//فقدان الشغف //
بقلم جليلة فريدي
عجبا لجثث تمشي فوق الأرض !!
أجساد دون أرواح مكفنة بثوب الحياة !!
صمت ..اختفاء ..انطفاء وموت بطيء!!
صفعتنا أكف الأيام ؛ بل ذبحتنا بسكين الحرمان ..
ولسعتنا عقارب الزمان .
نمشي فوق أشواك الألم ..
الوحدة القاتلة تنهش زوايا الروح ..
نختبئ داخل قضبان سجن أنفسنا ..
وصرنا مثل الفراشات نقتات على خيوط الضوء لنحرك العتمة ..
تهنا وسط دروب المستحيل الضيقة
المسالك..
تتساقط علينا صخور الواقع من أعلى جبال الحياة..
أعتصرت ضلوعنا جدران نكبات الزمان !!
لم يسمع صراخنا إلا من مر من نفس دروبنا!!!
ذلك العجوز الذي جر عربة الكرامة ولم يأكل رغيف خبز حاف!!
وتلك المرأة التي ترعى قطيع الضأن ولم تنل حتى وبرها !!
وذلك الشاب الذي ابتلع الحروف وتمنى لو بقي جاهلا ليعيش بكرامة .
وذلك المغترب الذي يستنزف طاقته من أجل راحة الآخر ..
صرنا نهرب من واقعنا المرير نجر ذيول الخيبات والانكسار.
إلى عالم الافتراض والخيال علنا نسترق ابتسامة مزيفة من ثغر الأحلام..
علنا نتخلص من النمل الذي يقتضم خلايا أرواحنا دون انقطاع..
ونضع جانبا ذلك الكتاب الذي مزقنا معظم صفحاته لم نجد فيه لربيع العمر عنوان ..
فقدنا الشغف ربما لأننا ولدنا في زمان غير زماننا ومكان تلوث بفعل الإنسان..
هكذا أصبحنا نلتفت من عمق الماضي ونتحسس حياة عسلها موت مصفى !!
بقلم جليلة فريدي
من المغرب