بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 5 فبراير 2023

هذا العراق بقلم الأديب المبدع جاسم الطائي

( هذا العراق )
هذا العراقُ جراحُ الأرضِ تزدحِمُ
مضمخُ الهامِ وهو الشامخُ الهرَمُ
مرت عليه جيوشٌ لا عدادَ لها 
من الرزايا وخابَتْ دونَهُ الرُجُمُ
منذ الخليقةِ هابَتْ من بوارقهِ
نوائبُ الدَّهرِ حتى نابَها الهَرَمُ
نوائبُ الدَّهرِ دهراً تستكينُ لهُ 
وتستحي منه يا مَن ذِكرُهُ قسمُ
أقسمتُ بالله قد أندى مرابعَهُ
وأودعَ المَجدَ فيه والدنى إرَمُ
كم ناجزَتْه وكم أعيا مصارعَها
ولا يزالُ عصياً تاجُهُ الشممُ
أردى بها الموتَ واستبقى مهابَتَهُ
ومزَّقَ الصمتَ والآفاقُ تحتدِمُ
فلا يزالُ بقلب الأرضِ نبضتُهُ 
وفي محيا السَّما وَشمٌ ويرتَسِمُ
فانفَذْ إن اسطَعتَ من دوامةٍ عَرَضَتْ
واغفَلْ ان اسطعتَ لن يبقى عليكَ فمُ
أنّى نظرتَ تجدْ من بعض عزَّتهِ
فيضاً وينهلُ من أسرَوا ومن قدِموا
نبعُ الحضارةِ ما انفَكّتْ فضائلُهُ
على الزمانِ زماناً ظلّ يبتسمُ
قد ألهَمَ الخلقَ تحكي عن مآثرهِ
وفَجّرَ النورَ أبْلَت دونَهُ الظُّلَمُ
هذي القراطيسُ كم تزهو بملحمةٍ 
مدادُها ماءُ عينِ الدهرِ ينتظمُ 
هو العريقُ فأيُّ الوصفِ يُنصِفُهُ
وأيُّ قافيةٍ إن رمتَ تنسجمُ
وكل سطر تفانى تحت وطأتهِ
في صفحة الغيبِ والآجال تُقتَسَمُ
ترنو إلى الشمسِ والعلياءُ موطنُها؟!
قد أعجزَ الضادَ حتى هابَهُ القلمُ
-------------
د٠جاسم الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق