



أبو أيهم النابلسي

21/8/2022








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق