(سافِر / ربيع دهام)
سافِرْ
إلى حيث تأخذكَ القدمُ
لا حسرة في الغدِ تنفعكَ
ولا ندمُ
ولا أسف يجلدُ بالسوطِ خيبتَك
ولا ثلجاً يكسرُ قسوتَه النَّقَمُ
لو ذُبْت في خلوتِك أو نُحتَ
جثةٌ
يسخر من موتِك الموتُ
وصفحةٌ
يغرقُ في ذلِّها القلمُ
من لم يعِر للعقلِ
مجذاف وجهته
حاك البحرُ له
من الأكفان سترته
ولاكَهُ بنارِ وهنِهِ السّقَمُ
سافِر
وافرد لوهجِ الريحِ جنْحَيْكَ
وطِر حراً
في الهواءِ وحلِّقْ ... أو ابقَ
في مأمنِ جُحرِكَ صنَمُ
إذا ما رمقتَ
بعينِ النسرِ صهوتَكَ
جثتْ الصِّعابُ
أمام وجهِك خاشعةً
وارتجفتْ،
بثبات مَشْيَتِك القممُ
دربُ المجدِ لا رعديد يسلكُها
بل هممٌ... ترفع مِن شأنِها الهممُ
ثُر على عجزِ قلبك وتَمَرّدْ
دع غدَكِ مع ماضيك يلتحمُ
لولا البذرة
ما كان للأرضِ ربيعهُا
ولولا العزّة لا حياة
من الموتِ تنتقمُ
فكرٌ
يغزو بالعقلِ طول غفوتَنا
وجهلُ
تحت حذاء العِلِم ينقسم
تذبل الأفكارُ
كما الأوراقِ وتنجلي
كي تبقى حيةً
في دنيانا القِيَمُ
سافر إلى حيث تأخذك القدمُ
لا حسرة في الغدِ تنفعك
ولا ندمُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق