بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 4 سبتمبر 2023

فقدان الشغف/للشاعرة جليلة فريدي

 //فقدان الشغف //

بقلم جليلة فريدي 


عجبا لجثث تمشي فوق الأرض !!

أجساد دون أرواح مكفنة بثوب الحياة !!

صمت ..اختفاء ..انطفاء وموت بطيء!!

صفعتنا أكف الأيام ؛ بل ذبحتنا بسكين الحرمان ..

ولسعتنا عقارب الزمان .

نمشي فوق أشواك الألم ..

الوحدة القاتلة تنهش زوايا الروح ..

نختبئ داخل قضبان سجن أنفسنا ..

وصرنا مثل الفراشات نقتات على خيوط الضوء لنحرك العتمة ..

تهنا وسط دروب المستحيل الضيقة

 المسالك..

تتساقط علينا صخور الواقع من أعلى جبال الحياة..

أعتصرت ضلوعنا جدران نكبات الزمان !!

لم يسمع صراخنا إلا من مر من نفس دروبنا!!!

ذلك العجوز الذي جر عربة الكرامة ولم يأكل رغيف خبز حاف!!

وتلك المرأة التي ترعى قطيع الضأن ولم تنل حتى وبرها !!

وذلك الشاب الذي ابتلع الحروف وتمنى لو بقي جاهلا ليعيش بكرامة .

وذلك المغترب الذي يستنزف طاقته من أجل راحة الآخر ..

صرنا نهرب من واقعنا المرير نجر ذيول الخيبات والانكسار. 

إلى عالم الافتراض والخيال علنا نسترق ابتسامة مزيفة من ثغر الأحلام..

علنا نتخلص من النمل الذي يقتضم خلايا أرواحنا دون انقطاع..

ونضع جانبا ذلك الكتاب الذي مزقنا معظم صفحاته لم نجد فيه لربيع العمر عنوان ..

فقدنا الشغف ربما لأننا ولدنا في زمان غير زماننا ومكان تلوث بفعل الإنسان..

هكذا أصبحنا نلتفت من عمق الماضي ونتحسس حياة عسلها موت مصفى !!

بقلم جليلة فريدي 

من المغرب


تراتيل الصباح /للشاعرة جليلة فريدي

 //تراتيل الصباح //

بقلم جليلة فريدي


يولد الصبح من رحم الليل ..

وتصرخ خيوط النور من حلكة الظلام..

 سرق الليل خيوط الفجر !!

لما التحف بعباءة السهاد!!

والأرق يقتص مني ليقيم 

السواد على أجفاني والكآبة على روحي النقية . 

ليل يناجي الرقاد على مخدة

حلم يتيم ..

أفتح أزرار الصبح خوفا من العتمة

ترى هل يبزغ فجر من ليل موحش.!!

هل يقبل بثغره رحيق الأمنيات ؟؟

ويحيي بنسيمه العليل 

سنابل آمال ذبلت 

رويدك أيها الشروق 

يا صاحب خيوط الشمس 

هل من دفء يذيب صقيع الروح؟

 هل من عشب أمل تخضر معه أحلام ذابلة ؟؟

وأنزع وريقات صفراء من خريف 

أبى المغادرة !!

ترك رياح الأيام تعصف بشجرة 

العمر وعقارب الزمان !!

في صقيع الأمطار تجمدت أطراف

أحلام الصبا البريئة!!

ايتها الشمس الدافئة 

خذيني معك نطوي البحور والفيافي 

نبدد المسافات ..

ربما أجد الأمان في موطن غير موطني!!

خذيني إلى أبعد الحدود 


سأسافر مع هبوب الرياح 

أبحر بلا زورق ولا مجاديف

مثل عصفورة تخلصت من الأسر !!

سأجوب السماء متحدية الغيوم 


انتظرني هناك يا أملي بين النجوم

فكل شموعي وخيوط الفجر لم تحرك عتمة روحي إلا طيف دون ملامح!!

ستنفض عصافير الشوق الغبار عن 

أوكارها 

وتحلق مع سرب الحنين 

وتغرد بصوت حزين لحن الآهات 

احملني يا بحر كسحابة إلى سماء من يستقبل غيمتي ولو أنها دموع 

ترى هل تغمرني الفرحة والارتياح 

عند إشراقة شمس الصباح 

بقلم جليلة فريدي 

من المغرب


ودعتكم /للشاعرعماد الكيلاني

 ودّعتكم 

١-٩-٢٠٢٣

ودعتكم ودعتكم 

وفي الوداعِ اخفيتُ دمعتي 

وحملتُ مخزون ذاكرتي 

وعلى ظهري بقايا امتعتي 

وذهبتُ محترقاً بقلبي 

ونارُ الشوق تدفعني الى غُربتي 

امضيتُ من عمري سنواتٍ 

طغَتْ بها احزاني وحَسرتي 

هناك خسرتُ ناسي واحبتي ! 

ودعتُ بقايا الروح مغترباً

ترافقني اهاتي ودمعتي ……..

وتركتُ فوق رفوف العمر صورتي

وبقايا سطور كتبتها وحكايتي 

اما الروح فتركتها عند نافذتي 

كلما تفيقُ من سُباتها القسريّ

فجراً تُناديني باعلى الصوت 

تسألني عن مواعيد عودتي …….

ودّعتكم وليلُ الرحيل باردٌ

والغيابُ الطوعيُّ كان امنيتي 

سمعتُ في ليل الوداع كلمات 

رسمتها على اوتار قيثارتي …..

لِتصير في كل يوم لحني واغنيتي ! 

علّقتُ فوق خدود النجمِ سهراناً

شفتاي كي تظل ظاهرةً قُبلتي !!

ودّعتكم وما علمتُ الان موعد عودتي !!

(د. عماد الكيلاني)